تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الملابس الصحية : كيف تختار الملابس التي تحافظ على صحتك ؟

الملابس الصحية : كيف تختار الملابس التي تحافظ على صحتك ؟

هل سمعت من قبل عن مصطلح الملابس الصحية ؟ بالتأكيد تؤثر الملابس بأشكال كثيرة على أجسامنا، وبالتأكيد هناك ملابس صحية وغير صحية كما سنرى في السطور التالية.

الملابس الصحية

بالتأكيد مصطلح ” الملابس الصحية ” لم يأتِ من فراغ، ففي عالم متغير ومتطور، تكثر الماركات والموديلات الحديثة في عالم الملابس، ويحرص الكثير من الناس، وبخاصة الشباب، على اتباع أحدث صيحات الموضة العالمية، بصرف النظر عن أي اعتبارات صحية أو ثقافية، ويتجاهل الناس البحث عن الملابس الصحية في أثناء الشراء. وتختلف نوعية الملابس حسب المكان والظروف، فبينما يفرض على المرء ارتداء زي يناسب العمل في بعض الأماكن، مثل: البدلات الرسمية، يمكنه ارتداء الملابس الرياضية في النوادي وفي أثناء المسابقات؛ لسهولة الحركة. على الجانب الآخر، تختلف نوعية الملابس حسب فصول السنة، ففي الصيف يحتاج الإنسان لارتداء ملابس تطرد الحرارة وتقلل من الشعور بأشعة الشمس الحارقة، وعلى النقيض في الشتاء، يحتاج لتجميع أكبر قدر من الحرارة، وخاصة الصادرة من جسمه، بجانب منع دخول الهواء البارد بين الملابس، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الملابس المناسبة للفرد.

دليل اختيار الملابس الصحية من الألف إلى الياء

أهمية الملابس الصحية

برزت أهمية اختيار نوع الملابس بعد انتشار الأمراض الجلدية، وبعض أمراض الهرمونات داخل الجسم، وذلك بسبب انتشار أنواع الخامات الرديئة في الأسواق، مع رغبة المستورد أو البائع في توفير بضاعة رخيصة وسرعة التخلص منها، وكذلك رغبة المستهلك في شراء تلك النوعية لتوفير النفقات.

تكمن المشكلة في أن هذه الأنواع لا تؤدي الأغراض الصحية لها، صحيح أنها جميلة المظهر وتعيش لفترة طويلة مع كثرة الاستعمال، لكن المصنع تجاهل احتياجات جسم الإنسان المختلفة في فصول السنة، فالجسم يحتاج في الصيف لامتصاص العرق الكثيف الذي يخرج منه، وهو ما لا يتوافر في الأقمشة الصناعية التي لا تمتص الماء، وكذلك تمتص الألوان الغامقة، وخاصة اللون الأسود، أشعة الشمس؛ مما يزيد من سخونة الجسم وإفراز العرق، وذلك عكس المطلوب تمامًا، فالألوان البيضاء ضرورية لعكس أشعة الشمس في الصيف، والألوان الغامضة ضرورية لامتصاصها في الشتاء.

الألياف الصناعية

هناك عداء كبير بين الملابس الصحية والتقدم الصناعي، يكمن الخطر في دخول التكنولوجيا في صناعة الألياف، بهدف توفير التكلفة وتقليل الاعتماد على الزراعة، وخاصة زراعة القطن والكتان وغيرهما، مما أدى لظهور ملابس تسبب الحساسية في أثناء الاحتكاك مع الجلد وحبس العرق والأملاح، بجانب تسبب بعض الصبغات المستخدمة في خلل الهرمونات والخلايا البشرية، وكذلك استخدام مواد كيميائية أخرى لمنع انكماش الملابس والقضاء على البكتريا.

الأخطر من ذلك، توليد شحنات كهربائية على بعض منتجات الألياف الصناعية، وهي خاصية فيزيائية تنتج عن الاحتكاك بين الجسم والملابس أو بين الملابس وبعضها، وتتسبب هذه الشحنات في أضرار مباشرة على خصوبة الرجل وتقلل من إنتاج الحيوانات المنوية.

بسبب العلل السابقة، يمنع تمامًا ارتداء ملابس داخلية مصنوعة من الألياف الصناعية والحرير، ويجب أن تكون فضفاضة نوعًا ما، لإتاحة الفرصة لتهوية الجسم. لا يعني ارتداء الملابس القطنية، الاحتفاظ بها لفترة طويلة، فيجب تغييرها باستمرار كل يوم وغسلها جيدًا وتعريضها للجفاف في الشمس، وشراء أخرى جديدة كل ستة أشهر، خوفًا من تراكم البكتريا.

ولا تتوقف الملابس الصحية على ارتداء ملابس داخلية قطنية، بل تشمل الجوارب القطنية، لأن فطريات القدم تعيش وتنمو وتتكاثر بسرعة وسط العرق، وتسبب في رائحة القدم الكريهة؛ لذلك يجب امتصاص العرق بسرعة بالجوارب القطنية، ويفضل عدم ارتداء حذاء محكم الغلق في الصيف واستبداله بما يعرف بالصندل لتهوية القدم دومًا. الجدير بالذكر أن الملابس الصناعية أكثر قدرة على الاشتعال، لذلك يجب تجنبها في المطابخ أو ملابس البيت أو ملابس الأطفال.

