التيار الكهربي عبارة عن سريان للإلكترونات في الموصلات التي تحتوي على إلكترونات حرة ومسافات بينية تسمح بهذه الحركة مثل: الفلزات، وأشباه الموصلات. كما توجد بعض المواد الأخرى التي يصعب تفكك جزيئاتها ويطلق عليها مواد عازلة. ونظرا لاحتواء جسم الإنسان على العديد من المعادن فنرى بسهولة تأثير الكهرباء على الجسد ، حيث يعتبر من المواد التي لها قدرة على التوصيل الكهربي خصوصا إن كان الجسم مبتلا، ومع تقدم العلم استطاع الأطباء أن يتحكموا في كمية الكهرباء وطرق سريانها وساعدهم هذا في معالجة بعض الأمراض التي تصيب الإنسان، وفيما يلي سنتناول هذا الموضوع بفوائده وأضراره، وطرق الوقاية من تأثير الكهرباء على الجسد ، ويشير الأطباء دائما على أهمية هذه الأمور، حيث تعتبر من المخاطر التي تصيب الإنسان بشكل مباشر ويجب التعامل معاها بسرعة وبشكل صحيح، وعند عدم التدخل السريع في هذه الأمور نجد وقوع العديد من الإصابات البالغة ويصل الأمر في كثير من الحالات إلى الوفاة.
استكشف هذه المقالة
مقاومة جسم الإنسان للكهرباء
يرتفع عدد ضحايا الكهرباء سنويا بنسبة ملحوظة مما دفع العلماء لقياس تفاعلها مع جسم الإنسان لوضع الإرشادات التي تحقق أقل ضرر، وخلق المواد التي يمكنها حماية الإنسان من تأثير الكهرباء على الجسد ، حيث قاموا بدراسة مقدار تحمل الإنسان للكهرباء، ومع تكرر عدد التجارب والأبحاث توصلنا إلى أن تحمل الكهرباء يختلف من شخص لآخر حسب عمره وحجمه، ومع مراعاة ما إن كان يقف على الأرض عاريا أم يرتدي حذاءً، واحتساب كمية الماء التي تنتشر في جسده والتي تساعد في مرور كمية أكبر من الكهرباء، وبعد الانتهاء من كل هذه الأبحاث تم وضع مجموع المقاومة الداخلية والخارجية للإنسان، أي مقاومة الجلد من الخارج والجسم من الداخل، ووصلت أكبر مقاومة تم تسجيلها إلى مائة ألف أوم وذلك في حالة جفاف الجلد، ويقل هذا الرقم إلى ألف أوم في حالة وجود ماء على الجلد واختلاف وضع الجسم عند تعرضه للكهرباء.
وعند ملامسة الإنسان لتيار قدره واحد مللي أمبير فإنه بالكاد يشعر به، ويكون تأثيره مثل الوخز الخفيف بالإبر، ويمكن القول أنه مثل ملامسة بطارية هاتف صغيرة بلساننا، وعند رفع التيار المعرض له الجسد لجعله يسجل خمسيين مللي أمبير، فهو كافي لحدوث تلف في أنسجة اللحم وحدوث حروق وتشوهات للجلد، وعند التعرض لمائة مللي أمبير فإن القلب سيضخ الدم بشكل أسرع في الجسم ثم يتوقف، وإن لم يتم إيقاف الكهرباء وإعادة القلب لنشاطه الطبيعي بسرعة فسيتوقف ويموت الإنسان. وعند تعرض الإنسان للجهد الكهربي للتيار المنزلي والذي يقدر بمائة وعشرون فولتا فإنه بالكاد سيشعر به ولن تحدث الكثير من الأضرار، وهذا بسبب مقاومة جسم الإنسان الكبيرة والتي ستجعل التيار المار في الجسم 12 مللي أمبير، ولكن عند وقوف الإنسان على الأرض مباشرة ووجود ماء فسنجد هذا الرقم يتغير إلى 120 مللي أمبير، والذي يسهل عليه قتل الإنسان بسهولة بسبب توقف القلب.
مخاطر الكهرباء على الإنسان و تأثير الكهرباء على الجسد
تعتبر الكهرباء من أهم صور الطاقة على كوكب الأرض، كما يمكن القول أن الكهرباء من أكثر الأشياء التي يستخدمها الإنسان في حياته اليومية، وبالرغم من الفوائد الكثيرة التي تتميز بها الكهرباء إلا أن لها الكثير من الأضرار، وهذه الأضرار تختلف حسب شدة التيار المارة في الجسم بالإضافة إلي وقت مرورها فيه، وسنعرض الآن متوسط الأرقام وتأثير كل منها على جسم الإنسان.
- 1 مللي أمبير: وخز خفيف لا يسبب أي ضرر.
