تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » العراقيون القدماء : كيف كانت حياتهم واقتصادهم ومعيشتهم ؟

العراقيون القدماء : كيف كانت حياتهم واقتصادهم ومعيشتهم ؟

العراق أحد البلدان التي تتمتع بتاريخ ضارب في القدم، في هذه السطور نستعرض مجموعة من الحقائق عن العراقيون القدماء وعن طريقة حياتهم واقتصادهم.

العراقيون القدماء

العراقيون القدماء لهم حضارة يشهد لها التاريخ بروعة أثارها وفنونها واكتشافاتها خاصة في مجال الفلك ولهم أجمل وأروع الأساطير ومن أبرزها أسطورة جلجامش والخليقة وتحوي أسراراً في طرق حياتهم ومعيشتهم لذلك في مقال هذا أحب أن أوضح بعض الغموض في حياة العراقيون القدماء وبالطبع لن أوفي ولكن سأوضح لك الصورة حتى تتمكن من التعمق بها ودراستها أكثر إذا أحببت.

معلومات مثيرة عن العراقيون القدماء

القسم السياسي عند العراقيون القدماء

تختلف الجغرافيا في العراق عن مصر أو أي حضارة أخرى قديمة، بسبب وجود نهرين من أعظم أنهار العالم لذلك تسمى بلاد ما بين النهريين وهما دجلة والفرات لذلك كان من الصعب توحيد جميع العراق في أي زمن تحت ملك واحد وأنماط الحكم السياسي في العراق كبير جداً يقسم إلى ثلاثة أقسام سومر، وبابل وأشور وكل قسم يقسم بداخله إلى أقسام أخرى سأحاول وفي إيجاز تلخيص الموضوع.

ما قبل التاريخ

أي ما قبل اختراع الكتابة أو وصولها إلى الطور المتقدم، ويعتقد أن الإنسان الحجري القديم نزل إلى بلاد العراق وما حولها لوفرة خيراتها على دفعات لذلك كانت الأعراق واللغات تختلف اختلافاً كبيراً في تلك المنطقة ولكنها متشابهة في مضمونها وثقافتهم منهم السوماريين الذين بدئوا الحضارة في العراق، وتقسم تلك الفترة إلى أقسام، ما قبل السلالات وهو عصر لم يعرف فيه الكتابة ولكن بقياه تدل على بدء الحياة الاجتماعية، عصر فجر السلالات الذي بدوره ينقسم إلى مدن كانت هي مركز السلطة والعبادة وقتها أولهم كيش برصيد 23 ملكاً ثم الوركاء وبطلها جلجامش ثم مدينة أور بداية من سلالة أور الأولى ثم الثانية ثم تأتي فترة حكم أكد ولأول مرة توحدت البلاد على يد سرجون الأكدي، ثم سقطت دولة أكد على يد الجوتيون الذين عرفوا بحبه للنصب فقط وليس الإصلاح، ثم أخر تلك الفترة بسلالة أور الثالثة.

ولا نعرف عن تلك المراحل سوى القليل رغم اختراع الكتابة السومرية في أواخر زمنها ولكن اقتصر بشكل أوضح على المعاملات التجارية، ولكن وقتها تم احتراف صناعة الفخار بحرفية كبيرة وتزيين رائع واختراع العجلة وغيرها من الأشياء المهمة، وأغلب المعلومات تأتي من مقبرة لإحدى ملكات ذلك العصر.

بعد سلالة أور الثالثة سنة 1792 ق.م قام حمورابي بإعلان سلطته على مدينة بابل وتقديم أول شريعة بالتاريخ التي تسمى شريعة حمورابي والتي قال إنه أخذها من الإله شمش وتتألف من 282 مادة، فنمت معه مدينة بابل وازدهرت حتى تحكمت في كل العراق وغزت كل المدن الأخرى، ولم تستمر دولة بابل الأولى طويلاً بعد موت حمورابي وابنه وانقسمت البلاد إلى ثلاثة بين مدينة أشور وبقايا بابل والكيشيون، وأخيراً تمكن الأشوريين من السيطرة على العراق بعد حروب طويلة وأشهر ملوكها والذي وصلت معه الإمبراطورية إلى أكبر اتساعها هو أشور بانيبال الذي سيطر حتى على مصر القديمة.

