بكاء الرجل هو أمر مصدر جدل دائما، فالكثير يقولون أن الرجل لا يجب أن يبكي والكثيرون أيضا يقولون أن عادي جدا أن الرجل يبكي، وآخرون يقولون أن الرجل بطبعه يحب أن يقاوم البكاء، ولكن العلم يقول شيئًا أخر، وهو أن الرجل لديه غدد دمعية بنسبة أقل 60% من المرأة وأيضًا هرمون البرولاكتين أقل من المرأة عند الرجل وهو هرمون يجعل عملية ذرف الدموع أسرع وأسهل عند السيدات، ومن هنا نعلم شيئا غريبًا جدًا لدى الرجل أنه لا يبكي كثيرا ليس لأنه قوي جدًا بل لأنه علميًا ليس لديه الكثير من الدموع ليذرفها تباعًا لعاطفته، ولذلك يجب أن نتعامل مع الأمر بوعي تمامًا فليس الرجل الذي يبكي هو رجل ضعيف وليس الرجل الذي لا يبكي هو رجل قوي فهو فقط من الممكن أن يكون غير قادر على ذرف دموعة مثل غيره. ولكن كل هذا لا يمنع أنه أحيانًا نجد الرجل قد بكى، وهناك فكرة أن الرجل يبكي قد لا تتكرر سوى مرات قليلة في عمر الرجال عكس النساء تماما فبعض النساء تبكي بصورة يومية لمجرد أن هذا يريحها، ولندرة بكاء الرجل نقدم لكم هذا المقال أعزاءي القراء متى يبكي الرجال.
أسباب بكاء الرجل ودلالتها
عندما يفقد الرجل شخص قريب منه
غالبًا الجنازات لا يُسمع لها صوت بكاء للرجل، ولكن أحيانًا نجد بكاء الرجل حاضرًا في بعض مثل هذه المواقف الحزينة، ولا سيما في حالات وفاة الأب والأم والزوجة والأولاد، حينها الرجل لا يتمالك نفسه ويبكي بحرقة، كأنه لا يبالي ولا يعرف ماذا يفعل، والكثير من الرجال لا يتذكرون مثل هذه المواقف بعدما تحدث لأنها تكون مواقف مؤلمة والعقل الباطن لديهم يحاول أن يتخلص منها بصورة تلقائية، وهناك أيضًا مواقف فقدان تجعل بكاء الرجل حاضرًا رغمًا عنه مثل تغسيل ميت أو تأبينه، أو حتى تذكره أثناء نقاش عابر مع الأحباب، فالرجل عندما يتعلق عاطفيًا بشخص، فهو ليس مثل المرأة طبيعتها أنها عاطفية بل يكون الأمر غريب على الرجل ومربك ولذلك غالبًا يتلعثم ويزرف بعض من دموعه فور حدوث فقدان لشخص ما.
عند النجاح بعد التعرض للظلم
الكثير من الرجال يتعرضون للظلم في هذه الحياة، ولا يبكون ولا يتأثرون، ولا يهتزون ولكن كل هذا يختزن داخلهم، فأحيانًا الظلم يستمر سنوات عددها كثير ويظل الرجل أيضًا دون بكاء، ولكن يحدث وأن الرجل ينجح رغمًا عن الظلم هنا بكاء الرجل ينفجر مثل الشلال لأنه يتذكر كل الأوقات الصعبة التي مر بها، يتذكر ألمه النفسي والجسدي، ويتذكر ما حدث كي يصل إلى هذا النجاح وكل هذا يتدفق دون إرادته مرة واحدة ولذلك تجد بعض الرجال أو الرياضيين وهم يتسلمون الجوائز أو بعد منافسة ما يبكون غير مصدقين أنهم وصلوا إلى هذا النجاح الصعب الذي من أجله مروا بالكثير من الصعوبات والمراحل الصعبة في الحياة، ولكن يحدث أيضا أن لا يأتي النجاح فيشعر الرجل بالظلم لفترات كبيرة ليصل في الأخير أيضًا إلى حالة من بكاء الرجل الغير معروفة السبب بالنسبة للآخرين ولكنه هو وحده يعلم أن السبب هو ألمه النفسي الذي شعر به من الظلم طوال حياته.
