تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » الطبيب النفسي : كيف تعرف أنك بحاجة إليه لاستشارته ؟

الطبيب النفسي : كيف تعرف أنك بحاجة إليه لاستشارته ؟

اللجوء إلى الطبيب النفسي لا يعني أنك مصاب بالجنون، في الواقع، الذهاب إلى الطبيب النفسي أمر صحي، فهذا وحده اعتراف منك بأنه لديك مشكلة عليك حلها.

الطبيب النفسي

الطبيب النفسي ليس أمرًا مستبعدًا لأي منا، فنادراً ما تخلو الحياة من المنغصات والصعوبات، ومع تسارع وتيرة الحياة وكم الخطط التي علينا تنفذها، كم الضغوطات التي علينا تحرير أرواحنا منها، كم المشاكل والقلق الذي ينبغي علينا مواجهته بنفسٍ سوية وقلب سليم، ومع زحمة الحياة وفي خضم أحداثها، لابد لنا بين الفينة والأخري من أن نتفقد أرواحنا، نتفقدها من الداخل، من الداخل جداً، لنعلم هل ما زلنا بخير؟ ! لنتأكد من أن كل ما مررنا به وما واجهناه وسنواجهه لم يترك أثره السيئ في داخلنا، لكن في بعض الأحيان نفقد القدرة علي الحكم الصحيح، ولا يمكننا أن ندرك هل نحن حقاً بحاجةٍ للمساعدة؟! هل نفوسنا وأرواحنا متعبة! هل نحتاج حقاً لمن يعرف ما نشعر به وما نعانيه،! هل يعرف كيف نتخطى ما نرفض تخطيه! أو حتي الاعتراف به؟

الطبيب النفسي ومتى يجب عليك زيارته

علي أيةِ حال، في هذا المقال سنحاول الاقتراب من نفوسنا المنهكة قليلاً، أو كثيراً جداً ربما ! سنحاول أن نعرف متي يمكننا طلب المساعدة، وكيف نشعر بالحاجة الملحة لها، سأحاول أن أتحدث عن الطبيب النفسي وكيف تعرف أنك بحاجة إليه وهل سيمكنه تقديم المساعدة التي تطمح إليها أم لا؟ بالتأكيد في مجتمعاتنا العربية لا نعترف بالألم النفسي، كل ما نملك من معلومات عن الاضطرابات النفسية، أن صاحبها أصابه الجنون، ونفقد قدرتنا علي التعامل معه تدريجياً حتي ينتهي الأمر به إلي مجنون حقيقي أو إلي بائسٍ معزولٍ عن الحياة.

علي أية حال فالطب النفسي: هو فرع من فروع الطب الكثيرة التي تهتم بصحتك النفسية كما تهتم فروع الطب الأخري بصحتك الجسدية، فإن لروحك عليك حقاً، يؤسفني إخبارك عزيزي القارئ بأنك إذا عانيت من عرض من أعراض الأمراض النفسية أو بعض هذه الاضطرابات فأنت مريض فقط تحتاج للعناية لتتعافي ولكنك لست مجنوناً، لست مجنوناً علي الإطلاق.

في بعض الأحيان توصف بعض الأمراض أو الاضطرابات النفسية بأنها علامة علي سلامة عقلك وإدراكك، فجسدك وعقلك يستطيعان التعبير عن نفسيهما وعما يعانيانه، للفت انتباهك، ولحثك ربما علي التعافي أو تغيير نمط حياتك، وهذه علامة جيدة تدل علي سلامة عقلك وإدراكك، سنتحدث الآن عن بعض الاضطرابات النفسية وعلاماتها، فالمرض النفسي يشبه كثيراً المرض العضوي، والالتفات للمرض مبكراً يضمن فرصةً أكبر للمريض للتعافي منه، وسرعة استقرار ذهنه ونفسه، لذا إذا عانيت من عرض أو بعض الأعراض التالية، فلتدرك أنك بحاجة إلي المساعدة من أخصائي نفسي.،

الموت

جميعنا ندرك أن الموت هو قدرُ لا مفر منه، كلنا ملاقيه، في بعض الأحيان يُفقدنا القدر أشخاصاً مهمين في حياتنا، بل كانوا يمثلون الجزء الأكبر من سعادتنا، هنالك من يمكنه التعامل مع الأمر بنضج تام! يأخذ وقته كاملاً في تخطي فقدان عزيز لديه، لكنه في نهاية الأمر يتخطاه، هنالك من ينكر حدوث هذا الأمر من أساسه، تضطرب نفسه ويرفض عقله التصديق بأن شيئاً كهذا حدث، يفقد شهيته، وشغفه للحياة، يميل للعزلة، مع رفضه للواقع، غير قادرٍ علي تخطي ما حدث، يتجنب حتي التفكير في الأمر يتعامل كأن ما حدث لم يحدث ولم يكُن.