بعدها بدأت أشور بالضعف مما مكن البابليين من القيام بدولتهم مرة أخرى سنة 612 ق.م وهو عصر الإمبراطورية الثانية وأشهر من تملكها هو نبوخذ نصر الثاني الذي بنى لبابل مجدها من معابد وحدائق معلقة، ومن الجدير بالذكر أن في ذلك الفترة تمت كتابة التوراة في بابل لذلك ستجد تشابه كبير بين القصص في التوراة وأساطير العراق القديمة مثل الطوفان وقصة النبي أيوب والنبي نوح. إلا أن سنة 539 ق.م سقطت بابل على يد الفرس ودخل العراقيون القدماء إلى حكم الفرس في الإمبراطورية الفارسية.

الميثولوجيا عند العراقيون القدماء

أي عبادة الآلهة في العراق وقد عرفت العراق بتعدد الآلهة واستمرار عبادة نفس الآلهة على مدار مراحلها السياسية ولكن الفرق في ترتيب عظمة وأهمية الآلهة حسب كل فترة سلطة وحاكم فأحياناً يكون هذا الإله هو أب الآلهة وتارة أخرى يختلف وتتمحور القصص حتى تناسب زيادة نفوذه وقوته حسب رأي الحكام والكهنة بتلك المرحلة، وقد قسمت المجموعة إلى آلهة أساسية وأخرى فرعية، وكان لكل فرد إله حارس يتوسط له عند الآلهة الأخرى الكبيرة ويقدم من خلاله الذبائح والقرابين حتى ترضي عنه الآلهة وتكرمه من مال ونفوذ وأولاد، ويوجد ألاف الآلهة عند العراقيون القدماء وإليك أهم وأبرز هؤلاء الآلهة:

  • الإله أنو: على رأس الآلهة وملكهم وهو إله السماء وخصصت عبادته الأكبر في الوركاء.
  • الإله إنليل: ويأتي بعده في المنزلة وهو إله الرياح والهواء والجو.
  • الإله ايا أو انكي: إله المياه والحكمة والمعرفة وهو من علم العراقيون القدماء الكتابة وزوجته الإله كي إلهة الأرض.
  • مردوخ: إله بابل العظيم
  • نبو: ابن مردوخ إله الكتابة عند البابليين وسكرتير الآلهة في مجلسهم.
  • سين أو ننار أو ود: ولكها أسماء مختلفة لإله القمر وشفيع الرحالة في الصحراء.
  • إله اوتو أو شمش: إله الشمس والضوء وزوجته الزيزة أى.
  • الإله أدد: إله الرعد والأمطار والفيضانات.
  • عشتار أو عشتاروث: أكثر الآلهة في القصص لأنها إلهة الحب والحرب في نفس الوقت ورمزها كان الزهرة، كما أنها ابنة الإله أنو وزوجها الإله تموز إله الربيع الذي تنزل إلى العالم السفلي بعد كل شتاء حتى تعيده من عالم الموتى ويوجد لها أسطورة بذلك.
  • الإله نرجال: إله العالم السفلي
  • أشور: الإله الخاص بالأشوريين.

وكان لكل واحد رمز يصوره في منحوتات العراقية ورقم أيضاً وكانوا يتزوجون وينجبون وهذا ما بدأت من الخليقة بالأساس عند العراقيون القدماء في أسطورة الخليقة، كما كانوا يؤمنون بأن شعب من كوكب فضائي للأرض ويسموا شعب الأنوناكي هم من قاموا بخلق الإنسان باستخدام التقنية الاستنساخية والجينية المتقدمة لديهم، وأن كوكبهم هو الكوكب العاشر في مجموعتنا الشمسية ولكنه بعيد ويقترب كل فترة زمنية كبيرة وهذا ما أثبته العلم من مئة سنة فقط بكل الأجهزة الفلكية المتقدمة الآن، أليس هذا غريباً عزيزي القارئ؟!

