تسعة
الرئيسية » لوح النصائح » انتهاز الفرص : كيف تنتهز الفرصة التي تأتي إليك ؟

انتهاز الفرص : كيف تنتهز الفرصة التي تأتي إليك ؟

يعتبر انتهاز الفرص واحدًا من الممارسات التي تجعلك تستغل ما يحدث لك لصالحك بشكل كبير، والحصول على فرصة لتحقيق النجاح والتفوق في حياتك ومشاريعك الخاصة.

انتهاز الفرص

لا يجب أن يهمل أي شخص انتهاز الفرص التي تأتي إليه، فاليوم صرنا في عصر السرعة الحياة يومًا بحال وفي الصباح التالي ينقلب حالها في الاتجاه المعاكس تمامًا، صارت الحياة تركض بنا لدرجة أننا لم نعد نجد وقتًا للحياة! اليوم يبدأ.. اليوم انتهى! من يصدق أن أربعةً وعشرين ساعةً بأكملها مرت عليك ربما لم تفعل فيها أي شيء لكنك لم تشعر بها، يومٌ من عمرك سقطت ورقته ولم تشعر به حتى، ومع ذلك صارت حياتنا أكثر تعقيدًا وصارت متطلباتنا أوسع وأضخم وحاجاتنا لا تنتهي، اليوم لم يعد أحدٌ فينا قادرًا على التنبؤ بما سيحدث في الغد سواءً لنفسه أو لأسرته أو لمن حوله، لم يعد أحدنا قادرًا على أن يضمن لنفسه مكانًا ثابتًا وأرضًا لا تهتز من تحته، لي في العمل وحده، إنما في الحياة بأكملها، نحن بشرٌ خُلقنا لنوجد لأنفسنا موطئ قدمٍ نقف فيه ثابتين على هذه الأرض، لنصنع لأنفسنا مركزًا آمنًا ننطلق منه ونعود إليه، خُلقنا لننتهز الفرص التي قد تأتي إلينا بنفسها أحيانًا لكننا في أحيانٍ أخرى نضطر لانتزاعها من بين نابيّ أسد، حدثني عن انتهاز الفرص أحدثك عن فنٍ لا يفلح فيه الكثيرون، قرارٌ واحدٌ وربما خطوةٌ واحدة وتنقلب بك الحال.

انتهاز الفرص : نصائح وإرشادات

كن مستعدًا

أول القصيدة هو الاستعداد، كن دومًا مستعدًا صاحيًا متنبهًا لترى الفرصة عندما تأتي، أستغرب اليوم بعض الناس وخاصةً الشباب يقضي حياته كلها في اللاشيء ينام نصف يومه والنصف الآخر يضيعه في تفاهاتٍ وحماقاتٍ هي أقل من مستوى إنسانٍ أنعم الله عليه بالعقل والفكر، ثم تأتي الشكوى بعد ذلك منه سيلًا منهمرًا بأنه لا يجد فرصة عمل ولا يجد فرصة دراسة ولا يجد فرصة سفر ولا يجد فرصة تحقيق أحلامه ولا يجد فرصة الزواج بحبيبته ولا يجد ولا يجد ولا يجد، فإن سألته عما يفعله سعيًا لتلك الأحلام كلها شحب وجهه وابتلع لسانه وغمغم يغير الموضوع! لم يعتقد الناس أن الفرص سواحاتٌ على البيوت تدق أبوابها وتسحب الناس من أيديهم لطريق المجد والنجاح؟ إن أردت أن تجد الفرصة فاسعَ للوصول إليها لأنها لن تأتيك وأنت نائمٌ في فراشك، اضبط حياتك ورتبها واستغل طاقتك وشبابك وحيويتك وقوتك في شق طريقك بنفسك في الحياة، لا تستسلم لأول هزيمة وتبكي بجنب الحائط ولا حتى تستسلم من مائة هزيمة، كلما سقطت انهض وكلما فشلت حاول من جديد، قد تأتيك الفرصة في قلب واحدةٍ من المحاولات فتغير حياتك!

اعرف نفسك

إن كنت تنتظر الفرصة وتسعى للبحث عنها فمن الأجدر بك أن تكون مدركًا لما تريد وللمجال الذي تنتظر الفرصة فيه، فلا يصح مثلًا أن تجلس أو حتى أن تضرب في الأرض سعيًا تبحث عن فرصة، حسنًا فرصة في ماذا؟ لست أدري فقط أي فرصة تغير حياتي وتجعلها أفضل! يا عاقل إن لم تكن أنت تدري ما تريد فكيف تنتظر من الحياة أن تدري ما تريده أنت؟ حدد أهدافك وأحلامك اجعل لنفسك ولحياتك خططًا تسير عليها انظر لأعلى وللتقدم الذي تريد تحقيقه والمكان الذي تريد أن تصل إليه بنفسك وحياتك، ولا تسمح لأحدٍ بإحباطك أو تثبيطك أو تدمير أحلامك، ثق بنفسك وآمن بأحلامك وبقدرتك على الوصول إليها، لا تسمح لأحدٍ بأن يقلل من أحلامك لأنه يراها تافهة ولا تسمح لأحدٍ بأن يقلل من شأنك لأنه يراك أضعف من أن تصل لأي حلمٍ كهذا، قاوم وكافح وجاهد نفسك وجاهدهم، اغلق أذنيك عنهم واستمر بالصعود في طريقك وترقب الفرص التي تأتيك وانتهزها حتى تنجح.

العدل حق

قال جدي ذات مرةٍ أننا كلنا واحد، والواحد مقسمٌ لعدة أجزاء قد ينقص جزء أحدنا في شيءٍ عن صاحبه لكنه يزيد عنه في جزءٍ آخر ليبقى دومًا مجموع كلٍ منا يساوي الواحد الصحيح، وتلك هي الحقيقة وإذا ابتعدت عن النظرة الضحلة المركزة ونظرت للعالم نظرةً واسعةً كبرى بعيدة ستجد أننا نتساوى جميعًا مهما اختلفنا، كلنا لدينا فرصٌ تنتظر أن ننتهزها، لكن انتهاز الفرص قد يكون سهلًا لأحدنا فتصيب معه من المرة الأولى وقد تكون صعبةً شاقةً للآخر فتتأخر عليه لسنواتٍ حتى يضرب بقدمه أرض الفرصة المناسبة له، لم يظلم ربك أحدًا عندما وزع علينا الفرص بنسبٍ متفاوتة فقد تتأخر عليك فرصة عملٍ لكنك ميسورٌ ماديًا أو أكرمك الله بحسنةٍ ليست في صاحبك الذي ربما يكون فقيرًا لا يجد ما يأكله فتجده الفرصة قبل أن يفكر في السعي لها، الفرصة موجودة لكننا أحيانًا نكون بحاجةٍ لبذل مجهودٍ أكبر للوصول إليها وانتهازها، وتذكر دومًا ألا أحد قادرٌ على عرقلتك والوقوف في طريق تقدمك كما هي نفسك! روضها واجعلها خاضعةً لك قبل أن تقف عقبةً في طريقك تؤخرك، تخلص من المشاعر السلبية التي لا تفيد اهجر الكآبة والكسل والإحباط واليأس، ابتعد عن الجهل قدر المستطاع كن عالمًا متنورًا مثقفًا ولو كان كل علمك عن كل وجهٍ من وجوه الحياة بضع كلمات، سيأتيك يومٌ تفيدك فيه والفرصة تنتظرك فلا تضيعها لأنك تعبت قبل أن يبدأ الطريق، واحمد ربك دائمًا واشكره على عطيته فلو شكرته لزادك وأكرمك.

ظلٌ ونور

البعض يكون لديه الحماس والعلم والقوة والطاقة والسعي لكنه ببساطة يفتقد شجاعة انتهاز الفرص! يفضل دومًا أن يقبع في الظلال بعيدًا عن الأنظار بدلًا من أن يخرج للنور ويقتنص الفرصة، يهاب نور المصابيح حين تسلط عليه، يخشى الفشل أمام عيون الجميع والشماتة والسخرية، يفضل في لحظة الحسم أن يقبع ساكنًا في مكانه حتى تفوت الفرصة ويسبق السيف العزل، البعض يفضل الفشل المحتم والمحقق في هدوءٍ خوفًا من الفشل المحتمل في العلانية فبأيٍ منطقٍ يتحدثون؟ التردد والرهبة والخوف والخجل وعدم الثقة بالنفس وفقدان الإيمان بالذات وألا تُعطى النفس قدرها وحقها والتصغير من قدرات الفرد ما هي كلها إلا عوائق وعقبات وليست خطًا دفاعيًا كما يعتقد صاحبها يقيه من الإحراج والفضيحة والفشل، تلك الصفات ما هي إلا حكمٌ على النفس بالسجن في قبو الفشل للأبد، لنتكلم بمنطقية ما أسوأ ما قد يحدث لو فشل الإنسان؟ أليس الفشل جزءًا من فطرتنا وطبيعتنا وسنة حياتنا؟ هل كل الناجحين أصابوا المجد من الضربة الأولى؟ الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويه فما عذرك لتخاف من الفشل وتدفع خوفك ليس أنك في الظل؟ إن الشامتين في الفشل ما هما إلا فشلةٌ بحد ذاتهم عاجزون عن المحاولة والسعي كما رأوك تفعل فاتجهوا لنقدك وتثبيطك والشماتة فيك، لا تستمع لهم ولا تهتم لأقوالهم، اجعل لنفسك هدفًا نصب عينيك ولا تلتفت لغيره أبدًا، لا تتردد في انتهاز الفرص عندما تأتي إليك حتى يفوت الأوان وتضيع منك، فرصةٌ واحدةُ فقط قد تغير حياتك تمامًا للأبد.

كن معتدلًا

البعض يحسب أن الدعوة لانتهاز الفرص وهجر التردد والتململ حتى تضيع ما هي إلا دعوةُ بالعجلة والتسرع، لكنك إنسان أنعم الله عليك بالعقل وبالقدرة على التفكير الحر المستقل وإيجاد الحلول بنفسك وصنع قراراتك واختياراتك فتفكر فيما يُقال لك، ليس من الحكمة أن تسارع وتتعجل انتهاز كل فرصةٍ تقابلها في الطريق بدونٍ التروي أو التفكير، فهل تحسب أن كل الفرص التي في الدنيا صالحةٌ لك؟ الفرصة قد تكون غير صالحةً لك وغير مناسبةً لمكانك أو مكانتك أو ثقافتك أو حياتك أو ظروفك أو أيًا كان ذلك فلا تأخذها لأن ذلك هو الجهل بعينه، وأحيانًا تأتيك فرصٌ ميئوسٌ منها أو ضعيفة، فرصٌ أنت تدري تمام المعرفة أنك ستفشل فيها وهنا فرقٌ كبير بين أن تأتيك فرصةٌ لا تُعوض فتهاب وتتقهقر خوفًا من الفشل، وبين أن تأتيك فرصةٌ ركيكةٌ ضعيفة أنت تدري أنك بحاجةٍ لفرصةٍ أفضل منها أو أهم أو أقوى منها لتنجح فيها فلا تأخذها ببساطة لأنها ستصبح إضاعةً للوقت والجهد والعمر، استغل كل ذلك في سعيك فرصةٍ أفضل، ومن ناحيةٍ أخرى لا تتباطأ وتظل مترددًا متحيرًا تدعي أنك تأخذ وقتك في التفكير حتى يفوتك القطار وأنت جالسٌ في مكانك، كن معتدلًا ذكيًا سريع البديهة مدركًا لما حولك فالقانون لا يحمي المغفلين يا سيدي.

انتهزت فرصةً فلا تضيعها!

ترى شخصًا مكافحًا ساعيًا بذل كل ما في وسعه وبحث عن الفرص المتاحة بل وغير المتاحة بكل ما أوتي من عزمٍ وقوة، وجاء حصاده على قدر تعبه فوقع على فرصةٍ كبرى وكان بذكاء أن ينتهزها، على عكس اعتقاد الجميع إن انتهاز الفرص ليس مجرد حظٍ أو كرة تخطئ وتصيب، حتى الكرة عندما تخطئ وعندما تصيب ليست حظًا فما بالك بفرص الحياة، يحتاج انتهاز الفرصة لذكاءٍ وفكرٍ معتدلٍ ومتفتح وقابل للمرونة والليونة مع كل الأوضاع المختلفة، فإن كان أحدهم بذكاء أن يصل للفرصة فلا يضيعها، البعض يحسب نفسه حقق كل الأحلام والإنجازات ما إن ينتهز فرصةً رابحة لكنه فجأة يتوقف عن السعي والكفاح، يتخذ القرارات الخاطئة ويتكاسل فببساطة يسقط، اجعل عقلك متفتحًا ومتنورًا وفكر في الفرص التي تأتيك من كل جوانبها ونواحيها وأحط علمًا بها، فكر في الطريقة الصحيحة والمناسبة لاستغلال تلك الفرصة للوصول لهدفٍ أسمى وأعلى، ليس عيبًا بعد أن تصل لهدفٍ محددٍ أن تطمح لهدفٍ أكبر وأعلى منه أبدًا، وليس عيبًا إن أصابتك الحيرة أو راودك الشك أو أُسقط في يدك أن تستشير غيرك من ذوي الثقة وأصحاب الخبرة والعلم والعقل ليساعدوك في طريقك، ليساعدوك في قرارٍ من قراراتك أو سلوك جهةٍ من الجهات الجديدة المتفرعة التي فتحتها لك تلك الفرصة في الآفاق، الفرص الرابحة ليست نهاية الطريق ولم تكن يومًا وإنما هي بابٌ كان موصدًا سيُفتح لك في طريقك فتجاوزه وتقدم في طريقك بدون أن تنظر للوراء.

كن متوازنًا في حياتك

من الجميل أن تملك الحلم والهدف ومن الجميل أن تبحث وتسعى وأن تنتهز الفرص ومن الجميل أن تكون مكافحًا ومناضلًا لأجل حلمك، لكن لا تجعل ذلك السعي يومًا يقف في طريق تحقيقك لحياةٍ متوازنة صحية، الإنسان ليس آلة ومهما قاوم وجاهد نفسه وصمد سيسقط يومًا من التعب، لحلمك عليك حقٌ لكن لنفسك عليك حقًا أيضًا ولبيتك عليك حقًا ولأهلك عليك حقًا ولصحتك عليك حقًا ولرفيق دربك عليك حقًا ولأصدقائك عليك حقًا، مهما حاولت أن تكون مثقفًا ومتنورًا ومتعلمًا فإن اتخاذك القرار بعزل نفسك وحبسها في زاويةٍ معينةٍ فحسب من الحياة سيبتليك بضيق الأفق وخطأ الحكم والتفكير، سيبتليك بحياةٍ غير صحية ولا مريحة فأنت من جانبٍ تبذل كل طاقتك لتحقيق حلمك لترتاح، لكن عدم التوازن من الجانب الآخر يهدم كل حجرٍ تبنيه، كن معتدلًا ومتوازنًا أيًا كان شكل حياتك وأيًا كانت خياراتك وقراراتك.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

17 + خمسة عشر =