طريقة ارتداء الملابس

هل فكرت يومًا كيف يحمي الناس في البلاد المتجمدة أجسادهم من البرودة الشديدة مثل: أهل الإسكيمو الذين يعيشون في القارة القطبية الشمالية المتجمدة؟ وكذلك كيف تحمي الحيوانات نفسها طول العام، بل وتتزاوج وتتكاثر هناك دون هجرة لمكان أخر؟ ربما تظن أن إشعال نار في غاز الميثان المتراكم تحت الثلج سبب كاف للتدفئة، للأسف هذا غير صحيح ولن يجدي نفعًا في تلك الأجواء خاصة مع كثرة هبوب الرياح القطبية المتجمدة. بجانب إنه في بعض الأوقات، على الرغم من ارتداء الملابس الصحية طول اليوم، يفاجأ الإنسان بانتشار الأمراض الجلدية والهرش وغير ذلك، السبب هنا يرجع لطريقة ارتداءه للملابس.

فالطريقة الأمثل لحماية الجسم في الشتاء تعتمد على تدفئة الجسم، وهو ما يتم عبر ارتداء عدة ملابس داخلية أو طبقات، الطبقة الأولى عبارة عن ملابس داخلية قطنية لامتصاص أي إفرازات مهما كانت ولحماية الجلد من الالتهابات وغير ذلك، والطبقة الثانية عبارة عن صوف يغطي الجسم بالكامل حيث يتميز الصوف بقدرة على الاحتفاظ بالحرارة وصغر المسافات داخل أليافه، والطبقة الثالثة عبارة عن الملابس الخارجية والتي يفضل أن تصنع من الجلد لمنع دخول أي هواء بارد من الخارج.

تعتبر تهوية القمصان والثوب العربي وعدم إحكام إغلاق فتحات الكم أو الياقة من الأشياء الضرورية حتى لا يتسبب في ظهور بثور على البشرة أو التهابات جلدية أو انسداد المسام؛ بسبب تراكم الأملاح والبكتريا.

غسيل الملابس

لا يتوقف الحديث عن الملابس الصحية عن الشراء، بل يمتد لطريقة الغسيل، حيث يفضل الكثير من الناس غسل الملابس عند درجة الحرارة العادية بدون تسخين لتوفير الكهرباء، ولكن الأفضل هو غلي مياه الغسيل كلما أمكن ذلك، وبخاصة الملابس الداخلية للقضاء علي أغلب أنواع البكتريا والتخلص من الزيوت والدهون التي يفرزها الجسم على الدوام بجانب الأملاح، يفضل كذلك إضافة مطهر أثناء دورة الغسيل مثل: المنتجات الصناعية التي تباع في الأسواق، أو يمكن إضافة الخل الطبيعي لقدرته على قتل البكتريا بجانب تنظيف الملابس والحفاظ على ألوانها زاهية، وخاصة الأسود منها. من المهم كذلك فصل الملابس شديدة الاتساخ عن غيرها مثل: الملابس الرياضية، ومناشف الحمام والمطابخ أو ملابس الشخص المريض وينصح بشدة بغليها باستمرار وتغيرها دومًا لمنع انتقال العدوي لبقية أفراد الأسرة، خاصة وإذا كان هذا الفرد مصاب بجرح أو مرض جلدي معد.

الأمن الصناعي

من حسن الحظ، أن الكثير من البلدان بدأت مؤخرًا في تطبيق تعليمات الأمن الصناعي في الأماكن العامة سواء كانت صناعية أو تعليمية أو خدمية أو غير ذلك، وتشترط تعليمات الأمن الصناعي ارتداء الملابس الصحية الخاصة بكل مكان، ففي المعامل، يرتدي العاملون ملابس صعبة الاشتعال وكمامات واقية وأقنعة غازات إذا احتاج الأمر لذلك، وفي أماكن الإنتاج هناك أحذية خاصة ذات كعب صلب للحفاظ على القدمين، وفي الأماكن كثيرة التعرق يفرض على العاملين بها ارتداء الملابس القطنية وتوافر فوط للحفاظ على جفاف البشرة.

الأحذية

تحب الكثير من السيدات ارتداء أحذية ذو كعب عال لإبراز جمالها، ولكن للأسف ينصح الأطباء بشدة بارتداء حذاء ذو كعب مستو؛ للحفاظ على العظام من التشويه، وتقليل الضغط على مفاصل القدمين، ويفضل تجنب الأحذية ذات الكعب الناشف وارتداء الأحذية الرياضية المطاطية، ويجب كذلك تهوية القدمين باستمرار والحفاظ على جفافهما، والتخلص من الأحذية الضيقة؛ لتجنب التهابات القدم خاصة مع مرضى السكر، حيث يمكن لأي التهاب بسيط في القدم أن يؤدي للغرغرينا ومضاعفات خطيرة.

ربما تكون الملابس الصحية أغلي ثمنًا من غيرها، لكن ذلك لا يعني إنها أغلى كثيرًا ولو فكرت قليلًا ستجد أنها تستحق الدفع، لأن ما توفره فيها، تدفعه بعد ذلك في علاج المضاعفات الصحية والجسدية، ويحتاج الأمر من الفرد أن ينشر ثقافة اختيار الملابس الصحية بين أقرانه ووسط المجتمع المحيط به بسبب كثرة الإعلانات الجذابة التي تتجاهل الكثير من المحاذير الصحية.

محمد محمود

حاصل على ماجستير في العلوم، تخصص كيمياء.

أضف تعليق

19 − إحدى عشر =