الحياة اليومية للعراقيين القدماء

كانت الحياة بسيطة والمنازل أيضاً تتألف من طابق أو اثنين بالكثير وتتسم بالبساطة، أما القصور عند العراقيين القدماء فقد اهتموا كثيراً ببنائها والتي تشتهر بنظام الطوابق المتعددة والسلالم العالية، على عكس التفكير المصري القديم لم يكن العراقيون القدماء يهتمون كثيراً بالموت ولذلك لم يخترعون التحنيط ولا بنوا القبور الضخمة مثل المصريون بل اهتموا بحياتهم ووصايا الآلهة للحياة الكريمة والرخاء حتى أنهم كثيراً ما فكروا بالخلود في هذه الحياة أكثر من التفكير في ما بعد الموت.

كانوا يقدسون الملك لأنه المؤهل من الآلهة ولكن ليس بطريقة الألوهية لدى المصريون، ولكن كان لبعض هؤلاء الملوك جزء إلاهي مثل جلجامش الذي ثلثه بشر وثلثيه إله، وكانت بعض الشعائر الدينية يقوم بها الملك مع كهنة المعبد من النساء دليل على ملكه واحترامه للآلهة.

عرفوا العراقيون القدماء استخدام الكثير من المعادن وزخرفتها ولديهم حس معماري وهندسي عالي، أما الكتابة لديهم وهي الكتابة المسمارية تطورت بمختلف المراحل لتناسب الوضع الجديد ولكنها جاءت من نفس الأصل وحتى في النطق كانت لها لهجات عدة عند كل عرق ولكنها متشابهة في التراكيب والمفاهيم اللغوية.

عرف العراقيون القدماء أيضاً الموسيقي والألعاب وتوجد واحدة تشبه كثيراً لعبة الطاولة في عصرنا الحديث، أما إذا تكلمنا عن الأدب فكانوا متقدمين جداً ولديهم أدباء ألفوا قصص وأساطير في مختلف المجالات وكانت تكتب بطريقة كلاسيكية وأحياناً شعرية وتحكي عن الحكم أو مغامرات أو أساطير الخليقة وفي الاكتشافات الحديثة وجدت مخطوطة تعتبر نص ساخر عن أحوال البلاد في فترات الضعف وتسخر من الواقع بشكل جميل وهي عبارة عن حوار بين عبد حكيم وسيده وكلما طلب السيد أن يقول له العبد عن أن الشيء المقبل عليه هو في صالحه يسرد العبد محاسن الأمر وحينها يتردد السيد ويتراجع فيبدأ العبد في ذكر مساوئ الأمر وأن لا فائدة منه، وكانت المواضيع تتحدث عن زواج السيد من مرأة جميلة وتقديم القرابين وغيرها من الأمور التي اهتم بها العراقي القديم في حياته اليومية.

اهتم العراقيون القدماء بالفلسفة خاصة فلسفة الحياة والموت والخلود ويظهر ذلك جليلاً في ملحمة جلجامش حيث هو يبحث عن الخلود وصاحبة الحانة تقول له أنه من الأفضل أن يستمتع بحياته أما أتو نبشتم يكون له رأي أخر عن تفاهة الخلود، وغيرها من الكثير من الأمور الفلسفية التي تبين مدى تقدم العراقيون القدماء في فهم أمور الحياة.

أخيراً عزيزي القارئ أتمنى أن أكون أثرت انتباهك لعالم العراقيون القدماء لأنه حقاً جدير بالدراسة والمعرفة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

5 + 11 =