الشريك المدمن أزمة على نفسه وعلى من حوله، تصرفاته تجعله أسوأ وتلقي بظلالها على من بجواره، وليس هناك أقرب من شريك علاقته ليتحمل الجزء الأكبر من آثار إدمانه، كيف سيتصرف المدمن إذًا وهو كل يوم ينحدر للأسفل حتى القاع؟ لا بد من شخص واعي إلى جواره كي يجعله أفضل أليس كذلك؟ هذا محور حديثنا في السطور التالية حول الشريك المدمن للمخدرات وكيف يمكننا كشركاء علاقة أن نجعل من شخص أفضل؟
استكشف هذه المقالة
لماذا يجب مساعدة الشريك المدمن بدلا من تركه؟
هناك سؤال نسأله بمجرد ما نكتشف الشريك المدمن لدينا، لماذا يجب علينا أن نساعده بدلا من تركه؟ إن المصائب التي يقوم بها الشريك المدمن والنتائج الكارثية التي ستحققها ولكن رغم ذلك ما الذي يدفعنا إلى الوقوف بجوار الشريك المدمن بدلا من تركه يواجه مصيره وحده؟
الحب والمودة
الحب هو الإجابة على كل هذه الأسئلة، الحب وحده هو الطريق الوحيد لصنع المعجزات وتحويل مسارنا وقلب المعادلة تماما، ربما ستكون هناك رغبة وحيدة لدى الشريك المدمن للتعافي وهو أن يكون جديرا بحبيبته، على الجانب الآخر أيضًا من يقع في حب شخص من المحتمل أن يتعرض لأمر جلل ينبغي عليه الوقوف بجواره بالتالي الإدمان من الكوارث التي تحيق بالإنسان ولكن وقوفنا إلى جوار الشخص الذي نحبه هذا ما سيجعلنا محبين مخلصين وأوفياء.
لأن هذا يجعلنا أشخاص أفضل
قيل قديما ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، والشخص الذي يساعد الآخرين يشعر أفضل تجاه نفسه بينما الأناني يظل دائما راكضا خلف مصلحته فحسب، حتى ولو بسحق مصالح الآخرين أو باللامبالاة تجاه أحزانهم ومآسيهم، بالتالي حين تساعد شخصا كي يتغير حاله للأفضل، حين تنتشله من دوامة الضياع وتسحبه من هوة التيه، حين تنقذه من براثن الإدمان فإن هذا الأمر ربما أفضل ما يحدث لك في حياتك، لذلك إنقاذ الشريك المدمن بالطبع ليس من أجله فحسب بل من أجلنا نحن أيضًا، لأن هذا يجعلنا نشعر بشعور أفضل تجاه أنفسنا.
كيف نتعامل مع الشريك المدمن ؟
هناك طريقين للتعامل مع الشريك المدمن ، إما الوقوف إلى جواره وإما تركه يواجه مصيره، بالطبع تركه لن يستطيع أحد لومك عليه ولكن الوقوف إلى جواره أفضل بكثير للأسباب التي ذكرناها بالأعلى، لذلك سنتحدث عن الوقوف إلى جواره، ما الذي يمكننا فعله من اجل الوقوف إلى جواره؟
الصبر والتفهم
إن كنت تلوم الشريك المدمن لأنه لا يستطيع إيقاف الإدمان بمنتهى البساطة فربما لم تجرب إدمان شيء، للأسف آثار الإدمان على الجسم كارثية ولا يمكن تخيلها أو تحملها، إن الإدمان أمر سيئ وليس له أي مخرج ذاتي، لأنه ينتشر في الجسد ولا يترك أي فرصة للشخص المدمن للانفلات منه سوى بإسكاته عن طريق تناول الجرعة المعتادة لذلك عليك أن تصبر على الشريك المدمن وتتفهمه تماما ولا تعامله بعصبية بل بحب وود.
مساعدته على العلاج
عليك أن تساعد الشريك المدمن حتى يقتنع بالعلاج وأهميته، بالطبع يمكنك أن تضغط عليه وتبتزه عاطفيا حتى يوافق الذهاب لمركز من مراكز علاج الإدمان ولكن بعد يومين لأنه لا يقتنع فإن هذا سيجعله يتوقف عن العلاج وينتكس كما أن مرات الانتكاس المتوالية ستوّلد عنده شعورا باليأس، لذلك يجب أن تساعده في الاقتناع الذاتي بأهمية العلاج وتوفر له كافة المستلزمات التي يتطلبها العلاج حتى تسهل الأمر عليه.
