ما هو الفرق بين الغدد الصماء والغدد الإفرازية، إذا تحدثنا عن جميع الغدد التي تتواجد في جسم الإنسان سوف نجدها تقع تحت واحدة من المجموعتين التاليتين، فإما أن تنتمي تلك الغدة إلى مجموعة الغدد الإفرازية أو قد تنتمي إلى مجموعة الغدد الصماء ، أما الفرق بينها فإننا نجد أن الغدد الصماء شأنها شأن المايسترو للجسم، حيث تقوم الغدد الصماء بالتحكم في أنشطة الجسم عن طريق إفراز مركبات كيميائية ألا وهى الهرمونات، وتختلف تلك الهرمونات في تركيبها الكيميائي وفي طريقة عملها، وبالتالي في طبيعة تأثيرها على جسم الإنسان من غدة إلى أخرى، أما الغدد الإفرازية فأنها ذات تأثير إلى حد ما محلي أي أن تأثير تلك المجموعة من الغدد يعتمد على النظام الذي تنتمي إليه، ونضرب مثال على ذلك بالغدد الإفرازية التي تتواجد في الجهاز الهضمي مثلا، حيث تقوم الغدد الإفرازية هنا بالمساعدة على عملية الهضم ولكنها لا تقوم بإحداث تأثير قوي على الجسد بأكمله، وبالتالي فالحال هنا على العكس تمامًا من الغدد الصماء.
أما عن الغدد الإفرازية، فنجد أنها غدد قد يصاحبها قناة تنقل من خلالها إفرازاتها أو لا يصاحبها قناة، ثانيا من خصائص تلك الغدد أنها تقوم بإفراز مركبات كيميائية تسمى الأنزيمات، ويتم إفراز تلك الأنزيمات مباشرة في محل عملها، أي في المكان الذي سوف تقوم بفرض تأثيرها عليه مثلما ضربنا في المثل السابق، أيضا فإن تلك المجموعة من الغدد تتميز بأنها تتحكم في عمليات محدودة وقصيرة المدى مثل عملية الهضم التي تم ذكرها سابقا. وتختلف تلك الغدد عن الغدد الصماء في عدة أشياء، حيث تقوم الغدد الصماء بإخراج إفرازاتها في الدم مباشرة حيث تفتقد تلك الغدد أي نوع من القنوات ولكنها تتعامل مباشرة مع مجرى الدم بدون قنوات أو وساط، ثانيا المركبات الكيميائية التي تفرزها الغدد الصماء تسمى الهرمونات وتقوم تلك الهرمونات بالتأثير على حالة الجسم العامة وتعمل لمدة طويلة وعلى مدار اليوم مثل هرمون الأنسولين الذي يعمل بشكل دائم من أجل المحافظة على مستوى محدد للسكر في الدم مهما اختلفت الوجبات.
استكشف هذه المقالة
الغدد الصماء في جسم الإنسان
إن الغدد الصماء في جسم الإنسان يتم التعامل معها بفرضية أن مجموع تلك الغدد الصماء جميعا يمثل جهازًا في الجسم قائم بذاته ومماثلا للأجهزة الأخرى مثل الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي، ومما يدعم هذا أن الأغلبية العظمى من الغدد الصماء في جسم الإنسان يتم تنسيق عملها بذات الكيفية، حيث توجد غدة تعتبر هي الغدة الأم لهذا الجهاز ألا وهي الغدة النخامية والتي تتصل بأحد مراكز المخ التي بدورها تقوم بتنسيق عمل تلك الغدة النخامية.
تتواجد الغدة النخامية في الدماغ متصلة بالمخ وتكون في حجم حبة البازلاء تقريبا، وتنقسم تلك الغدة إلى قسمين، قسم أمامي وقسم آخر خلفي. والفرق بينهما هو أن القسم الأمامي يتكون من خمس أنواع من الخلايا الإفرازية المختلفة وبالتالي تقوم تلك الخلايا بإفراز وتصنيع خمس هرمونات أساسية ومهمة في جسم الإنسان، أما عن القسم الخلفي من الغدة النخامية فهو يتكون من مجموعة من الألياف العصبية التي لا تقوم بتصنيع أي هرمونات ولكنها تفرز هرمونين عن طريق نقلهما من مكان تصنيعهما في المخ إلى مجرى الدم. أما عن القسم الأمامي من الغدة النخامية وهى الأهم فأنه يفرز خمس هرمونات، الهرمون الأول هو هرمون النمو، ووظيفة ذلك الهرمون يمكن استنتاجها من اسمه حيث يتحكم هذا الهرمون في عملية النمو وتكاثر الخلايا. الهرمون الثاني هو هرمون البرولاكتين، وذلك الهرمون يتم إفرازه بكميات ملحوظة في جسم الأم المرضعة حيث يصبح ذلك الهرمون مسئولًا عن عملية تصنيع اللبن في صدر الأم.
الهرمون الثالث يسمى بهرمون تحفيز الغدة الدرقية، وبالتالي كما يوضح الاسم فإن ذلك الهرمون يقوم بتحفيز الغدة الدرقية لكي تعمل وتفرز بدورها هرمون ما، ومن هنا بدأ يتضح وظيفة الغدة النخامية كغدة أم تقوم بتنظيم عمل باقي الغدد الصماء في جسم الإنسان. أما الهرمون الرابع فيسمى بالهرمون المحفز للغدة الكظرية والذي بدوره ينظم كيفية عملها وكم ما تفرزه من هرمونات، أما عن الهرمون الخامس والذي يتم تصنيعه وإفرازه من القسم الأمامي للغدة النخامية فهو أكثرهم تعقيدا حيث أنه يفرز هرمونين ولكن وظائفهم تكمل بعضها البعض، الهرمون الأول يسمى بالهرمون المنشط للجسم الأصفر والثاني يطلق عليه الهرمون المنشط للحوصلة وكلاهما ذات وظيفة تتعلق بتنظيم الوظائف التناسلية عند الرجل والمرأة.
أما عن القسم الخلفي من الغدة النخامية فكما قلنا سابقا أنه لا يقوم بتصنيع أي نوع من الهرمونات لأنه في الأصل مكون من مجموعة من الخلايا العصبية، ولكن نظرا لاتصاله بالمخ فأنه يقوم بتخزين نوعين من الهرمونات الذين يتم تصنيعهم في الأصل من خلال إحدى مراكز المخ ومن ثم يقوم ذلك القسم في الغدة النخامية بإفرازهم تبعا لحالة الجسم.
وهرمونات القسم الخلفي من الغدة النخامية هما اثنان أولها هرمون الأكسوتوسين وذلك الهرمون يتم إفرازه بكميات محددة في النساء والرجال ولكن تلك الكميات تكون بالطبع أقل بكثير بالنسبة للرجال. كما وجد أن تلك الكميات تزداد في المرأة المرضعة ولذلك علاقة بطبيعة عمله في تلك الفترة حيث يقوم ذلك الهرمون بتحفيز العضلات في الصدر لكي تطلق الحليب للطفل حديث الولادة، كما أن له دور كبير خلال عملية الولادة والمخاض حيث يقوم ذلك الهرمون بتحفيز عضلات الرحم مسببا انقباضات فيه أثناء الولادة، ولكن الهرمون الثاني يعد الأكثر أهمية، ويطلق على ذلك الهرمون اسم الهرمون المانع لإدرار البول، وبالتالي يعمل هذا الهرمون من خلال التأثير على الكليتين لضبط كمية البول الذي يتم إدراره يوميا، وبذلك تتأثر الكمية التي يتم إفرازها من هذا الهرمون تبعا لعدة عوامل منها ضغط الدم، وكمية المياه والأملاح في الجسم، وبذلك نرى أن الغدة النخامية تعتبر بمثابة المايسترو لباقي الغدد الصماء التي تتواجد بجسم الإنسان وبالتالي فإنها تؤثر على تلك الغدد الصماء تبعا لحالة الجسم والتي تعرفها بالطبع من المخ.
وظائف الغدد الصماء
إن لكل غدة في جسم الإنسان وظيفة محددة تقوم بها تبعا لما تنظمه، أولا الغدة الدرقية، تتواجد تلك الغدة في المنطقة الأمامية السفلى من الرقبة أمام القصبة الهوائية، وتعتبر من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان وأكثرهم حساسية نظرًا لموقعها.
تفرز الغدة الدرقية ثلاثة هرمونات ألا وهم الثيروكسين(مركب يحتوي على أربع ذرات يود) وثلاثي يود الثيرونين (يحتوي على ذرات يود أقل) وأخيرا هرمون الكالسيتونين.
وظيفة هرموني الثيروكسين وثلاثي يود الثيرونين
تلك الهرمونات تقوم بزيادة معدل الحرق في الجسم كما أيضًا تؤثر بالإيجاب على معدل استهلاك الأوكسيجين تقريبا في كل خلايا الجسم، حيث تقوم تلك الهرمونات بزيادة معدل الحرق بنسبة تتراوح من ستين وحتى مئة بالمئة فوق المعدل الطبيعي، أيضا تقوم تلك الهرمونات بزيادة تصنيع الأنزيمات بداخل خلايا جسم الإنسان مما يؤثر على حركة الصوديوم والبوتاسيوم وغيرهم عبر تلك الخلايا وبالتالي تقوم تلك العملية بدورها باستهلاك العديد من الطاقة.
يقوم هرمون الثيروكسين أيضًا بالتأثير على معدل تصنيع البروتين في الجسم، حيث أنه حين يتم تصنيع هذا الهرمون بالمعدلات الطبيعية يقوم بدوره بزيادة معدلات بناء البروتين في الجسم ولكن على العكس وتبعا للمثل القائل أن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، فإنه حين تفوق معدلات هذا الهرمون المعدلات الطبيعية يقوم بعكس وظيفته مما يؤدي إلى زيادة تكسير البروتينات الموجودة بالجسم والعضلات وبالتالي يبدأ الجسم في خسارة كتلته العضلية.
وبما أن الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية تعمل على الجسم كله مثل باقي الغدد الصماء فإننا نجد أنه يقوم بالتأثير على نمو الجهاز العصبي والمخ في الأطفال ولذلك إذا كانت هناك أي مشاكل في الغدة الدرقية عند الطفل حديث الولادة ولم يتم اكتشافها في خلال الأسبوع الأول بعد الولادة يؤدي ذلك إلى حدوث خلل دائم في الجهاز العصبي للمولود، وبالتالي ينصح دائما بعمل التحاليل اللازمة للأطفال حديثي الولادة فور ولادتهم للتأكيد من الوظائف العصبية ومن وظائف جميع الغدد الصماء في الجسم كذلك وخصوصا الغدة الدرقية.
أيضا لا يجب أن نغفل تأثير الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية على القلب حيث تقوم بزيادة نشاط القلب و بتوسيع الشرايين.
وظيفة هرمون الكالسيتونين
هرمون الكالسيتونين هو ثالث هرمون تقوم بإفرازه الغدة الدرقية، ووظيفة هذا الهرمون مرتبطة ارتباط وثيق باسمه، حيث يعمل هذا الهرمون على التحكم بمستوى الكالسيوم في جسم الإنسان فيقوم بخفض مستوى الكالسيوم إذا ما تعدى النسب الطبيعية، أولا يقوم هرمون الكالسيتونين التوجه إلى العظام حيث يقوم بمنع تكسير الكالسيوم من العظام وإخراجه منها إلى الدورة الدموية مما يؤدي إلى خفض مستوى الكالسيوم والفوسفات على حد سواء في الدورة الدموية.
ثانيا، يتوجه أيضا هرمون الكالسيتونين إلى الكلى فيقوم بزيادة إخراج الكالسيوم الزائد عن حاجة الجسم عن طريق البول فيقوم بدوره أيضا بخفض مستوى الكالسيوم في الجسم حتى يعود إلى معدلاته الطبيعية.
الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية
تنقسم الأمراض التي تصيب الغدد الصماء في العموم إلى قسمين، فأما يكون الخلل الذي يصيب الغدة بالزيادة أو بالنقصان. وبالتالي وتبعا للقاعدة فإن الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية تندرج تحت قسم الخلل بزيادة حجم الغدة ونشاطها وبالتالي إفرازاتها أو تحت بند الخلل بالنقصان وصغر حجم الغدة وقلة إفرازها.
- إذا أصاب الغدة الدرقية خللا أدى إلى زيادة حجمها أو زيادة إفرازاتها مثل خلل في الهرمونات الأخرى التي تؤثر على الغدة الدرقية أو بسبب ورم نشأ بها، يؤدي ذلك إلى ظهور عدة أعراض منها:
- تقل قدرة الشخص على تحمل درجات الحرارة المرتفعة وذلك نظرًا لتأثير هرمون الثيروكسين الذي يؤدي إلى ارتفاع معدل الحرق في الجسم بدرجة كبيرة.
- يصبح الشخص المريض شديد التعرق دائما وذلك كي يتخلص من الحرارة الزائدة في الجسم نظرا لارتفاع معدل الحرق، مما يؤدي إلى نعومة الجلد وشدة رقته كما يصبح الجلد أيضا شديد الاحمرار.
- أيضا تظهر بعض الأعراض المرتبطة بالقلب على المريض، فيزداد عدد ضربات القلب ويصبح صوت النبض ملحوظ كما يعاني ذلك الشخص من ارتفاع الضغط.
- ونظرا لتأثير الهرمونات التي يتم إفرازها عبر الغدة الدرقية على الجهاز العصبي، يعاني الشخص المصاب بزيادة في إفرازات الغدة الدرقية بالعصبية الزائدة والتوتر والقلق الدائم وأيضا الشعور الدائم بالإزهاق، ومن الأعراض شديدة الوضوح هو وجود ارتعاش ظاهر في الأصابع.
- أيضا من الأعراض التي تراها هي خسارة الوزن الشديدة التي يعاني منها هذا الشخص، وضعف العضلات نظرًا لعمل تلك الهرمونات علي زيادة تكسير البروتين حينما يتم إفرازهم بمعدل أعلى من المعدل الطبيعي.
- جحوظ حدقة العين، أحد أهم وأوضح الأعراض التي يتم ملاحظتها على مريض حيث يلاحظ ورم في الجفن وحول العينين مع جحوظ حدقة العين.
- على صعيد آخر هناك من الناس من يعاني من ضمور في الغدة الدرقية أو نقص في إفرازات تلك الغدة عن المعدلات الطبيعية، وأما عن الأعراض التي يعاني منها هذا الشخص فهي تتضمن:
- الجلد يصبح شديد الجاف والبرودة ويميل لونه إلى الاصفرار.
- انتشار المظهر المتورم والمنتفخ في الجسم كله وليس حول العينين فقط.
- حدوث تغييرات في الصوت حيث يصبح بطئ ومبحوح.
- يعاني المريض هنا من الإمساك والضعف العضلي في الجسم كله مع ملاحظة زيادة كبيرة في الوزن بالرغم من عدم الزيادة في الشهية.
- كما يلاحظ على المريض في تلك الحالة بطء الاستيعاب والكسل الدائم وزيادة مدة النوم حتى تتراوح بين أربعة عشر وستة عشر ساعة في العديد من الحالات.
- كما يعاني هذا الشخص من الأنيميا الملحوظة.
