كانت ولا زالت مسألة الطفل الكفيف تشغل بال الكثيرين طوال الوقت، وتساؤلات عديدة حول العديد من الأمور الغيبية في طريقة ونمط عيشه التي قلَّما تَحاكَى بها بعضهم، وفيما يلي نسلط الضوء أكثر على هذه الظاهرة لا سيَّما الطفل الكفيف الذي وُلِد بهذه العاهة، ونوضح تفاصيل حول كيفية تعليم الطفل الكفيف وإكسابه المهارات المختلفة سواء التعليمية والأكاديمية أو كذا المنزلية والأمور المجتمعية والعادات والتقاليد وغيرها، وفي السياق ذاته نذكر العديد من النصائح والإرشادات والتوجيهات التي يجب على كل أم لديها طفل كفيف أن تراعيها في التعامل معه لتضمن له حياة أفضل بعيدًا عن الشقاء والعزلة والإضرار بنفسه كما -وبكل أسف- نرى في حالات كثيرة لأطفال أكفاء لم تكن لأمهاتهم يومًا ثقافة التربية الصحيحة والتعامل مع الطفل المعاق أو المولود بعاهة مثل تلك، ويعتبر الطفل الكفيف أفضل حالًا من كثيرين خاصةً وأن حواسه الأخرى تكون أقوى وتساعده في التغلب على الكثير من مشكلات الحياة، لكنه يحتاج فقط لرعاية وتوجيه ومتابعة أسرية.
استكشف هذه المقالة
أسباب ولادة طفل كفيف
تتعدد أسباب ولادة الطفل الكفيف الذي يولد بهذه الإعاقة أو حتى الذي يتعرض لها بعد مرور فترة من ولادته، وفي الغالب يمكن تلخيصها فيما يلي:
- تعتبر الأمراض الوراثية وخلل الكروموسومات هي أولى المعايير التي تتسبب في مشكلة فقد البصر لدى الجنين.
- أحيانًا ما يتسبب سوء استعمال الحضانة في مشكلة فقدان البصر خاصةً في حال زادت بداخلها نسبة الأكسجين أكثر من اللازم في حالة الولادة المبكرة.
- تتسبب صعوبات الولادة في إخراج الطفل الكفيف في بعض الحالات المتعثرة النادرة.
- تعتبر الحصبة الألمانية من أبرز الأعراض التي تفقد الأطفال أبصارهم في سن مبكرة ولذا بات تفحصها على قائمة اهتمامات كل دول العالم.
- يشكل مرض الزهري عدوًا خطيرًا ضد العين وحاسة البصر إذا زادت مضاعفاته وأصاب الوليد في مراحل مبكرة.
- لا شك أن الجلطات الدماغية وغيرها من الإصابات المخية يكون لها دور كبير وأثر بارز في الإصابة بفقدان البصر وغيرها من الحواس وقدرات الأطراف.
- قد يتعرض الطفل للشلل الدماغي المفاجئ، وبالطبع يأتي هذا نتيجة مسببات معلومة طبيًا ولكن رغم ذلك من الصعب علاجه.
- قد تصاب الدماغ بمشكلة الاستسقاء التي تؤثر بشكل أو بآخر على مركز الرؤية بالمخ وتسبب العمى.
- تعتبر التراخوما من أشهر مسببات ولادة الطفل الكفيف وكذا ما بعد الولادة تودي بأبصار الكثيرين.
- يعتبر الرمد الصديدي من أبرز الأعراض المرضية التي تصيب العينين، وتتسبب بشكل أو بآخر في فقدان البصر.
- قد ينتج عمى الأطفال ومشكلة الطفل الكفيف بسبب الإصابات المباشرة في العينين نتيجة اللعب بأدوات حادة أو بمواد سائلة ضارة مثل المحاليل القلوية.
