العمل تحت ضغط من الأمور التي نكرهها في أغلب الأحيان، لكننا بفعل العمل الكثير نجد أنفسنا مضطرين إلى فعلها، من أجل إتمام العمل المطلوب. والمشكلة أنه لا نجيد جميعنا فعل ذلك، بفعل عدم التعود أو أن شعور الضغط يجعل مستوانا ينخفض في العمل، مع اعتقاد البعض أنه لن يتعرض لهذا الموقف، لذلك لا يستعد له جيدًا، وعندما يحدث يجد نفسه متفاجئ وغير قادر على التعامل معه. لذلك في هذا المقال سنتحدث عن العمل تحت ضغط وكيف يمكننا إنجاز الأعمال ونحن مضغوطين، وما هي الخطوات التي يجب علينا اتّباعها حتى نفعل ذلك بأفضل شكل ممكن.
دليلك إلى العمل تحت ضغط وإنجاز أعمالك بسهولة
هل العمل تحت ضغط شيء سيء دائمًا؟
قبل أن نتحدث عن الخطوات التي يمكننا اتّباعها من أجل العمل تحت ضغط علينا أن نسأل أنفسنا في البداية، إن كان العمل تحت ضغط يمثل شيء سيء دائمًا.
وفي رأيي الشخصي فالإجابة هي لا، فأحيانًا نحتاج إلى العمل تحت ضغط لأننا نسعى إلى تقديم مجهود أعلى، وذلك في عمل نحبه ونحب تأديته.
كذلك فإن العمل تحت ضغط يرتبط في كثير من الأحيان بالرغبة في زيادة معدل الإنجاز في العمل.
أي أنه ليس شيئًا سيئًا في المطلق، بل إننا قد نجد أنفسنا راغبين في اللجوء إليه من أجل تنفيذ بعض الأعمال الخاصة بنا.
والآن يمكننا أن نتحدث عن الخطوات المناسبة من أجل العمل تحت ضغط بالشكل الصحيح، والذي من شأنه أن يساعدنا على تحقيق أكبر استفادة من هذا العمل.
لا مزيد من القلق والتوتر
في الواقع فإن العمل تحت ضغط يعني في الأساس وجود العديد من المشاعر السلبية بداخلك، وأنت لا تحتاج إلى زيادة هذه المشاعر، من خلال إضافتك للقلق والتوتر.
يظن البعض أن وجود هذين الشعورين هو ارتباط طبيعي مع العمل تحت ضغط والحالة التي يكون الإنسان بها، والحقيقة أنه لا يحدث ذلك دائمًا، بل إنه يمكن للإنسان التحكم في هذا الأمر.
القلق والتوتر يحدثان لظروف معينة، مثلًا شعورك بأنك لن تكون قادرًا على إنجاز العمل في النهاية، أو حتى شعورك بأنك غير قادر على تأديته من الأساس. ومن هنا، إن كنت تدرك قدرتك على التعامل مع الأمر، فإنك ستكون قادرًا على إبعاد أي قلق أو توتر.
ضع خطة واضحة للتعامل مع الضغط
العمل تحت ضغط يعني وجود كم من العمل الذي يحتاج إلى إنجازه، وهذا ما جعلك تصل أساسًا إلى حالة الضغط هذه، ومن ثم فلا يمكنك أن تستمر في التعامل مع الأمر بعشوائية، بل عليك أن تضع خطة واضحة.
هذه الخطة يجب أن تكون مقسمة طبقًا للمهام التي تريد تنفيذها، مع توضيح آلية تنفيذ كل منها.
في الغالب هذا التخطيط سيوفر عليك المزيد من الوقت الذي يمكن أن يضيع في التفكير في كيفية تنفيذ الأعمال المتراكمة عليك، لذلك يجب أن تهتم بإعداد خطة تناسب قدراتك وموقفك الحالي، حتى تتجنب أن يحدث ذلك معك.
إنجاز المهم أولًا
العمل تحت ضغط قد يؤدي في الكثير من الأحيان إلى أنه لا يتم إنجاز كل الأعمال المطلوبة، أو حتى تبدأ الجودة في التأثر تدريجيًا بالانتقال من مهمة إلى أخرى.
لذلك عليك أن تلجأ إلى تنفيذ أهم الأعمال في البداية، من خلال تحديدك لأولوياتك وما تحتاج إليه في الوقت الحالي أكثر من بقية المهام.
فإذا حدث ولم تتمكن من إتمام كل المهام المطلوبة منك، على الأقل تكون متأكدًا من أنك قد أتممت أهم الأعمال المطلوبة منك.
