قد يكون من الصعب للغاية العيش مع مرض الإيدز الذي يقتل الإنسان ببطء، لكن يجب أن تحاول قدر استطاعتك في مواجهة هذا المرض وألا تنظر بنظرة تشاؤمية للموضوع. بالطبع لا يوجد علاج فعال للإيدز حتى الآن، لكن يمكنك أن تجعل جسدك يقاوم المرض من خلال العلاج الطبي والنفسي، إذا شعرت بدعم الآخرين وقمت بنسيان الموضوع بالدرجة المطلوبة ستتمكن من أن تعيش أيامك بطريقة طبيعية، الأمر يحتاج إلى الكثير من الإرادة والثقة بالنفس، في المقال التالي ستتعرف إلى الخطوات الصحيحة التي تمكنك من العيش مع مرض الإيدز .
العيش مع مرض الإيدز : الوسائل المختلفة للتعايش مع الإيدز
إصابتك بالإيدز لا تعني حكم بالموت
يجب أن تعرف أن الأمر ليس حكمًا بالموت عليك. بالرغم من أنك لن تشعر بأي مشاعر إيجابية إطلاقًا عند معرفتك بإصابتك بالإيدز، إلا أنه يجب أن تذكر نفسك بأنك لم تتلق حكمًا بالموت. في الواقع، فإن أي شخص معرض للموت سواء كان مصابًا بالإيدز أو لا. معرفتك بإصابتك للإيدز تعني أنك ستقوم بعمل بعض التغييرات في حياتك، لكن هذا لا يعني أن حياتك قد انتهت. قد يكون هذا هو أسوء خبر سمعته في حياتك، لكن إذا قمت بضبك سلوكك وأخذ العلاج المناسب وتلقيت الدعم من الآخرين يمكنك أن تتعايش مع المرض بمرونة تامة. تذكر ماجيك جونسون عندما تم تشخصيه بمرض الإيدز في التسعينيات من القرن الماضي، الكثير من الناس ظنوا أن حياته قد انتهت، لكن بعد أكثر من عشرين عامًا، فهو لا يزال يتمتع بصحة كبيرة ويعيش حياة عادية مثل بقية الناس.
حياتك مازالت أمامك
لو أنه تم تشخيصك بالإيدز، فإن رد الفعل الطبيعي سيكون أنك ستشعر بأن العالم كله سينتهي وأن حياتك ستتحطم وكل ما تحلم به قد انتهى. مع ذلك، ففي وقتنا الحالي، فإنه بإمكانك أن تعتاد على العيش مع مرض الإيدز إذا أخذت العلاج الصحيح واهتممت بصحتك الذهنية والبدنية، ستكون بعدها قادرًا على العيش مع مرض الإيدز بطريقة طبيعية كالآخرين من حولك. بالطبع سيكون عليك مواجهة الألم الجسدي بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي سيقع عليك عندما سيكون من المحتم عليك إخبار الأشخاص القريبين منك، لكن حياتك مازالت أمامك وتستطيع إنجاز ما تريد، الأمر يتطلب الكثير من الثقة، الخطوة الأولى هي أن تعرف أنك لست وحدك، فيوجد الملايين من المصابين والقادرين على العيش مع مرض الإيدز حول العالم.
الخطوات الأساسية في العلاج
يجب أن تناقش مع طبيبك الخيارات التي أمامك، فحدة المرض تختلف من شخص لآخر، وقد تتمكن من عمل أنشطة معينة لا يقدر عليها مرضى آخرون. وإذا شعرت باكتئاب حاد لا تستطيع التعامل معه، ستكون الخطوة الأفضل هي الذهاب إلى طبيب نفسي لمتابعة حالتك. حصولك على الحقن المضادة للالتهاب الرئوي والإنفلونزا بانتظام ستساعدك على البقاء في حالة صحية. فجسدك الذي يحتوي على جهاز مناعة ضعيف للغاية سيكون عرضة بدرجة كبيرة لتلك الأمراض. يجب أن تقلع عن التدخين وتتوقف عن شرب المشروبات الكحولية، فالتدخين من أكثر الأمور التي ستعرضك للكثير من الأمراض التي ستفتك بك ولن يكون جهاز المناعة الخاص بك قادرًا على مواجهتها.
جدول الطعام والشراب الذي يجب الالتزام به
يحافظ الطعام الصحي على المساعدة في كل المواقف التي ستحتاج فيها إلى المساعدة حال إصابتك بالإيدز. فالطعام الصحي يقوي من جهاز مناعتك الذي يمر بأسوأ حالاته الآن، ويعطيك الطاقة الكافية لتمارس أنشطتك اليومية. لذا يجب أن تتأكد من أن تأكل ثلاث وجبات صحية تناسب حالتك يوميًا. كل وجبات خفيفة كلما شعرت بالجوع ولا تنتظر الوجبة القادمة، وبالطبع لا تقم بتجاوز أي وجبة من الوجبات الثلاث، خاصةً وجبة الإفطار التي ستعطيك الدفعة الأكبر من الطاقة.
يجب أن يشرب مريض الإيدز 2 لتر من الماء يوميًا على الأقل، ويشرب اللبن الرائب. وبالنسبة للطعام، فالزبادي مهم للغاية. وكذلك الفاصوليا والعدس والبيض الذين يجب أن يتشكل طعامه اليومي منهم، خاصةً إذا ما وضعت على الفاصوليا ملعقة من زيت عباد الشمس غير المطهي قبل تقديمها. وعامةً فكل أنواع الخضروات والفواكه ستكون ذات فائدة كبيرة بالنسبة للمريض، بشرط أن تكون مغسولة أكثر من مرة وغير فاسدة أو مُضاف إليها أي من المكونات التي يمكن أن تتعب المعدة. كي لا تعاني المعدة من الآلام، الأفضل أن يأكل المريض الثوم غير المطهي والجزر أو بذور اليقطين الجافة. كذلك يجب أن يأكل المريض الكثير من الحبوب المفيدة والذرة والرز.
الطعام الضار
أما عن الطعام السيء الذي قد يسبب أعراضًا خطيرة ويتلف جهاز المناعة الضعيف للمريض، فالسكر هو أكثر الأشياء خطورة فهو يضعف جهاز المناعة ويسبب آلامًا في المعدة. كذلك الأطعمة المقلية والزيت الذي يصعب على المعدة هضم الطعام. وتؤثر التوابل الحارة كذلك على المعدة وتجعل مضغ الطعام أكثر صعوبة.
بعد الكثير من الأبحاث التي تعرضت لعلاقة الإيدز بالطعام في السنين الأخيرة، وجد العلماء بعض الأطعمة المعينة التي تؤثر سلبيًا على مريض الإيدز مثل السوشي والساشيمي والمحار ومنتجات الألبان غير المبسترة واللحم غير المطهي والبيض غير المطهي.
لا تلم نفسك طوال الوقت
توجد الكثير من الطرق التي يمكن أن يصاب الشخص من خلالها بالإيدز، أكثرها شيوعًا هو العلاقات الجنسية غير الآمنة، ومشاركة الإبر سواء كانت إبر تؤخذ للحصول على المخدرات أو غيرها، أو أن يكون المريض طفلاً ورث المرض من أمه، أو أن يتعرض الشخص للعدوى من دم شخص مريض بالإيدز، وهذا أمر يتعرض له الأطباء والعاملين في المجال الطبي بالنسبة الأكبر. لو أن الأمر انتقل إليك من خلال علاقة جنسية غير آمنة، لا تقم بلوم نفسك طوال الوقت على أنك قمت بهذا التصرف المتهور، بالطبع هو تصرف خاطئ تمامًا وسيحول حياتك إلى طريق آخر تمامًا، لكن تأنيب نفسك طوال الوقت لن يحل المشكلة، بل سيجعلك تشعر بالاكتئاب والحزن ولن تكون قادرًا على مواجهة المرض، سيتغلب المرض على ذهنك وجسدك طالما أنك تشعر بأنك السبب الأول والأخير في انتقال العدوى إليك، لن يحل الندم أي شيء، حاول أن تبعد هذه الأفكار عن رأسك بأكبر مستوى ممكن.
أخبر الأشخاص الذين تثق بهم
هذه طريقة أخرى لتجعل نفسك أقوى من الناحية المعنوية، وهي أن تخبر أصدقائك المقربين وأفراد عائلتك اللذين تعرف أنهم لن يلقون اللوم عليك وسيحاولون مساعدتك. بالطبع يجب أن تحضر نفسك لردود فعلهم الغاضبة في البداية وشعورهم بالصدمة والتوتر مثلما شعرت أنت في البداية، لكن إذا كانوا يهتمون بك حقًا، سيحاولون مساعدتك قدر استطاعتهم. يجب أن تختار الوقت المناسب والمكان المناسب لتخبرهم بذلك الخبر الصعب. اعلم أنه لا يوجد أي قانون يرغمك على أن تخبر مديرك في العمل عن إصابتك بالإيدز إلا في حالة أن هذا سيؤثر بدرجة كبيرة على أداءك لعملك، وفي حالة أنك تعمل في مؤسسة عسكرية، في الغالب سيكون عليك أن تخبر قائدك، وأغلب البلدان تقوم بطرد أي شخص مصاب بالإيدز من كافة المؤسسات العسكرية.
