تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الشخص الساذج : كيف تستفيد من السذاجة في الآخرين وتحذر منهم ؟

الشخص الساذج : كيف تستفيد من السذاجة في الآخرين وتحذر منهم ؟

نقابل في حياتنا الكثير من الأشخاص السذج، لكننا في الغالب نسخر منهم أو نتجنبهم، الشخص الساذج قد يكون شخصًا مفيدًا لك إذا ما عرفت الطريقة الصحيحة للتعامل معه.

الشخص الساذج

الشخص الساذج هو شخص طيب جداً، وزيادة عن اللازم. من فيضان تلك الطيبة تجده جاهل بمعاني الخبث والمكر لأبعد حد، فيسهل أن تخدعه. يرى في الناس الجزء الجيد فقط ومن الصعب أن يرى الجزء السيئ، ولو فعل تجده لا يمتلك القدرة على رد هذا الشر. الشخص الساذج من الشخصيات المستفزة والجميلة في ذات الوقت، تعرف عليه أكثر هنا في هذا المقال.

كيف تتعامل بكفاءة مع الشخص الساذج لمصلحتك ؟

صفات الشخص الساذج

كل شخص ساذج يمتلك البعض من تلك الصفات وليس كلها. فالإنسان ليس شخصاً نمطياً نستطيع أن نحصره في عدة صفات، بل تختلف ظروف وبيئة كل شخص عن الأخر.

يتعامل مع الدنيا مثل الأطفال

وهذا أكثر ما قد تراه في الشخص الساذج، لأنه يمتلك براءة الأطفال ويتعامل مع الدنيا من هذا المنظور. هذا الأمر يوقعه في المشاكل دائماً لأن الدنيا التي نعيشها لا تصلح للأطفال. سذاجته قد تأتي من قلة الخبرة والاحتكاك بالمجتمع والحياة العملية، لذلك تكثر السذاجة بين الفتيات لأنهن لا يخرجن من البيت ليعملن ويمارسن ضغوط الحياة مثل الصبيان. عدم توقعه للخطر يجعله هدفاً سهلاً، فلا يحسب حساب لما هو مقبل عليه لعدم خبرته الكافية لما قد يحدث فهو ينظر بمنظور ضيق وبريء لذلك شبهته بالأطفال.

تافه في بعض الأحيان

الشخص الساذج يعتبر تافه بالنسبة إلى الكثيرين، خاصة إن كان رجلا كبيراً ومن المفتر ض أن يكون واعياً وراشداً متحملاً المسئولية. حتى في مزاحه ستجده يضحك لأسباب تافهة لأنه فارغ الذهن والروح. لذلك تجد الناس تنفر في التعامل معه لأنه ثقيل الدم.

لا يتحمل المسئولية

الشخص الساذج ينسى أن هذه الدنيا تحتاج لمن هو واعي لها. لا يرتب مسئولياته ولا ينفذها. لديه من برودة الأعصاب ما يكفي ليجلس أمام التلفاز وهو لديه عمل يجب القيام به. لذلك هو شخص مستفز وينفذ ما عليه بأخر لحظة وغالباً ما يضعه هذا في خانة الإهمال.

شخص مندفع

إن استطعت أن تقنع شخصاً ساذجاً بالقيام بمهمة تحتاجه فيها، ستجده مندفع إلى المساعدة وتقديم يد المعاونة بأي شكل. هذا ليس تناقضاً مع النقطة السابقة، لأن الاندفاع في البداية فقط ولا يكمل الطريق إلى أخره. في الأول يجعلك تشعر أنه يمتلك طاقة وسينتهي من العمل في وقت قصير جداً، بعد ذلك يتكاسل وينسحب بنفس السرعة التي انضم بها. فهو لا يفكر مسبقاً فما إذا كان العمل مناسباً له وقادراً على تنفيذه أم لا، بل هو ساذج التفكير فيجعله ذلك غير مهتم بترتيب وتنظيم الأمور ومجرياتها وتوقع المستقبل.

الشخص الساذج تابع

وهي في الحقيقة نتيجة متوقعة للنقطة السابقة، فسذاجة التفكير تدفعه إلى خوض المهام التي يقدمها له أياً من كان، وهو سهل الإقناع جداً. وتلك مصيبة كبيرة، لأنه يصبح تابع لكل شيء يقع على مسمعه ولا يفرق بين الجيد والسيئ. لا يفكر ويقبل الكلام كما يُقال له. تجد تلك النوعية منتشرة جداً هذه الأيام في الإعلام، يتناقلون الأخبار كما هي ويقفون مع من يتكلم سياسياً بشكل جيد دون تفكير في صحة هذا الكلام. الشعب الساذج هو نقمة على أي بلد بالعالم لأنه تابع غافل لرؤسائه. فإن قال الإعلام هذا السياسي جيد، يصبح بالنسبة له الأفضل بين الجميع، وإن قال بعدها أنه سيء يقف في وجهه ويلعنه وهو لا يعرف الحقيقة أبداً. تجار الدين يستغلون تلك النقطة في المجتمع، بحيث يربطون الدين في السياسة والعنف، ليخرج للعالم شخص إرهابي متطرف ساذج، لا يفكر قبل أن يفجر نفسه.

