ببساطة الشخصية السيكوباتية هي الشخصية التي لا تشعر بالذنب أبداً مهما فعلت وليس لديها أي إحساس بالتعاطف مع أي إنسان، وهي من أسوأ الشخصيات المريضة على الإطلاق، يمكن أن نطلق على الشخصية السيكوباتية أنها الشر متجسد في صورة إنسان.. قد تقتل وتعذب الآخرين وتنتهك الحرمات وتكذب وتسرق وتضرب وتفعل كل الفواحش وفي النهاية لن تشعر بالذنب أبداً.. لديها مشكلة كبيرة في التعامل مع المشاعر الإنسانية والذكاء العاطفي لهذه الشخصية ضئيل جداً ويكاد يكون منعدم، هناك خلل كبير في وجدان هذه الشخصية رغم أنها تفهم وتعرف الصواب والخطأ إلا أنها تختار أن تقوم بالفعل الخطأ.. ورغم أنها قد تبدو صادقة ومتزنة وعقلانية من الخارج إلا أنها الشيطان البشري من الداخل.
تعرف على الشخصية السيكوباتية
سمات الشخصية السيكوباتية
قد تبدو الشخصية السيكوباتية من الخارج ودودة وطيبة وتتعامل بأسلوب جيد وقد تبدو عقلانية جداً في الحديث، حتى أنها قد تؤيد الأحكام القانونية على السلوكيات الخارجة عن القانون والسلوكيات الأخلاقية المريضة، وأيضاً تنجح في أن تبدو غير أنانية وغير مريضة بأن تنتقد الأخطاء التي فعلتها من قبل.. أي أنها تبدو شخصية طبيعية وجيدة دون ظان تثير الشكوك من حولها.
ولكن فجأة كل هذا قد ينقلب، فتجد أنها تحولت إلى إنسان غير صادق وكاذب ومتلاعب بالمشاعر وغير متحمل للمسؤولية بدون أي سبب واضح، قد يكون هناك ما دفعها للتغير المفاجئ ولكن قد تكون الأسباب تافهة جداً، وبغض النظر عن الأسباب، فهي تنقلب بهذا الهجوم المفاجئ على أقرب الناس لها بعد أن أظهرت لهم أنها شخصية مستحقة للثقة ويعتمد عليها وصادقة، وحتى إذا لم يوجد سبب لهذا التحول فهي تختار أن تكذب وتتلاعب وتخدع الآخرين. وقد يجد المقربون إليها صعوبة في فهم هذا السلوك الغريب الغير مبرر، ويكادون لا يصدقون أنها قامت بخداعهم والتلاعب بقلوبهم ومشاعرهم بهذه الطريقة الجافة الغير إنسانية، ولكن الشخصية السيكوباتية لن تشعر بالذنب أبداً ولن تعترف بالخطأ أبداً ولن تفهم أهمية القيم الإنسانية ولن تحاول أن تصحح ما حدث أو أن تتصالح مع الشخص الذي قامت بأذيته.
ورغم أن الشخصية السيكوباتية تبدو ناقدة لنفسها معترفة بخطئها أحياناً إلا إنها عندما تواجه الفشل فإن سلوكياتها تتغير، فتبدأ (بشكل مخادع) أن تلوم نفسها على ما حدث وتؤكد أنه خطأها، وهي تفعل ذلك لتخدع الآخرين وتجعلهم يبعدون عنها أصابع الاتهام، ولكن ما إن يفشل هذا الأمر ويقوم الآخرين باتهامها فعلياً بما حدث فإنها تتحول إلى شخصية متلاعبة غير متحملة للمسؤولية وتنكر أن ذلك بسببها وتشير بأصابع الاتهام إلى الآخرين، وتشهّر بهم في كل مكان وتتحول إلى شخص مهووس للدفاع عن نفسها بدون أي شعور بالذنب أو الخطيئة أو المواجهة الصادقة.
وقد تقوم الشخصية السيكوباتية بفعل جرائم القتل والسرقة والزنا والتجريد وغيره بدون خوف أو إحساس بالذنب، ويقول العلماء أنها تفعل ذلك بسبب كمية الأدرينالين الموجودة في جسد هؤلاء، فهم لا يشعرون بالمشاعر الطبيعية التي يشعر بها الناس لذلك يقومون بأعمال مثل هذه ليشعروا ببعض الإثارة ويقول فريق آخر من العلماء أنهم يفعلون ذلك ليشعروا بأنهم فوق أي أحد وفوق القانون وأذكى من الجميع بما فيهم الشرطة.
