الطفل المنطوي أو الخجول هي ظاهره يعاني منها العديد من الأطفال، وتثير قلق الآباء والمدرسين على هذا الطفل، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه يألف الناس ولا يستطيع الاستغناء عن دور الآخرين في حياته، إلا أنه دائما ما تجد هذا الطفل المنطوي الذي لا يحبذ التعامل مع الآخرين بل يحب الوحدة ويجد فيها ملاذا لأنه يكره التعامل مع الناس.
استكشف هذه المقالة
أسباب ميل الأطفال نحو الانطوائية والعزلة
الطفل المنطوي هو طفل منعزل يحب الوحدة والانغلاق، وهو طفل لا يحب التعامل مع الآخرين أو الاحتكاك بهم حيث لا يمتلك أي ذكاء اجتماعي أو مهارات في التواصل مع الآخرين، وتتعدد أسباب تلك الظاهرة إما بسبب حوادث معينه في مرحلة الطفولة أو بسبب عيوب أو تشوهات خلقية وبعض الحالات المرضية التي تصيب الأطفال وربما بسبب كثرة الخلافات والشجار الأسري بين الأب والأم وفي بعض الأحيان تبرز تلك الصفة حين يتعرض الطفل للاضطهاد أو العنف الجسدي تلك المعاملات السيئة التي قد يعانيها الطفل في المنزل أو المدرسة، وتظهر تلك الصفة في العديد من المراحل السنية لدى في الأطفال فمنها ما يبدأ بالظهور قبل مرحلة المدرسة وغالبا يكون هذا الطفل محب للهدوء وتنتشر تلك الصفة في الفتيات بشكل أكبر وأحيانا تبرز تلك الصفة في عمر المدرسة الابتدائية حين يبدأ الطفل في الاحتكاك بالمجتمع والتنافس مع أقرانه أو ربما بسبب العنف المدرسي الذي يلاقيه الطفل سواء من المدرسين أو الزملاء المتنمرين على حد السواء، وتعتبر مرحلة البلوغ أو المراهقة هي المرحلة الأكبر التي يتحول فيها الطفل من طفل اجتماعي ونشيط إلى طفل منطوي يحب الوحدة بسبب الخجل الشديد الناتج عن التغييرات الفسيولوجية والجسدية التي يمر بها الأطفال في تلك المرحلة
صفات الطفل المنطوي
الطفل المنطوي هو عادة طفل مثله مثل باقي أقرانه يمتلك العديد من الأحلام ويعيش بعالمه الخاص الذي رسمه لنفسه لكنه يتصف بميوله للخجل والانعزال حيث أن الطفل المنطوي يجد في الانعزال ملاذا آمنا عن الأنظار، فالانطواء هو الانعكاس الطبيعي لشدة الخجل على الرغم من كونه تصرفا غير طبيعيا إلا أن هذا الطفل يفضل الهرب عن أعين الجميع ويرفض المشاركة أو المخالطة سواء مع من هم في نفس سنه أو مع البالغين، فهو يتجنب الدخول في المحاورات والأحاديث الجارية حوله، وعادة ما يفضل الطفل المنطوي مشاهدة التلفاز أو اللعب على الكمبيوتر فاللعب والأنشطة الجسدية والتي تتضمن المشاركة مع الآخرين هي أنشطة لا تستهويه، فهو لا يحب أن يخرج من عالمه الخاص ولا يحب مشاركة أحد به وعادة ما يصبح الطفل المنطوي هادئ وغير متسرع، وهو طفل لا يتحمل التوبيخ أو اللوم من الكبار حيث أنه يشعر بالحرج والارتباك عندما تتوجه الأنظار حوله في أي من المواقف الاجتماعية.
التعامل مع الطفل المنطوي
في البداية يجد الأب والأم صعوبة بالغة في التعامل مع الطفل المنطوي فوجود طفل منطوي في المنزل يشكل أزمة لأغلب الآباء نظرا لأن جميع الآباء يريدون أن يروا في أبنائهم الطاقة والنشاط والميول الاجتماعية لا الانطواء والعزلة، ففي البداية يحب على الأب والأم الحذر والوقاية كي لا يقع ابنهم فريسة للانطواء والانعزال، فيجب عليهم شرح الأمور الحياتية لهم وسرد القصص وأخذ العبر والدروس منها، كما يجب تنمية المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل عن طريق اصطحاب الأطفال في الزيارات العائلية خاصة لتلك الأسر التي تمتلك أطفال في نفس المرحلة العمرية، بالإضافة إلى عدم إجبار الطفل على نشاط معين أو لعبة معينة وبالتأكيد يجب على الأبوين الابتعاد عن العنف والعقاب الجسدي للأطفال، كما يجب على الآباء تخصيص وقت للاستماع لأطفالهم والاهتمام بنشاطاتهم وحكاياتهم وكل المغامرات البسيطة والتي تدور في عالمهم الصغير الخاص بهم وأيضا الاهتمام بكل تلك الحكايات وطرح الأسئلة وإبداء الإعجاب بما يقولون كما يجب إعطاء بعض النصائح البسيطة وتفسير تلك الأمور التي تجول بخاطر الطفل والتي يسأل عنها في أغلب الأوقات، كما يجب احترام رغباته وعدم إجباره على الاحتكاك بطائفه معينة من الناس أما أذا وقع الطفل ضحية للعزلة والانطواء فمن المهم للأهل البحث عن بعض المجتمعات الصغير لأشراك الطفل بها مثل الحضانة التي يوجد بها عدد قليل من الأطفال وحثه على التجاوب واللعب معهم، كما يجب على الأهل استغلال تلك الميول نحو الانطوائية ودفع الطفل لتنمية بعض المهارات التي يمكن تطويرها بشكل فردي مثل الحث على القراءة والألعاب التي تنمي مهارات التفكير، كما يجب على والدي الطفل المنطوي أن يشعراه بالحب والدفء ومراعاة كل ما يمر به من أفكار والتقرب ومحاولة البحث عن سبب تلك الميول الانطوائية فلا يجب عليهم تحميله ما لا طاقة له به حتي لا يشعر بالعجز أو النقص ويزداد نفوره وانعزاله كما يجب على الوالدين حث طفلهما على الأخذ والعطاء وتشجيعه على مساعدة الغير وتكوين صداقات فيجب تربيتهم تربية استقلالية بلا تدليل أو خوف زائد أو تحكم دائم فتنعدم شخصية الطفل ويزداد انعزاله.
الطفل الانطوائي في المدرسة
كثيرا من واجه في حياته ذلك الطفل المنطوي بل أن كثير منا مر بتلك المرحلة في بناء الشخصية تلك المرحلة التي يميل فيها الطفل إلى النفور من كل ما حوله من أشخاص وأنشطه وما إلى ذلك، ففي المدرسة غالبا يعاني العديد من الأطفال من ظاهرة الانطواء والعزلة، فلا يشعر الطفل بالأمان ولا بحب الآخرين له فيؤثر ذلك سلبا على ثقته بنفسه وكذلك مستواه الدراسي بالإضافة إلى عدم مشاركته في الأنشطة أو الممارسات الاجتماعية التي تدور في المدرسة من حوله، حيث أن الطفل المنطوي يفقد الرغبة في المشاركة أو التعبير عن نفسه فيجب على المدرسين والزملاء والأهل ملاحظة سلوك الطفل المنطوي بسرعة كما يجب عليهم التعامل بشكل فوري وذكي لمعالجة تلك المشكلة ومساعدة ذلك الطفل على تجاوز تلك الأزمة فعند ملاحظة الطفل المنطوي يجب على المدرس الخاص به في المدرسة الإسراع بمعرفة الجو الأسري المحيط بالطفل.
وكذلك يجب تنبيه الأم والأب ومعرفة الأشياء المؤثرة عليه وعلى سلوكه بعدها يجب على المدرس التوجه نحو زملاء الطفل المنطوي ومعرفة إذا كان هناك أي خلافات أو أن هناك من الأطفال من يقوم بالتنمر على هذا الطفل، وحث جميع الأطفال على الترحيب به وإشراكه في مجالات وأنشطة مختلفة مثل الأنشطة الرياضية والفنية ومحاولة إكسابه الثقة بنفسه كما يجب تجنب لومه عندما يخطئ بل يجب تشجيعه وحثه على المشاركة وإتمام كل مهامه المكلف بها، كما يجب على المدرس أن يسأل الطفل المنطوي دوما عن رأيه ومحاولة إشراكه في الحديث ومدحهم على ذلك بالإضافة إلى عدم وصفهم بأي من الصفات التي تدل على الوحدة والعزلة بل يجب على جميع من حوله التغاضي عن ذكر تلك الصفات كما يجب عن المدرس اكتشاف هوايات واهتماماته ومواهبه والبحث عن مواطن القوة في شخصية الطفل والتركيز عليها، كما يجب على المدرس ألا يظل مراقبا للطفل وألا يتبعه دوما حتي لا يشعر الطفل بأنه مراقب أو أنه محل الاهتمام فتتزايد معاناته مع الانطوائية والانعزال.
أضف تعليق