الحضور معه في مراكز التأهيل
بعد التعافي بإذن الله هناك مراكز تأهيل وهي عبارة عن دائرة من المدمنين المتعافين يتولون المعافى حديثا كي يتبادلون التجارب والخبرات في التعافي وخصوصًا أن هذا يوفر له الدعم النفسي، ويعطيه الأمل في الحياة وأنها لا يمكن أن تنتهي بسبب عثرة في الطريق بل علينا أن ننهض ونواصل السير مرة أخرى، لذلك ليس هناك مشكلة في الذهاب معه إلى مراكز التأهيل وهو ما توفره مراكز علاج الإدمان نفسها.
العلاج النفسي
بعيدا عن العلاج من الإدمان الذي يساعد الشريك المدمن على خروج المخدر من جسده فإن العلاج النفسي هام جدا خصوصًا أن الكثير من حالات الإدمان خارجة من رحم المعاناة والألم والاكتئاب بالتالي لا ينبغي أن نعالج الأثر أو النتيجة دون أن نعالج المصدر أو المنبع بالتالي يجب أن نساعد الشريك المدمن للخضوع للعلاج النفسي إلى جانب علاجه من الإدمان أيضًا وبالتالي على العلاج النفسي أن يكون موازيا للعلاج من الإدمان.
تشجيعه للتقرب إلى الله
بغض النظر عن الفرائض ووجوب أدائها للمدمن وغير المدمن إلا أن القرب من الله عن طريق الصلاة أو الصوم أو الأنشطة الروحانية عموما ستجعل هناك غطاء مقدس لرحلته الشاقة في التعافي من الإدمان وستعطيه حافزا ودافعا كبيرا نحو العلاج، لذلك عليك أن تشجع الشريك المدمن على التقرب إلى الله عن طريق الصلاة والزكاة والصوم وغيرها حتى يساعده هذا على مواجهة الإدمان.
إبعاده عن زملاء الإدمان
أهم شيء في رحلة التعافي الابتعاد عن زملاء الإدمان، على الأقل لحين الشفاء بإذن الله، عليه قطع علاقته بهم نهائيا حتى لا يعيدوه مرة أخرى لهذه الطريق المهلكة، ونقول لما بعد الشفاء حتى يستطيع هو أيضًا بعد أن استعاد عافيته واسترد جسده طبيعته وطرد كل المخدر من جسده أن يجذب زملاءه إلى طريق التعافي بدلا من تركهم في طريق الضياع، ويكون هو نفسه عبرة لهم، أما طوال فترة التعافي عليه ألا يتواصل معهم بأي طريقة كانت.
السفر لمكان منعزل لفترة
إن كان هناك فرصة فإن السفر لمكان منعزل لفترة بعد التعافي أو في المرحلة التي ليس فيها أدوية أو أشياء من هذا القبيل يمكن السفر لفترة في مكان منعزل على سبيل تغيير الجو ونسيان الأماكن المرتبطة لديه بتعاطي المخدرات وأيضًا من أجل الابتعاد عن رفقاء الإدمان الذين يشجعونه على الاستمرار في هذا الطريق، وليكن المكان ساحلي ومفتوح ويتميز بالأماكن الطبيعية لأنها وحدها التي تعمل على شفاء الروح وانتعاش الذهن.
متى يجب ترك الشريك المدمن بمفرده؟
في النهاية يجب أن نعرف أن ترك الشريك المدمن يواجه مصيره يعني الهزيمة والخسارة والفشل في تغيير مصير شخص ويجب عليك ترك الشريك المدمن يواجه مصيره عندما تصبح نتائج إدمانه مدمرة لك بشكل مباشر وتؤثر على حالتك النفسية بشكل كبير وبالتالي نحن نريد أن ننقذ شخصا واحدا ولا نريد أن تكون المحصلة تدمير اثنين، لذلك هناك مرحلة من الإدمان قد يصعب معها الاستمرار، وعند هذه النقطة يجب ترك الشريك المدمن مهما كان الألم في هذا.
الوقوف إلى جوار الشريك المدمن وجعله يتجاوز هذه المرحلة الخطرة في حياته شيء عظيم ونتائجه رائعة على جميع المستويات، ولكن هناك نقطة يستحيل معها الاستمرار، وقتها يجب ترك الشريك المدمن كي يواجه مصيره بمفرده حتى لا تخرج أنت بتشوهات نفسية مستديمة.
أضف تعليق