بشكل عام يعتبر العلاج الطبيعي أو التدليك من أفضل الحلول للتخلص من ألم العضلات وتشنجاتها الناتجة عن الإرهاق والضغط الجسدي والعصبي، وبشكل خاص تعتبر تمارين العلاج الطبيعي للقدم من المفاتيح السحرية لراحة الجسم كاملاً فراحة الجسم تبدأ من القدمين وكلما شعرت عضلات القدم بالراحة كلما تمكن الإنسان من مواصلة يومه بشكل أفضل؛ ولذلك فينصح دوماً بتكرار العلاج الطبيعي للقدم على فترات متقاربة، وبدون الحاجة لأجهزة تدليك خاصة يمكنك بكل بساطة القيام بتلك التمارين في المنزل وبدون تكلفة تذكر.
أفضل أساليب العلاج الطبيعي للقدم
أوضاع التمارين
بعض من تمارين العلاج الطبيعي للقدم يمكن للشخص القيام بها بنفسه ودون الحاجة لمساعدة شخص آخر لكنها تتطلب قدراً عالياً من اللياقة البدنية تؤهله لتحريك أطرافه بسهولة وبالزوايا المطلوبة، لكن في نفس الوقت لن يكون الشخص قادراً على تأدية كافة تمارين العلاج الطبيعي لأن معظمها يتطلب وضعية خاصة إما بالاستلقاء على الظهر وتمديد الجسم كاملاً أو بالاستلقاء على البطن؛ لذلك يفضل عند القيام بتلك التمارين الاستعانة بشخص آخر ليساعدك خلالها حيث تقوم أنت بالتمدد على سرير وخلع حذائك حتى تكون قدمك مكشوفة ثم يقوم هو بتدليك العضلات تبعاً للقواعد الخاصة بتمارين العلاج الطبيعي للقدم والتي سنسردها فيما يلي.
نصائح ما قبل القيام بالتمارين
هي تقريباً النصائح العادية التي ينصح بها عند القيام بأي جلسة علاج طبيعي للجسم؛ حيث يجب أن يكون الجو المحيط بالشخص هادئاً وخالي من أي ضوضاء صوتية كانت أو ضوئية فتكون إضاءة المكان هادئة ومريحة للعين وتكون الغرفة معزولة عن أي أصوات مزعجة حتى يتحقق غرض الاسترخاء الرئيسي من العلاج الطبيعي، كما يفضل تغطية المكان الذي ستوضع فيه القدم بقطعة قماش سميكة قادرة على امتصاص أي سوائل قد تسقط عليها إذ أنه سيتم استعمال كريم خاص بالتدليك وزيوت معينة تساعد على تحريك العضلات بسهولة ومرونة كافية وقد تنزلق تلك الزيوت وتسقط على السطح مما يمكن تجنبه بتغطيته مسبقاً.
كما ينصح قبل تمارين العلاج الطبيعي للقدم بغمرها كاملة في ماء دافئ ولمدة تتراوح ما بين 10 دقائق إلى ربع ساعة مع فركها بنعومة بواسطة اليدين حتى تزيل أي شوائب عالقة بها قد تعيق التدليك، وبعد الانتهاء من الغسل يجب أن تجفف القد جيداً وبإحكام قبل وضع أي زيوت تدليك عليها حتى لا تختلط الزيوت بالماء على الجلد فتسبب إما القرح أو زوال مفعول الزيوت.
بعد الانتهاء من التجفيف يتم دهن القدم كاملة بكريم وزيوت للتدليك، يتم استعمال كريم خاص بالتدليك غالباً ما يكون كثيف القوام حتى يعلق بالجلد ولا ينزلق من عليه حتى يتم امتصاصه حيث يساعد على إزالة أي تشنجات بالعضلات مما يقوي من مفعول التدليك بشكل كبير، أما زيوت التدليك فالغرض الأساسي منها هو التغلب على الجلد الصلب الخشن الذي يكثر تواجده في منطقة الكعب بسبب السير المستمر على أرض صلبة والذي يعيق عملية التدليك في تلك المنطقة. وتتوافر تلك الكريمات والزيوت في كثير من الصيدليات ومحلات بيع أدوات التجميل والنظافة كما توجد أنواع مزودة بروائح عديدة تساعد على الاسترخاء أثناء القيام بالتدليك، ويقوم العديد من الأشخاص بحيلة بسيطة وذكية في نفس الوقت تزيد من التأثير المريح لتلك الكريمات وذلك عبر تسخينها أولاً بدرجة بسيطة حتى تكون دافئة على الجلد مما ينتج قدراً كبيراً من الراحة.
التمارين الأولية
هي أشبه بقاعدة عامة لكافة تمارين العلاج الطبيعي للقدم يجب القيام بها في البداية وتستخدم فيها إصبعي الإبهام من كلتا اليدين حيث يقوم الإبهام بالضغط على الجلد بداية من الكعب في اتجاه الأصابع ثم تعاد الكرة عدة مرات، بعدها يعكس الاتجاه فتبدأ التمارين من الأعلى عند الأصابع وفي اتجاه الكعب بالأسفل لكن مع وجود ملحوظة هامة جداً وهي أن عضلات الكعب دائماً ما تكون أقوى من بقية القدم وذلك بسبب الضغط المستمر الواقع عليها؛ لذلك عند الاتجاه بالأصابع من الأعلى إلى منطقة الكعب حاول زيادة مقدار الضغط على العضلات بالتدريج حتى تصل إلى أعلى قدر عند نهاية الكعب وعلى العكس تماماً عند المرور من الأسفل باتجاه الأصابع في الأعلى يتم تخفيف الضغط تدريجياً.
تمارين منطقة الكعب
لأن منطقة الكعب تحتاج للكثير من الجهد تشمل تمارين العلاج الطبيعي المرور بإصبع الإبهام أو بالأصابع الأربعة الأخرى بحركة دائرية متكررة على منطقة الكعب كاملة وبدرجة ضغط متوسطة، وبالطبع مع استخدام زيوت التدليك تكون حركة الأصابع على منطقة الكعب أسهل وأكثر مرونة. بعد الانتهاء من تلك الحركة يتم استخدام حركة الإبهام التبادلية والتي تعني استخدام كلا الإبهامين على كعب واحد في نفس الوقت بحيث يتحرك كل إصبع عكس اتجاه الآخر مما يساعد على تدليك ألياف العضلات في كلا الاتجاهين في نفس الوقت وبالتالي يقضي ذلك على أي تشنجات قد تكون موجودة.
تمارين المفصل
يخلو مفصل الكاحل من وجود العضلات فعضلات الساق تنتهي عند بدايته بينما تظهر عضلات القدم من أسفله؛ وبالتالي فإن تمارين العلاج الطبيعي للقدم في منقطة الكاحل لا تهدف إلى إزالة تشنجات العضلات وإنما تهدف إلى تدليك أطراف النهايات العصبية المنتشرة فيها مما يزيل أي شعور بالألم أو التشنج في القدم. ويتم القيام بتدليك المفصل عبر استعمال أصابع اليد عدا الإبهام بحيث تمرر أصابع كل يد بحركة دائرة على إحدى جانبي المفصل في اليمين واليسار بحيث تكون حركة الأصابع مستمرة على المفصل من كلا الجانبين في آن واحد ولمدة دقيقتين كاملتين.
تمارين قوس القدم
قوس القدم هي تلك المنطقة الفاصلة بين الكعب من الأسفل ومقدمات الأصابع من الأعلى (منتصف القدم) والتي تنقسم إلى نصفين أحدهما بارز وآخر منخفض، والأهم في التمارين هو التركيز على المنطقة البارزة وهي التي تعرف بقوس القدم. يتم تدليك تلك المنطقة باستخدام قبضة اليد حيث تمرر القبضة على تلك المنطقة من الأسفل إلى الأعلى بضغط متوسط يناسب قوة عضلاتها ثم تبعد القبضة عن القدم وتبدأ من الأسفل مرة أخرى؛ أي أنه لا يتم القيام بتدليك تلك المنطقة في كلا الاتجاهين بل الأفضل أن يتم الحفاظ على اتجاه واحد ثابت لا يتغير.
تدليك الأصابع
تشتمل تمارين العلاج الطبيعي للقدم في الأصابع على عدة أقسام، أولها تدليك الإصبع ذاته وذلك عبر الضغط على عضلات الإصبع بشكل متكرر ورغم أن ذلك قد يسبب أصوات احتكاك تصدر من مفاصل الأصابع إلا أنه يمكنك المتابعة في عمل التدليك بحرية طالما لم يشعر الشخص بألم أو بانزعاج، القسم الثاني هو تدليك المناطق الفاصلة بين كل إصبع والآخر وذلك عبر إدخال السبابة فيما بين الأصابع وتحريكه بداية من الإصبع الأول للإصبع الذي يليه (أي في حركة هلالية الشكل). يفضل أن تطول مدة ذلك الجزء من التمارين بقدر الإمكان وذلك لأن جزء كبير من الضغط والجهد الذي تشعر به في القدم قد يكون نابعاً من الأصابع نتيجة لوضعها في حذاء مغلق لفترة طويلة من الوقت، مع الإكثار من الكريمات والزيوت فيما بين الأصابع لتسهيل احتكاكها ببعضها فيما بعد التدليك.
أضف تعليق