يعرف الفتق على أنه خروج أي من أحشاء الجسم وخاصة البطن خارج الجدار المغطي له سواء أكان الخروج للعضو كاملاً أم لجزء منه فقط، ويعتبر الفتق من الأمراض الشائعة بين كافة الأوساط ومختلف الأعمار. ولحدوث الفتق يجب أن يجتمع عاملين اثنين معاً هما وجود ضعف في الجدار المغطي للأحشاء مع عدم ثبات للعضو الداخلي ينتج عنه اختراقه للجدار وعبوره للخارج، وتكمن خطورة الفتق في فقدان الجزء الخارج لوظيفته الأساسية في الجسم الأمر الذي إن لم يتم التدخل فيه سريعاً فسيؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
ما هو مرض الفتق ؟ وما هي طرق علاجه؟
العوامل المؤدية لحدوث الفتق
كما شرح سالفاً فحدوث الفتق يتطلب وجود ضعف في الجدار المغطي للأحشاء وهو غالباً ما ينتج من أحد العوامل التالية:
السمنة المفرطة
مع تراكم الدهون وغياب النشاط الرياضي للجسم تضعف العضلات وتترهل وتصبح غير قادرة على اتخاذ وضعية ثابتة لفترة طويلة، وبما أن أكثر أماكن حدوث الفتق هي البطن والتي هي من أهم مراكز تراكم الدهون فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة لحدوث الفتق من غيرهم حيث يسهل اختراق العضلات وشق طريق للخارج.
كبار السن
كلما تقدم الإنسان في عمره كلما زاد ضعف الأنسجة عموماً على مستوى الجسم وسهل اختراقها أو تدميرها، فمن ناحية تضعف العضلات وتترهل وربما تصاب بتليف غير قابلة للإصلاح ومن ناحية أخرى تقل قدرة الأعضاء الداخلية للجسم على الحفاظ على مكانها في ثبات وقوة وبالتالي يصبح تقدم العمر من العوامل المؤدية لحدوث فتق في الجسم كذلك.
العمليات الجراحية
عندما يقوم الطبيب بإجراء عملية جراحية ولاسيما في منطقة البطن فإنه يضطر إلى شق الجلد ثم طبقة العضلات المغطية للبطن وعند الانتهاء من الجراحة فإنه يقوم بإعادة النسيج مكانه عبر استخدام الخيوط الجراحية والتي تترك مكانها نسيجاً متليفاً ضعيفاً يسهل اختراقه؛ ولذلك فإن الفتق الحادث عبر أماكن جراحة سابقة يعتبر من أكثر أنواع الفتق حدوثاً.
الحركات الخطرة
في كثير من الأحيان يكون الجدار العضلي متين ولا يسمح بحدوث فتق من تلقاء نفسه، ولكن مع الاعتصار القوي أو القيام بحركات رياضية خطيرة تحمل قدر كبير من المجازفة قد تنجح الأعضاء في اختراق العضلات مسببة حدوث الفتق بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المعوي أو من يقومون بحمل أوزان ثقيلة تفوق طاقتهم.
الحمل
مع امتلاء الرحم بجنين تتسع أنسجته أكثر بشكل يضغط على باقي أعضاء البطن مما يسبب ضغطها هي الأخرى على العضلات الأمامية وبالتالي قد يمكن حدوث الفتق، نفس الأمر يحدث مع امتلاء البطن بالسوائل كمرضى استسقاء البطن.
العيوب الخلقية
أحياناً يولد بعض الأطفال مصابين بعيوب خلقية تتضمن وجود حالة ضعف عام في العضلات بما فيها عضلات الجدار الأمامي للبطن، وبالتالي يصبح هؤلاء الأطفال أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفتق خاصة إذا ما صاحب تلك العيوب الخلقية أي عامل من العوامل السابقة.
الكحة المتكررة
في بعض الأمراض الصدرية يصاب المريض بكحة متكررة أحياناً تكون متعمدة بحيث يشعر المريض أن الكحة تحسن من حالته الصحية ولو قليلاً وبالتالي يتعمد مراراً وتكراراً القيام بكحة قوية مما يسبب زيادة الضغط الناتج من الأحشاء الباطنية على جدارها الأمامي بما يوفر فرصة سانحة لحدوث الفتق.
أعراض الفتق ومضاعفاته
لا يشتكي مريض الفتق من أعراض عامة في الجسم إلا فقط من عرضين لا ثالث لهما: الأول هو الانتفاخ أو الورم الحادث في مكان تكون الفتق والذي يلاحظ أنه حديث العهد والثاني هو الألم الناتج عن الفتق والذي لا يتواجد مع كل الحالات فهناك مرضى لا يشتكون من أي ألم يذكر. لكن تكمن الخطورة بحق في مضاعفات الفتق لا في أعراضه، فإن أهملت حالة الفتق وتركت دون تدخل جراحي سريع تحدث مجموعة من المضاعفات الخطيرة وهي:
الانسداد
إذا ما كان العضو المسبب للفتق أجوف وترك خارج مكانه الطبيعي لفترة طويلة فذلك يهدد التجويف بخطر الانسداد مما يعني فقدان العضو لوظيفته الحيوية في الجسم.
عدم الرجوع
من أهم مواصفات الفتق الأساسية أنه كلما ضغطت بيديك على مكان حدوثه تجد بأن العضو يرجع إلى مكانه مرة أخرى لكن عندما تزيح يدك يعاود الفتق في الظهور، لكن من مضاعفات الفتق هو عدم قابلية الجزء الخارج للرجوع مما يعني انه لا حل سوى قطع هذا الجزء والتخلص منه للأبد.
توقف الإمداد الدموي
كما يحدث انسداد لتجويف العضو المسبب للفتق يحدث كذلك انسداد للأوعية الدموية المغذية له وبالتالي يتوقف الإمداد الدموي عن الجزء الخارج من موضعه مما يعني موت تلك الأنسجة تماماً. يعد توقف الإمداد الدموي أخطر مضاعفات الفتق على الإطلاق لأنه وجود نسيج ميت داخل الجسم يعني تعفنه وتراكم البكتيريا والطفيليات والسموم عليه وتنتشر فيما بعد إلى عموم الجسم مسببة الوفاة على الفور، وعلامات توقف الإمداد الدموي هي تغير لون الجزء الخارج من الفتق وفي بعض الأحيان تكون صديد عليه وصدور رائحة غير محببة منه.
التعقد
مع الأعضاء الطويلة كالأمعاء يمكن أن يحدث التفاف وتعقد للأجزاء الخارجة خاصة وإن كانت طويلة حيث تلتف حول نفسها محدثة الكثير من العقد والتلافيف بشكل يصعب مهمة الطبيب في إعادة العضو مرة أخرى للداخل بشكل طبيعي.
التشخيص
لا يحتاج تشخيص الفتق إلى أي تحاليل أو فحوصات طبية، فبمجرد رؤية الطبيب للجزء المتورم والضغط عليه ليلاحظ إمكانية عودته للداخل فهذا يعني بأن تلك الحالة هي حالة فتق بنسبة 100%.
فتق الحجاب الحاجز
هي حال خاصة من حالات الفتق حيث يقوم جزء من المعدة باختراق الحجاب الحاجز إلى منطقة الصدر عبر الفتحة التي يمر منها المريء، وتعتبر حالة خاصة لأنها الوحيدة التي لا تتطلب تدخل جراحي في أغلب الأحيان بل يكتفي المريض بتناول مجموعة من الأدوية المثبطة لأحماض المعدة؛ حيث أن فتق الحجاب الحاجز ينتج عن ارتجاع المريء المتكرر والذي يسبب ضعف في أنسجة القناة الهضمية.
علاج الفتق
الخطوة الرئيسية والأهم في علاج الفتق هي بالتدخل الجراحي المباشر لإعادة النسيج إلى موضعه الطبيعي، وبعد ذلك وتبعاً لحالة العضلات وقدرتها على التحمل من عدمها من الممكن أن يقوم الطبيب بتثبيت شبكة طبية على الجدار الحادث منه الفتق حتى لا تتمكن الأعضاء من اختراقه مرة أخرى.
الوقاية من الفتق
تكمن الوقاية من الفتق في تجنب حدوث العوامل المسببة له، فعلى مستوى فتق الحجاب الحاجز يجب تجنب حدوث ارتجاع المريء وذلك عبر تجنب التدخين والأطعمة الحارة وعدم تناولها قبل النوم مباشرة، أما على مستوى الفتق التقليدي فإن أهم طرق الوقاية من حدوثه هي بالحفاظ على جسم رياضي رشيق وشد البطن باليوجا أو بالتمارين الرياضية المختلفة وتجنب الكحة المتعمدة لاسيما القوية منها وكذلك تجنب حمل الأوزان الثقيلة بشكل مفاجئ، وأخيراً علاج كافة الأمراض التي قد تسبب حدوث إمساك أو كحة.
أضف تعليق