- قد يولد الطفل بماء أزرق أو أبيض على عينيه يتسبب في فقدان البصر بمرور الوقت، وفي أحيان نادرة يولد الطفل بماء أسود بعينيه نتيجة مشاكل الضغط الداخلي بالعين والتي تتسبب أيضًا في التعرض بفقدان البصر.
- في بعض الأحيان يحدث أن يعاني الطفل من مشكلة التهاب العصب البصري أو ما يسمى بضمور العصب البصري، وهي من أبرز مسببات العمى لدى الأطفال.
- يقول الأطباء بأن هناك التهابات تسبب فقدان البصر أطلقوا عليها الالتهاب الشبكي التلوني، وقد حصدت بالفعل آلاف الحالات حول العالم وفق دراسات وإحصائيات طبية.
- هناك من الأعراض المرضية المرتبطة بالبصر الحول وما يسمى بكسل العين، وهي أعراض تلعب دورًا كبيرًا في فقدان البصر.
- قد تتضاعف أعراض طول وقصر النظر لتؤدي في النهاية إلى الطفل الكفيف الذي يفقد بصره جزئيًا أو كليًا.
- في بعض الحالات النادرة يولد الطفل بعيوب خلقية تتمثل في كبر حجم مقلة العين بشكل غير طبيعي وفي هذه الحالة يكون العمى هو المصير.
- قد تتعرض العينين للجفاف بدرجة كبيرة ما يؤثر على قدرة الشبكية ومكونات العين الأخرى، ويتسبب ذلك في العمى بمرور الوقت.
- في كثير من الأحيان يتسبب نقص فيتامين أ وغيره من عوامل سوء التغذية وسوء التمثيل الغذائي في مشكلة فقدان البصر.
- يعتبر التسمم بمادة الرصاص من أبرز الأعراض التي تتسبب في ولادة الطفل الكفيف أو حتى إصابته بذلك فيما بعد الولادة.
- نعيش وسط الكثير من الإشعاعات الضارة التي تنتشر في البيئة من حولنا، ويعود لها أكبر الأثر في فقدان البصر وغيرها من أضرار مرضية.
- عند تعريض الطفل لعمليات جراحية أو حتى والدته في مرحلة الحمل، قد يسبب ذلك آثارًا جانبية على صحة الطفل ويصيبه بالعمى بدرجات متفاوتة.
- أخيرًا الأورام هي المسبب المباشر لفقدان البصر لدى الكثير من الأطفال لا سيَّما ورم الشبكية.
- في بعض الأحيان تنفصل شبكية العين لدى الطفل عن مقلة العين والجدار المرتبط بها، وهي حالة شهيرة تسبب العمى.
- في أحيان نادرة يولد الطفل الكفيف بنقص كبير أو حتى غياب تام للمواد الصبغية الموجودة في العينين وهي تسبب العمى بالطبع، ويطلق عليها مرض البهاق.
مراحل فقد الطفل الكفيف لبصره
يقسم الأطباء حالة الطفل الكفيف إلى سبب أو توقيت الإصابة سواء قبل الولادة أم بعدها، وفيما يلي سرد لكل من المرحلتين على حدة:
مرحلة ما قبل الولادة
تعتبر الأمراض الوراثية هي العامل الأبرز في ولادة الطفل الكفيف وثبت ذلك بالدراسات والإحصائيات التي أكدت أن 3% من حالات فقدان البصر لدى الأطفال تتم بسبب خلل الكروموسومات نتيجة عدم الاهتمام بمسألة الفحص الطبي لا سيَّما قبل زواج الأقارب، أما الأمراض المعدية فكان لها النصيب من المركز الثاني في مشاكل فقدان البصر؛ حيث أن إصابة الأم بعدوى الزهري والحصبة الألمانية وغيرها من عدوى في الشهور الأولى من الحمل يتسبب بشكل أو بآخر في ضعف البصر وفقدانه تدريجيًا ويولد الطفل معاقًا بصريًا، وليست العدوى وفقط، بينما إصابة الأم بالتهابات في الشبكية وأمراض السكر والقلب أيضًا تسبب فقدان البصر لدى الجنين، وإلى جانب ذلك تتسبب المشكلات العصبية في فقدان البصر، وأخيرًا من مسببات ولادة الطفل الكفيف أن تتسبب بعض الأضرار الكيميائية التي تتم داخل الرحم في حدوث الإعاقات تلك، وإلى جانب العوامل الكيميائية قد تكون هنالك تسريبات إشعاعية أو مشاكل غددية، وينصح الأطباء دومًا بمراجعة الطبيب العالج قبل الحصول على أية عقاقير في فترة الحمل حتى لا يؤثر ذلك سلبًا على الجنين.