التمركز حول الأنا
الشخصية السيكوباتية أنانية ومتمركزة حلو الذات بشكل رهيب لا يمكن تصديقه، وحتى إن أظهرت بعض الود والحب والاهتمام لمن حولها يكون ذلك من أجل استغلال هؤلاء لصالح أهدافها وأفعالها المشينة، فهي لا يمكن أن تحب بصدق أبداً ولا حتى أقرب الناس إليها مثل الوالدين أو الزوج أو الزوجة أو شريك الحياة أو الأبناء، فمثلا الأب السيكوباتي لا يحب أولاده ولكن قد يعاملهم ببعض الحب والعطف حتى يخدمونه لاحقاً أو يعطونه أموال أو يساعدونه في الدفاع عنه عندما يتعرض للمساءلة القانونية نتيجة أفعاله المشينة وجرائمه التي يرتكبها.
وعن الشخصية السيكوباتية العدوانية الغير ذكية فهي تنكشف بسهولة، ويستطيع الآخرين أن يعرفوا صفاتها ولذلك يتجنبوها بسرعة ويبتعدوا عنها ويخافوا منها أحياناً، أما الشخصية السيكوباتية المبدعة فهي التي تخادع وتضرب من الخلف وتطعن في الظهر وتختلس الأموال وتخون المقربين إليها في الخفاء فهي لا تنكشف بسرعة.
يعيش السيكوباتي من أجل إشباع رغباته المريضة وأهوائه وملذاته ولا يعرف طريق الخير والحق أبداً، فلا يكاد يشبع رغبة ما حتى يفكر في كيفية إشباع الرغبة الأخرى ورغباته كلها إيذاء للآخرين وتلاعب بهم وخداع لهم، وسرقة أموال وسيطرة وتحكم وهو لا يعرف معنى الحب والتضحية والإيثار والمشاعر السليمة الإنسانية، وإن أظهر بعض المشاعر فهو من الداخل جماد لا يشعر.
ورغم أن الشخصية السيكوباتية لا تظهر أي أعراض للأمراض النفسية العصابية في العيادات النفسية، ولا تشعر بالقلق ولا الخوف ولا العصبية ولا تشعر بالأعراض النفسجسمية التي تنتشر بين المرضى النفسيين، إلا إنها قد تفقد أعصابها وتثار ولكنها ما زالت لا تشعر بأي خوف ولا قلق.
سمات الشخصية السيكوباتية في الأطفال
وهذا الاضطراب في الشخصية وراثي أي يولد به الشخص، وتظهر علاماته في سن مبكرة في فترة المراهقة وهناك بعض السمات التي يتسم بها الأطفال السيكوباتيين وهي :
- السرقة من الممتلكات العامة، والتصارع مع الأطفال الآخرين، وعدم الانتظام في الدراسة، وعدم القلق تجاه مستقبله الدراسي والهروب من الفصل أو البيت ورفض الأوامر من أي شخص وعدم التركيز على الدراسة وعلى أي أمر مهم والرسوب المتتالي.
- وعندما يكبر الشخص المضطرب تتضح ملامح شخصيته بصورة أفضل فهو لا يريد أن ينتظم في عمله ودائم الشجار وعديم المسؤولية ولا يعجبه هذا أو ذاك وقد تجده فجأة يترك العمل ليعمل في مكان آخر ثم يطرد منه وهكذا هي حياة الشخصية السيكوباتية، وتجده دائم الكذب حتى وإن كان يعرف كيف يقنع من حوله بصدقه، فهو بارع في الكذب والتمثيل، وهو لا يعرف كيف يخطط لحياته ولمستقبله ولا يهمه مصلحة أي شخص حتى أولاده أو زوجته وهو لا يتعلم من أخطاءه أبداً حتى وإن قبض عليه مئات المرات فهو يحاول في المرة التالية أن يكون اكثر ذكاءً حتى يفلت من العقاب ولا يحاول أن يغيّر من سلوكه أبداً، وإن أقسم ألا يعود إلى أسلوبه القديم وجرائمه وأخطائه فإنه يعود دائماً لأته هذه هي طبيعته ولا يستطيع تغييرها وهو لا يريد تغييرها.
- السلوك الجنسي عند الشخصية السيكوباتية.
- والسوك الجنسي عند هذه الشخصية السيكوباتية مضطرب تماما وقد يقيم علاقات كثيرة غير شرعية لإشباع رغباته المضطربة ولا يستطيع البقاء في علاقة سليمة واحدة ولكنه يتنقل من هنا لهنا، وقد يكون مضطرب في ميله الجنسي وأغلبهم شواذ ومنحرفين ومن أكثر الذين يقومون بالاغتصاب هم السيكوباتيين.
- وقد يكثر السيكوباتي من شرب الخمر وتعاطي المخدرات والإدمان عليها، وهم بالرغم من انهم لا يشعرون بشئ إلا أن هناك فترات يشعرون فيها بالملل والضجر ويصابون بالتوتر والاكتئاب ويلومون كل من حولهم على ما حدث لهم وأحيانا يغضبون بشدة ويهاجمون كل من في طريقهم ويلجؤون إلى الضرب والصياح والشتم والسب دون سبب واضح أو دون سبب أصلاً، ومع التقدم في العمر تقل حدة السمات في الشخصية السيكوباتية.
أضف تعليق