تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » المصريون القدماء : كيف كانت حياتهم ومعيشتهم وسياستهم ؟

المصريون القدماء : كيف كانت حياتهم ومعيشتهم وسياستهم ؟

المصريون القدماء كانوا أصحاب واحدة من أقدم الحضارات على وجه الأرض، في هذه السطور نتعرف على حياة المصريون القدماء وكيف كانوا يعيشون ويعملون وينتجون.

المصريون القدماء

المصريون القدماء بناة الحضارة المصرية العريقة التي يشهد العالم أجمع أنها كانت أقدم وأهم حضارة بالعالم لكثرة آثارها وغموض الكثير من الأشياء المكتشفة منها وأبرزها فكرة تحنيط الموتى بهذا الشكل الذي يسمح للجسم بالبقاء على هيئته، أما هدفي من المقال هذا ليس بسرد وقائع وحقائق فقط بل لتعرف بطريقة مبسطة عن حضارة المصريون القدماء وإذا أعجبتك المعلومات قد تقرر التعمق في كل معلومة لتكتشف أكثر روعة تلك الحياة.

المصريون القدماء : تعرف عليهم وعلى حياتهم الآن

القسم السياسي

في بادئ الأمر كان الإنسان في زمن العصر الحجري يتجول يبحث عن قوته وبعد العصر الثلجي وبداية الجفاف في كل المناطق انتقل الإنسان القديم إلى العيش بجوار النيل الذي وفر له الغذاء بعد تعلم الزراعة، ولا نعلم حقاً كيف تعلم الإنسان الأول الزراعة ولكن يعتقد بقدرة الإنسان على النظر والتعلم من النباتات الطبيعية التي كانت موجودة وبدأ يفهم كيف يغرس ويزرع، ثم بعد ذلك بدأت التجمعات في الازدياد فتكونت القرى من عدة بيوت قريبة ثم عدة قرى كونت المدن وهي نواة بداية الحضارة عند المصريون القدماء.

تكونت بعدها حضارة بسيطة في الجنوب تسمى بالبداري وأخرى مثلها في الشمال تسمى أمراتيان وغيرزيان التي كان لكل واحدة مميزاتها وقد وجد في ذلك العصر نوع من الفخار والسيراميك وقد عرفوا الزراعة والتجارة مع البلاد حولهم مثل كنعان والنوبة وغيرها وكانت لقادة هذه المدن بعض من السلطة. وهم من قاموا باختراع بعض الرموز البسيطة كنوع من الكتابة التي تطورت بالنهاية إلى اللغة الهيروغليفية.

وتقسم الحضارة الفرعونية إلى ثلاثين أسرة حاكمة تبدأ من الملك مينا أو نارمر الذي يعتقد أنه هو من قام بتوحيد الشمال والجنوب بثقافاتهم وتحكم في مصر كلها سياسياً بعد فرض سيطرته على الأراضي والأيادي العالمة والتجارة المارة إلى الشام وبناء قاعدة أو عاصمة لحكمه في مدينة ممفيس وهذا كان عام 3200 فبل الميلاد.

بعد مئة عام تقريباً من هذا صارت الدولة القديمة التي بناها مينا ضعيفة بعد عشر أسر، وبدأ حكام الأقاليم الاستقلال عن الفرعون واستخدام المواد المحلية لبناء حضارة وثقافة خاصة بهم وتمكن حكام مدينة هيراكليوبولس من السيطرة على مصر السفلى أو الشمال، وحكام مدينة طيبة من السيطرة على الجنوب أو مصر العليا وكانت تسمى أسرة إنتيف التي خرج منها منتوحتب الثاني الذي قامت بينه وبين الشمال حروب انتهت بفوزه عليهم وإعادة توحيد مصر تحت سلطته. وهذه هي بداية الدولة الوسطى.

