تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تجذب الفتاة المتمردة ؟ نصائح لمواجهة فتاة عميقة

كيف تجذب الفتاة المتمردة ؟ نصائح لمواجهة فتاة عميقة

الفتاة المتمردة شخصية نقابلها كثيراً في العصر الحديث، هل هي شخصية مثيرة للاهتمام؟ أم إنها فتاة مخيفة؟ هل العلاقة بفتاة متمردة يمكن أن تكون علاقة ناجحة؟ من هي الفتاة المتمردة ؟ وكيف أصبح متمردة؟ كلها أسئلة تستحق البحث عن جواب لها.

الفتاة المتمردة

الفتاة المتمردة من الشخصيات الفريدة، من الشخصيات التي نقابلها في حياتنا، ونشعر بالغرابة في المعاملة معها، شخصيات مختلفة، شخصيات كسرت القوالب الجامدة، مثل شخصية الفتاة المتمردة ليس لأنها صعبة، أو لأنها عنيفة، لكن فحسب لأنها غير تقليدية، بعيدة عن النمط المعروف التقليدي للشخصيات، ربما هناك قوالب محفوظة متوارثة عن الفتيات وشخصياتهن، عن تلك الفتاة المطيعة، التي تهز رأسها بالإيجاب في صمت وبلا جدال عن أي شأن خاص أو عام، وبالرغم من أن الحياة، عرفت منذ بدء الخليقة الشخصيات المتمردة واسمتها بأسماء مختلفة، فأحيانا تكون الفتاة المتمردة، وأحيانا الفتاة الثورية، وأحيانا الفتاة المنبوذة، لكن تجد أنه لا زالت الفتاة المتمردة، ظاهرة غريبة عنا، ربما لأن الموروثات الشعبية حافظت على نقل النماذج النمطية، دون الشخصيات المتمردة، بالرغم من أنى لن أبالغ إذا قلت أن التاريخ صنعه المتمردين، فمن هي الفتاة المتمردة، وما صفات شخصيتها، وأشهر النماذج المتمردة عبر التاريخ، وكيف تكون علاقتها مع محيطها، وأيضاً كيف تصبحي فتاة متمردة؟، كل شيء نعرفه معاً.

من هي الفتاة المتمردة ؟

الفتاة المتمردة من هي الفتاة المتمردة ؟

من الصفات الأساسية في أي إنسان مبدع، أن يكون متمرد، ثائراً على كل النمطي والمفروض، القوالب الجامدة التي تتسم بها حياتنا سواء الفنية أو الاجتماعية أو حتى السياسية، لا تخلق النمطية الإبداع، لذلك من أهم صفات الفتاة المتمردة، أنها مبدعة، تجدها متألقة في عملها أياً كان، تهتم بالتفاصيل ولكن ليس على حساب الصورة الكبرى للأمر، واثقة في نفسها وتعتمد اعتماد كامل على عقلها في اتخاذ القرارات، دائما تجد الفتاة المتمردة واسعة الاطلاع، ومثقفة في شتى أمور الحياة.

الفتاة المتمردة دائماً تبحث عن إجابات لأسئلة تدور في خلدها، ترفض الانصياع للإجابات المعلبة المقدمة إليها، وتحاول أن تعثر بنفسها على ردود منطقية لأي شيء يشغل بالها، وإن كان مجرد وصفة للطعام، في الحب والعلاقات العاطفية قد تعاني قليلاً الفتاة المتمردة، كما تجد صعوبة في التأقلم مع المجتمع بسبب التقاليد والأعراف، لكنها تستطيع في مرحلة متأخرة التغلب دائماً على كل العقبات، والمضي قدماً في مستقبلها مستقلة.

صفات الفتاة المتمردة

للمرأة المتمردة صفات تظهر بوضوح، لمن يريد أن يفهم شخصية الفتاة التي يتعامل معها، من ضمن تلك الصفات التي:

  • تستوعب بسهولة الحديث الموجه إليها، وغالباً ما تتكهن بنهايته قبل النهاية، وتصدق تكهناتها.
  • الفتاة المتمردة دائماً في حالة قلق، لأن بالها ينشغل بأمور أكبر من الفتاة العادية، وتسعى للكمال بكل شيء، مثل العدل والمساواة وحقوق المرأة.
  • قد يطغى على سلوكها الكوميديا السوداء، فتجدها تعبر عن أفكارها بشكل مضحك رغم أنها قد تكون تتناول مسائل مأساوية، لذلك تتخذ دائماً الفكاهة غلاف لتوصيل وجهة نظرها في أي مسألة.
  • يوجد نوعان من الفتاة المتمردة، المتمردة فكرياً، والمتمردة سلوكياً، والمتمردة فكرياً تبدو أكثر هدوء من الأخرى، إلا أنها تكون أكثر ذكاء وأشد قوة.
  • شخصية قوية، تعتمد على نفسها دائماً.
  • غالباً تجد المرأة المتمردة مهتمة بالتفاصيل الخاصة بأي مسألة عامة، لكنها أبداً لا تحب التدخل في حياة الآخرين ولا تسألهم عن شؤونهم الخاصة.