مرحلة ما بعد الولادة
يعتبر التسمم من أبرز المسببات التي تؤدي إلى وجود الطفل الكفيف خاصةً في حالة التسمم بمادة الرصاص أو حتى التسمم بزيادة الأكسجين في وحدة الحضانات في حال كان الطفل مبتسرًا نتيجة لولادة مبكرة، كما أن الأورام التي تصيب الطفل بعد الولادة تؤثر بشكل أو بآخر على العصب البصري والشبكية ومركز الإبصار بالمخ وهو ما يؤدي بالنهاية إلى ضمور العصب البصري وفقدان الحاسة تمامًا، وأيضًا نجد أن سوء التمثيل الغذائي ونقص نسبة فيتامين أ تقع ضمن مرحلة الإصابة بفقدان البصر فيما ما بعد الولادة، وتقول الدراسات بأن نقص فيتامين أ مسؤول مسؤولية مباشرة عن قرابة الربع مليون شخص يندرجون على قوائم الطفل الكفيف سنويا لا سيَّما في الدول الفقيرة والنامية.
كما أن عدوى الجلوكوما وبعض الأمراض الأخرى تصيب الطفل بعد الولادة بالعمى إذا لم يتم علاجها سريعًا في بدايات ظهورها، وتتسبب الجلوكوما في فقدان البصر لدى شخص واحد من ضمن كل سبعة أشخاص مصابين بها حول العالم، وفي حال وُلِد الطفل مصابًا بأعراض فإنه بمرور الوقت قد يصاب بالعمى، خاصةً إذا جاء ذلك مصاحبًا لمرض السكر أو أمراض كلوية مزمنة، وأخيرًا تعد الولادة المبكرة وما يلحق بها من مشكلات الولادة المتعثرة وغيرها من أعراض واختناقات تسبب صدمات جسمانية لدى الجنين وتفقده البصر في أحيان عدة.
ملحوظة: يجب ملاحظة أن هذه العوامل المذكورة والمصنفة في مرحلتين تتوقف فقط على حالة الطفل الكفيف، بينما الكبار والبالغين قد يصابون بالعمى نتيجة أمور عديدة أخرى مثل التقدم في العمر والعدوى أو الأمراض أو الأورام أو الحوادث وإصابات العمل وغيرها.
