تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » لغات » اللغة العربية : كيف تعلم العربية للناطقين بغيرها بسهولة ؟

اللغة العربية : كيف تعلم العربية للناطقين بغيرها بسهولة ؟

اللغة العربية إحدى أصعب اللغات للتعلم من بين جميع اللغات الموجودة حاليًا، في هذه السطور نعرفك على أفضل طريقة لتعليم اللغة العربية .

اللغة العربية

إن اللغة العربية ليست لغة فقط بل هي ثقافة وحضارة ودين إسلامي، ورأينا في الأعوام الأخيرة كيف ازداد الإقبال على تعلمها ليس من قبل المنتسبين للإسلام فحسب، بل لدوافع سياسية وثقافية وفكرية وخاصة بعد أحداث سبتمبر فقد أصبح الغرب في شغف كبير لمعرفة الثقافة العربية والإسلامية وهل لتلك الثقافة والمرجعية علاقة بتلك الأحداث أم إنها ثمة طائفة متطرفة وشرذمة قليلة تشوه صورة الإسلام والمسلمين وترسم عنهم أبشع الصور في أعين العالم أجمع.

أفضل أساليب تعليم اللغة العربية

أهمية تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

هل حقا تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها موضوعا جديرا لأن نتحدث عنه ويكون لدينا معلومات لا بأس بها حوله، وحول طرق التعليم وأكثرها فاعلية وهكذا؟ بالطبع نعم.حيث أن تعليم اللغة العربية ليس المستفيد منه هو المتعلم فقط بل إن اللغة العربية ستجني ثمار ذلك التعلم حيث أن هؤلاء المتعلمين للغة العربية سيقوموا بالانفتاح على الثقافة العربية وسيهتموا بأن يفهموا واقع تلك الأمة العربية حاضرها وماضيها فيكون ذلك التعلم هو الإعلام البديل الذي يرسم للغرب الصورة الحقيقية للعرب والمسلمين بدلا من الصورة المشوهة التي ترسم عن طريق الإعلام ليل نهار.

فتعليم اللغة العربية له أبعاد ثقافية وإعلامية حيث يتحول هؤلاء المتعلمين للغة العربية مترجمين للثقافة العربية بما فيها من أدب راق يحوي معان طيبة وراقية ويروي تاريخ تلك الأمة مما يعين بشكل كبير على أن يفهم الغرب حقيقة العرب والإسلام.

صراع اللغات أين لغتنا العربية منه؟

يشهد العالم الآن صراعا محتدما بين اللغات وكل لغة ترعى دولها ذلك الصراع وتدعمه بكل ما أوتيت من قوة اقتصادية وثقافية وإقليمية وحتى الآن فإن اللغة التي قطعت شوطا كبيرا في هذا الصراع اللغة الإنجليزية حيث أصبحت اللغة الرسمية للعديد من المؤسسات والمنظمات العالمية.

مما لا يدع مجالا للشك أن اللغة العربية لديها فرص لا بأس بها في المستقبل لأن تحظى على مكانة دولية مرموقة حيث أنها لغة لعدد كبير من البشر قد يصل إلى 200 مليون نسمة ، ويتمتع هؤلاء البشر بحضارة عريقة وأصيلة قد سبقت غيرها من الحضارات سبقا بعيدا ألا وهي الحضارة الإسلامية.

إن العربية يحتاج إلى تعلمها نطقا وكتابة وقراءة كل مهتم بالأديان والحضارات والتي منها الحضارة العربية الإسلامية حيث أن من يتعلمها سيصبح بالطبع قادرا على أن يتواصل ويتعامل مع جميع الدول العربية في النواحي الاقتصادية والحكومية والدينية.

ولكن لم ذلك التأخر؟

وإذا كانت اللغة العربية لديها الفرصة لأن تتصدر اللغات الأخرى في العالم من الناحية النظرية كما تحدثنا من أنها لغة تمثل حضارة عريقة ويتحدث بها الكثير من البشر! إن مستقبل اللغة العربية بين اللغات الأخرى يتوقف على عدة عوامل ليست ثراء اللغة فقط أو ثراء تاريخها وحضارتها، إنما تحتاج لغتنا العربية عدة عوامل ومنها:

أولا: العرب وتقديرهم للغتهم

هل حقا يستشعر العرب جمال لغتهم وقيمتها؟ هل يستشعرون تلك النعمة الجليلة ألا وهي نزول القرآن بلسان عربي مبين؟ للأسف الشديد فإن العرب أنفسهم لا يقدرون ذلك تماما، بل والمثير للجدل والتساؤل والحيرة الشديدة أن معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها يتعلمون هم اللغات الأجنبية بحجة التواصل مع الأجانب!! هل سألوا أنفسهم يوما ما لماذا لا يتعلم الأجانب لغتنا العربية عندما يريدون أن يعلمونا لغتهم كالإنجليزية مثلا!

لذا فنحن نجد أن الوعي اللغوي العربي مشوش للغاية ولا يخدم تماما تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها فقد يكون تعامل الأجانب لأول مرة مع العرب تكون من أجل تعليم اللغة العربية فيصدموا بواقع العرب من حيث عدم الانضباط بالمواعيد فضلا عن تواصل معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها بلغة الأجنبي مما يجعله أحيانا يشعر بالإحباط الشديد فمتكلمي اللغة الأصليين يتواصلوا بغيرها من اللغات.

ثانيا: الدعم المالي

إن نشر لغتنا العربية وجعلها تستطيع أن تنافس اللغات الأخرى يتطلب إمكانيات مادية كبيرة حتى تدعم البحث العلمي وتشترى بها الوسائل التعليمية الحديثة وكذلك فإن تأهيل معلمين للغة العربية قادرين على تعليم الأجانب ويمثلوا واجهة جيدة للغة العربية كل ذلك يحتاج إلى أموالا طائلة، ولكن للأسف فإننا لا نجد أيا من الدول العربية تضع تعليم الأجانب اللغة العربية في عين الاعتبار ولا تدعم ذلك الأمر ماديا كما تفعل الدول الأجنبية لنشر لغاتها وتبذل الكثير من الأموال لتحقيق ذلك.

طرق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها

إن طرق تعليم اللغة الغربية للناطقين بغيرها مختلفة ومتنوعة وهي تختلف باختلاف المداخل التي تعتمد عليها وكذلك الأساليب التي تعتمد عليها في التدريس. لا تعتبر أيا من تلك الطرق هي الطريقة الأمثل والأفضل بل ينظر إلى اختيار طريقة التدريس بمنظور شامل من حيث مستوى المعلم والمتعلم والمجتمع الذي تدرس فيه اللغة والوسائل التعليمية المتاحة سواء إلكترونية أو غير ذلك ينظر إلى تلك الأمور جنبا إلى جنب ثم يختار المعلم ما يراه مناسبا لطالبه.

إن تلك الطرق سواء كانت حديثة أو قديمة فإنها مستخدمة حتى أن طريقة القواعد والترجمة والتي تعد أقدم طرق تعليم اللغة العربية غير الناطقين بها ما زال يستخدمها بعض معلمي اللغة العربية.

الطريقة الأولى: طريقة النحو والترجمة

تعتبر تلك الطريقة من أقدم طرق تعليم اللغات الأجنبية ولكن لا تزال مستخدمة حتى الآن في بعض مناطق العالم كإندونيسيا وتعتمد تلك الطريقة على المعلم بشكل مباشر ويكون الطلاب نتلقين فقط لا يساهموا أو يشاركوا وتعتمد تلك الطريقة على الجملة بشكل أساسي وتحليلها ودراستها دراسة نحوية لغوية مما يوجه لتلك الطريقة انتقادات حيث أن الذي يريد تعلم اللغة العربية كلغة ثانية لا تعنيه تلك التفاصيل إنما يريد أن يكتسب اللغة كمهارة بحيث يستطيع القراءة والكتابة والتحدث دون الحاجة إلى معرفة القواعد.

الطريقة الثانية: الطريقة المباشرة”الطبيعية”

يعد ظهور تلك الطريقة للرد على طريقة النحو والترجمة وترى تلك الطريقة أنه لا حاجة تماما للترجمة لكي يتعلم المتعلم أي لغة أجنبية أخرى إذ أن معاني الكلمات يمكن أن يعرفها المتعلم من خلال طرق أخري غير الترجمة كالإشارة والصورة والعكس وغير ذلك. تعتمد الطريفة الطبيعية على تعليم الطالب الكلمات المستخدمة في الحياة اليومية وتعتمد بالأساس على المشاركة بين المعلم والطلاب عن طريق فتح نقاشات وأسئلة وأجوبة ومن خلال تلك الطريقة الطبيعية يدرك الطالب من خلالها قواعد النحو بطريقة غير مباشرة.

تتمثل مميزات تلك الطريقة أنها تجعل لطالب اكثر انفتاحا على اللغة العربية ولا يضطر للخلط بين لغته الأم واللغة العربية لأن المعلم لا يستخدم لغة الطالب في تلك الطريقة تماما، ولكن لا تناسب تلك الطريقة تعليم اللغة العربية في المراحل المتقدمة كتعليم النثر والشعر وغير ذلك وإنما تناسب المراحل الأولى لتعليم اللغة.

الطريقة الثالثة: الطريقة السمعية الشفوية

تعتبر تلك الطريقة وسط بين الطريقتين السابقتين وتعتمد تلط الطريقة في التدريس على الاعتماد على تنمية مهارة الاستماع عند المتعلم بدرجة كبيرة والتدرج بعد ذلك إلى الكلام، ثم القراءة ،ثم الكتابة.

معلم اللغة العربية للناطقين بغيرها قدوة

ونختم حديثنا برسالة نوجهها إلى معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها :إن مهنتكم ليست مهنة تقليدية هكذا تؤدى للحصول على المال، إنما الأمر أعمق من هذا بكثير فأسلوبك وخلقك وتعاملك إما يجعل غير العرب يحترموا العرب وثقافتهم وشعوبهم أو تزيد الفجوة أكثر وأكثر بينهم وبين العرب فلتكن قدوة.

.

محمد نبيل

عضو هيئة تدريس بالجامعة، تخصص كيمياء وميكروبيولوجي.

أضف تعليق

15 + 5 =