الفتاة المتمردة والحب

الفتاة المتمردة الفتاة المتمردة والحب

إذا قلت أن الرجل يحب الفتاة المتمردة، ربما يبدو الموضوع مغاير للصورة النمطية في البداية، لكن هذه هي الحقيقة، الرجال يقعون في الحب بسهولة مع المرأة الذكية، وينجذبون جدا للفتيات المتمردات، لكن في المجتمعات العربية، تلاقي الفتاة المتمردة صعوبة في إيجاد شريك حياة مناسب لها، فعلى الرغم من كثرة الرجال حولها، والإعجاب بها من قبل الكثيرين، إلا أنها تلاقي صعوبة مع شريك حياتها، لأن تفهم شخصية وطباع الفتاة المتمردة، يحتاج لشخص مثقف واسع الاطلاع، متفتح الأفق يتفهم طبيعة الشخصية التي يتعامل معها، الفتاة المتمردة إذا شعرت أن شريك حياتها لا يقدر أفكارها أو أراءها، أو يقلل منها ويحاول أن يحجم حريتها، فهي على الفور تنفر منه، وتقف ضده مع نفسها ومع حريتها، لذلك فإن علاقات الفتاة المتمردة العاطفية لا تنجح بسهولة، ربما لا تنجح إلا مع رجل مثقف وعلى مستوى عالي من الوعي والنضج، وهو الأمر الذي يصعب الحصول عليه.

الفتاة المتمردة والمجتمع

الشخصيات المتمردة هي دائما المرغوب فيها وفي نفس الوقت المرفوضة، من أي مجتمع، وتجد الفتاة المتمردة دائماً في موضع القيادة مع الوقت، فهي تفرض نفسها بشخصيتها وذكائها، كقائدة دائماً لأي مجتمع، الفتاة المتمردة تتصف بالقوة، والجرأة، وهي صفات تخيف أصحاب الباطل، سواء في المجتمعات الصغيرة، أو على مستوى واسع المدى، فتجد الفتاة المتمردة دائما بعلاقة طيبة مع المستضعفين، الذين يريدون من تقضي لهن حوائجهن، أو تدعمهن في مظلمة أو طلب، لكنها لا تتفق مع الشخصيات الخبيثة، أو الشخصيات الضعيفة التي ترفض التمرد، فتجدها دائماً في صدام مع القوالب الجامدة، والمسميات المطلقة، ترفض الانصياع لسياسات القطيع، وتخرج مغردة عنهم بآرائها الخاصة في أي مسألة، سواء اجتماعية أو سياسية أو حتى دنية، لذلك قد تكسب الفتاة المتمردة العديد من العداوات في رحلة حياتها، لكنها بلا شك تحصد أيضاً الأصدقاء والمحبين، لذلك قد تعاني الفتاة المتمردة في المرحلة الأولى من حياتها في أي مجتمع، لكنها مع الوقت تفرض نفسها ويحبونها ويعتمدوا عليها.

كيف أكون متمردة؟

يجب أن تتفهمي في البداية جيداً معنى الفتاة المتمردة وصفاتها التي ذكرناها سابقاً، قبل أن نبدأ رحلة التغيير نحو التمرد، الفتاة المتمردة ليس الفتاة الهوجاء، أو العنيدة، هي فتاة ذات شخصية قوية، وتلك القوة تكتسبها بعدة عوامل داخلية وخارجية، إليكِ أهم النقاط لتكوني فتاة متمردة:

  1. احصدي أكبر قدر ممكن من الثقافة والعلم في شتى أمور الحياة، وأهمها الأمور الفلسفية والاجتماعية، فهي تزيد من نضج عقلك، مما يمنحك القوة والاختيارات الصحيحة.
  2. تمتعي بالاستقلال المادي، لا يمكنك أن تكوني مستقلة تماماً وقوية في قراراتك، لو كنتِ تنفقي من أموال شخص آخر حتى الآن!، أحصلي على عمل وتمسكي به.
  3. اكسبي ثقة الناس حولك وأظهري ثقافتك وقوتك لخدمتهم، والأهم من هذا أظهري نجاحاً في حياتك العملية والعلمية.
  4. للمظهر الخارجي تأثيره أيضاً، هل سمعتي عن المثال الشعبي القائل “كلي ما يعجبك، وارتدى ما يعجب الناس”، حسناً يجب أن تنسيه تماماً، كلي وألبسي وعيشي فقط كما يعجبك أنتِ، لا تتبعي موضة رائجة، أو ذوق عام، أتبعي ما يميل له فؤادك فحسب.
  5. استثمري طاقتك، في عمل عام تطوعي ما، أي عمل خيري لأجل البيئة أو الحيوان أو الإنسان، سيدعم ثقتك ومهاراتك ويعزز من شخصيتك المتمردة.

شخصيات نسائية متمردة عبر التاريخ

الفتاة المتمردة شخصيات نسائية متمردة عبر التاريخ

التاريخ صنعه المتمردون، نساء ورجال، ومنذ أسطورة “ليليت” وحتى المرأة الحديدية، عرف التاريخ نماذج نسائية متمردة، صنعن فارق في الحياة، بقي آثره بعد وفاتهن طويلاً وممتداً، سنحاول أن نستعرض اهم تلك الشخصيات، لنتخذها كقدوة حسنة في طريقنا للبحث عن الفتاة المتمردة في صورتها الحسنة.

نور الهدي محمد سلطان

أو المشهورة باسم “هدى شعراوي” هي أول من لبى دعوة سعد زغلول، وخلعت النقاب عن وجهها، وأتبعها الأخريات، وكانت أول من مارس العمل السياسي والطلابي بشكل منظم حر بدون أن تكون تابعة لشخص، وكونت “الاتحاد النسائي المصري”، واشتهرت هدى شعراوي بكتاباتها المثقفة الناضجة، ذات البعد الفلسفي والعلمي المتميز، ولها عدد كبير من المساهمات الفكرية والثقافية لتدعيم دور المرأة المصرية، ومساواتها في الحقوق والواجبات مع الرجل، ومن أشهر مؤلفاتها “عصر الحريم”.

كونستانس ماركيفيتش

هي بالأصل كونتيسة إنجليزية أيرلندية، عاشت في مطلع القرن التاسع عشر، كانت سياسية بحزب “شين فين” المناهض للاحتلال الإنجليزي لإيرلندا، وطنية ثورية، وناشطة نسائية اشتراكية، كان لها دور كبير في انتفاضة 1916 قبل أن تعتقل ويتم وضعها في حبس انفرادي، حكم عليها بالإعدام، غلا انهم خوفاً من غضب الشعب تم تخفيف الحكم عنها بسبب جنسها، وادعى القاضي أنها توسلت إليه قائلة ” أنا مجرد امرأة، لا يمكنكم أن تطلقوا النار على امرأة” إلا أنه فيما بعد أظهرت التسجيلات أنها وقفت بنبرة متحدية تقول له في تمرد ” أتمنى بالفعل لو كان حكمكم يتحلى باللباقة الكافية لإطلاق النار علي”.

صوفي شول

الألمانية التي ناضلت ضد نازية ألمانيا، واحد من مؤسسين جماعة “الوردة البيضاء” وهي الفتاة المتمردة التي حكم عليها القضاء النازي بالإعدام في عام 1943 بسبب توزيع منشورات ضد الفاشية والكتابة على الحائط، ورغم أنها قتلت بالمقصلة، إلا أن المنشورات التي شاركت في كتابتها تم تهريب نسخ منها، وسمي المنشور بالبيان الرسمي لطلاب الميونيخ، وأسقطت طائرات التحالف بعدها ألاف النسخ منه على ألمانيا من السماء في العام نفسه.

من مشارق الأرض ومغاربها ملئت الفتاة المتمردة الدنيا صياحاً، ومحاولات لمنع جسد العالم الثقيل من الاضطجاع على جسد النساء وجسد الضعفاء عامة، وبين صفات الفتاة المتمردة، وأسماء ثائرات وطنيات عرفهن التاريخ، تجد آلاف النماذج في حياتنا الاجتماعية منهن، ربما فقط لو تفهمنا شخصياتهن، ورفضهن للقوالب المحكمة، ووثقنا في قدراتهن، ربما نستطيع حينها أن ننعم بمزايا الفتاة المتمردة ، وتنجح علاقتنا بها، وربما لو قرأتِ كفاية عن الأمثلة القائدة في التاريخ من مشارق ومغارب الأرض وفي كل فترة زمنية، تستطيعي بنفسك أن تكوني فتاة متمردة بالنموذج القوي الحقيقي، وليس النموذج الأهوج العنيد الذي يصدره البعض على أنه هو الفتاة المتمردة ، المرأة المتمردة لا علاقة لها بالدلال والعناد، بل هي قوية الشخصية، ذكية العقل، سامية الأخلاق والروح، تستطيع أن تتمرد على الحواجز، لترتقي فوقها إلى ما هو أعلى وأفضل.

الكاتب: شيماء سامي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

اثنا عشر + 1 =