كيفية تعليم الطفل الكفيف
لا شك أن الطفل الكفيف هو حالة نادرة بالمجتمع لا تتوافر لها كافة وسائل الإيضاح المناسبة المتوافرة لغيره من الأطفال، الأمر الذي يتطلب اتباع طرق واستراتيجيات تعليمية مخصصة لتعليمه والنهوض بمستواه التعليمي واللغوي والثقافي والتوعوي كذا، وهو ما يتطلب وعي وثقافة كبيرة من الأسرة وعناية دورية للطفل، وفيما يلي نوضح مراحل تعلم الطفل الكفيف للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة:
المرحلة الأولى لتعليم الطفل الكفيف
في هذه المرحلة وهي في الشهور الشهور الأولى لولادته يجب مراعاة لفت انتباه الطفل إلى بعض الحواس البديهية التي يستعملها للحصول على ما يريده من تنفس أو شم أو تذوق أو تحدث، وهنا يمكن للأم أن تضع يد الطفل على فمها عند محادثته ليعرف أن الفم هو مصدر الصوت ويكتشف بعض المعلومات بذهنه المتواضع، كما يجب الاهتمام بتكوين علاقة وثيقة بين الطفل الكفيف وباقي أفراد الأسرة وتحفيزه على لمسهم وسماعهم طوال الوقت، مع الربط دومًا بين ملمس الشخص وصوته، وفي السياق ذاته نطلق أسماء الألعاب التي تلمسها أصابعه ونعرفه بها وبطريقة عملها وكيفية حركتها هل أنها تطير أم تمشي أم تدور أم ماذا، ولا تتوقف مرحلة التعليم البدائية تلك على مجرد ذكر الأسماء مع الملمس ولكن يمكن للأم أيضًا ربط ذلك بألعاب أو أشياء أخرى عبر إخباره بأن هذه اللعبة تشبه كذا في شكلها وتكوينها وأن الهدف منها كذا؛ بحيث لا يقتصر دور اللعبة على الترفيه وفقط بقدر ما يتم استعمالها في تعليمه، ويؤكد الأطباء دومًا على أن الأم مطالبة بإجابة استفسارات الطفل دومًا دون تأفف أو ملل خاصةً وأنه غالبًا المصدر الوحيد والرئيسي لمعلوماته وحياته، وعليها تحمل ذلك حتى لو شعرت بالضجر والصداع من كثرة كلامه وسؤالاته حتى لا تصيبه بحالة نفسية سيئة تعزله بعدها عن العالم أجمع بجسده وروحه.
المرحلة الثانية لتعليم الطفل الكفيف
في المرحلة الثانية من مراحل تعليم الطفل الكفيف، يفضل محادثة الطفل ووصف الأحداث التي تدور من حوله، فبعد أن كانت عملية التعليم مقتصرة على ربط الملمس بالصوت، أصبحت عملية التعليم مقتصرة على ربط الأحداث بالأشياء من حوله، كأن نخبره بضرورة تبديل الملابس بهدف مغادرة المنزل والذهاب لمكان ما، أو أن تخبر الأم الطفل الكفيف بضرورة إحضار متعلقاته الشخصية أو حذاءه أو حقيبته قبل الخروج سويًا، وبهذا الربط بين الحدث والشيء يتعلم الطفل الكثير من العادات والتقاليد والأمور الخفية من حوله، ونظرًا لكون لغة الجسد من الأمور التي تخفى عن الطفل الكفيف طوال الوقت، فإن الأم عليها تعليمه عدد من الحركات التي يؤديها عند حاجته لشيء ما بدلًا من اكتفاءه بالبكاء وما إلى ذلك من أمور بدائية قد تستمر معه لشهور وسنوات إذا لم يلفت أحد انتباهه لضرورة استبدال طريقة تعبيره عن المشاعر أو الاحتياجات المختلفة بعدد من الحركات أو الكلمات، وكذا في المرحلة الثانية لتعليم الطفل الكفيف يكن للأم أن تعلمه بعض الإشارات بأصابع يده أو بعينيه أو ما إلى ذلك مما يعني أمورًا بعينها، وفي هذه المرحلة أيضًا يتم تعليمه أسماء الأعضاء والحواس المختلفة وظائف كل منها.
المرحلة الثالثة لتعليم الطفل الكفيف
في هذه المرحلة وبعد نمو الطفل بقدر كاف يتيح له النقاش والتعلم بشكل أفضل، يكون من الملائم التأكد من أن الطفل يعي كل ما يقوله وكل ما يلمسه وكل من يتحادث معه من داخل الأسرة وغيرها من عوامل ومعايير تتعلق بالعادات والتقاليد، وفي هذه المرحلة على الأم تعليم الأطفال كيف أن هنالك مراحل مختلفة وأحداث تمر قبل الوصول إلى النتيجة النهائية، وعلى الأم ذكر ذلك وتوضيح بعض الخطوات مثلا لتحضير الطعام أو لصنع شيء ما أو لتجهيز إحدى متطلباته واحتياجاته المختلفة، حتى لا يظن بأن الأشياء توجد نفسها بشكل تلقائي عند الحاجة إليها خاصةً وأنه لم ير بعينيه أن إعداد الأشياء يتطلب المرور بمراحل ما، كما يمكن للأم إتاحة الفرصة له للمس المنتجات والأشياء والخامات المختلفة في المطبخ وفي غرف المعيشة وغيرها للحصول على تخيل واضح حول ماهيتها، وهناك العديد من التجارب التعليمية التي تجريها جمعيات عديدة على الطفل الكفيف والتي أثبتت فعاليتها في تكوين شخصيته وموهبته وذكاءه أكثر من غيره الذي لم تتاح له فرص التعرض للأشياء والمعلومات والنقاش هذا من أسرته، أما في ختام تلك المرحلة يجب تعليمه بعض الضمائر المخاطبة والمتكلم وغيرها وتعريفه بكيفية استعمالها ومتى يستعملها ولماذا، ويمكن الاستعانة بالعديد من النصوص التدريبية لقراءتها عليه وتعويده على اللغة من صغره خاصةً وأنه من الصعب عليه قراءتها بوضوح وسرعة وفهم معناها إلا بعد فترة كبيرة من حياته.
توجيهات هامة للتعامل مع الكفيف
توصل العديد من علماء النفس وكذا الأطباء وغيرهم ممن أفنوا حيواتهم في التعامل مع الطفل الكفيف ومتابعة حالته وطريقة تفكيره وتصرفاته، إلى العديد من النصائح والتوجيهات والإرشادات اللازمة للتعامل مع هذا الطفل وضمان الحصول على أفضل رعاية وتربية سليمة، وفيما يلي أبرز تلكم التوجيهات:
- لا يجب بأي حال من الأحوال إظهار عوامل الشفقة على حال الطفل الكفيف حتى لا يكبر وبداخله عقدة أنه ناقص عن غيره وأقل من المجتمع المحيط به، ما قد يدفعه إلى إيذاء نفسه بعد الدخول في حالة نفسية سيئة.
- عند ملاقاة الطفل الكفيف يفضل مصافحته باليد أو بالعناق بدلًا من مجرد الابتسامة التي لا تصل إليه، بل يصله الفتور من اللقاء وكأنه ضيف ثقيل.
- عند توجيه الحوار إلا الطفل الكفيف يجب لفت انتباهه لذلك خاصةً وأنه لا يدري أن المتحدث ينظر إليه، وهي عوامل يجب مراعاتها من كل المحيطين به حتى يتربى هو أيضًا على هذا ويخاطب من يحادثه باسمه حين يخطئ وينظر في اتجاه مخالف يعلم الجميع من يقصد بحديثه.
- يتميز الطفل الكفيف بحاسة سمع قوية ومميزة، ولذا عند محادثته يفضل الالتفات إليه والتقرب منه كما لو كان يرانا بالضبط، حتى لا يستشعر الفتور والسخرية وعدم الاهتمام من الآخر.
- يجب استيعاب فكرة أنه طفل طبيعي تمامًا فيما يتعلق بمختلف حواسه الأخرى، وكذا عند محادثته يجب التكلم بشكل طبيعي وبمستوى صوت طبيعي لأنه يسمع بالفعل بشكل سليم لا يتطلب معه رفع الصوت ولا الميول نحوه ولا غير ذلك من أمور تشعره بالإحراج.
- يجب مراعاة تخير الألفاظ التي قد تجرحه ولكن دون إيحاء بأننا نقصد تجنب تلك الألفاظ حتى لا يأتي ذلك بنتيجة عكسية تثير شجنه وحزنه على نفسه.
- عند دخول الأم أو الأخوة أو الأب على الطفل الكفيف فإنه يجب عليهم لفت انتباهه من خلال إصدار أي صوت، حتى لا يشعر بأن خصوصيته تُخترَق دون علمه، وحينها قد يتعرض لانتكاسة نفسية تؤذيه كثيرًا خاصةً إذا كان في غرفته الخاصة.
- بعد انتهاء الحديث مع الطفل الكفيف يجب تنبيهه بأنك ستغادر الغرفة وتتركه وحده حتى لا يستمر في توجيه الحديث إليك وأنت غير موجود، قبل أن يكتشف ذلك ويتأذى نفسيًا بكل كبير.
- عند مشاهدته يقوم بأي من الأعمال مفرده خاصةً إذا لم تكن ضارة أو مؤذية، فإنه يجب تركه وشأنه حتى لا نشعره بإعاقته وأنه في حاجة لبقاء أحد بجانبه لأنه شخص عاجز وما إلى ذلك من معاني وإيحاءات.
- يجب مكافأة الطفل الكفيف على القيام بأعمال ما بمفرده ولكن بشكل طبيعي لا يوحي إليه أنه مختلف عن الآخرين، وأنه من المفترض ألا يستطيع فعل هذا لأنه عاجز وما إلى ذلك من مصطلحات قد تصل له معانيها حتى دون التلفظ بها.
- عند توجيه الطفل فاقد البصر لمكان ما، لا يجب الاكتفاء باستعمال أسماء الإشارة بأنها هنا أو هناك أو هذه أو تلك، ولكن يجب وصف المكان بدقة حتى لا يتأثر نفسيًا بذلك.
- عند الخروج مع طفل كفيف في نزهة أو إلى أي فعالية ما، يجب على المرافق أن يصف له وبدقة بالغة كل ما يحيط بالمكان وما يجري فيه وعدم تركه لخياله المتواضع وما يترتب عليه من أضرار نفسية، وكذا قد يتعرض لأضرار جسدية في حال اصطدم أو ارتطم بشيء ما أو سقط من مكان ما لعدم علمه بطبيعة المكان الذي يقف فيه.
- يجب على الأم والأسرة بأكملها تمهيد المنزل لحركة الطفل الكفيف بشكل سليم ومناسب دون تعرضه لأية أضرار، فلا يجب مثلًا وضع الأغراض وقطع الأثاث في منتصف الطريق، أو ترك باب الغرف نصف مفتوح أو غير ذلك من أمور تعرضه لخطر الإصابة.
- في حال لجأت الأسرة لتغيير أو تحريك قطع الأثاث بشكل أو بآخر، فيجب مناقشته في ذلك قبلها وتعويده على المكان الجديد والأماكن الجديدة لوضع الأثاث تجنبًا لأي ضرر نفسي أو عضوي قد يلحق به نتيجة عدم علمه.
- عند الرغبة في تقديم أي شيء للطفل الكفيف مثل الطعام أو الشراب أو غير ذلك من الأغراض، فإنه يجب إعطاءه له في يده، ولا يجب بأي حال من الأحوال أن نطلب منه تناوله هو خاصةً وأنه لا يرى يد من يحمل له هذا الغرض.
- ويراعى عند تقديم أي شراب ما في كوب أن لا يتم ملئ الكوب عن آخره حتى لا ينسكب عليه، وفي السياق ذاته نخبره بطبيعة هذا الطعام أو هذا الشراب حتى يقدر بمخيلته كيفية حمله ويقدر احتماليات سقوطه.
- في حال خروج الطفل الكفيف مع أي مرافق لركوب سيارة ما، فإن المرافق عليه فتح باب السيارة وتجهيز وتهيئة المكان له بقدر الإمكان حتى لا يهدر الكثير من الوقت والجهد بحثًا عن مقبض باب السيارة، وإذا أحس بفشله فسيكون في حالة نفسية سيئة طوال الوقت.
