تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » التعليم والاهل » الطفل متوقد الذكاء : كيف يوجه الوالدان موهبته في الطريق الصحيح ؟

الطفل متوقد الذكاء : كيف يوجه الوالدان موهبته في الطريق الصحيح ؟

الطفل متوقد الذكاء هو حالة شديدة الخصوصية، فهذا الطفل يحتاج إلى رعاية خاصة على الدوام، وهذا ما نحاول أن نقدمه لك في هذه السطور.

الطفل متوقد الذكاء

الطفل متوقد الذكاء والطفل الغير ذلك، يعتقد الكثير أن هناك أطفال أذكياء بالفطرة وأطفال أغبياء بالفطرة، لكن الحقيقة ليست كذلك، فكل طفل يتمتع بذكاء بدرجة أو بأخرى ولكن الفرق الوحيد يتوقف على تعامل الوالدين مع هذا الذكاء، هل ينميانه ويوجهون الطفل إلى الطريق السليم للاستفادة من هذا الذكاء، أم يتركونه حتى يذبل ويضيع؟ ثم يبدؤون بلوم الطفل كونه أقل ذكاء من غيره. كل طفل يولد ولديه موهبة خاصة به، يتفوق في أمور معينة، ويظهر ذكاءه في أمور خاصة، وعلينا أن نكتشف موهبته ونوجهه لتنميتها، فإن كان يحب الرسم فلنذهب به إلى مكان لتعلم الرسم ونهيئ له الظروف الملائمة لذلك، وإن كان يحب الموسيقى فلنعطه دروسا في الموسيقى حتى نفهم في أي نوع يمتاز ويتخصص فيه وهكذا، نشجعه باستمرار حتى في أبسط الأمور وبهذا ترتفع ثقته بنفسه ويعمل على اكتشاف العالم بثقة وعدم خوف. احترامه واحترام رغباته يصنع منه شخصية صلبة وقادرة على الاختيار الحر، وسوف نذهب في هذا المقال إلى علامات ذكاء الأطفال، كيف يتم التعامل معهم؟ كيف يمكن تنميته؟ كيف يتعامل الوالدان مع الأمر؟

ما يجب على الوالدين فعله مع الطفل متوقد الذكاء

علامات ذكاء الطفل

الطفل المتوقد الذكاء يمكننا تمييزه بمجموعة من الصفات التي يتصف بها ونراها مختلفة عن مثل من هم في سنه وتبدأ هذه العلامات منذ كان رضيعا وتتطور معه بمرور الوقت وتظهر بشكل ملحوظ في سن الأربع سنوات ومن هذه العلامات ما يلي:

  • الملاحظة القوية، يتمتع الطفل الذكي بأن لديه قدرة كبيرة على ملاحظة الأشياء، وهذه الملاحظة تفوق قدراتنا نحن الكبار؛ وذلك يرجع إلى النمو السريع للدماغ لدى الطفل.
  • محاولة تقليد الآخرين، الطفل الذكي يتفحص الآخرين جيدًا وهم يقومون بعمل شيء ما أو في مناقشة ما، فتجده منصت باهتمام ويفهم جيدا ما يدور من خلال تحركات الشفاه أثناء الحديث أو لغة جسد المتحدث وانفعالاته ثم يخزنه ويحاول تقليدهم في المواقف المختلفة.
  • الفضول، يتميز الطفل الذكي أيضا بفضول للمعرفة والتساؤل المستمر الذي لا ينقطع، فيظل يطرح سؤالا ثم يليه بآخر وهكذا لفترة طويلة، ولكن هذه الميزة يمكن فقدها بسهولة إذا قوبلت تساؤلاته بالإهمال، لذلك يجب تنميتها والرد على كل أسئلته بلا إبداء أي ضيق.
  • الاستقلالية، نجده يميل إلى العمل الفردي ولا يحب الأعمال الجماعية، ولا يحب أن يشاركه غيره فيما يملك خاصه ألعابه، وهذا لا يعني كونه أناني وإنما هو يتعامل مع أشياءه بطريقة خاصة ويعلم أن لا أحد يستطيع أن يفعل مثله.
  • التركيز، يتميز الطفل متوقد الذكاء بقدرته على التركيز لفترة طويلة دون تشتت، على الرغم من قلة ساعات النوم عنده مقارنة بالآخرين. ويتذكر التفاصيل والحركات والإيماءات من والديه والمحيطين به، ويستطيع التفاعل العاطفي، أي أنه يفهم جيدًا تعبيرات المشاعر مثل الغضب والحب والعطف ولكنه يمكنه أيضا تقليدها.

تنمية ذكاء الطفل

يعتقد البعض أن الطفل متوقد الذكاء لديه هذا الذكاء بالفطرة وسوف يظل هكذا، ويعتقدون أن الأطفال إما يولدون بذكاء فطري يستمر معهم وإما لا، وهو اعتقاد خاطئ، لأن كلا من الحالتين يحتاج إلى تنمية حتى يتطور ويتحسن، والبيئة المحيطة به تؤثر بشكل كبير في نسبة ذكاءه، لذلك هناك مجموعة من التوصيات ينبغي الالتزام بها حتى نساعده وهي:

الرضاعة الطبيعية

ربما يعتقد البعض أن الألبان الجيدة ذائعة الصيت تعادل أو تساوي لبن الأم، ولكن في الحقيقة أكد الأطباء أن لبن الأم هو الغذاء الأفضل والمتكامل لصحة الطفل ويقوي من مناعته ويرفع مستوى ذكاءه، وأن الرضاعة الطبيعية تعتبر من عوامل تنمية ذكاء الأطفال.

