الفتور العاطفي شبح يتهدد كل العلاقات العاطفية سواء كانت زواج أم خطبة أم علاقة مفتوحة أو غير ذلك من أشكال ومسميات العلاقات لذلك لا يسعنا سوى إفراد مقال كامل له عن معناه وأسبابه وكيفية تخطيه في كافة العلاقات سواء كان بين المرتبطين أو المخطوبين أو المتزوجين وسنبدأ في تعريف الفتور العاطفي أصلا حتى ننتهي لعلاج له:
استكشف هذه المقالة
معنى الفتور العاطفي
الفتور في اللغة مأخوذة من “فتر” وفتر الشيء أي توسطت درجة حرارته بين السخونة والبرودة، يقال ماء فاتر أي أنه متوسط بين السخونة والبرودة، والفتور العاطفي ببساطة شديدة هو أن لا تشعر بمشاعر جياشة سواء كانت إيجابية أو سلبية تجاه شريك علاقتك، وتشعر أن كل الأشياء وعدمها سواء بحيث تشعر أن لقاءك له مثل عدمه أنك لا تشعر بمشاعر افتقاد له بحيث لا تشعر بمشاعر قبول ولا بمشاعر نفور وفي بعض الأحيان لا تشعر بأي مشاعر من أي نوع، أي يستوي فيها الارتباط بعدم الارتباط.
تعريف الفتور العاطفي
تعريف الفتور العاطفي، حينما نتصدى لتعريف الفتور العاطفي فيجب أن نلم بمعناه في أوجز وأجمع جمل ونقول في تعريف الفتور العاطفي: “هو حالة من سكون المشاعر تجاه الطرف الآخر وخفوت بريقها وأن يصبح هذا الشخص مثله مثل غيره لديك” وهذا التعريف يكاد يكون الأكثر إيجازا وجمعًا لأن في حالة الفتور يصبح الشريك مثله مثل أي شخص آخر لأنه في حالة انعدام المشاعر يصبح كل الأشخاص الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم سواء، ما الذي يميز شخص عن الآخر لديك سوى أنك تكن له مشاعر دون الآخر مهما كانت نوعية هذه المشاعر؟
أسباب الفتور العاطفي
أحيانا لا يوجد أسباب ظاهرة لحالة الفتور العاطفي، بمعنى أنك تحاول أن تمسك بين يديك سببًا جوهريًا أدى للفتور العاطفي فلا تجد ولكن ربما هناك أسباب متوارية أدت بشكل غير مباشر للفتور العاطفي دون أن تدري من أبرزها:
الأزمات الاجتماعية والاقتصادية
أحيانا تكون الأزمات الاجتماعية والاقتصادية سببًا أساسيا من أسباب الفتور العاطفي بحيث أن الإنسان يخلط الأمور ببعضها فيحاول بدلا من أن يواجه أزماته العملية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أن يهرب إلى العدمية والعدمية هنا تفرز على الدوام الفتور العاطفي ومع عدم استعداد الطرف الآخر لمعالجة هذه الأزمة واستعداده على الجانب الآخر للفتور العاطفي ربما لأسباب أخرى تخصه يحدث الفتور العاطفي.
عدم فهم الطرف الآخر لك أو اعتقادك أنت كذلك
أحيانا يحدث الفتور العاطفي حينما تكون في أزمة معينة وتجد أن الطرف الآخر لا يشعر بك وأنت تنتظر منه أن يشعر بك دون أن تتحدث وبالتالي تشعر أنه لم يعد مهتمًا بك فبالتالي تفقد أنت أيضًا اهتمامك به والمشكلة الأكبر حينما يصادف أن الطرف الآخر لديه مشكلة معينة وينتظرك أن تعرف أن لديه مشكلة وبالتالي كلاكما ينتظر أن يعرف الآخر ما به وكلاكما يفقد اهتمامه في نفس اللحظة ويشعر أن الآخر لا يفهمه ومن هنا يحدث الفتور العاطفي ويشعر كل طرف في العلاقة أنه ليس مهما بل ربما تتداعى العلاقة بأكملها وتنهار كل المشاعر بسبب أمرِ كهذا، لمجرد فقط اعتقاد الطرفين عن بعضهما والذي قدر يكون خاطئًا.
ترسبات قديمة أدت إلى الفتور العاطفي
ترسبات قديمة ممكن أن تؤدي للفتور العاطفي وهذه الترسبات ممكن ألا تكون كبيرة بل يمكن أن يكون حصل موقف صغير جدا ولكن تم إغفاله أو تجاوزه ولكن بقي في نفس صاحبه فأتى أخيرا موقف ليجعل كل الترسبات تنفجر ولكن لا تنفجر في صورة ثورة أو عصبية زائدة ولكن تنفجر في صورة فتور عاطفي، فقدان اهتمام، فقدان رغبة حتى في العتاب أو اللوم، وتساوي كل شيء بالآخر.
عدم الاهتمام الذي يخلقه الاعتياد والروتين
الاعتياد والروتين والرتابة أعداء لأي علاقة أحيانا يخلق التفاهم والذي هو هام وضروري وركن من أركان أي علاقة نوع من أنواع الملل والروتين يؤديا إلى الفتور العاطفي وبالتالي يشعر الإنسان أنه موظف في علاقة وليس موظفًا وظيفة فيها نوع من أنواع الإبداع بل موظف في أرشيف علاقة أي أنه ربما في غرفة تحت الأرض طوال الوقت يخرج ملفات ومستندات ويدخل ملفات ومستندات، وهذه هي حالة العلاقات بشكل دائم لذلك الملل والروتين يجب أن يخاف منه كل شخص خائف على علاقته.
توجيه طرف كل جهوده لوظيفته أو دراسته طوال الوقت: من الأشياء التي تجلب الفتور العاطفي أن يقوم كل شخص بتوجيه كافة مجهوداته واهتماماته للوظيفة التي يعمل بها وبالتالي يفقد اهتمامه بشريك علاقته وربما يغض النظر أيضًا عن أي طريقة لمحاولة طرد الفتور بينهما من الطرف الآخر.
الفتور العاطفي بين المخطوبين
من الطبيعي أن يحدث فتورًا عاطفيًا بين المخطوبين للأسباب التي ذكرناها بالأعلى أو واحد منها ولكن بين المخطوبين يجب أن نسأل هل الفتور قويًا وفعالا واستمر لفترة طويلة ولم تفلح معه أي من الوسائل المعروفة أم أنه فتورا عارضًا يذهب ويأتي وهذا طبيعي.. إن كان من النوع الأول والذي يأتي قويا وفعالا وتشعر أن شيء ما قد انكسر ولا يمكن أن يعود سليما مرة أخرى، ففي هذه الحالة يجب أن تعيد النظر في مسألة الخطبة بأكملها أما إن كان عارضًا وطبيعيًا فيمكن حله بإذن الله.
الفتور العاطفي بعد الزواج
من الطبيعي أن يحدث الفتور العاطفي بعد الزواج مباشرة وذلك كوسيلة للتعبير عن الانزعاج من الحياة الجديدة وتحمل المسئولية بعد الزواج بشكل كامل كما أن الحب الذي ينمو في الحرمان ولوعة الأشواق والمشاعر الجياشة ورسائل منتصف الليل ومكالمات ما بعد منتصف الليل وأن تظلا تتحدثان على الإنترنت حتى بزوغ الفجر انتهى وتلاشت حالة الحرمان التي ينمو فيها الحب سريعًا كشجرة لبلاب وقويًا صلبا كالفولاذ، لذلك الآن صار الفتور وشعور الملل والرتابة وسطوة الروتين هو المحرك الرئيسي للزواج ولذلك سنتحدث في الفقرة التالية عن علاج الفتور العاطفي بعد الزواج.
علاج الفتور العاطفي بين الزوجين
الحوار بين الزوجين هو أفضل طريقة لتخطي الفتور العاطفي والتعبير عن المشاعر بمنتهى البساطة دون أزمة وبناء جسور من الثقة والصراحة والوضوح بين الزوجين هذا هو لمجرد هذا فقط سيعالج الفتور بين الزوجين من تلقاء نفسه.
التجديد للعلاقة الزوجية وكسر الروتين وذلك من خلال فعل شيء لم تفعلانه من قبل، يمكن على الشخص الواعي لوجود الفتور أن يقوم بإعداد حفلة صغيرة قبل حضور شريك زواجه من العمل ومفاجأته وتقاسم الفرحة معًا.
التعبير عن المشاعر الإيجابية واحترام الطرف الآخر والاهتمام به وبمشاكله ودعمه في كل ما يعرض له من أزمات أو ما هو مقبل عليه من إنجازات وبالتالي يشعر كل طرف بتداخل حياتهما سويًا لا شخصان بحياة منفصلة لكل منهما ويعيشان سويًا فحسب.
خاتمة
الفتور العاطفي يمكن إن لم يتم الوعي به والقضاء عليه أن يقضي على زيجات بأكملها لذلك من الأفضل دائمًا أن يكون هناك طرفًا واعيًا للفتور العاطفي وواعيا أيضًا بأنه يمكن أن يتم علاجه وحله بسهولة طالما هناك حرص على العلاقة.
أضف تعليق