تناول قسط من الراحة طبقًا لطبيعة العمل
في بعض الأحيان فإن العمل تحت ضغط قد يتواصل لمجموعة من الأيام، وبالتالي كلما مر الوقت فإن ذلك يعني أن تركيز الإنسان يبدأ في التأثر، وقد يقل مع عدم الشعور بالراحة.
وبالتالي طبقًا لطبيعة العمل المسند إليك، عليك أن تفكر في الحصول على بعض الراحة أثناء تنفيذ هذا العمل، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي سوف تساعدك على تأدية المهام بصورة صحيحة.
فالبعض يظن أنه يجب أن يبقى مستيقظًا طوال فترة العمل حتى ينتهي من المطلوب منه، وهذا قد يؤثر على جودة العمل بصورة ملحوظة، لأنه مع مرور الوقت ومع استمرار العمل تحت ضغط كما ذكرنا فإن إحساس عدم الراحة سيؤثر على طريقة التنفيذ.
في حين أنه بقليل من النوم، سوف يساعدك ذلك على تجديد طاقتك للمتابعة في أداء المطلوب منك.
ابتعد عن المشتتات
لا يوجد وقت لتضيعه بالتأكيد، لذلك من الأشياء السيئة التي يمكن أن تحدث لك، هي قرارك بأن تقوم بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل، أو مشاهدة التلفاز في وقت تنفيذ المهام. لأن هذا الأمر سيؤثر على وقتك سلبًا.
بالطبع هذا لا يعني أن العمل تحت ضغط يجب أن يمنعك من مشاهدة أشياء تحبها، أو أن تقضي الوقت بأكمله في العمل، بل إنك يجب أن تحصل على الراحة، ولكن ذلك في إطار خطتك الموضوعة مسبقًا.
أما وقت العمل فهو مخصص للعمل فقط، وأي فعل آخر سوف يعود عليك بالسلب فيما بعد.
الصبر على العمل تحت ضغط
العمل تحت ضغط يحتاج إلى قدر عالي من الصبر، لأنك عندما تقرر البدء في أي عمل، فإنك سوف تجد نفسك راغبًا في تجاوزه. لذلك سوف تحتاج إلى الصبر حتى تتمكن من علاج ذلك.
في أحيانٍ عدة سوف تجد نفسك تفكر في ترك العمل، وأن تقرر فعل أي شيءٍ آخر للهروب من الضغط، مرة أخرى عليك أن تقاوم هذه الرغبة وأن تتحلى بالصبر اللازم للعمل.
سوف تجد نفسك تريد الإشباع اللحظي لرغباتك، مثل مشاهدة التلفاز مثلًا، في حين أن إنجاز العمل يمثل إشباع مستقبلي، والصبر سوف يساعدك على التعامل مع حالة الإشباع.
ذكر نفسك بهدفك دائمًا
آخر شيء سوف أتحدث عنه هنا عن العمل تحت ضغط من خلال تذكير نفسك بهدفك دائمًا. في أغلب الأحيان يكون لدينا الشغف الكافي الذي يدفعنا إلى تنفيذ الأعمال التي نقوم بها، وكل ما علينا فعله هو تذكر هذا الشغف.
أخبر نفسك أن ما تفعله في الوقت الحالي، هو شيء يرتبط أساسًا برؤية مستقبلية بالنسبة لك، وأنه شيء يحدث لغرض معين لا بشكلٍ عبثي.
هذه الأشياء سوف تساعدك على المضي قدمًا في عملك دون مشكلة.
الشغف ليس مجرد كلمات نقولها، بل هو إيمان كامل منّا بأهمية ما نفعله في حياتنا، وكيف أننا نؤمن بضرورة تنفيذه على أكمل وجه.
العمل تحت ضغط يمثل دائمًا تحدي حقيقي لنا ولرغباتنا، ويجعلنا نعرف إن كنا نفعل الأشياء لأننا نؤمن بها، أم أننا نفعلها ونحن نظن أننا نؤمن بها حقًا. لأنه في الحالة الأولى سوف نجد ما يجعلنا نكملها للنهاية، أما في الحالة الثانية فإنه من السهل جدًا علينا أن نتوقف ولا نتابع العمل.
العمل تحت ضغط سيظل شيئًا يحدث معنا طوال الوقت، لأن هذه هي طبيعة العمل وما نتعرض له بشكل مستمر، لذلك عليك أن تكون مستعدًا لذلك الأمر قبل أن يحدث معك، وأن تكون مدركًا لهذه الخطوات التي ذكرناها وقادرًا على تنفيذها في الواقع عندما يحدث ذلك.
أضف تعليق