بدأ حكم منتوحوتپ الثاني وهو الأسرة الحادية عشر من طيبة عاصمة البلاد ولكن الأمر تطلب بعد ذلك نقل العاصمة إلى مكان أقرب بالوسط فكانت لتجتاوي بالقرب من الفيوم الآن هي العاصمة الجديدة للفرعون الجديد من الأسرة الثانية عشر أمنمحات الأول، ومن هناك ومع الأمن الذي ساد البلاد والقدرة العسكرية على السيطرة على مناطق التعدين بالنوبة بما فيها من ذهب وأحجار كريمة، وحماية من الهجمات الخارجية بالهيكل الدفاعي الذي سمى “جدران الحاكم” تمكن الفراعنة والمصريون القدماء من المضي قدماً في الصناعة الزخارف الفخمة وبناء المعالم التي تبهر العالم الآن، كما كان يوجد رخاء اقتصادي وطرق لاستصلاح الأراضي الزراعية والتحكم بفيضانات النيل.

أما خطأ تلك الفترة جاءت مع أخر حكامها أمنمحات الثالث الذي سمح لمستوطنين أسيويين بالعيش في منطقة الدلتا لزيادة الأيادي العاملة في التعدين وتزامن ذلك مع عدم كفاية مياه النيل التي كانت تدمر البلاد اقتصادياً في ذلك الوقت مما أضعف قوة هذا الفرعون وزيادة قوة المستوطنين الذين تحولوا إلى الهكسوس الذين سيطروا على البلاد في فترة الاضمحلال الأتية.

بعد هيمنة الهكسوس لقرابة المئة عام والذين استعملوا نفس الصفة الألوهية التي كان الفراعنة يستخدمونها وانصهر ملوك طيبة بين الهكسوس في الشمال ومملكة كوش من الجنوب حلفائهم وكانت تتصف هذه الفترة بنكسة في الاقتصاد والخمول الثقافي، حتى جمع حكام الجنوب شملهم بقيادة الفرعونان سقنن رع الثاني وكامس الذين تمكنوا من صد الهجمات في الجنوب من مملكة كوش واستعادة الهيمنة أما الملك أحمس الأول فهو له الفضل الأكبر في القضاء التام على الهكسوس، وكانت له خطة عسكرية لفرض سيطرة مصر على البلاد حتى تستعيد مجدها، وتميزت تلك المعارك التي استمرت ثلاثين سنة باختراع العجلة التي تجرها الخيول في المعارك الحربية.

الآن تدخل مصر إلى فترة الدولة الحديثة التي هي أنجح فترة بينهم جميعاً والتي بدأت بحملات عسكرية من الفرعون تحتمس الأول وتحتمس الثالث حفيده الذي سيطر على النوبة وبلاد سوريا لتزويد البلاد بالخشب والبرونز، ومن أهم ملوك القدماء المصريين هذه الفترة:

الملكة حتشبثوت: التي تمكنت من اغتصاب العرش التي تميز حكمها بحملات تجارية ناجحة إلى بلاد بنط، وشيدت لها المعابد والمسلات الذي وبدافع الانتقام حاول تحتمس الثالث محو أثارها لأنه اغتصبت العرش قبله.
الملك إخناتون: أي العبد الإله أتون إله الشمس الذي غير اسمه لإخناتون بعد أمنوحتب الرابع الذي تفنن في سماح كل عبادة لآلهة أخرى ولم يهتم سوى لذلك الأمر، وأصر على عبادة هذا الإله ولو بالقسوة وشيد مدينته والعاصمة في ذلك الوقت “مدينة إخناتون الجديدة” أو تل العمارنة الآن، ومن بعده جاء توت عنخ أمون وحور محب من أهم ملوك العصر الذين أرجعوا عبادة الآلهة المتعددة واعتبار أن الملك إخناتون كان بدعة، وهو من تزوج الملكة الجميلة التي قيل إنها أجمل امرأة بمصر القديمة “نيفرتيتي”.

رمسيس الثاني: أشهر ملوك المصريون القدماء والذي كان لديه عدد من الأولاد أكبر من أي فرعون أخر، وقامت في عهده أول معاهدة سلام في التاريخ بين وبين الحثيين الذي كانت بينهم حروب دموية لمدة 15 عام. وهو من أكثر من قام ببناء المعابد والمسلات.

وفي نهاية هذه الفترة بدأت الانشقاقات تحدث بين أطراف الشعب وتمكن كهنة معبد الإله أمون من السيطرة على الأراضي الكثيرة في طيبة مما أدخل البلاد في فترة ضعيفة واضمحلال لثالث مرة في تاريخها.
انقسمت هذه الفترة بين ثلاثة منافسين أولهم الفرعون سمندس الذي تمكن من فرض سيطرته من أخر ملك رمسيس الحادي عشر الضعيف، وثاني المنافسين كهنة معبد أمون في طيبة بالجنوب، ولكن أهم المنافسين هم أمراء ليبيا الذين عاشوا في مصر على شكل قبائل من ثم زادت سيطرتهم على الدلتا تحت شيشنق الأول وأسس أسرة بوباستيس كما كانت له بعض السلطة بدس أفراد من العائلة ككهنة في معبد أمون، ولكن سرعان ما اختفوا كلهم على يد الملك الكوشي بعنخي سنة 727 قبل الميلاد بعد 200 سنة من السلطة، واختفت الهيمنة المصرية الأصيلة.

ولكن صاحبت تلك الفترة فترة حكم الأشوريين في العراق ومحاولة تمديد سلطتهم فهاجموا الدولة الكوشية وأرغموها بالتخلي عن مصر في حدود 667 ق.م واحتلال الأشوريين لممفيس وسيطرتهم على البلاد.

لكن الأشوريين لم يتمكنوا من المحافظة على مصر القديمة وتركوها بيد ملوك سايت وبهذا نكون وصلنا إلى الأسرة السادسة عشر وأولهم الملك إبسماتيك الأول الذي ترد الأشوريين باستخدام مرتزقة يونانين “أول بحرية مصرية” واستقروا في عاصمتهم سايس وكان لليونانيين نفوذ في مدينة نيكراتيس في الدلتا، ولكن زادت قوة الفرس في ذلك الوقت وزادت هجماتهم على مصر وأخرها موقعة الفارما الذي انهزم بها بسماتيك الثالث من الأسرة السابعة عشر وأخذ قمبيز الثاني ملك الفرس لقب الفرعون رسمياً من المعبد ولكنه ترك مصر ليحكم من مدينته شوشان، وبهذا ضمت مصر إلى الإمبراطورية الفارسية الكبيرة وهنا كان لأخر ثلاث أسر حكم ملكي محلي على مصر بدون هيمنة أكيدة مطلقاً، والتي انتهت تماماً بأخر ملوك الأسرة الثلاثين الملك ناخثورب الثاني ورغم محاولات ضعيفة لطرد الفرس من مصر إلا أن الأمر انتهى أخيراً سنة 332 ق.م بتسليم الحاكم الفارسي مصر ليد العظيم الإسكندر الأكبر بدون أي مقاومة.

وبذلك تنتهي حكم الفراعنة من المصريون القدماء وتتدخل البلاد إلى حكم الإسكندر مثل البطالمة ثم الرومانية ثم الساسانية ثم العصر الإسلامي بتعدد مراحله انتهاءً بالمرحلة العثمانية ثم الحملة الفرنسية ومحمد على والخديوية المصرية ثم الاحتلال البريطاني وصولاً إلى مصر الحديثة.

القسم الاقتصادي والاجتماعي عند المصريون القدماء

الإدارة عند المصريون القدماء

كان الفرعون على القائمة وهو الملك للأرض وله صفات الألوهية ثم يليه الوزير الذي يدير المهام ويمسح الأراضي ويخطط ويتابع التنفيذ وقد قسمت البلاد إلى 42 منطقة وعلى كل منها والي يدير وينظم أعمالها.
كانت المقايضة هي نظام الدفع والشراء بين المصريون القدماء ويتم الأمر بدفع العمال حصص من الحبوب بديلاً عن الأعمال وتتم أيضاً مقايضة تلك الحبوب بسلع أخرى حسب الميزان والسعر المطلوب لكل سلعة والمدونة بنطاق واسع على كل البلاد، ولم تستعمل العملات حتى العصر المتأخر بالنهاية وفي التعاملات الخارجية.

أما النظام الاجتماعي الطبقي عند المصريون القدماء كان موجود وبشكل واضح جداً وفي أخر النظام كان المزارعون وكانوا يدفعون الضرائب لأن الأرض تعتبر ملك للفرعون، وبعدهم طبقة الحرفيين والكتاب أو ما يسموا بالتنورة البيضاء لأنها كانت علامة مميزة بارتدائهم لها وكانوا يأخذون أجرهم من الدولة نفسها في عمل النقش على المعابد وصناعة الأثاث الفخم، بعدهم تأتي منزلة الكهنة والأطباء والمهندسين والذي قد يكون شخص واحد له معرفة وعلم واسع وهو كاهن بالأساس وكانت المعرفة تورث حتى لا تخرج الطبقة الاجتماعية وتمتد بين عامة الشعب وهذا دليل على أن المصريون القدماء كانوا يحافظون على النظام الطبقي.

مكانة المرأة

بها جدال كبير فالبعض يرون أن المرأة المصرية لها حرية كبيرة وحق في البيع والامتلاك والتسلط أحياناً بسيطة على العرش ولها الحق في الطلاق، أما البعض الأخر يرى أنه لم يكن للمرأة دور رئيسي في الحياة المصرية ويفسرون ذلك إما بتسلط الرجل وقلة توفر التعليم للمرأة عن الرجل أو بحدوث انتهاكات مثل الختان وفرض أمور قاسية على النساء وإخضاعهم لسلطة الرجل، لأن دور المرأة لم يظهر حقاً في المعابد ولكن ظهر في صور أخرى مثل زوجات أمون وحتشبثوت وكليوبترا وصور والنقوش الكثيرة للنساء في المعابد وجدران الأهرامات، وكيف أنه في بعض الأحيان يكون ظهور صدر المرأة زوجة الفرعون عارية أمر طبيعي. والحياة الحميمة عند المصريون القدماء تظهر بصور واضحة في بعض البرديات والتي تجرى عليها الأبحاث لتوضيح سبب كتابتها.

القانون

كان لدى المصريون القدماء قوانين صارمة وعقوبات مفروضة على المعتدي ويترأس وكما يكتب هذه القوانين ويترأس تنفيذها، في القضايا البسيطة يتم البت فيها محلياً عن طريق مجلس الشيوخ، أما قضايا القتل واغتصاب أراضي الدولة وسرقة المعابد والمقابر يتم معالجتها عن طريق الوزير أو الفرعون ويكون الحكم إذا تمت الإدانة بالإعدام بقطع الرأس أو الحرق أو الغرق، وفي الأمور الأبسط الضرب والتشويه والنفي أو الغرامة، كما أنه في بعض الأمور كان يستخدم نظام التهديد للاعتراف، وكان يستخدم طريقة سؤال الإله إن لم يجدوا حل بالطرق السحرية التي كانوا يستخدمونها المصريون القدماء.

الأدب

كان الأدب يحتل منصبة كبيرة عند المصريون القدماء وبعد اختراع الكتابة ومراحل تطورها حتى وصلت إلى نظامها المتكامل ساعد ذلك على تدوين الأدب والقصص وأيضاً الكتب العلمية في المجالات المختلفة والكتب الدينية والفلكية. ومن أشهر هذه الكتابات: نصوص الأهرامات وهي مكتوبة بطريقة كلاسيكية تصف كل ما يعرف عن الموت والتحنيط والآلهة، وأول كتاب عن الأخلاق للحكيم بتاح حتب وزير الملك “جد كا رع” من الأسرة الخامسة، وقصص السيرة الذاتية على مقابر أسر المملكة الوسطى وكتب القصائد وقصص الحب والأساطير مثل أيزيس وأوزريس وابنهم حورس وقصة سنوحي، بردية وستكار وبقصصها العجيبة، والتحفة الأدبية تعاليم أمينيموبي، أما بردية مثل إدوين سميث فهي كانت تتكلم عن الطب والتشريح وتبين عبقرية المصريون القدماء ومدى توصلهم لحقائق عن الإنسان قد استغل العالم وقتاً حتى أعاد اكتشافها.

الحياة اليومية عند المصريون القدماء

كانت حياة المصريون القدماء تتسم في الأغلب بالبساطة ولأن الطبقة الأكثر كانت من الفلاحيين والبسطاء فكانت أغلب البيوت من الطوب اللبن ومن ثلاث أو أربع حجرات وساحة كبيرة، منهم مكان للطبخ الذي تطحن في النساء القمح وتصنع الخبز. والملابس كانت تصنع من الكتاب باللون الأبيض في العموم أما الأغنياء فكانت لديهم القصور الفخمة والمجوهرات والملابس الأكثر تعقيداً.

يعتقد بعض علماء المصريات أن الأطفال لم يكونوا يلبسون شيئاً حتى سن الثانية عشر وهو سن الختان والنضوج، وكانت غرف الفقراء تدهن باللون الأبيض مع ستائر من الكتان إذا أمكن وفرش من الحصائر وأثاث بسيط من طاولة وسرير وصندوق ملابس يصنعون من الخشب.

كما أن المصريون القدماء كانوا يهتمون جداً بالنظافة حتى الفقراء وكان لديهم صابون مصنوع من الدهن الحيواني واستخدموا الطباشير أيضاً للتنظيف وكان نهر النيل هو مكان الاستحمام، بالإضافة إلى استخدام الزيوت العطرة لتغطية روائح الجسم. وكانوا يحلقون كامل الجسد والأغنياء منهم يستعملون الشعر المستعار في التجميل.

كانت الموسيقى لها أهمية كبيرة في الاحتفالات والمراسيم وعرفوا مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية مثل الطبل والمزمار والجرس والصنج والدف والعود والخلاخيل على أيدي وأرجل الراقصات التي يتم تصوريهم يؤدون حركات معينة يشتهر بها الرقص المصري القديم، كما استوردوا القيثارة من أسيا.

وكانوا يملكون ألعاباً للترفيه مثل لعبة سينيت وميهين وهي ألعاب تلعب على لوح مثل الشطرنج أما الزهر والألعاب بالكرة فكانت للأطفال، والأغنياء كانوا يلعبون بالقوارب والصيد وعرفت لديهم المصارعة بشكل واضح تصوره بعض الرسومات القديمة.
ومطبخ المصريون القدماء كان متطور جداً واستخدموا في الأكل الخبز بشكل أساسي مع أنواع مختلفة من الحبوب والخضار المطبوخة والفاكهة وكانت اللحوم والأسماك والفراخ موجودة بأنواع وأصناف متعددة من الشوي والطبخ ولكنها اشتهرت أكثر عند الأغنياء وتقتصر في الأعياء عند الفقراء.

العمارة

وهو ما يشتهر به المصريون القدماء بسبب فخامة البناء الضخمة مثل الأهرامات والمعبد الكرنك وأبو سمبل وغيرهم، وكانوا يشيدون لثلاثة أسباب إما كقبور أو أماكن احتفالية أو لإظهار قدرة الملك وإنجازاته العظيمة وتخليد اسمه، أما القصور والبيوت لم تصمد أبداً بمقارنة هذه الآثار لاعتقاد المصريون القدماء القوي في النهاية بعد الموت وأن هذه الحياة ستزول، وهو ما دفعهم لاحترام قوانين الآلهة والمبادئ والوصول لطريقة التحنيط، القصور كانت تتألف من الطوب اللبن وليس الحجر ولذلك لم تصمد ولكنها تمتعت عند بالزينة والزخارف ووجود نافورة وأعمال النحت والزجاج الملون والأثاث الفخم، ولكن فن العمارة الحقيقي يتجلى في المعابد بهيبتها وهندستها العبقرية التي لا يوجد لها تفسير واقعي لكيفية بنائها حتى الآن خاصة الأهرامات التي بنيت في العصر القديم بالأدوات البسيطة والعمالة الكثيرة وكانت تستغرق سنوات، واختلفت نظام القبور فيما بعد لتقام مجمعة بالمقابر الملكية بالمعابد مثل وادي الملوك والملكات.

إن حضارة المصريون القدماء حضارة ألاف السنين وبها تفاصيل كثيرة وأتمنى أن أكون أوضحت بعضها في هذا المقال فهي حقاً تستحق الدارسة لعبقرية هؤلاء القوم التي صمدت أمام الزمن.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

20 − 9 =