تتجه الجامعات العالمية منها تحديدًا وكذلك تلك التي تمنح طلبتها دراسات مجانية ورواتب إعاشة وخلافه إلى قياس مستوى المُتقدمين إليها عبر امتحان تحديد المستوى الذي يُتمَّه الطالب عند التقدم للالتحاق، وبناءً على الدرجة النهائية التي يحصل عليها الطالب أو الطالبة في هذا الامتحان تتحدد إمكانية قبوله في الجامعة من عدمها.
أنواع امتحان تحديد المستوى
تختلف أنواع امتحان تحديد المستوى بالجامعات المُختلفة باختلاف تلك الجامعات، فمنها جامعات تطلب من الطالب إجراء اختبارًا للقبول، وجامعاتٍ أخرى تطلب أكثر من اختبار، بالإضافة إلى اختلاف امتحان تحديد المستوى من حيث محتواه، وتكتفي بعض الجامعات بقياس مستوى الطالب المُتقدم في الفرع العلمي المراد دراسته فقط، في حين أن بعضها يجعل من امتحان تحديد المستوى وسيلة لقياس مستوى الطالب في عدة مجالات ترتبط بشكلٍ أو بآخر بالفرع العلمي المراد دراسته في الجامعة.
بأن يتم تقسيم امتحان تحديد المستوى -أو جعله عدة امتحاناتٍ مُختلفة الموضوع- إلى قياس إتقان الطالب للغة التي تُدرَّس بها المواد، وقياس الكفاءة التعليمية للطالب بشكلٍ عام أو بشكلٍ مُتخصص في موضوعٍ مُعين، فضلًا عن الأسئلة التي تقيس مستوى الطالب من حيث الذكاء والاندماج الاجتماعي والسلوك النفسي.. إلخ، والمطلوب من الطالب والطالبة هو الاستعداد التام للحصول على الدرجة المحددة سالفًا من إدارة الجامعة، والتي ما إن حصل على أقل منها كان قبوله بتلك الجامعة مُستحيلًا.
أسس النجاح في امتحان تحديد المستوى
الإلمام بالامتحان
ذكرنا أن في امتحان تحديد المستوى من الناحية الواقعية هو أنماط عديدة من الاختبارات المُختلفة الشكل والمضمون، لذلك تُعد الركيزة الأساسية في النجاح هي الإلمام الكامل والتام بطبيعة الجامعة وتاريخها مع اختبارات تحديد المستوى، ثم العلم الكامل بشكل الامتحان ومحتوياته من الأسئلة فيما يتعلق بشموليتها لعدة فروع أم تركيزها على الفرع العلمي للدراسة المُستقبلية فقط.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن السمة الأعم لأنواع امتحان تحديد المستوى على اختلافها هي هيئة الأسئلة التي لن تخرج عن الإجابة باختيار بين الصواب والخطأ، أو الإجابة بالاختيار من بين إجاباتٍ مُتعددة.
الثورة التكنولوجية
كما أن الجامعات قد اتجهت لاستغلال الثورة التكنولوجية في عقد مثل تلك الاختبارات، حيث أصبح الغالبية منها يعقد الامتحان من خلال الإنترنت مع تحديد عدد دقائق مُحدد للإجابة عن كل سؤال أو عن فئة من فئات الأسئلة، وهو ما يزيد الأمر صعوبة وتعقيدًا.
ورغم الصعوبة الظاهرة في تحقيق النجاح، إلا أن الثورة التكنولوجية لم تعدم الطلاب حلولها، فقد أصبحت الشبكة العنكبوتية عامرة بنماذج كثيرة جدًا من الأسئلة التي تُحاكي شكل الأسئلة الأساسية لاختبارات تحديد المستوى للجامعات المُختلفة، بل إنها أيضًا زاخرة بنماذج كثيرة من اختباراتٍ قديمة من امتحان تحديد المستوى لكل جامعة على حدا، ومن هُنا يُعتبر التدريب المُكثف على هذه النماذج ومُحاولة تحقيق أقل مُعدل زمني ممكن للإجابة ركيزة وأساس آخر من أُسس النجاح في امتحان تحديد المستوى .
تجنب الإجابات العشوائية
أما الأساس الثالث للنجاح فيتركز في محاولة التجنب الكامل للإجابات العشوائية المُعتمدة على التخمين، لأنها مع أنماط الأسئلة المُتبعة في هذا النوع من الاختبارات وهي أسئلة الحقائق الجلية ذات الإجابات الصواب أو الخطأ، وذات الإجابة الوحيدة الصحيحة من بين عدة إجابات تُعتبر سلاحًا قاتلًا تظهر آثاره السلبية في الدرجة النهائية للطالب، بعكس الأسئلة المقالية التي يشرح ويُفصل ويسرد فيها الطالب، والذي قد يلعب التخمين مع الصياغة المُستقيمة دورًا في التقرب من الإجابة الصحيحة ولو من بعيد؛ فلا تختفي درجة السؤال تمامًا ولكن يقل مُعدلها فقط.
من الأساسيات الثلاثة المذكورة يتضح لنا أن امتحان تحديد المستوى ببعض الجامعات اسمٌ على مُسمى، فليس أمام الطالب حقيقةً إلا تحسين مستواه في فروع الامتحان وأسئلته، فالحيل لا مكانٍ لها، والاستذكاء لا يتخذ معها موقعًا من الإعراب.