القلق المفرط

القلق هو شعور طبيعي جداً في الغالب، كذلك يمكن السيطرة عليه، جميعنا لدينا أمور نقلق بشأنها، مثل: دخول الامتحان، الحديث مع الغرباء، أمور تبدو منطقية وعادية جداً وتستدعي قلقنا أيضاً، الغير منطقي في الأمر أن يتحول هذا القلق لقلقٍ مرضي، نقلق بشان كل شئ، وأي شئ، أن يصعب عليك التحكم في مخاوفك، تعقيدك للأمور بشكل مبالغ فيه بدعوي أنك ” قلق”، حينما يعوق القلق مسيرك، حينما ينغص عليك حياتك، حينها. تدرك أنك بحاجة لزيارة الطبيب النفسي.

الاكتئاب

الرغبة في الانسحاب من كل شئ، الاختفاء، الدخول في دوامة الخوف والقلق من المستقبل، عدم نسيان أخطاء الماضي، العزلة عن الجميع، حتي عن نفسك، أن تصل لمرحلة أنك تفقد الرغبة في كل شئ وأي شئ، ربما تصيبك بعض الآلام الجسمانية، كالصداع الدائم والإرهاق، العصبية الشديدة غير المُبررة والتوتر، هي أولي العلامات الدالة علي الاكتئاب، ولن يمكنك معالجة الأمر وحدك بالتأكيد، إنما لابد من اللجوء للطبيب النفسي.

الفوبيا

هي خوف غير مبرر دون أي سبب منطقي يصيب الإنسان، يبقي فترات طويلة من حياته لا يستطيع التغلب عليه، أو يتغلب عليه بمساعدة طبيب نفسي. وهو من أكثر الأمراض النفسية المنتشرة في شريحة واسعة من البشر، بعض الناس يعانون من فويبا يمكنهم التعايش معهم ولا تعوق أي شكل من أشكال حياتهم، والبعض الآخر يحدث رهابه هذا أموراً غير منطقية، واضطرابات غير طبيعية في جوانب كثيرة من حياته، في بعض الأحيان حتي التفكير في مصدر الفوبيا يصيب المرء باضطراباتٍ جسمانية واضحة مثل:

  • الصداع والدوار الشديد.
  • اضطراب نبضات القلب والعرق الغزير.
  • ضيق في التنفس.
  • اضطرابات في المعدة.

الرهاب

هنالك العديد من الأشياء التي تسبب خوفاً مرضياً غير معروف الأسباب لكنها تبقي بسيطة يمكن لغالبية البشر التعامل معها مثل:

  • الرهاب من المرتفعات، المياه، والأماكن المظلمة.
  • الخوف من زيارة طيب الأسنان.
  • الخوف من الزواحف والعناكب والكلاب
  • الخوف من الحقن والرهاب المستشفيات.

حالات الرهاب الأكثر تعقيداً وشيوعاً

الرهاب الاجتماعي

وهو يسبب الكثير من المشاكل للمصابين به، فهم نادراً ما يستطيعون التأقلم مع محيطهم، أو إقامة علاقات جديدة مع غيرهم، دائماً فلقون من الاجتماعات التي يحضرها الكثير من الناس أو من إلقاء خطب أمام حشد واسع من البشر، ربما يمنعهم ذلك من القيام حتي بأبسط الأنشطة مع الأصدقاء مثل: تناول عشاء معهم، أو حضور حفل زفاف لصديق ما.

في الغالب حالات التعافي من الرهاب أو الخوف المرضي تكون دائماً محتملة الحدوث، إذ أنها تتم تحت إشراف طبيب نفسي، والاستعداد من المريض لتلقي العلاج والتعافي منها يكون كبيراً، وتندر حالات التعافي منها باستخدام الأدوية إذ أنها تعتمد علي عزيمة المريض ورغبته في مواجهة مخاوفه. هنالك بالتأكيد العديد من الأعراض الأخري للعديد من الأمراض النفسية.

الخوف من الفشل في العلاقات العاطفية

والتي قد تدفع مصابيها لعدم الدخول في علاقاتٍ جديدة مع الجنس الآخر حتي ولو من باب الزمالة في العمل، وقد تتطور لكره الجنس الآخر تماماً والقيام بأعمال عدوانية تجاهه، خاصة إذا ما عاني المصاب بهذا النوع من الرهاب من بعض المشاكل الأسرية في صغره.

أيضاً بعض المشاكل الأخري مثل: اضطرابات النوم والإدمان والتي تكون في أكثر الأحيان إشارة علي الإصابة بأمراض أخري أشد وطأةً علي النفس. الأمراض النفسية كثيرة جداً لا يمكن حصرها، أو حتي الجزم بمخاطرها، وما يمكن أن تسببه لمصابيها، لكن مما لا شك فيه أن العوامل البيئية والاستقرار الأسري أو اضطرابه من اهم العوامل المسؤولة عن الصحة النفسية للإنسان.

كذلك لابد من الالتفات لأهمية اكتشاف الاضطراب النفسي مبكراً، فكلما كان أبكر كلما زادت فرص التعافي والشفاء. كانت هذه بعض العلامات لتفتح تساؤلات كثيرة لديك حول الطبيب النفسي يمكنك التأكد من بعض الأعراض التي لديك والبحث كذلك في أماكن أخري لتعرف نوعية الفحص وسُبل العلاج.

شاهندا خالد

19 عاماً، مصريةٌ الجنسية، أدرس بكلية الصيدلة بالجامعة الألمانية.

أضف تعليق

خمسة عشر − ثمانية =