الطائرات بدون طيار أو الدرونز Dronse، هي عبارة عن طائرات يتم توجيهها من على بعد أو يتم برمجتها مسبقا لطريق يتم تحديده لها، وفي أغلب الأحيان يتم تحميلها بتجهيزات عبارة عن قذائف أو كاميرات لأداء مهامها. وتستخدم الطائرات بدون طيار في أغراض متنوعة، لكن الاستخدام الأكبر لها يكون في المجالات العسكرية كالهجوم أو المراقبة أو غيرها من الاستعمالات في مجال الحرب.
أما في المجالات المدنية فقد شهدت الطائرات بدون طيار استخدامات واسعة النطاق عميقة الفائدة، فقد تم استخدامها في أعمال من مثل مراقبة خطوط الأنابيب ومكافحة الحرائق. كما تستخدم بشكل متزايد في المهام التي تعد خطيرة بالنسبة للطائرات العادية التقليدية والتي ينبغي أن تتمتع بالعديد من متطلبات الطيار من مثل أدوات التحكم والمقصورة والعديد من الاحتياجات البيئية مثل الأكسجين والضغط، فمثل هذه الحاجات التي تتطلبها الطائرات التقليدية تعرقل وتثبط من سرعة الإنجاز في أداء المهام الصعبة؛ لذا كان التخلص منها في صورة الطائرات بدون طيار بمثابة الإنجاز في السرعة والانخفاض في التكلفة والإقلال في الوزن والإعفاء من المخاطر المحدقة.
ملف كامل عن الطائرات بدون طيار
تاريخ الفكرة
- كانت أول التجارب العملية للطائرات بدون طيار في إنجلترا عام 1917م، وتم تحديث الفكرة عام1924م، حيث استخدمت كأهداف متحركة للمدفعية. أما بداية الفكرة باعتبارها طائرات يمكن الاعتماد عليها في تأدية مهام معينة في عام 1960م حيث وقعت طائرة التجسس الأمريكية على الأراضي الروسية.
- كان أول استخدام عملي للطائرات بدون طيار في حرب الفيتنام (1955- 1975م).
- وفي حرب أكتوبر 1973 أيضا تم استخدام هذه الطائرات، بيد أنها لم تحقق النتيجة المرجوة لضعف إمكانياتها آنذاك، ولردع حائط الصواريخ على الجبهة المصرية.
- كانت أول مشاركة فعالة للطائرات بدون طيار في معركة سهل البقاع والتي نشبت بين إسرائيل وسوريا، حيث نتج عنها سقوط 82 طائرة سورية في مقابل عدم إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة.
أنواع الطائرات بدون طيار
من حيث التوجيه ثمة نوعان من الطائرات بدون طيار:
- الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بعد، مثل البريداتور.
- الطائرات ذات التوجيه الذاتي، إذ يستخدم في تقنياتها برامج الذكاء الصناعي، مثل ال X45، حيث تتمتع هذه
- الطائرات بذاتية أعلى في معالجة البيانات واتخاذ القرارات.
من ناحية أخرى يمكن تقسيم الطائرات بدون طيار بحسب الأغراض التي تستخدم لها، وهذه الاستخدامات سوف نعرض لها الآن:
استخدامات الطائرات بدون طيار في مجال الحرب
منذ أن تم ابتكار هذا النوع من الطائرات والأغراض التي حددت لها أخذت في الازدياد شيئا فشيئا؛ نظرا لخفتها وسلامة استخدامها ومميزاتها الاقتصادية والأمنية. ففي مجال الحرب تستخدم في الآتي:
- عمليات الاستطلاع والمراقبة الآنية لأرض المعركة، إذ أنها تعطي صورا للقائد صورا فردية تمكنه من أخذ القرارات المناسبة.
- كما تستخدم الطائرات بدون طيار في الحرب الإلكترونية الإيجابية أو السلبية.
- كما يمكن استخدامها كصواريخ انتحارية موجهة في حال فشلت في أداء مهمتها أو أنهتها، أو في حال وجود هدف ذو أهمية كبير فتعمل الطائرة بدون طيار على تدميره.
- عادة البث بالنسبة لمحطات الإرسال.
- كشف الأهداف لنيران المدفعية، كما تكشف عن نسبة الإصابات.
- كشف الأهداف الجوية في جميع الارتفاعات، ومن ثم إنذار القوات.
- توفير المعلومات الضرورية التي من شأنها توجيه الصواريخ أرض جو.
- توجيه وقيادة العمليات الاعتراضية للمقاتلات.
- الاستطلاع البحري.
- توجيه ومتابعة القاذفات والطائرات المعاونة.
- تنظيم التحركات الجوية.
- تزويد القوات البرية ومراكز العمليات بالمعلومات الضرورية.
استخدامات الطائرات بدون طيار في مجال السلم
فضلا عن الاستخدامات الحربية للطائرات بدون طيار، فإن ثمة استخدامات سلمية آخذة في التصاعد والتزايد، ومن بين هذه الاستخدامات العديدة الآتي:
- كشف الرياح ودرجة الحرارة والتنبؤ بالأعاصير وما إلى ذلك فيما يتعلق بالأرصاد، وذلك من خلال اتصالها بالأقمار الصناعية, إذ تقوم بقياس العناصر السابقة كل نصف ثانية.
- شرطة الطائرات بدون طيار: حيث تعمل روسيا على استخدام الطائرات بدون طيار في تأمين اجتماع قمة دول الثماني ومراقبتها بكاميرات خاصة، إذ تعد هذه التجربة هي الأولى من نوعها.
- إطفاء الحرائق: إذ تستخدم الطائرات بدون طيار في مكافحة الحرائق، إذ يحدد لها القمر الصناعي إحداثيات الحادثة بدقة متناهية، ويتم توجيه الطائرة لمكان الحريق لإطفائه، إذ تقلل هذه الطائرات من حجم المخاطر التي من الممكن أن تعترض الطيار.
- عمليات الإنقاذ الصعبة، إذ تقوم الطائرات بدون طيار بمهام إنقاذية بعيدة ومستعصية على العنصر البشري.
الطائرات بدون طيار.. إطلالة من زاوية اقتصادية
من العوامل المهمة في نجاح أي صناعة أو أي تقنية جديدة هو العامل الاقتصادي، وهذا العامل قد حققت فيه الطائرات بدون طيار إنجازا كبيرا لصالحها إذا ما قورنت مع الطائرات التقليدية. فبالمقارنة، يمكن إجمال العوامل الاقتصادية بين التقنيتين في البنود الآتية:
- سعر الطائرة: إذ يمثل ثمن طائرة بدون طيار واحدة ثمن 1/1000 من ثمن طائرة مثل f-15 eagle.
- استهلاك الوقود: فاستهلاك طائرة من مثل f- 4 phantom للوقود يعادل 200 ضعف استهلاك طائرة بدون طيار، أي أن استهلاك الوقود لرحلة واحدة للطائرة ال f- 4 phantom يعادل استهلاك 200 رحلة لطائرة بدون طيار لنفس المسافة في الرحلة.
- تكلفة التدريب: من بين الأمور الباهظة التكاليف في الطائرات التقليدية هي تدريب الطيار على الطائرة، إذ تتطلب هذه العملية مع طائرة من مثل tornado حوالي ثلاثة ملايين جنيه استرليني، على حين لا تحتاج الطائرات بدون طيار هذه التكاليف الباهظة، كما يتطلب المتدرب عليها ثلاثة أشهر فقط ليصبح محترفا.
الآفاق المستقبلية للطائرات بدون طيار
عروجا على ما تقدم ذكره بشأن هذا النوع من الطائرات، فإن للطائرات بدون طيار مستقبلا واعدا قد لا نلحظه في اللحظة الراهنة بسبب غيابنا كعالم عربي عن المشهد العلمي والتكنولوجي، أما في دول العالم الأول فإن المستقبل لهذا النوع من الطائرات والتي من شأنها أن تغير دفة الأمور برمتها وتقلب تصوراتنا للعالم التكنولوجي برمته. فيكفي لتعرف المستقبل الذي ينتظر هذا النوع من الطائرات أن تعرف أن مواقع كاليوتيوب تنشر فيديوهات لكيفية تصنيع طائرة بدون طيار يمكن أن تطير فعلا! إلى هذا الحد بلغت البساطة بمثل هذه التقنية. والطائرات بدون طيار قد بلغ بانتشار مجالاتها والأغراض المستخدمة فيها مبلغا يمكن إحصاء بعضه في الآتي:
- الطائرات بدون طيار للإسعافات الأولية، إذ تستخدم الطائرات بدون طيار الآن في نقل الأجهزة الطبية وكذا الحال حقائب الإسعافات الأولية لإنقاذ المرضى والذين تتعرض حياتهم للخطر.
- الطائرات بدون طيار في نقل البضائع، إذ أخذت بعض الشركات زمام المبادرة لاستخدام هذا النوع من الطائرات لتوصيل الطلبات إلى المنازل (مثل الديليفري لدينا)، ومثال على ذلك شركة أمازون.
- الطائرات بدون طيار لحماية ومراقبة الحياة البرية، إذ تستخدم هذه الطائرات الآن لحماية الحياة البرية بما فيها من حيوانات مهددة بالانقراض، وبذلك فهي تعفي الحكومات أعباء تكاليف ضخمة لأعداد غفيرة من الحراس الذين يحرسون المحميات الطبيعية مترامية الأطراف من عمليات الصيد غير الشرعية.
- الطائرات بدون طيار لإيصال الإنترنت، وهذا ما تتنافس عليه شركتي فيس بوك وشركة جوجل، إذ بدأت فيس بوك بتطبيق هذه الخدمة في بعض الدول فلاقت نجاحا كبيرا، الأمر الذي دعا جوجل إلى تنفيذ ذات الأمر.
ها أنت عزيزي القارئ ترى معنا كيف أمست الطائرات بدون طيار بدأت في اقتحام معظم المجالات ولا زال الأمر قيد الانتشار، الأمر الذي سيجعل من العصر القادم يستحق أن يسمى عن جدارة “عصر الطائرات بدون طيار”.
أضف تعليق