أحياناً تتملكنا بعض الميول العاطفية تجاه أحد الأشخاص ولا نعرف إن كانت هذه الميول العاطفية حقيقية أم أنها مشاعر امتنان أو إعجاب فقط لا أكثر. هناك أكثر من طريقة للوقوع في الحب ولكن ليس هناك طريقة ثابتة ومؤكدة تستطيع أن تخبرنا ما إذا كنا حقا واقعين في الحب أم لا. وهناك أيضا أكثر من نوع وشكل للحب، قد يكون ترابط عاطفي أو ارتياح نفسي أو إعجاب عقلي أو غيره، ولكن الحب هو الحب، فإذا انتبهنا إلى أفعالنا وطريقة تفكيرنا قد نتأكد إذا كان هذا الحب حقيقي أم أنه فقط مشاعر مؤقتة ومزيفة وستزول مع مرور الوقت. دعونا نتعرف على النقاط التي قد تخبرنا بحقيقة هذه الميول العاطفية .
الميول العاطفية : كيف تعرفها ؟
- إذا أصبحت فجأة تشعر بأنك تريد أن تصبح شخصا أفضل فمن الممكن أنك قد وقعت في الحب، أن تريد أن تحسن من تصرفاتك وشخصيتك وتطور من مهاراتك الشخصية، تريد أن تعمل بجد أكبر، تريد أن تصبح أفضل نسخة من نفسك، أنت لا تريد أن تثبت شيئا لأحد ولكنك فقط تشعر أنه يمكنك أن تصبح شخصا أفضل وتريد أن تعمل على ذلك.
- أن تشعر أنك لا تستطيع أن تتخيل مستقبلك بدون وجود هذا الشخص فيه، عندما تتخيل نفسك بعد بضعة أشهر أو بضعة أعوام، فإنك دائما تتخيل هذا الشخص بجانبك، وإذا فكّرت أن هذا الشخص ربما لن يكون موجودا فأنت تشعر بحزن شديد جدا ولا يمكنك أن تتحمل غياب هذا الشخص وتشعر أنه شئ لا يمكنه أن يحدث.
- أن تشعر بالفرحة والثقة والقوة وأنك شخص مميز خصيصا في حضور هذا الشخص. تشعر أنك أجمل وأذكى وأكثر حيوية. وعندما تتحدث مع هذا الشخص لا تمل أبدا من الحديث وتشعر أنه يمكنك أن تتحدث إلى الأبد بدون أن تشعر بالملل أو الرتابة أو التعب.
- أنت تتقبل عيوب هذا الشخص وتعرفها جيدا ومع ذلك ترى أنه أجمل شخص في الوجود، وتعرف أيضا كيف تتعامل مع هذه العيوب وتتداركها بدون أية مشاكل.
- أنت تشعر أن هذا الشخص غير كل الناس، بصفاته وشخصيته وأسلوبه، تشعر أنه فوق مستوى باقي البشر، فهو أقرب إلى الملاك أو الإنسان الكامل بدون أية عيوب أو صفات سيئة.
- عندما تقدر قيمة آراء هذا الشخص كثيرا، حتى أنك قد تأخذ برأيه في أهم القضايا التي تخصك، فأنت تثق به وبحكمته وبرأيه، أنت ترى أنه إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تقدر رأيه في السياسة والفن والأدب وتريد أن تعرف دائما ماذا يظن في هذا الأمر أو ذاك، وتعتقد أن هذا الشخص يمتلك دائما وجهات نظر فريدة من نوعها ومميزة وتعجبك آراءه بشكل كبير.
- أن تشعر بالسعادة في فعل العطاء مثلما تشعر بالسعادة في فعل الأخذ، أن تحب أن تسعد هذا الشخص وتعطيه ما يحب وتهتم به بدون مقابل ومع هذا أنت تشعر بسعادة بالغة، مثلا أن تقدم له ما يحتاج في هذا العمل أو هذه المهمة وتريده أن يصبح أفضل شخص في هذا الوجود.
- أنت تكثر من الابتسام في وجود هذا الشخص، وتجد نفسك في مزاج جيد دائما حتى لو كنت تتعرض لبعض الضغوط، وإذا ما بدأ الشخص الآخر بالكلام فأنت دائما تصغي باهتمام وتشعر بالبهجة والسعادة ولا تستطيع أن تتوقف عن الابتسام. وأيضا تضحك مع هذا الشخص من أقل مؤثر، فليس على هذا الشخص أن يبذل جهدا كبيرا لإضحاكك فأنت دائما ما تضحك على الأشياء البسيطة وتكون سعيدا جدا.