- عند الرغبة في مساعدة الكفيف في المرور من طريق ما أو مغادرة المنزل أو الصعود والنزول من على السلم أو حتى مرور عرض الطريق، فلا يجب أبدًا الإمساك بيديه وسحبه بشكل غير لطيف يؤثر كثيرًا على حالته النفسية، ولكن يجب مساعدته إذا طلب وبعد استئذانه في الإمساك بيديه، مع الالتزام برغبته في الرفض إذا رفض إلا في حال رأى المرافق وجود خطورة في التحرك بمفرده.
- يجب على المرافق أن يتقدم عن الطفل الكفيف خطوة صغيرة لضمان التحكم الكامل في المشهد وضمان إمكانية لفت انتباه الطفل الكفيف قبل أن يتحرك ويتعرض لأية أضرار.
- يجب على المرافق أن ينبهه إذا ما كانا سيصعدا سلما أو ينزلا من عليه حتى يعي مخ الطفل الكفيف هذا الأمر ويكون مستعدًا نفسيًا لهذه التحركات.
- في حال أراد الطفل فاقد البصر أن يجلس، فإن المرافق عليه توضيح مكان الكرسي بالتحديد، ويفضل وضع يد الكفيف مباشرة على الكرسي لضمان عدم سقوطه أو جلوسه في الفراغ.
- يفضل تعليم الطفل مثله مثل أخوته تمامًا وتوجيه نفس النصائح والإرشادات، وألا يتم تفرقته عنهم بالحديث حتى لا يشعر بأي عجز فيه، وهذا لا يحول دون استزادته بالعطف والرعاية والعناية على انفراد لا سيَّما حال كان ولدًا فإن الذكور لا يرغبون بالدلال أمام الآخرين على عكس الفتيات.
- يجب تنمية حاسة اللمس في الطفل الكفيف بقدر الإمكان ولفت انتباهه لخامة المادة التي يحملها سواء خشبية أو بلاستيكية أو أو أو، وذلك لضمان الإلمام الوافي بالبيئة من حوله.
- عند سماع أصوات غريبة سواء لباعة جائلين أو أصوات موسيقية محيطة للجرس أو طرق الباب أو غير ذلك، يجب لفت انتباهه لهذا الصوت ومعناه ومصدره ليكون على علم وافي بكل ما يحدث حوله.
- ما ينطبق على الصوت والملمس، ينطبق كذا على حاسة الشم؛ حيث يجب تنبيهه لأية روائح تصدر من حوله خاصةً وأنه لا يرى مصدرها وكذا من باب العلم بالشيء؛ الأمر الذي قد يحميه مستقبلًا من أية مشكلات في حال تسرب غاز على سبيل المثال أو رائحة حريق ما.
يعتبر الطفل الكفيف شخصًا طبيعيًا تمامًا لكن تنقصه فقط حاسة البصر، وهذا النقص لا يحول دون تعلمه وتفوقه على رفاقه وذويه في الدراسة وأمور الحياة، ولكن وبالرغم من ذلك فإنه يتطلب عناية فائقة ومتابعة دورية لتعليمه الكثير من الأمور من حوله لا سيَّما وأنه لا يعتمد في فهمه للأشياء إلا على الملمس والصوت وفقط، وهو ما قد يشكل إعاقة كبيرة أو ضررًا له إذا لم تتم متابعته وتنبيهه عند القيام بشكل خاطئ، ولكن في السياق ذاته يجب تخير طرف التنبيه والتوجيه حتى لا تصيبه بأي أذى نفسي، وهناك الكثير من المعايير التي على الأم اتباعها عند تعليم طفلها سواء في المرحلة الأولى من عمره أو ما يليها من مراحل، وعليها مراعاة حالته المعنوية من أية تأففات أو قلة صبر قد تصدر منها تجاه استفسارات العديدة وطلباته طوال الوقت بشرح أو وصف شيء ما، وليعلم كل أب وأم أن هذا الطفل قد يكون سببًا في ولوج الجنة بغير حساب إذا رضوا بقضاء الله وأحسنوا تربيته وتعليمه.
أضف تعليق