المذاكرة : تعلم كيفية مذاكرة مادة كاملة في 24 ساعة عند الحاجة

يُقال دائمًا المذاكرة فن، فهل يمكنك فن المذاكرة من مذاكرة مادة كاملة في 24 ساعة؟ ومع أن مذاكرة مادة كاملة في 24 ساعة تُعد معجزة صغيرة، إلا أنه من الممكن تحقيقها إذا اتقن الشخص هذا الفن وبرع فيه، وكلٍ على حسب فنه، ليس عليك فقط إلا أن تشعُر بالمسئولية وتعرف أنك قد قصرت في حق نفسك بتكاسلك طوال العام، وتعرف أيضًا أنك إذ لم تفعل المستحيل وتتجاوز تلك العقبة فستُعرض نفسك لخسارة كبيرة، هذه الخسارة قد تصل إلى ضياع مستقبلك وجلب الخذلان إلى والديك وتشميت أصدقائك فيك، ضع كل ما مضى نصب عينيك وابدأ المذاكرة، وستجد نفسك في نهاية الأمر قد تمكنت من تحقيق المعجزة ومذاكرة مادة كاملة في 24 ساعة، ما زلت غير واثق من قدرتك على فعلها؟ تعال إذًا لأخبرك الأمر بالتفصيل، وسترى.

أساسيات فن المذاكرة

تقدير الأمر

قبل كل شيء، عليك أن تعرف أن مذاكرة مادة كاملة في 24 ساعة ليست مهارة منك بقدر ما هو عقابٌ لك، أنت بنفسك من أقررته على نفسك، لذلك عليك أن تتقبله مهما كان، ومهما بلغت قسوته وشدته أنت لا تمتلك حق الاعتراض أو الامتعاض، أنت مُخطئ، وهذا عقابك، قُضي الأمر.

عليك أيضًا أن تعرف أن الأمر ليس سهلًا، وأنه يقبل الفشل تمامًا كما يقبل النجاح، فلا تتخاذل وتتكاسل طوال العام ثم تأتي في أخره وتظن بأنك قد تفعلها بكل ثقة ويقين، فقد يفشل الأمر معك فشلًا زريعًا، لذلك، وكما هو موضحٌ في عنوان هذا الموضوع، إياك أن تلجأ لهذه الطريقة إلا عند الحاجة، تلك الحاجة التي تفرضها عليك الظروف لا التي تصطنعها أنت، والآن، إن كنت قد تفهمت الأمر وأصبحت جاهزًا فإليك الطريقة.

البدء في المهمة، مرحلة البداية

الخطوة الأولى في طريقك لتحقيق هذه المعجزة ومذاكرة مادة كاملة في أربعة وعشرين ساعة هي البداية، هذه الخطوة بالتحديد يجب أن تتم على أكمل وجه كي يُكتب النجاح لمهمتك، فالبدايات كما هي العادة تُحدد كيف تكون النهايات، وتتلخص مرحلة البداية فيما يلي:

اختيار مكان مُناسب للمذاكرة، الخطوة الأهم

عندما يحين موعد الطعام أنت تبحث عن الطبق أليس كذلك؟، حسنًا، كذلك المذاكرة، عندما يحين وقتها فعليك أن تبحث عن المكان المناسب لها، فليس كل مكان يصلح للمذاكرة كما أنه ليس كل طبق يصلح للطعام، الطبق يجب أن يكون نظيفًا، ومكان المذاكرة يجب أن يكون كذلك أيضًا، ونظافة مكان المذاكرة تعني أن يكون بعيدًا عن الضوضاء والصخب، وذا إضاءة مُناسبة، كذلك يجب أن يكون مُنعزلًا عن باقي المكان الذي تجلس فيه، عليك أن تُعامل هذا المكان وكأنه صومعتك الخاصة، التي تتعبد فيها وحدك، وإياك أن تدع أحد غيرك يطأ محرابك.

إشعار من حولك بالموقف

المُذاكرة أمرٌ فردي، أنت تقوم به وحدك، فلا أحد سيُذاكر ويدخل الامتحان بدلًا منك، لكن، مع ذلك، ثمة الكثير من الواجبات التي تقع على عاتق من حولك خلال فترة المذاكرة، فإشعارهم بالموقف وخطورته أمرٌ واجبٌ عليك، لكن أن يقوموا هم بمساعدتك وتوفير كافة السبل لك فهذا أمرٌ يرجعُ إلى مستوى ثقافة أسرتك وتقبلهم للأمر، لذلك لا تخجل من أن تُخبرهم بالحالة السيئة التي وصل إليها الأمر معك، ووقوعك في هذا الموقف العصيب، أجل، عليك أن تُخبرهم وعليهم أن يتقبلوا ذلك، فهذه سفينة، إن خُرقت سيغرق الجميع، وليس من ارتكب الفعلة فقط، وبالطبع أقصى ما قد يُقدمه من حولك لك هو تركك وشأنك هذه الفترة، وعدم إزعاجك أو إقحامك في أي مُشكلة، وتحديدًا في الأربعة والعشرين ساعة التي تسبق الامتحان، والتي تكون بمثابة اجتماع مُطول بينك وبين مادة الامتحان، أنتما فقط.

الابتعاد عن المُعيقات

كل الأشياء التي قامت بإعفائك عن المذاكرة طوال السنة عليها أن تخجل وتبتعد عنك ليلة الامتحان، وإن لم تفعل هي فافعل انت، واجعل غرفتك في تلك الليلة لا تحتوي إلا على أوراق المذاكرة وقلمك وزجاجة المياه فقط، أو من الأفضل أن تُخرج زجاجة المياه أيضًا، لا وقت للعطش، كما أنه لا وقت للارتواء، ولا تنسى أنك تُعاقب نفسك، وأن كل ذلك يحدث لأنك أذنبت، وليس لديك وقت للتكفير عن ذنبك سوى هذه الليلة، أفتُضيعها هي الأخرى؟

متابعة المهمة حتى النهاية

الآن أنت قد بدأت خير بداية، هيأت الأمر، وسخرت العالم بأكمله لمهمتك التي لن تستغرق أكثر من أربعة وعشرين ساعة كما حددت أنت بتكاسلك منذ بداية العام، لكن لا وقت للندم، فقط اتبع الخطوات التالية:

التركيز على العناوين وأهم النقاط

لا وقت، وما لا يُأخذ كله، لا يُترك كله، عليك على الأقل أن تعرف ما الذي يتحدث عنه هذا الكتاب، وهذا الأمر كي يأخذ ليلة واحدة فهذا يعني أنك لا تملك إلا أن تُركز على العناوين وأهم النقاط فقط، مع قراءة سريعة لمحتوى الكتاب، وهذا الأمر بالمناسبة قد يفتح لك مجالًا للتأليف المقبول أثناء الامتحان، فعندما تقرأ رواية عابرة سوف تتذكر على الأقل مُلخصها مع أهم الأحداث إضافةً إلى أفضل الاقتباسات، وهذا هو المطلوب منك في الامتحان لكي تضمن على الأقل نصف الدرجات، إجمالًا، عامل الكتاب وكأنه رواية، وعامل الامتحان وكأنه صديقك الذي تحكي له ما فهمته من هذه الرواية، وستكتشف أن الأمر أصبح أسهل مما تتصور.

اكتب لكي تحفظ، واستخدم المفاتيح

الكتابة أثناء المذاكرة طريقة جيدة جدًا للتذكر، فذاكرة اليد أقوى من ذاكرة الرأس، لذلك احرص على كتابة كل ما تقرأه أثناء المذاكرة، والأفضل أن تنطقه بصوته تسمعه انت على الأقل، وقد يقول البعض أن يوم واحد لا يكفي لتدوين كافة المعلومات، وهذا صحيح، ويمكنك التغلب عليه عن طريق استخدام المفاتيح، والمفاتيح في المذاكرة تعني الكلمات المفتاحية، التي تتذكر فور رؤيتها الكثير من المعلومات، كأن تكتب مثلًا كلمة” الجهاز التنفسي”، وفور أن تراها تعرف أنها تحتوى خلفها على الكثير من الأشياء كالتعريف والأقسام والفائدة والأضرار، وهكذا نرى أن الكلمة المفتاحية قد اختزلت في الوقت والكتابة، وأدت المطلوب منها وساهمت بشكل كبير في مهمتك الانتحارية.

الانتهاء مُبكرًا والنوم لست ساعات على الأقل

الأربعة وعشرون ساعة تنتهي في الثانية عشر صباحًا، لذلك لا تُكمل لدقيقة واحدة بعد هذا الوقت، وخذ قسطًا مُريحًا من النوم ولا تتخيل أن السهر قد يؤدي إلى إنجاح المهمة، بالعكس، السهر سيُضعف ذاكرتك التي أجهدتها منذ الصباح، ولن تكون قادرة على تأدية المطلوب منها وقت الامتحان، لذلك نم واستيقظ كالمعتاد، ولا تُكثر من المراجعة قبل الامتحان، لحظة!، ما الذي ستُراجعه من الأساس؟ وما الذي ذاكرته طوال الأربعة وعشرين ساعة الماضية؟، لا تخدع نفسك وتتحمل عبء المراجعة الذي قد يُصعب مهمتك، اعتمد على الله ثم الأربعة وعشرين ساعة الماضية.

وبالرغم من كل ما مضى، تظل مذاكرة مادة كاملة في 24 ساعة مهمة شبه مستحيلة، لا يستطيع القيام بها سوى الأشخاص ذوي القدرات العقلية المرتفعة، والأعصاب الهادية المُتزنة، وإلا ستكون النتيجة خيبة أمل كبيرة.