بكاء الرجل فخرًا بأولاده
الرجال يعشقون أولادهم عادةً، فأي رجل يتمنى أن يكون أولاده أفضل منه هو شخصيًا، غير هذا رجال الطبقة الكادحة، يفعلون شيئا واحدا في حياتهم، ألا وهو أنهم يكدحون ويعملون ليلا نهارا من أجل أولادهم ومن أجل تعليمهم، الآباء عموما يعتقدون أنهم يستثمرون في أولادهم، ولا يخبلون بأي مجهود أو مال يمكن توفيره من أجل هذا المجهود، ولذلك عندما يفهم الابن هذه المكانة ويبدأ في النجاح ويصل إلى شيء عظيم والناس جميعها ترى ذلك، ونجد هذا كثيرًا في برامج المسابقات الحديثة، التي فيها يخرج الأبناء مواهبهم أمام ألاف الناس والمشاهدين، ومن ثم يقوم الآلاف ويصفقون لهذا الشخص والأب في الخارج يبكى على نجاح ابنه احتفاءً به وحبا له، ومن هنا نفهم شيء جميل جدًا من بكاء الرجل أن عاطفتهم نحو أولادهم تختلف عن عاطفتهم تجاه أي شيء أو شخص أخر.
بكاء الرجل نتيجة تراكم الضغوط والمشاكل
ما يحدث لبعض الرجال في العموم، هو الاحتكاك طوال الوقت بالعمل، ومن ثم بالتزامات الأسرة، ومن ثم للعمل مرة أخرى، ولا يوجد مفر ولا مهرب من المسئوليات والحاجة للمال، ولذلك الرجل يكون في دوامة لا نهائية من الضغوط قد تستمر أيام وقد تستمر شهور وقد تستمر سنين، ولذلك عندما يزداد الضغط فلكل شيء سعة احتمال، ولذلك زيادة الضغط على النفس البشرية له طاقة احتمال، عندما يصل لها الرجل، فيبدأ هنا بكاء الرجل بطريقة تلقائية لشعوره بالعجز وعدم القدرة على مواصلة مواجهة كمية الضغوط اليومية التي يواجها بطريقة متتالية.
بكاء الرجل نادر جدًا أمام الأنثى
مشكلة الرجل الأولى هو انه دوما يشعر أنه الأقوى أمام المرأة، وأن فكرة أنه يبكي أمام المرأة فهذا الشيء، سيجعله يسقط تمامًا من نظر المرأة وتعتبره ضعيف وغير أهل للثقة، بل يحدث أحيانًا أن الرجال يهربون من أماكن تواجدهم في إطار يوجد فيه سيدات لمجرد أنهم يشعرون فقط أن دموعهم ستغلبهم، وهناك نوع أخر يقول أن عينه فقط تؤلمه وأنه لا يبكي، وأعذار كثيرة دومًا للرجال عن البكاء أمام المرأة، ولكن ما يجب أن يعلمه الرجل أن بكاءه لا يجعل المرأة تراه ضعيف بل بالعكس المرأة من الممكن أن تبكي لو رأت رجل يبكي لأنه تعلم أن هذا ليس هو الطبيعي وكون الرجل يبكي فهناك كارثة، ولذلك هي تبكي لبكاء الرجل دون حتى أن تعرف ما سبب البكاء، ولذلك إن غلبتك دموعك عزيزي الرجل لا تخجل ولملم شتاتك طبيعي جدا.
بكاء الرجل بسبب الشعور بالذنب
الكثير من الرجال يفعلون الأخطاء لمدة كبيرة من الزمن، ولا يبكون بل ضميرهم يصبح معتاد على هذه الفكرة، والذي يفعلها بطريقة يومية، ولكن يحدث يوما ما أن يرجع أحد إلى صوابه، فمثلًا، رجل كان يضرب زوجته كثيرًا ويعاملها بجحود كبير، ويحدث أنه مر بحادث وجميع الناس حوله تخلوا عنه ما عدا زوجته، حينها ضمير الرجل يستيقظ، ويبكي لسبب بسيط لأنه شعر بالندم على كل ما فعله لزوجته، وشعوره بالذنب يتملكه لدرجة أن لا يقاوم دموعه أبدًا، وهنا يعد البكاء دليلًا نوعًا ما على صحوة الضمير قليلًا حتى لو كان التغير بطئ بعد ذلك ولكن على الأقل سيكون هناك تغير.
بكاء الرجل من السعادة
أحيانًا يمر الرجل عموما بفترات عادية من حياته، وأخرى صعبة وأخرى سعيدة، ولكن هناك مواقف تحدث في هذه الحياة تجعل فرحة الرجل جنونية لدرجة أنه يرى نفسه يزرف دموع بطريقة تلقائية، في موقف مفرح جدًا، وهذا ليس غريب على الرجال، لأن ما يحدث هو أن الرجل يصل لمرحلة من السعادة فيها مشاعره كلها تنفجر وكعلامة على هذه المشاعر هي الدموع.
أخيرًا عزيزي القارئ بكاء الرجل ليس عيب ولا يجب على الأسر أن تربي الأولاد الصغار على أن بكاء الرجل عيب بل يجب أن يتركوهم يخرجون الطاقة السلبية والضغط النفسي داخلهم في هيئة بكاء أفضل من أن يخرجوه في شيء أخر سيء.
أضف تعليق