- عندما يصاب شخص ناضج بخمول أو ضمور في الغدة الدرقية يصبح التأثير على الجهاز العصبي محدود في أعراض مثل بطئ الاستيعاب والكسل والخمول وتكون تلك الأعراض قابلة للإصلاح بمجرد تلقي ذلك الفرد العلاج حتى وإن تأخر قليلا في أكتشاف المرض أو بدء تلقي العلاج، ولكن على صعيد آخر حينما يعاني طفل حديث الولادة من هذا المرض، إذا لم يتم اكتشاف المرض وتزويده بالعلاج في الأيام الأولى بعد ولادته وفورًا يصبح مصابا بخلل دائم في الجهاز العصبي ولا يمكن عكس ذلك الخلل حتى وان تم إعطاء الطفل الأدوية المناسبة في المستقبل.
- من الأعراض التي يتم ملاحظتها على الطفل حديث الولادة المصاب بنقص في إفرازات الغدة الدرقية الزيادة الشديدة في الوزن وقصر القامة، أيضا يلاحظ عليه وجود انتفاخ في الوجه وحول العيين خاصة كما يصاحب تلك الأعراض كبر حجم اللسان وبروزه خارج الفم، وتراكم الدهون بشكل زائد في منطقة البطن.
وظيفة الغدة الجار درقية
من أهم الغدد الصماء التي ترتبط وظيفتها في الجسم بالتحكم في مستوى الكالسيوم وضبطه كي لا يتعدى المستوى الطبيعي الغدة الجار درقية، تلك الغدة في الواقع عبارة عن أربع غدد صغيرة الحجم تجاور الغدة الدرقية في الجزء الخلفي منها وتعمل على إفراز هرمون خاص بها حيث يصبح لدى هذا الهرمون هم وشغل شاغل وحيد، ألا وهو ضبط معدل الكالسيوم في الدم حتى لا تؤثر على تشكيل العظام أو تضعفها¸حيث يتوجه هذا الهرمون إلى العظام فيعمل على تكسير الكالسيوم منها وإخراجه إلى الدم، ومن الهام أن نعلم أن نقص معدل الكالسيوم في الدم عن المعدل الطبيعي له أضرار قد تصل إلى توقف عضلة القلب والموت، حيث أن للكالسيوم دور هام ورئيسي في عملية انقباض العضلات كما أن له أيضًا دور هام ورئيسي في عملية النقل العصبي.
وظيفة الغدة الكظرية
تتواجد الغدة الكظرية فوق الكلى وهي أحد أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، وبالتالي فهناك غدتين فوق كل كلية على كل جانب من الجسم، وتتكون تلك الغدة من جزئين ويطلق على الجزء الخارجي من هذه الغدة اسم القشرة وعلى الجزء الداخلي اسم اللب ولكل منها وظيفة محددة وهرمونات يفرزها تختلف عن تلك التي تفرز بواسطة الجزء الآخر.
وتفرز القشرة الكظرية ثلاثة هرمونات الأول يتحكم في مستوى المعادن الرئيسية مثل الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، أما عن المجموعة الثانية فهي تحتوي على هرمون شديد الأهمية لجسم الإنسان ألا وهو هرمون الكورتيزول والذي يدخل في تصنيع العديد من الأدوية ويقوم هذا الهرمون بالعمل على عدة عناصر، أولها أننا نجد أن هذا الهرمون يعمل على المحافظة على معدل السكر في الدم ويمنعه من الانخفاض الحاد عن طريق تشجيع الكبد لكي يصنع سكر أكثر للجسم.
وللمحافظة على مستوى السكر في الجسم يتوجه هذا الهرمون أيضا لمختلف الخلايا في الجسم لكي يؤثر عليها ويقلل من استخدامها للسكر لكي يتوفر للأعضاء الأهم كالمخ.
كما يقوم هذا الهرمون أيضا بتشجيع عملية تكسير الدهون وذلك لكي يتم استخدامها كمصدر لإنتاج الطاقة بدلا عن السكر الذي يتم توفيره للأعضاء الأثر أهمية.
ولكن لماذا يتم استخدام الكورتيزول في تصنيع العديد من الأدوية خاصة تلك التي تعمل كمضادات للالتهاب؟!، من التجارب والأبحاث اكتُشف أن لهرمون الكورتيزول دورا في علاج الالتهابات وأيضا دورا هاما في علاج رد فعل الجسم المصاب بحساسية تجاه شيء ما.