الغذاء المتوازن

يجب تعويد الأطفال منذ الصغر على الابتعاد عن السكريات الغير مفيدة مثل الحلوى، وكذلك رقائق البطاطس المحمرة في الزيت والمليئة بالألوان الصناعية، وعليهم استبدال كل ذلك بالفاكهة والخضروات، فبدلا من أن تقدمي لطفلك قطعة من الشوكولاتة قدمي له تفاحة أو جزرة أو خيارة، كلها مليئة بالفيتامينات ومفيدة وطبيعية.

وجبة الإفطار

يجب الاهتمام بوجبة الإفطار لما لها من أهمية بالغة، فأثناء النوم لساعات طويلة ثم الاستيقاظ يكون الجسم في حاجة إلى طعام حتى يعمل بشكل سليم، ولكن ما يحدث طوال الوقت أن الأطفال حينما يستيقظون من النوم لا يريدون تناول الطعام لعدم شعورهم بالجوع ولكن هذا لا يعد مبررا لعدم تناول وجبة الإفطار المهمة، وفي هذه الحالة يمكن الاكتفاء بكوب من اللبن محلى بملعقة من العسل الأبيض أو تفاحة.

ممارسة الرياضة

منذ الصغر ينبغي تعويد الطفل على ممارسة نوع من الرياضة مهما كانت بسيطة، وغرس الثقافة الرياضية بداخله حتى لا يعاني مما نعاني منه نحن الآباء من الشعور بالإرهاق والتعب لأننا لم نعتد ممارسة الرياضة ونراها حمل ثقيل، وللرياضة أهمية قصوى على نشاط الطفل وطريقة عمل الدماغ لديه.

الاستجابة للفضول

لدى الطفل متوقد الذكاء العديد من التساؤلات ويملكون فضول بالغ للأسئلة عن كل ما تقع عليه أعينهم وهذه ميزة يجب تنميتها من خلال وضعها في الاعتبار وإظهار مدى أهميتها وعدم التقليل منها مهما كانت بسيطة، ومحاولة الإجابة عن كل تساؤلاته فذلك يعمل أيضا على تنمية ثقته في نفسه ويقويها.

تحبيبه للقراءة

القراءة من أفضل الطرق للحصول على المعلومات وبناء المعرفة وتنمية المهارات وتنمية الذكاء لذلك ينبغي تشجيع طفلك على القراءة بأشياء مناسبة لكل مرحلة عمرية يمر بها.

الموسيقى والأعمال اليدوية

تعلم الموسيقى يساعد الطفل على تنمية مهاراته بشكل كبير، وتنمية ذكاءه بشكل أكبر، وكذلك الأعمال اليدوية. وربما يظهر لنا ذلك في بعض دور الحضانات التي تضع في برامجها الأساسية الموسيقى والألعاب والأعمال اليدوية البسيطة فكلاهما مهم جدا لتنمية ذكاء الطفل.

الألعاب

بعض الألعاب تنمي مهارات الأطفال وكذلك بعض ألعاب الفيديو رغم سمعتها السيئة، ولكم المقصود هنا الألعاب البعيدة عن القتال والعنف، لذلك يجب دراسة الموضوع جيدًا في بداية الأمر وتحضير الألعاب المناسبة له ومناسبة لميوله وكذلك مرحلته العمرية، فنجد مثلا الشطرنج والسودوكو والمكعبات والأرقام والألعاب ذات المغزى التي تعمل العقل وتشحذ الذهن.

المشكلات التي تواجه الأطفال الأذكياء

الطفل متقد الذكاء يحتاج إلى معاملة خاصة على عدة جوانب، من خلال البيت والمدرسة، وذلك لأن عقولهم تختلف عن الآخرين فيحتاجون إلى فهم عميق حتى يتسنى الوصول معهم إلى أفضل النتائج، وغير ذلك سوف نخسر كثيرا، والتاريخ مليء بالكثير من الأمثلة لأطفال كان يتم اعتبارهم أغبياء من قبل المدرسين في المدرسة وأثبتوا فيما بعد أنهم عباقرة، ولكن لم يجدوا من يفهمهم من البداية، لذلك عليك توجيه مدرسة الطفل بالحالة التي عليها وأعتقد أن هنالك اختبارات للذكاء يمكنها مساعدتنا في الأمر.

وفي النهاية علينا أن نعلم جيدا أنه لا يوجد طفل غبي وآخر ذكي، وإنما يوجد طفل يهتم به والديه جيدا ويعرفان مواطن قوته ويوجهانه إلى استغلالها وهناك آخر لا يلقى اهتمام مماثل، ذكاء الطفل مسؤولية الوالدين وضياعه يرجع إلى إهمالهم وعدم تحملهم المسؤولية كما ينبغي، والمسؤولية هنا إزاء الطفل والمجتمع؛ ذلك لأن هذا الطفل هو عضو من أعضاء المجتمع وتمتعه بالذكاء سيعود بالنفع على الجميع فتتطور حياته ويتطور مجتمعه ويستفيد الجميع، لذلك على الآباء والأمهات أن يعرفوا جيدا قدر المسؤولية التي تقع على عاتقهم، ويقرؤون جيدا ويستشيرون المتخصصين في أية معضلة تقابلهما وبالعلم والوعي والثقافة تتفكك جميع المشكلات ويتم حلها.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

11 + 7 =