منذ بداية التاريخ البشري، يتساءل الناس كيف يتم توارث الصفات من جيل إلى جيل, وبالرغم من أن الأطفال في كثير من الأحيان يبدون أكثر شبهاً بأحد الوالدين او مزيجا من خصائص كلا الوالدين. كثيرا ما نجد تشابه كبير بين الآباء والأمهات وأبنائهم في كثير من التصرفات والعادات, وأيضا تجد الكثير من الأفعال التي يقم بها الأبناء تتشابه مع أبائهم وأمهاتهم, وهذا الأمر يرجع إلى ما يسمى ب ” الوراثة “.
استكشف هذه المقالة
الوراثة والمادة الوراثية عند الإنسان
المادة الوراثية هي مجموعة من الخلايا التي تعد بالمليارات, وكل خلية تحتوي على نواة, وكل نواة تحتوي على الكروموسومات وهي أجسام صيغية تتألف من أحبال طويلة تلتف مع نفسها تسمي DNA, وهي تتكون من مجموعة هائلة من الموروثات .
كيف تتم عملية الوراثة
تتم عملية الوراثة عن طريق الصبغيات, وهي مجموعة من البروتينات المجتمعة, وكل منها يدعي المورثة أو ما تسمي بالجين, وهو ليس جين واحد ولكن كل صبغي يحتوي على العديد من الموروثات والجينات, وتتم عملية الوراثة عن طريق أن كل موروث من ذلك مسئول عن صفة أو أكثر, فهناك للعينين وللأنف ولون البشرة وغيره .
وتتم عملية التوريث عن اللقاح والحمل, حيث تأتي البويضة من الأم بنصف الصبغيات والتي تحتوي على 23 صبغي, أما الأب عن طريق النطفة يأتي بنصف الصبغيات التي تحتوي على 23 صبغية, وباجتماع النطفة مع البويضة يتكون الجنين، وبذلك يورث الابن نصف صفات الأم والنصف الأخر من الأب .
بالإضافة إلى توريث العادات والصفات من الآباء والأمهات إلي الأبناء, يتم أيضا توريث الأمراض.
ما هو المرض الوراثي
يُقال عن هذا المرض أنه وراثيا عندما تنتقل صفات المرض من الأب والأم إلي الأبناء, وذلك يحدث نتيجة لموروثات بها خلل تنتقل إلي الأبناء, وهناك أيضا أمراض وراثية قد تغيب عند عدد من الأجيال ومن ثم تظهر, وذلك يحدث نتيجة للتزاوج من اب وأم حاملين لنفس تلك المورثات المسببة لهذا المرض.
كما ذكر أن عدد من الأمراض ينتقل إلى الأبناء من الآباء والأمهات وذلك عن طريق خلل الموروثات, إلا أن هناك بعض الحالات النادرة التي يورث المرض بخلل في الصبغيات, وهذا مثل بعض الأمراض الوراثية من السرطانات التي تظهر عند بعض الأجيال نتيجة لإصابات من الآباء أو الأمهات لأبنائهم.
بعض التوصيات لتجنب الأمراض الوراثية
- الكشف دائما عن الأطفال وهم في سن صغيرة, للكشف عن أي أمراض وراثية قد تظهر، كما يجب أن تهتم المرأة الحامل بالجنين ومتابعته في فترة الحمل التي قد تظهر بعض الأمراض أيضا.
- التوسع في برامج الرعاية الصحية, وأهمية التطعيم للأطفال وضرورة زيادة التقارير والأبحاث للكشف عن الأمراض الوراثية أو النواتج الوراثية التي تنتج من التزاوج وتتوارث إلى الآباء والأمهات .
- الاهتمام بنشر برامج توضح التوريث للأبناء, وتعريف الأفراد بالموروثات التي تنتقل لهم من أبائهم وأمهاتهم .
- الاهتمام بالأبحاث الطبية التي توضح التوريث للأبناء, وأيضا تساعد في الكشف عن الموروثات التي تنتقل للأبناء وتحدد أيضا الأمراض الوراثية, وتكمن أهمية هذه التقارير في الكشف عن الأمراض الوراثية وخاصة التي تنتج عن زواج الأقارب.
أضف تعليق