- 2 مللي أمبير: تحدث صدمة كهربية بسيطة تؤدي إلى تفاعل الجسم تلقائيا في محاولة للابتعاد عن الكهرباء وحماية نفسه.
- 10 مللي أمبير: تزداد نبضات القلب، كما تبدأ العضلات في الضمور.
- 20:30 مللي أمبير: تحدث صدمة كهربائية تؤدي إلى حدوث تقلص عضلات الصدر فيصعب التنفس.
- 40 مللي أمبير: تحدث صدمة كهربية تؤدي إلى تقلص معظم عضلات الجسم وتوقف وظائفها الفسيولوجية.
- 50:100 مللي أمبير: تحدث صدمة كهربية عنيفة تؤدي إلى تقلص معظم ألياف البطن وحدوث حروق كبيرة.
- 1000 مللي أمبير: تتحلل كريات الدم إلى مكوناتها الأولية ويتوقف القلب فجأة.
- أكثر من ألف مللي أمبير: تنهار مكونات الجهاز العصبي المركزي، ويحدث تفكك للعمليات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم.
طرق الوقاية من الكهرباء
بالرغم من مخاطر الكهرباء، وعدد الكوارث التي تحدث بسببها إلا أن معظم هذه الكوارث تعود إلى إهمال المستخدم، وتكاسله عن قراءة كتيب التعليمات وعدم الاهتمام بطرق الحماية التي تنشر كل فترة، وسنوضح لكم أهم الطرق التي يجب الاهتمام بها لتفادي الوقوع في مخاطر الكهرباء وتجنب تأثير الكهرباء على الجسد :
- مراعاة أن يكون السلك معزول بشكل تام ولا يكشف أي جزء منه.
- اتصال كل الوصلات بطرف أرضي ليمتص أي شحنة زائدة تتولد.
- تركيب أغطية خاصة لمولدات الكهرباء وإبعادها عن أيدي الأطفال.
- عدم تشغيل الأجهزة الكهربائية في حالة ابتلال الجسم بالماء.
- عدم إصلاح الأجهزة وهي متصلة بمصدر كهربي.
- عدم تشغيل الكهرباء في المنزل بأي شكل عند وجود تسرب للغاز.
- فصل الأجهزة الكهربائية عند تنظيفها.
- عدم القيام بتصليح أي جهاز كهربي إلا في حالة وجود خبير كهربي.
- يجب عدم تعريض الأسلاك الكهربية للشمس لمدة طويلة.
- يجب إجراء صيانة دورية للأجهزة الكهربائية.
وتتعدد طرق الوقاية الأخرى والتي تتنوع وتختلف في كتيب التعليمات المرفق بكل جهاز كهربي، ويجب علينا الاهتمام بهذه التعليمات لكي نعيش في مكان آمن، ولنمنع حدوث الكوارث، ولكي نحافظ على أرواحنا، ولن يتطلب هذا إلا دقائق صغيرة.
كيف تقتل الكهرباء الإنسان وما تأثير الكهرباء على الجسد ؟
يعد تأثير الكهرباء على جسد من الأمور التي تؤدي إلى حدوث إلى حدوث خلل وفشل في الوظائف الفسيولوجية للجسم بطرق متعددة نعرضها الآن. عند النظر إلى قلب الإنسان نجد أن متوسط نبضاته يصل إلى 70 نبضة في الدقيقة، بينما يتغير التيار المتردد في منازلنا بمعدل 50 مرة كل ثانية، ويؤدي هذا إلى نبض القلب بسرعة كبيرة ولا يستطيع القلب التأقلم مع هذا الأمر فيفقد تحكمه بسرعة ثم يتوقف ويموت الإنسان. وبالنظر إلى أعصاب الجسم فإننا نلاحظ أنها تحتاج إلى كمية قليلة جدا من الجهد الكهربي لتستطيع إطلاق الألياف العضلية، وبالتالي عند حدوث صعق كهربي تزداد كمية الكهرباء في الجسم مما يسمح بإطلاق هذه الألياف بشكل كبير إلي كل أنحاء الجسم، وبالتالي تفقد الدماغ التحكم في الجسم وسرعان ما تنهار عضلات الجسم، ويموت الإنسان وتعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق التي يموت بها الناس سنويا. وفي حالات أخرى تحدث تقلصات في عضلات الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى الاختناق وموت الإنسان. ولا تتوقف أضرار الكهرباء على هذا فقط، حيث تولد الكهرباء طاقة حرارية كبيرة تعمل على تلف الأنسجة، وحدوث حروق بالغة تؤدي في النهاية إلى الموت.