أما عن المجموعة الثالثة من الهرمونات التي يتم إفرازها بواسطة قشرة الغدة الكظرية فهي هرمونات ذكورة وتكون مسئولية عن ظهور بعض الصفات الذكرية الثانوية.
أما عن لب الغدة الكظرية فله من الحظ أيضا وفيره في التأثير على الجسم حيث يقوم بإفراز مجموعة من الهرمونات تتضمن الأدرينالين والدوبامين والنورابينفرين، يطلق على تلك المجموعة من الهرمونات هرمونات القتال والهروب حيث يتم إفرازها بواسطة الجسم كرد فعل على حالات التوتر والقلق وحالات الألم الشديد كذلك.
وظيفة البنكرياس
يتم معاملة البنكرياس جزئيا على أنه عضو في مجموعة الغدد الصماء المسئولة عن تنظيم وضع الجسم حيث أنه يفرز بعض الهرمونات مباشرة إلى الدم لكي تعمل على ضبط المعدلات الرئيسية في جسم الإنسان، وأحد تلك الهرمونات؛ الهرمون الأهم على الإطلاق هو هرمون الأنسولين حيث يقوم هذا الهرمون بوظيفة التذكرة الرابحة مع السكر حيث يقوم بتسهيل إدخال السكر إلى الخلايا والعضلات وحتى الكبد بعد الوجبات لكي تقوم تلك الخلايا باستخدام السكر لإنتاج الطاقة وبالتالي عبر تلك العملية يقل مستوى السكر في الدم مما يحافظ على المعدل الطبيعي للسكر في جسم الإنسان.
وبالتالي فعندما يعاني البنكرياس من خلل ما نتيجة عدم عمل الخلايا المنتجة للأنسولين بشكل سليم يصبح لدى الشخص مرض السكري، مرض السكري من أكثر أمراض المزمنة انتشارا حول العالم عامة وفي الدول العربية خاصة ويأتي هذا المرض نتيجة عدم قدرة الجسد على استخدام السكر الزائد بعد الوجبات بشكل ملائم لإنتاج الطاقة مما يؤدي إلى ارتفاع معدل السكر في الدم عن المستوى الطبيعي والذي يؤثر بدوره على وظائف الجسم المختلفة عامة وعلى الأعصاب الطرفية خاصة، ومن الأعراض الثانوية التي دائما ما يتقدم بها مريض السكري من النوع الثاني، أولا هو الفقدان الواضح للوزن رغم تمتع الشخص بشهية طبيعية بل وزائدة في بعض الحالات مع العصبية الزائدة كما يشتكي بعض الأفراد من ضعف في الأطراف وعدم قدرتهم على التحكم الكامل في عضلات اليد، كما أن لأصحاب مرض السكري شكوى أخرى ألا وهو الشعور بتنميل في الأطراف ووجود آلام في القدمين، وتأتي تلك الأعراض نتيجة لتأثير أرتفاع نسبة السكر في الدم على الأعصاب الطرفية مما يؤدي إلى ضعفها وتآكلها.
الغدد الصماء والهرمونات
الغدد الصماء في جسم الإنسان مجموعة غير مترابطة من الأجهزة، تقع تحت تحكم المخ وما يستشعره من حالة الجسم والمعدلات الرئيسية به مثل معدل الأملاح والسكر، وكرد فعل لما تتسلمه تلك الغدد الصماء من معلومات تقوم بإفراز ما يسمى بالهرمونات مباشرة إلى مجرى الدم بدون أي قنوات وذلك لإحداث التغييرات اللازمة لإعادة تلك المعدلات الحيوية إلى نسبها الطبيعية التي تضمن عمل باقي أعضاء الجسم بصورة سليمة، وهنا يتوجب علينا ملاحظة أن ما تفرزه الغدد الصماء يسمى بالهرمونات وليست الأنزيمات. حيث أن الأنزيمات تدخل ضمن المعادلات والعمليات الكيميائية في جسم الإنسان من أجل الحصول على نتيجة ما في نهاية تلك العملية أما الهرمونات فأمرها مختلف حيث أنها مركبات كيميائية تعمل بذاتها دون الحاجة إلى وساطة أو عنصر آخر مساعد، حيث نرى تلك الهرمونات تتوجه للخلايا والتي يكون لديها مستقبلات خاصة لكي تتمكن الهرمونات من التعرف على الخلايا الواجب التأثير عليها. ومن ثم بعد أن تتعرف الهرمونات على الخلايا تقوم ببدء العملية الخاصة ها تبعًا لوظيفتها.