- تصبح الأشياء الروتينية التي تفعلها في قمة المتعة والبهجة إذا ما قمت بها مع هذا الشخص، مثل الأكل أو الحضور إلى العمل أو الجامعة أو الدراسة أو غيره من الأفعال العادية، لأن وجودك مع هذا الشخص يمنحك طاقة إيجابية وإحساسا زائدا بالحياة، فتشعر بالبهجة من الأشياء الطبيعية.
- إذا ما قابلتكم أية مشكلة فأنتم دائما تعودون أقوى من البداية، الحب ليس سريرا مفروشا بالورد، ولابد في أية علاقة أن يكون هناك بعض المشاكل الطبيعية الحدوث، ولكنكم تتداركون الأمر وتقدرون بعضكم وتقدرون علاقتكم وتقررون أن تتجاوزوا عن الأمر لتعودوا إلى جانب بعضكم البعض ثانية.
- لديكم حس مشترك للأشياء، سواءا في السياسة أو الأدب أو الفن، وغالبا تعرف ما يدور في ذهن الشخص الآخر لأنك تشعر أنك تعرفه جيداً، وعندما تتحدثون عن أمر ما فإنكم تكملون الجُمل لبعضكم البعض وتشعرون أنكم تقولون نفس الكلام.
- يبدي كل منكم اهتماما كبيرا بما يهتم به الطرف الآخر، فلنفترض أنه يهتم بالشعر وأنت لم تحب الشعر قط، فإنك تبدأ في قراءة الكتب التي تتحدث عن الشعر وتبدأ تهتم به وتريد أن تعرف عنه أكثر، حتى إنك قد تحبه دون أن تشعر، والعكس أيضا فإذا كان الطرف الآخر يكره شيئا معينا فإنك تشعر أنك أصبحت تكرهه أيضا فجأة دون أن تدري بذلك. أنت لا تتأثر بالمغريات، فإذا قابلك شخصا رائعا وبه كل الصفات التي تحبها، فإنك لا تفكر مرتين، بل أنت تعرف ومتأكد أنك تحب شخصا واحدا وأنه لا يمكن لأي شئ أن يؤثر عليك بل وتشعر بالغضب والحزن وتنتفض من الداخل إذا ما بدأت تفكر في أن شيئا ما قد يؤثر عليك وعلى علاقتك بهذا الشخص.
- أنت تشعر دائما بالحماس والطاقة والإثارة عندما تتخيل مستقبلك مع هذا الشخص، وتبدأ بالتخطيط الدقيق له في مخيلتك، وتتخيل أنكما ستعملان في المكان الفلاني و ستنجبان الأطفال وغيره من التخيلات، وأيضا تكثر من التخيلات العاطفية والرومانسية مع هذا الشخص، فهو لا يفارق عقلك ولا قلبك أيضا وتشعر أنك في حالة من النشوة أحيانا بسبب تخيلك لموقف لطيف مع هذا الشخص وتشعر بها أيضا في حضور هذا الشخص.
- الألم الذي تشعر به عند غياب هذا الشخص، رغم أنه قد يكون ألما كبيرا إلا أنك تشعر فيه بشئ من اللذة، لأن ألم الحب يختلف عن باقي أنواع الألم، رغم بعد هذا الشخص إلا إنك تغرق في الميول العاطفية والتخيلات التي تدور حول لحظة لقائك مع هذا الشخص وتشعر أن العالم كله يتمحور حول لحظة اللقاء المنتظرة.
- إذا ما شاهدت مشهدا رومانسيا في فيلم أو غيره، فإنك تتذكر هذا الشخص مباشرة بل إنك قد تتأثر بشدة وتندمج وتبكي بسبب هذه الميول العاطفية التي تأججت بسبب هذا المشهد. وعندما تسمع بعض كلمات من أغنية فإن هذا الشخص يطرأ على بالك مباشرة وتشتاق إليه وتريد أن تكون معه في الحال.
- هناك طبعا العديد من العلامات الأخرى التي قد تكون دليلا قويا على وقوعنا في الحب ولكن يجب علينا أن نراقب عقلنا وقلبنا لنتأكد من فعل الشئ الصحيح واتخاذ القرار في الوقت المناسب، وعلينا أيضا أن نكون قادرين على التمييز بين الميول العاطفية المزيفة و الميول العاطفية الحقيقة حتى لا نجرح أنفسنا أو نجرح الآخرين.
أضف تعليق