تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الشخصيات الصعبة : كيف تتعامل بكفاءة مع شخصية صعبة ؟

الشخصيات الصعبة : كيف تتعامل بكفاءة مع شخصية صعبة ؟

الشخصيات الصعبة كثيرًا ما نقابلها في الحياة، والتعامل مع شخصية صعبة قد يكون تحديًا كبيرًا، لذلك نقدم هذه الإرشادات من أجل مساعدتك في التعامل معهم.

الشخصيات الصعبة

نقابل في حياتنا العديد من الشخصيات المختلفة ونتعايش معها وكل شخصٍ ممن نعرفهم يحمل بصمته الخاصة وشخصيته المستقلة، نجد اللطيف وصعب المعشر والهادئ والعصبي والاجتماعي والمنطوي والضحوك والمكتئب. وحتى عندما يتشابه تصنيف الشخصية فإن لكلٍ منها شيئًا يميزه، فلا كل الضحوكين كبعضهم ولا كل العصبيين كبعضهم ولا كل النرجسيين كبعضهم، كلٌ يعمد إلى ترك بصمته الخاصة في الحياة. يتركون بصماتهم في أرواحنا وعلى خطى حياتنا ويحمل إلينا التعامل مع كل شخصٍ منهم خبرةً جديدةً وتجربةً فريدةً ودرسًا نتعلمه سواءً كانوا جيدين أو سيئين، فالشخص الذي يمر بحياتك بغير بصمةٍ لا يكون إلا شبحًا. البعض نتعلم منهم ونأنس بصحبتهم ونسعد بجوارهم ونستند عليهم حين نسقط، يعطوننا ذكرياتٍ رائعةً وخبرات سعيدة، والبعض الآخر وهم أصحاب الشخصيات الصعبة يبدون كحائلٍ بيننا وبين الحياة أو الهواء.

التعامل بكفاءة من أصحاب الشخصيات الصعبة

التخلص من أصحاب الشخصيات الصعبة

يبدو حلًا سهلًا وبديهيًا أن تتخلص منهم إن تعثرت بهم خلال حياتك! فأنت تؤمن بأنك بغير حاجةٍ لهم وتبدو حياتك أفضل بدونهم، ولكن ماذا لو كنت غير قادرٍ على التخلص منهم؟ ماذا لو كانت تلك الشخصية الصعبة مديرك في العمل؟ أستاذك في الدراسة؟ شخصًا تحتاجه ولا يمكنك ببساطة الأطفال التخلص منه وإبعاده عن حياتك، حينها يجب عليك التصرف كناضجٍ يحتمل ويجد طريقةً للتعامل.

وحيث أننا اصطدمنا بحقيقة عجزنا عن الهرب سيتوجب علينا أن نعرف من هؤلاء لنجد الطريق إليهم، الشخصيات التي تقع تحت تصنيف الشخصيات الصعبة تكون كالشخصيات العصبية سريعة الغضب، أو صعبة الإرضاء والمجهدة لمن حولها، أو المعتدة بنفسها ورأيها ولا تستمع إلا لأفكارها.

فهم الآخر

إذًا فكيف نتعامل معهم؟ يحتاج التعامل دائما إلى قاعدةٍ أوليةٍ ثابتة تنص على فهم الآخر، فمديرٌ تحتاج إلى وظيفته أو أستاذٌ تحتاج لعلمه لن تحصل منهم على شيءٍ إن وقفت كالصخرة الصلبة في طريق أمواجهم الهادرة، حينها يصبح الصدام وشيكًا بغير فائدةٍ تعود على أحدٍ منكما.

دراسة الشخصية الصعبة

تحتاج إلى دراسة الشخصية الماثلة أمامك وتحديد نوعها وأسباب تصرفاتها وحاجاتها وطريقة تفكيرها، وليس ذلك بالأمر الصعب أو المعقد فكل شخصيةٍ تظهر من خلال أفعالها وردود أفعالها وتعاملها مع من حولها.

الشخص سريع الغضب

فسريع الغضب مثلًا يهتاج سريعًا من أقل شيءٍ ويملأ الدنيا صراخًا وزمجرةً متخذًا قراراتٍ متسرعة غير محسوبة النتائج اعتمادًا على غضبه، فهذه شخصيةٌ تأتي باللين والهدوء وتحتاج دومًا إلى جذب انتباهها في الحديث بمدخلٍ يحبه ويجعله يركز مشاعره على الاهتمام. وهي شخصيةٌ يغضبها الإحباط والانتقاد الجارح وأسلوب الحديث الندّي الحاد.

الشخص صعب الإرضاء

الشخصية صعبة الإرضاء والمجهدة لمن حولها لا يعجبه العجب ولا يرضيه حتى المعجزات، شخصيةٌ تحمل التوقعات العالية التي تكاد تكون مستحيلة، يطلب منك معجزةً تقضي الليالي ساهرًا لتحقيقها ثم لا تعجبه! مديرك أو أستاذك صعب الإرضاء يحتاج أن تكون مبتكرًا في أفكارك وغير تقليدي، شخصيةٌ تنتظر أن تفاجئها بشيءٍ لم تتوقعه ليصاب بدرجةٍ لن تتخيلها من الرضى عنك وعن عملك.

الشخصية الأنانية

الشخصية المحبة لذاتها التي ترى نفسها مركز الكون ولا يصح إلا رأيها من أسوأ الشخصيات الصعبة التي قد تقابلها وتضطر إلى التعاطي معها، هو غير مستعدٍ لسماعك أو معرفة ما تفكر به طالما أنت قد تختلف عنه! أو لو بدأت كلامك بأنك وجدت فكرةً أفضل من فكرته أو صححت له معلومةً خاطئةً أو أكملت معلومته الناقصة، فأنت حينها تزج بنفسك في قائمته السوداء.

تحتاج هذه الشخصية إلى أن تشعره أن كل أفكارك ماهي إلا نتائج لأفكاره وامتدادٌ لها وأن نجاح عملك عائدٌ لروعة أفكاره وأن الكون يسير وفق اعتقاداته ومخططاته، وأن تنفذ ما يريده حتى لو لم تكن متفقًا مع رأيه فطالما النتيجة هي نتاج أفكاره فسترضيه.

هكذا تبدو الشخصيات الصعبة وكيف نتعامل معها وتتعامل معنا سواءً كانوا كما ذكرنا أو أنواعًا أخرى من الشخصيات التي تظن للوهلة الأولى أنهم سيحيلون حياتك جحيمًا. ومع حاجتنا إليهم وعجزنا عن إقصائهم عن حياتنا نجد الوسائل للحصول على ما نريد بالهدوء والتعامل بنضج وتعلم الليونة في التعامل حتى تسير المركب ثانيةً. أيّ شخصٍ مهما كان تستطيع أن تجعل منه تجربةً مرةً في حياتك أو خبرةً جديدةً وتحديًا صعبًا تحاول تجاوزه، فحين تنجح معهم فأنت نجحت في ترويض نفسك وإخضاعها لطوع عقلك لا هواك، فهنيئًا لك!

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة