من الضروري أن تحرص كل أم على تعويد بنتها منذ الصغر على المساهمة في أعمال المنزل ، حيث أن هذا يعود بالكثير من الفوائد الهامة ليس فقط على الأم بالتخلص من بعض الأعباء المنزلية، ولكن على طفلتها أيضا حيث أن ذلك يساعدها على اكتساب بعض المهارات التي سوف تحتاج لها مستقبلا، مثل تنظيف المنزل وترتيبه وإعداد الطعام وغسل الملابس، وكذلك يمنحها مهارات اجتماعية مثل التواصل والتعاون والعمل كفريق واحد لإنجاز بعض الأمور، وكذلك فإن المشاركة في أعمال المنزل يجعل الطفلة تشعر بأهميتها وبالقدرة على تحمل المسئولية والرضا عن النفس، وكذلك فإن إنجاز العمل في وقت أقل يمنح للأم وقتا إضافيا، مما يتيح لها قضاء وقت أطول مع بنتها وممارسة بعض الأنشطة المحببة لديهما معا.
استكشف هذه المقالة
كيفية تعويد البنت على المساهمة في أعمال المنزل
هناك بعض الأساليب التي تساعد الأم على تشجيع طفلتها وتحفيزها على المشاركة في أعمال المنزل، وهذه الطرق تتضمن ما يلي:
التحدث معها
أولا تقوم الأم بالجلوس والتحدث مع بنتها في المهام الموكلة لها، والتعرف على خططها في إنجاز هذه المهام، وتشجيعها عن طريق المدح والإطراء لإنجاز العمل المطلوب منها، وتقديم الدعم الإيجابي لها بأنها لم تعد صغيرة وأنه بالإمكان الاعتماد عليها ومنحها بعض المسئوليات، فهذا يساعد على زيادة ثقتها بنفسها لتصبح أكثر قدرة على تحمل المسئولية.
تحديد وقت معين
تحديد الوقت هو وسيلة جيدة من أجل دفع الطفلة إلى المساهمة في أهمال المنزل ، فمثلا يمكن تحديد وقت إعداد طاولة الطعام في غضون 20 دقيقة، وإذا لم تتمكن من أداء هذه المهمة في الوقت المحدد لها فيمكن أن تعاقب بالنوم في وقت أبكر، وفي اليوم التالي يصبح عليها القيام بالعمل في الوقت المحدد حتى لا يتكرر العقاب مجددا، أو يمكن تشجيعها على إنجاز العمل في الوقت المحدد بالتحفيز، فمثلا إذا قامت بإعداد الطاولة في خلال 15 دقيقة فقط، يمكن السماح لها بالبقاء مستيقظة 15 دقيقة إضافية عن وقت النوم المعتاد، أو زيادة الوقت المسموح لها فيه بمشاهدة أفلام الكارتون أو اللعب على الكمبيوتر.
استخدام نظام المكافآت
يمكن للأم أيضا أن تقوم بإعطاء طفلتها مكافئة مالية صغيرة بين الحين والآخر من أجل تحفيزها على المساهمة في أعمال المنزل ، فهذا سوف يجعلها أكثر تحمسا على أداء المطلوب منها على أكمل وجه، ويمكن بدلا من ذلك ربط مصروف الطفلة بالمهام الموكلة إليها، فإذا قامت بإنقاص أي منه ففي هذه الحالة ينقص من مصروفها، مما يجعلها حريصة على إتمام ما يطلب منها لأخذ مصروفها كاملا.
تحديد نظام ثابت لأعمال المنزل
فمثلا يمكن القيام بهذه الأعمال في المساء وهذا هو الأفضل في أيام الدراسة، فلا يجب أن تطلب الأم من طفلتها القيام بهذه الأعمال قبل الذهاب إلى المدرسة مثلا فهذا سوف يمثل عبئا وضغطا عليها، ولكن من الأفضل الانتظار بعد عودتها من المدرسة وإنهاء واجباتها ودروسها، ويمكن جعل هذه الأعمال جزءا من الروتين اليومي بعد الانتهاء من الواجبات المدرسية مثلا بأن تقوم بترتيب غرفتها وسريرها ووضع الملابس المتسخة في سلة الملابس، وبعد ذلك يمكنها اللعب أو القراءة أو ممارسة هواياتها أو مشاهدة التلفاز.
عدم تحويل الأعمال المنزلية إلى عقوبة
لا ينبغي جعل المساهمة في أعمال المنزل عقابا تعاقب به الطفلة على أخطائها، مثل معاقبة البنت بالقيام بعمل ما كغسل الأطباق عند تصرفها تصرفا سيئا أثار غضب والدتها، فهذا يجعلها تشعر بالقهر ولا يصبح لديها أي نوع من الحماس للقيام بالأعمال المنزلية، ولكن يمكن فقط أن تقوم الأم بإعطائها العمل المنزلي المحدد لأختها في حالة قامت بشيء خاطيء تجاه أختها، ففي هذه الحالة يكون هذا عقابا عادلا حتى لا تكرر الخطأ مرة أخرى.
فوائد المساهمة في أعمال المنزل بالنسبة للبنت
يوجد الكثير من الفوائد التي يمكن تحقيقها عند تعويد البنت على أعمال المنزل، وأول هذه الفوائد هو اكتساب الكثير من المهارات الحياتية، حيث تتعلم البنت كيفية إدارة المنزل وكيف يمكنها تنظيفه، وكيفية طهي الطعام وشراء الاحتياجات من السوق وتحديد الميزانية للمنزل، كما أن تكليف الطفلة بوظيفة معينة يجعلها تتعود على تحمل المسئولية والاستقلالية منذ الصغر، وخاصة عندما يطلب منها ترتيب غرفة نومها أو تنظيم ألعابها، وأيضا فإن المشاركة في أعمال المنزل يجعل الطفلة تشعر بأهمية الحفاظ على نظافة المنزل وعلى ممتلكاته، فهي سوف تصبح قادرة على احترام المنزل وتقدير المجهود والتعب المبذول من أجل نظافته وترتيبه، وأيضا فإن المساهمة في أعمال المنزل يمنح الطفلة شعورا بالفخر والسعادة لقدرتها على إنجاز عمل هام.
ومن الفوائد أيضا اكتساب القدرة على التخطيط السليم، من خلال تعلم الالتزام بوقت وعمل معين وإتمامه على أكمل وجه، وكذلك تتعلم الطفلة الاعتماد على نفسها إلى حد كبير، فيقل اعتمادها على والديها في العديد من الأمور، وكذلك تتعود الطفلة على العمل ضمن فريق واحد ويصبح لديها روح التعاون مع الآخرين، وعن طريق المساهمة في الأعمال المنزلية يمكن القضاء على الشعور بالملل لدى الأطفال، فهذه الأعمال تبقيهم مشغولين لفترة جيدة من اليوم، كما أن المساهمة في أعمال المنزل تساعد على خلق مجال للحديث بين الأم وابنتها، فتستطيع البنت أن تحكي لأمها كل ما حدث معها طوال اليوم أثناء قيامهم بالتنظيف معا، وهذا يساعد على تعزيز العلاقة بينهما وتحسين القدرة على التواصل.
أعمال المنزل المناسبة لكل سن
هناك مجموعة من الأعمال المنزلية التي تناسب كل سن، ففي سن 2 – 3 أعوام يمكن للبنت التعود على إحضار شيء معين يطلب منها مثل لعبة أو كتاب، وكذلك يمكنها في هذا السن وضع المفرش على مائدة الطعام، وفي عمر 4 – 5 أيام يمكن للبنت القيام بتحضير مائدة الطعام ووضع الأطباق عليها، كما يمكنها المساعدة في إعداد بعض وجبات الطعام تحت إشراف الأم، ويمكن كذلك أن تقوم البنت بتقسيم الملابس بعد غسلها تمهيدا لتطبيقها، ويمكن أيضا أن تشارك الطفلة في عملية التسوق وشراء احتياجات المنزل، وعندما يصبح عمرها 6 – 8 سنوات يمكن تدريبها على غسل الأطباق تنظيف الحوض ومسح الأرضيات، والمشاركة في شراء الطعام وإعداد الوجبات وتقديمها ولكن مع إشراف الأم.
تعويد الطفلة على المساهمة في أعمال المنزل له العديد من الفوائد، فهو ينمي لديها الإحساس بالمسئولية والثقة في النفس، كما أنها تتعلم العمل الجماعي وتصبح قادرة على التعاون مع الآخرين، وهناك العديد من الأساليب التي ينبغي إتباعها لتعويد البنت على المشاركة في أعمال المنزل، مثل أسلوب المكافآت سواء بمبلغ مالي صغير أو باستخدام العقاب وذلك بمنعها من لعبة ما مثلا، وقيام الأم بالسماح لابنتها بمساعدتها في المنزل يساعد على منح الأم وقتا إضافيا لتجلس مع أطفالها أو لممارسة بعض الأنشطة أو الهوايات الخاصة بها.