ينظر للجانب الجيد

دعني أكون منصفاً في حق الشخص الساذج. لأن سذاجته تلك مريحة حين تتعامل معه. هو ينظر لك في وجهك الجيد دائماً، ولا يرى فيك الجانب سيء الطباع. تلك النقطة مهمة جداً إذا وجدت في شخص متعلم ولديه إحساس بالمسئولية، فيصبح حينها ذلك الشخص الطيب المحبوب من الجميع ولا أحد يكن له الضغينة. خاصة لو كنت متزوج من رجل أو فتاة بتلك الصفات ستعيش أسعد أيام حياتك مع هذا الشريك، لأنه ينظر إلى الجانب الإيجابي وقليلاً ينظر إلى السلبي. وبكلمة منك تستطيع أن تصالحه إن أخطأت في حقه، ولا يغضب سريعاً لأنه بسيط في تفكيره جداً ولا يتوقع السوء والإهانة في كلامك. وهذا يجعل منه خاضع ومحترم لمشاعرك ويريد إسعادك.

صدمته كبيرة

في حياة كل شخص ساذج تلك اللحظة التي يصدم بها مع العالم الخارجي. حين يتوقع الخير فيجد الشر، حين يتعامل بالطيبة والبراءة ويُقابل بالخبث والمكر، حين تتم إهانته أمام الآخرين لمجرد أنه شخص بسيط التفكير ولا يتكبر مثل الآخرين. تلك اللحظة في الحقيقة صادمة جداً لنفسيته، لأن نفسية هشة ولم تنضج بالكامل. وحينها يصبح الجرح أكبر وأعمق من غيره، وقد يأخذ زاوية وينفر من الحياة ويترتب على ذلك أمراض نفسية أخرى إن لم تعالج المشكلة الأساسية.

فاعل خير من الدرجة الأولى ويحترم الحزن

رغم مساوئ الشخص الساذج إلا إنه من أكثر الأشخاص التي يمكن لها أن تفعل الخير. قد لا يعرف كيف ولكنه يريد. وهو من أكثر الشخصيات المتعاطفة مع الآخرين ويعطي حنان للجميع. فينخدع بذلك في الكثير من الأشخاص الغير مستحقين لهذا التعاطف.

الشخص الساذج متفائل

وهذا جيد وسيء في نفس الوقت على حسب الموقف. فالحياة ليس كلها تدعم التفاؤل ويتطلب من الفرد أن يفكر بواقعية حتى يأخذ القرارات السليمة. مع ذلك إن ظل الإنسان يفكر بواقعية أو تشاؤم طوال الوقت فهو لن يعيش حياته أبداً أو يعرف للسعادة طعم. الحياة تحتاج من هذا وذاك لتكون متعادلة. أما الشخص الساذج فهو متفائل طوال الوقت، وهذا يجعله يشعر بظلم الحياة رغم أنها لم تظلمه بل هو الذي توقع أكثر مما ينبغي. ويرى في نفسه القادر على فعل أي شيء يرغب فيه وقتما يرغب، وبالطبع هذا ليس بصحيح وغير واقعي.

كيف تتعامل مع الشخص الساذج فتستفيد منه وتبتعد عن مصائبه؟

عليك أن تفكر بهذا السؤال جيداً، خاصة لو كنت متزوج أو لديك قريب أو صديق ساذج. لأنك ستتعب منه ومن مصائبه إن لم تفعل وتحذر منه.

حافظ على هشاشة مشاعره

وأنت تتعامل مع الشخص الساذج تذكر أنك تتعامل مع طفل، يبكي إن صرخت بوجهه، ويضحك بعدها بثواني لو ابتسمت له. هكذا الشخص الساذج هو هش ورقيق المشاعر فلا تجرحها لأنه قد يأخذ منك موقفاً صعباً ويتألم منك. ولكن تذكر أنه سيسامحك بسرعة، فعد إليه وقدم اعتذاراً صادقاً وهو سيتقبل.

لا تستغل سذاجته أبداً بأي شكل

لكي تحافظ على تلك الروح الطيبة البسيطة عليك ألا تستغلها. لا تستغل كونه متسامحاً معك ويسهل تطيب خاطره، فتنتهز تلك فرصة لجرح مشاعره بدون إدراك ومراعاة لها. وصدقني الشخص الساذج لديه طاقة محدودة من الغفران، لأنه لو شعر باستغلال من تجاهك ستنقلب تلك الطيبة كلها إلى كره كبير لا يزول. كما لا تستغل سذاجته في جعله ينفذ ما ترغب لأنه تابع لك باسم الحب. احترم شخصيته التي ائتمنك عليها، ولا تحاول التعدي على إرادته الحرة. إن لم يكن هو واعياً لهذا الأمر فعليك أنت أن تكون ملاكه الحارس، تجذره متى كان الأمر خطراً عليه، ولكن لا تكبت حريته وتجعله تابع جاهل ورائك.

إن قررت يوماً أن تقنعه بشيء فلا تستخدم أسلوب الإقناع المباشر، بل المناقشة وأخذ الرأي. حاول أن تجعله يفكر ويتوصل إلى قرار مع نفسه حتى يأتي الإقناع من الداخل. بعد ذلك شجعه على الاستمرار في ممارسة ما يقتنع به ولا يتخاذل، وستجد طاقة إيجابية كبيرة مندفعة نحو ذلك العمل الإيجابي تستفيد أنت منه بطريقة جيدة.

يتمتع بالإيجابية بداخله

إن كنت مقبل على عمل وترغب في التشجيع المعنوي فلن تجد من هو أفضل من الشخص الساذج. التفاؤل والاندفاع مطلوبان لتقوية نفسك على العمل والإنجاز. هذا التفاؤل سيجعلك تكمل وتثق بنفسك لو كان الطريق مظلم، فابقي بجانبه لتضمن ارتفاع ضمان إحساسك بالنجاح.

سهل الإرضاء

الشخص الساذج من السهل أن ترضيه. وفي الحقيقة عليك أن تفكر بأبسط التفاصيل وستجدها كافية بالنسبة له. الكلمة الطيبة، والابتسامة، شراء هدية بسيطة، أو نزهة وطلب العشاء في أحد المطاعم، كلها كفيلة بتغير مزاجه جداً. خاصة لو امرأة، فلا يحتاج زوجها بذل مجهود كبير في إرضاءها وسعادتها. الفكرة لها تكمن في جهلك أنت بكيفية التعامل معها، فكلما كنت بسيطاً في التفكير كلما عاد هذا بالسعادة إليه. تماماً مثل الأطفال، عليك أن تكون واحداً منه حتى تتعامل معه بشكل صحيح ويتقربوا منك. الحنان واحترام المشاعر والتعامل مع المرأة وكأنها طفلتك الصغيرة، ذلك هو المفتاح لسعادتها.

احذر من بساطة تفكيره

الشخص الساذج يحتاج إلى من يراقبه ويوجهه. والمصيبة تصبح أكبر لو كان رجلاً. هو لا يتوقع الشر ولا يفكر بالمستقبل فعليك أن تنصحه وتعمل على توجيهه بعيداً عن الخطر. كما أنه لا يفكر في الأمور المادية بشكل ملحوظ، وهذا يجعله عرضة للاحتياج المادي في المستقبل مع تغير ظروف الحياة. عليك أنت أن تمثل هذا الجانب الناضج في حياته إن كان بالفعل عزيز على قلبه. لا تستقل بتفكيره وتعامله بقسوة وإجبار، بل اشرح له بهدوء مصاعب الحياة واحتياجاتها، وكن ذلك العقل المدبر بهدوء وهو سيستمع إليك. كن صبوراً جداً وهادئ الأعصاب في تعليمه. لا تجعله غير عالم بأمور الحياة وأنت من تقضي كل مصالحه لتريح رأسك من عناء مشاركته، لأن يوماً قد تضطر لتركه ويكون هو وحيداً لا يعرف التصرف السليم في أبسط أمور الحياة، وهنا أنت لم توفي حقه عليك.

الصديق الساذج

مشاكل الصديق الساذج كثيرة جداً، فتقع معه في مشكلات وتضطر للدفاع عنه بدافع الصداقة والشهامة. هذا المبدأ جميل جداً، وخيراً للإنسان أن يجد من يكون له صديق معين. ولكن في المقابل هو سيوقعك في أمور كثيرة حتى ينضج ويتعلم. لذلك إن لم تكن على قدر كافي من المسئولية لتتحمل سذاجة هذا الصديق بخيره وشرها فلا تدخل نفسك في علاقة وثيقة بمن تعرف أنه من مثل هذا النوع. الأمر جداً متعب ويستنفذ منك الطاقة والمجهود والوقت، صحيح في المقابل أنت تستمع معه بالحياة وبراءة التفكير وحرية التعامل مثل الأطفال، ولكنه شخص يحتاج لمن يسانده في الكثير من الأوقات وقد لا تجده أنت في أوقات أكثر. فلا تظلمه وتظلم نفسك معه إن لم تكن تدرك مسئولية الصداقة معه.

الساذج الجاهل

هذا النوع ابتعد عنه فوراً، ولا تحاول أن تجادله وتقنعه بأي فكرة. إن وجدت هذا الشخص التابع لأفكار لا يعرف حقيقتها إذاً هو شخص جاهل مندفع ومستعد أن يفعل ما يُقال له دون تفكير. هذا الشخص سيصيبك بالضرر إن اختلفت يوماً معه لأنه متعصب ومتطرف لفكرته دون أسباب مقنعة، فابتعد عنه حتى لا يؤذيك.

أخيراً يا عزيزي القارئ، ستقابل بالتأكيد في حياتك ذلك الشخص الساذج وأكثر من مرة، فتعلم جيداً كيف تتعامل مع كل حالة بمفردها.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

17 − 11 =