علاج لمس الكهرباء
يجب علينا تعلم الإسعافات الأولية التي يجب عملها في الأمور المفاجأة، حتى تأتي الجهة المختصة بالعلاج وذلك حتى نمنع حدوث مضاعفات، ونحفظ حياة الأشخاص، وسنوضح الآن بعض الإسعافات التي ينصح بها الأطباء عند التعرض للصعق الكهربي.
يجب الإسراع إلى الشخص المصاب والتأكد من أن مجرى تنفسه يعمل بشكل صحيح. ولا يجب أن يحدث تجمع حول الشخص المصاب، ونقف بعيدا عنه حتى نسمح له بالتقاط أنفاسه. في حالة حدوث حروق للمصاب يجب نزع الملابس بسرعة من على الحروق ووضع الماء البارد علي الجلد. ويجب عدم وضع أي مواد أو أدوية على الحروق والجروح بعد الحادثة مباشرة. ويفضل عدم ملامسة المصاب بعد الحادثة فقد يكون مازال محتفظ ببعض الشحنات الكهربائية. عندما يكون الإنسان في حالة من الصدمة والذهول، يكون الحل بتمديده أرضا ثم رفع قدمه إلى الأعلى كي يمر الدم إلى عروقه ورأسه فينشط جسده مرة أخرى. ويجب مراعاة عدم تحريك المصاب لعدم زيادة الإصابات. وتعتبر هذه الطرق من أهم الطرق التي ينبه عليها الأطباء كتصرف صحيح لحوادث الكهرباء، ويعتبر التقدم والاهتمام بالإسعافات الأولية من الطرق المهمة التي تساعدنا في الحفاظ على الروح البشرية.
فوائد الصعقة الكهربائية
تعد الصدمة الكهربائية هي العلاج الوحيد التي يلجأ إليه الأطباء لعلاج الاكتئاب الحاد، ويكون اللجوء إليها عند فشل الطرق المختلفة في الطب العضوي والنفسي، وتعتبر ألمانيا من الدول الرائدة في هذا المجال، كما أثبتت بعض الدراسات الأخرى نجاح كهرباء قدرها 9 فولت في جعل الإنسان يرى الأشياء بشكل أجمل، وتتغير نظرتها السوداوية كما يرى الناس أكثر جاذبية، وفي بعض الحالات التي يحدث فيها خلل في نظام ضربات القلب، حيث يتم صدم المريض كهربيا في منطقة الصدر وتعمل هذه الكهرباء على إعادة تنظيم هذه النبضات. كما صرح الدكتور (أحمد السواح) أخصائي أمراض القلب بالمعهد الصدري أن الكهرباء تصلح في علاج مرض (الرجف الأذيني) ويعتبر السبب الرئيسي لعلاج هذا المرض هو قدرة الكهرباء على إعادة تنظيم ضربات القلب. بالإضافة إلى هذا تساعد الكهرباء في علاج معظم الأمراض الدماغية مثل: الانفصام الحاد، والاضطراب ثنائي القطب، ومعظم حالات الصرع، وعلاوة على هذه الأمراض يمكن علاج الحالات التي تعاني من المرض (الشمعي) حيث يفقد المريض القدرة على المشي والحركة بواسطة تأثير الكهرباء على الجسد . وبفضل الجهود المستمرة التي يبذلها الأطباء والعلماء يتم كل يوم اكتشاف فائدة جديدة للكهرباء، أو طريقة جديدة في العلاج.
بالرغم من الأضرار الجسيمة التي تسببها الكهرباء، إلا أنها تعتبر من أكثر الأشياء التي يستفيد منها الإنسان في حياته اليومية، ولا تتوقف الفائدة علي تشغيل الأجهزة الإلكترونية وإمداد المصانع بما يلزمها، بل امتدت فوائد الكهرباء، ودخلت في مجال العلاج الطبي بقوة كبيرة، واتسعت فوائدها ومنافعها، وبالنظر إلى هذا المقال ومتابعة فوائد وأضرار تأثير الكهرباء على الجسد ، يمكننا القول أن العلماء فقط يستطيعون أن يحولوا الكوارث لمنافع يستفاد منها، وإحالة شرور الكون إلى علاج يداوي به أمراضه، فبالرغم من قوة الكهرباء والضرر الذي يحدث بسبب تأثيرها على الجسد لم ينصح العلماء بالابتعاد عنها وتجنبها فقط، بل حاولوا جاهدين أن يستفيدوا من هذه الطاقة العالية في إيجاد مخرج جديد من متاهة بعض الأمراض المزمنة، ويشرح لنا هذا الأمر القوة العظيمة للعلم الذي يعلمنا أن الأمور مهما كانت سيئة، وقد تساهم في إنهاء حياتنا فببعض التفكير والتعلم والبحث، يمكننا تغير كل هذا بسهولة والتمتع بم كنا نهرب منه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق