الماديات بين الشريكين من الأمور الحساسة التي يجب الانتباه إليها جيدًا، صحيح أنكما أصبحتما كيانًا واحدًا ولكن هذا لا يعني أن يكون هناك اعتماد من أحد الشريكين على الآخر طالما لدى كل طرف من طرفي العلاقة دخله الثابت المستقل وبالرغم من أن الحديث في الأمور المادية حساسة بعض الشيء لكن يجب الحديث عنها والتفاهم فيها بحيث لا يشعر أحد الأشخاص أنه يتم استنزافه ماديًا بالكامل في العلاقة بينما ينعم الطرف الآخر بأمواله ويقوم بالإسراف فيها دون داعي طالما مطمئنًا أن هناك سند مالي يعتمد عليه وهو شريكه في العلاقة، لذلك يفضل بالطبع أن يكون هناك نقاط محددة لمنظومة إنفاق الأموال في العلاقة المشتركة، وإن كان هذا سيكون شيئًا محرجًا، فعليك أن تقوم بوضعها بشكل غير مباشر، أي بدون أن تجلس مع شريك علاقتك وتتحدث معه حول هذه القواعد بل عن طريق فرضها بشكل غير مباشر من خلال التعامل بها وجعله يعتاد عليها منذ البداية، لذلك إليك أبرز القواعد التي يجب أن يتم وضعها فيما يخص الماديات بين الشريكين سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.
أفضل طرق إدارة الماديات بين الشريكين
في اللقاءات
هناك اتجاه عام سائد حول تحمل الرجل كافة نفقات اللقاءات وأوقات الخروج المشتركة حتى وإن كانت ظروفه المادية لا تسمح، وعلى الجانب الآخر الظروف المادية لشريكته مستريحة بما يكفي كي تنفق على السهرة بأكملها، وذلك يسبب إرهاقًا للرجل لذلك في الماديات بين الشريكين يجب أن يتفقا على طريقة للدفع في هذه المواقف ولا ينبغي أن يخجل الرجل من مثل هذا لأنه هكذا تكون العلاقات الصحية لا ينبغي أن يتم تحميل شخص مسئولية شيء وحده دون إشراك الطرف الآخر فيها حتى لا يتم قصم ظهره، لذلك ربما يُحرج أحد الأشخاص من محادثة شريكته في شيءٍ كهذا لذلك من الممكن أن يقوم بمحادثتها بالشكل الآتي: أن يحادثها ويسألها عن ظروفها المادية بشكلٍ مباشر، فيقول لها أن ظروفه المادية صعبة ويعتمد عليها هذه المرة في تحمل تكاليف لقاءهما، بالطبع ستتفهم في هذه اللحظة أنها لا يمكن الاعتماد بشكلٍ كلي على شريك علاقتها ويمكنها تمويل سهراتهم أيضًا كي يتم حفظ الاتزان فيما يخص الماديات بين الشريكين في هذه العلاقة ولا يشعر شخص أنه مظلوم في هذا الجانب، أما هناك نوع من النساء لا يتفهم وربما يشكك في رجولة الشريك، وهذا للأسف يريد الاستفادة من التفتح والحضارة التي اكتسبتها البلدان، من حيث الخروج للعمل والمساواة والاستقلال المادي، ومع ذلك يردن التعامل بمبدأ الرجعية وهو ألا ينفقن بل ينفق الرجل عليهن حتى وإن استقللن ماديًا وعملن في أعمال تدخل عليهن دخلاً كبيرًا فإن هذا لا يعطي الحق للرجل أن يسألها عن هذا الدخل، وهذه للأسف يجب أن تواجهها بشكلٍ مباشر أنك تتعامل في هذه العلاقة بالمساواة وأنك لن تنفق على كل شيء بل سيكون الإنفاق بالتساوي بينكما طالما تربحان دخلاً متقاربًا فلما يجب عليك أنت تحمل كافة النفقات بينما هي تنعم بكافة دخلها بالكامل؟ بالطبع شيئًا محرجًا أن تقول هكذا بشكل مباشر ولكن لابد من ذلك طالما هي ألمحت إلى أنه ليست رجولة منك أن تطلب منها الاشتراك في الإنفاق على لقاءاتكما التي تخرجان فيها سويًا، فبالتالي يجب عليك مواجهة هذا بكل وضوح دون مواربة أو مراوغة.
ومن أفضل أساليب التعامل بالشكل غير المباشر فيما يخص الماديات بين الشريكين أيضًا، الاتفاق الغير معلن على مشاركة تحمل مصاريف الإنفاق، لنفرض مثلاً أنكما ذهبتما إلى المطعم كي تتناولا العشاء وقمت أنت بدفع ثمن العشاء، ثم بعدها ذهبتما لمقهى أو مكان للسهر، ربما ستحاول أن تدفع فتقول شريكتك أنها معها نقود وتقوم بالفعل بإخراج نقود لتدفع بها فلا تجادل من أجل أن تدفع بل أن تتعامل مع الأمر بأريحية وتتركها تدفع موحيًا لها بأنكما من الممكن أن تتشاركا تكاليف السهرة دون خجل، وبالمناسبة كلما كانت الماديات بين الشريكين تأخذ شكلاً أكثر سلاسة ولا يكون هناك حرجًا في التحدث فيها، كلما كانت قوة العلاقة بين هؤلاء الشريكين قوية جدًا، لأنه معنى أنهما يتحدثان في الأمور المادية بهذه السهولة أي أنهما قد استطاعا اجتياز تلك الحساسية التي تنشأ بين الغرباء أو ذوي العلاقة السطحية في الحديث حول الماديات، وعلى ذلك يجب أن تتخذ الماديات بين الشريكين شكلاً أكثر بساطة وسهولة، وحتى إن كانت محرجة في البداية فإن بعد فترة من التعامل لن تصبح كذلك وسيكون بوسعكما الحديث فيها دون أزمات أو دون وجود حرج في نفسكما من ذلك.
الأمور المادية بين الزوجين
لا شك أن الأمور المادية بين الشريكين تتخذ نمطًا مختلفًا إن كانا هؤلاء الشريكين زوجين أيضًا، وذلك يعني أن نقودهما تنصهر في بعضها البعض وتتخذ شكلاً أكثر بساطة، ذلك وأن البيت الواحد يلزمه مصاريف واحدة، طالما أن الأكل سيكون مشتركًا والمشروبات وفواتير الكهرباء والغاز وغيرها، إذن كل شيء سيكون مشتركًا بالتالي ليس مهمًا كثيرًا من سيدفع، لطالما أن الجميع يقوم بواجبه وزيادة ويتفانى في جعل منزل الزوجية لا ينقصه شيء ولديه ما يكفيه.
لكن الأمور المادية بين الشريكين في منزل الزوجية رغم ذلك وحتى لا يكون هناك جانبًا مظلومًا يجب أن يتم تنظيمها بحيث ترتب صاحب الأعلى داخلاً في الشريكين هو من ينفق أكثر، بنسبة مئوية متساوية، وأيضًا مهما كان الراتب قليل يجب أن يحتفظ كلا الزوجين بجزء من راتبه لنفسه دون أن يأكله منزل الزوجية، يجب أن يكون هناك جزءًا على قدر من الخصوصية لا يقترب منه أحد ولا يُسأل أين تم إنفاقه ولا يتم الأخذ منه إلا للطوارئ.
أيضًا من الممكن أن يكون هناك مبلغ مدخرات يتم وضعه في حساب مشترك ويتم الإضافة إليه كل شهر، وهذا للظروف، أو للتغيرات المستقبلية المحتملة، فقد يأتي طفل تزداد به أعبائكما، أو قد ترغبان في السفر خارج البلاد لفترة ويأكل المنزل دخلكما خصوصًا في الأوضاع الاقتصادية المتردية التي نعيشها هذه، فبذلك تجدون سندًا ماليًا مشتركًا تستندون عليه.
لكن رغم ذلك تظل الأمور المادية بين الشريكين الذين تربطهم رابطة الزوجية أكثر سلاسة وبساطة لأنهما يعلمان أن أي شيئًا يدفعانه لن يذهب إلى أي مكانٍ خارجي أو لن يكون مصيره مجهول غير معروف، كل شيء سيُصب في مصلحة المنزل المشترك، أي سيكون هناك منفعة لكلا الطرفين وسيعود على الجميع بالفائدة، لذا لن يكون هناك أزمة في هذا مطلقًا، حتى وإن تخلل ذلك بعض الاستثناءات القليلة بوضع منظومة يسير عليها نظام الإنفاق على المنزل إلا انه يظل أي قرش يتم إنفاقه في منزل الزوجية يتم دفعه عن طيب خاطر.
عمومًا فيما يخص العلاقات المادية بين الشريكين المتزوِجَين، لا ينبغي أن تكون الأمور فيها فوضوية وعشوائية حتى لا يؤدي ذلك إلى صدام في النهاية، ولا ينبغي أن تكون الأمور فيها منظمة بشكل صارم مما يشعرك بأن هناك محاسب سيقوم بتنظيم الأمور المالية بين الزوجين مما قد يطغى على العاطفة التي في المنزل ويحولها لأمور مادية بحتة بسبب هذه المعاملة الحازمة.
الدفع المباشر أو المساعدة المادية الواضحة
الماديات بين الشريكين والتي بها دفع مباشر من طرف لطرف آخر من أجل فك أزمته المادية أو مساعدته في اجتياز المشاكل الاقتصادية التي تواجهه ليس فيها مشكلة على الإطلاق، فينبغي على أحد الأطراف إذا واجه مشكلة مادية مهما كانت سيكون أول شخص يفكر أن يلجأ له في هذه الأزمة هو شريك العلاقة بالطبع، ولن يكون هناك أقرب ممن تربطك به أقوى علاقة من الممكن أن يرتبط بها اثنان سويًا، وهي العلاقة العاطفية، لا سيما وان طرفي العلاقة العاطفية لا تربطهما أي علاقة نسب أو قرابة سابقة ومع ذلك يختارا بمحض إرادتهما أن يكملا حياتهما سويًا، إذن لن يكون هناك مشكلة إطلاقًا أن يتم اللجوء لشريك العلاقة العاطفية وقت الأزمات، بل بالعكس إن لجأت لشخصٍ غيره فأنت هكذا تهينه لأنك لا تعتبره أقرب شخصٍ لديك بالتالي عدم اللجوء إليه لا تصح على الإطلاق.
ولكن رغم ذلك، رغم كل ما سبق عن ضرورة اللجوء لشريك العلاقة العاطفية لفك أزمة مالية أو معالجة الظروف الاقتصادية المتردية، ولكن تظل هذه النقود التي يتم دفعها بالشكل المباشر دينًا في رقبة هذا الشخص المتلقي للنقود يقوم بسدادها بمجرد ما تنتهي هذه الأزمة الاقتصادية، هذه هي أهم أصول التعامل في الماديات بين الشريكين عندما يكون هناك دفع مباشر لك مبلغ معين أنت قمت بطلبه، بالطبع سيكون هناك حرجًا عند إرجاعه وجدال ومحاولة الطرف الآخر إفهامك أنكما كيانًا واحدًا ولا داعي لهذه الأمور أن تؤثر على علاقتكما لأنه طالما الكيان واحد فإن النقود واحدة، ولكنك لن تستجيب لهذه الحجج، وستقوم برد المال وهذا أفضل بكثير جدًا لأنك ستعرف جيدًا أن الأمر ليس بهذه السهولة وقتما تحتاج نقود ستجد من يدفع لك دون مقابل، وربما ستستسهل الموقف فيما بعد، وستلجأ باستمرار، وأيضًا لن يتردد لحظة الطرف الآخر في إعطائك النقود بعدها بأي شكل ولن يخالجه شك بأنك تحتاج النقود فعلاً ولن يظن بأي شكل من الأشكال أنك تقوم باستغفاله أو استغلال علاقتكما وأخذ الأموال منه واستخدام عاطفتك تجاهه لاستنزافه ماديًا وبالتالي استنزافه عاطفيًا.
ربما سيجد شخصٌ ما أن هذا شيئًا سخيفًا لا لزوم له بسبب ذوبان هذه الفوارق فيما يخص الماديات بين الشريكين ولكن مهما بلغ حب شريكي هذه العلاقة للآخر فإن الماديات بين الشريكين تظل شيئًا خاصًا جدًا بكل طرف يجب تنحيتها جانبًا حتى لا تؤثر على العلاقة بشكلٍ سلبي، فقد يتم الظن بشكلٍ خاطئ أن العكس هو ما يؤثر بشكلٍ سلبي على العلاقة، لكن العكس تمامًا والتساهل في الأمور المادية بهذا الشكل هو ما قد سيؤثر على العاطفة بين الشريكين بشكل سلبي.
خاتمة
الماديات بين الشريكين من الأمور التي من الممكن إدارتها بسهولة ذلك وأنه عادة تنعكس قوة العلاقة وصلابتها وتلاشي الحساسيات بها على طريقة التعامل في الماديات، ودائمًا يظل أفضل شكل لإدارة الماديات في العلاقة أن يكون هناك ثقة تامة في كل طرف من أطراف العلاقة تجاه الآخر بحيث تجعل هذه الثقة من لديه نقود يدفع النفقات اللازمة، ومن هو متعثر ماديًا يتم إعفاؤه من الإنفاق حتى يتم تجاوز تعثره المادي ويستطيع الإنفاق بشكلٍ طبيعي أو مشاركة الإنفاق مع الطرف الآخر رغم أنه يستحسن أن يقوم بتعويض الفترة التي كان يتم إعفاؤه فيها. وأخيرًا الماديات بين الشريكين من الممكن أن يتم استغلالها تقوية أواصر العلاقة بين الشريكين، ولكن لا يمكن تركها تدير نفسها بعشوائية وفوضوية حتى لا تتسبب بالعكس في توتر العلاقة بين الشريكين.
أضف تعليق