احتياطات الأمن
لو أنك مصاب بالإيدز، يجب أن تأخذ الكثير والكثير من الاحتياطات. بالطبع يمكنك أن تلمس الأشخاص الآخرين وأن تعانق من تحب، لكن في حالة الممارسة الجنسية فيجب أن تتخذ كل الاحتياطات الممكنة في العلاقة الجنسية الآمنة مثل ارتداء الواقي الذكري وألا تشارك أي إبر مع أي شخص، وأن تنتبه عند سيلان دمك إذا ما تعرضت لأي جرح. يجب أن تخبر شريك حياتك الحالي الذي تمارس معه العلاقة الجنسية أو الشريك السابق أو الشريك المستقبلي، فأنت تعرض حياتهم للخطر بدرجة كبيرة. كما أنه يوجد قانون يرغمك على إخبار الشخص الذي ستمارس معه العلاقة الجنسية بعد إصابتك بالإيدز في عدة دول مثل الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا. بالطبع لن يكون الأمر سارًا وستتعرض إلى الكثير من التوبيخ.
تفاءل بظهور العلاج الفعال
بالرغم من القفزات الكبيرة التي حققها الطب في العقود الأخيرة، إلا أنه لم يكتشف الأطباء حتى الآن علاجًا فعالًا لمرض الإيدز، إلا أن العلماء يحاولون بكامل جهدهم محاولة اكتشاف هذا العلاج الذي أصبح سرًا غائبًا عن الجميع، أصبحت الدول تنفق في الآونة الأخيرة الكثير من الأموال على البحث العلمي لاكتشاف علاج فعال للإيدز، وأصبحت هناك الكثير من المراكز الطبية المتخصصة في هذا البحث، وأصبح لدينا آلاف العلماء الذين يكرسون جزء كبير من وقتهم لمحاولة اكتشاف علاج فعال للإيدز. وقد يظهر لنا في السنين القادمة العلاج الكامل لهذا المرض الخبيث، حتى أن التصريحات الأخيرة للعلماء تنذر بوجود تقدم كبير في مستوى الأبحاث، لذا فالخطوة الأهم بالنسبة لك أن تتفاءل بظهور العلاج، يجب أن تثق في القدرة الكبيرة للعلم الآن، فكم من أمراض كانت عصية على العلاج أصبح علاجها سهلاً وفي متناول الجميع، الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، ويجب أن تصمد إلى ذلك الوقت الذي يبتكر فيه العلماء العلاج الفعال، كل هذا سيعطيك دفعة كبيرة لتكون قادرًا على العيش مع مرض الإيدز بطريقة عادية.
التمرين المنتظم لتعتاد على العيش مع مرض الإيدز
تمرن باستمرار. عند إذا أردت أن تعتاد على العيش مع مرض الإيدز ، فإن كل ما يدور الأمر حوله هو المحافظة على جسدك بالطرق الأكثر فعالية، والتمرين المنتظم هو من أهم الأشياء التي يجب عليك فعلها. يجب أن تحصل على ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمرين اليومي، إما أن تقوم بالجري أو أداء اليوجا أو ركوب الدراجة، حاول أن تجعل أصدقائك الذين يهتمون بك ينضمون إليك في تلك التمارين ليقوموا بدعمك وتشجيعك، ومساعدتك في حال شعورك بالتعب.
موقفك من العمل
إذا كانت حالتك حادة للغاية وأنت الآن غير قادر على مزاولة أنشطتك العادية مثل المشي، فأنت بالطبع لن تتمكن من أداء عملك، وفي هذه الحالة سيمكنك الحصول على دعم من الحكومة إذا ما كان بلدك يطبق مثل هذه القوانين، في الواقع فإن الكثير من البلدان بدأت في تطبيق برامج الإعانة لمرضى الإيدز الذين لا يقدرون على العمل.
توعية الآخرين
طبقًا لآخر إحصائيات المراكز الطبية، فإنه نحو 20% من المصابين بالإيدز لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض، لذا فهم يتصرفون بطريقة طبيعية ولا يهتمون بإجراءات الوقاية، وتكون في هذه الحالة نسبة نقلهم المرض للآخرين مرتفعة للغاية. لذا بما أنك أصبحت من المصابين، يجب أن تقوم بتوعية الآخرين بأعراض المرض والكشف المبكر عنه، سيجعلك هذا الأمر واثقًا من نفسك بدرجة كبيرة، فأنت الآن أصبحت قادرًا على التعايش مع المرض إلى درجة أنك تحاول أن تمنع انتقاله إلى الآخرين، سيغير هذا من طريقة حياتك بدرجة كبيرة.
ختامًا، لتكون قادرًا على الاعتياد على العيش مع مرض الإيدز تذكر أنه يجب أن تبذل قصارى جهدك لتجعل فكرة المرض بعيدة عن تفكيرك، إذا استطعت القيام بالخطوات والنصائح السابق ذكرها ستتمكن من ممارسة أنشطتك واهتماماتك اليومية بطريقة طبيعية كما كنت تمارسها قبل إصابتك بالمرض وسيصبح العيش مع مرض الإيدز هو حالة طبيعية ولن يكون هناك فارق كبير بينك وبين الآخرين، أنت فقط تحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والثقة والدعم، بالإضافة إلى التزامك بالعلاج الطبي، لا تجعل المرض يتغلب عليك، فأنت أقوى منه.
أضف تعليق