ولكي تسيطر تلك الغدد الصماء على وضع الجسم ومعدلاته الحيوية تقوم بإفراز ما يعرف بالهرمونات، والهرمونات هي مركبات كيميائية تنقسم بين نوعين تبعا لأصلها كيميائيًا، فهناك هرمونات يتم تصنيعها من الأحماض الدهنية والبعض الآخر يتم تصنيعه من البروتينات.
تعد أي زيادة أو نقصان في كم الهرمونات التي تصدرها الغدد الصماء بمختلف أنواعها مرضا بحد ذاتها يؤثر على وضع الجسم يلزم إعطاء المريض ذاك الهرمون على شكل دواء.
الغدد الصماء وأثرها في السلوك
تقوم الغدد الصماء بالتأثير في سلوك الإنسان أيضا وليس فقط في ضبط معدلات جسمه من سكر أو معادن،حيث أننا يمكن أن نضرب مثلا أنه في بعض الأحيان حينما تعمل غدة ما تقوم تلك الغدة بوقف عمل غدة أخرى ليعمل باقي الجسم في توازن، حيث أنه حين يختل ذلك التوازن يؤثر ذلك على الشخص فيصيبه بتغيرات جسدية أو نفسية، ومن أكثر الغدد الصماء تأثيرًا على سلوك الشخص هي الغدة الكظرية وذلك لارتباطها الوثيق بالجهاز العصبي السيمباثاوي وبالتالي فحينما يقع الإنسان في مأزق أو في موقف يضعه في حالة من القلق والتوتر النفسي يتم تفعيل تلك الغدة لكي تفرز الأدرينالين والنورأدرينالين، ومن الملاحظ أن الأمراض التي تصب الغدد الصماء وتسبب خللا في مقدار ما تفرزه من هرمونات تؤثر على الحالة العصبية والنفسية على حد سواء، فحينما كان الخلل في الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس كان من أحد العوارض السلوكية التي تظهر على أصحاب مرضى السكري العصبية والتوتر الزائدين عن الطبيعي.
أيضا حينما يصيب الخلل الغدة الصماء المعروفة بالغدة الدرقية يتأثر سلوك المريض، حيث أنه إذا كان الخلل بالإيجاب والزيادة في ما تفرزه تلك الغدة من هرمونات يتأثر أعصاب الإنسان وسلوكه فيصبح قليل النوم، شديد التوتر والقلق دائما نتيجة لزيادة النشاط العصبي في جسده، وعلى العكس فإذا كان الخلل الذي أصاب الغدة الدرقية بالسلب مما أدى إلى نقصان كم ما تفرزه من هرمون الثيروكسين يؤثر ذلك على سلوك الإنسان مما يصيبه بالخمول الدائم وضعف الإدراك والبطء في الفعل ورد الفعل أيضا ويكون ذلك بسبب قلة النشاط العصبي بسبب تأثير ذلك الهرمون.
أيضا حينما يصيب الخلل قشرة الغدة الكظرية مما يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات المسئولة عن صفات الذكورة الثانوية، يؤدى ذلك إلى البلوغ المبكر في الأولاد الصغار وأما إذا حدث هذا في امرأة فأنه يؤدي إلى ظهور بعض الصفات الذكرية عليها مثل شعر الوجه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق