منذ ما يقترب من القرن ظهرت السينما المصرية في أول صورة لها كأحد أعرق السينمات العربية وواحدة من السينمات المتقدمة للغاية في العالم، وربما لم تُحبذ السينما المصرية كثيرًا الاعتماد على التاريخ فقط وإنما ولجت كذلك إلى الجودة، حيث أنه منذ توقيت ظهورها بدأت الأفلام التي تخرج منها في التحسن شيئًا فشيئًا حتى وصل بعضها إلى العالمية، كما أن نجوم بعالم السينما المصرية مثل عمر الشريف وجميل راتب وعمرو واكد قد تمكنوا من الوصول إلى السينما العالمية وتمثيل مصر في أفلام هامة للغاية داخل هوليود، وهو ما يدفعنا طبعًا إلى احترام هذه الفئة الهامة من الترفيه، وإن كان بعض المشاهدين في الوقت الحالي لا يُتابعون فقط سوف السينما العالمية باعتبار أنها الأفضل والأجود، وهؤلاء سوف نوجه لهم هذه السطور من خلال استعراض كيفية اقتحام عالم السينما المصرية وأهم عشرة أفلام صدرت بها.
استكشف هذه المقالة
تاريخ السينما المصرية
قبل الانغماس في طريقة اقتحام السينما المصرية وكيف أنه من الممكن متابعة أهم الأفلام بها دعونا أولًا نمر مرورًا سريعًا بتاريخها، فقد بدأت الأفلام المصرية في الظهور نهاية القرن التاسع عشر، حيث شهدت باريس عام 1895 العرض الأول لأول فيلم مصري، وقد انتقل العرض بعد ذلك إلى عدة دول ثم إلى أول سينما مصرية في مدينة الإسكندرية، وإذا أردنا الدقة فإن الممثل محمد كريم هو أول ممثل مصري في التاريخ، حيث قام ببطولة فيلم الأزهار القاتلة عام 1917، وقد كان فيلمًا صامتًا، لكنه كان يُنذر بالكثير من الأفلام القادمة لولا الحرب العالمية الأولى التي أوقفت الحركة السينمائية قليلًا ثم عادت بعد ذلك عام 1927 الذي كان البداية الفعلية للأفلام المصرية العادية، تلاه بعد ذلك فيلم زينب المبني أساسًا على رواية من تأليف محمد حسين هيكل، بعدها توالت الأفلام الواحد تلو الآخر كاتبةً بذلك التاريخ الحقيقي للسينما المصرية العريقة.
اقتحام السينما المصرية
دخول عالم السينما المصرية ليس سهلًا بالمرة كما قد يتخيل البعض، فأولئك الذين يفتحون التلفاز بصورة مباشرة ويُشاهدون أول فيلم يأتي أمامهم بالتأكيد لن يحظوا بالمتعة المطلوبة، وإنما الاقتحام والمشاهدة يأتيا من خلال عدة طرق أهمها بكل تأكيد البدء بالنماذج المضيئة أو الملاحم التاريخية إن جاز التعبير.
البدء بملاحم السينما المصرية
كل سينما في العالم تمتلك مجموعة من الأفلام العالمية التي يُمكن أن يُطلق عليها لقب الملاحم، وبالتأكيد هذا الأمر ينطبق كذلك على السينما المصرية ، والتي تمتلك بدورها مجموعة من الأفلام المميزة للغاية التي صدرت على امتداد القرن المنصرم، ولولا أن بعض الأفلام لم يتم حفظها بالطريقة السليمة لكان من الممكن الآن وجود عدد أكبر من الملاحم متاح بشكل رقمي، على العموم، الكم الموجود الآن مُرضي جدًا، وأنت كمشاهد ليس مطلوبًا منك أبدًا مشاهدة أي فيلم يقع أمامك، وإنما من الواجب تخير فقط الأفلام التي تندرج تحت تصنيف الملاحم، هكذا فقط من الممكن أن تقتحم السينما المصرية بصورة جيدة.
تجنب العشوائية في المشاهدة
كذلك من النصائح الخاصة بكيفية اقتحام عالم السينما المصرية أن يتم تجنب عملية العشوائية خلال المشاهدة قدر الإمكان، إذ أن المشاهد عندما يفتح التلفزيون ثم يبحث بين القنوات ليجد فيلم يُعرض بالصدفة ويجلس لمشاهدته فيكتشف أنه سيء فبكل تأكيد سوف يُطلق حكمًا عامًا على كل الأفلام المصرية أنها كذلك سيئة، هل تعرفون لماذا حدث ذلك أساسًا؟ ببساطة لأنه ثمة عشوائية في عملية المشاهدة، إذ أن من الواجب تخير الفيلم المناسب أولًا والذي يكون بترشيح وثمة ثقة كبيرة في جودته، بهذه الطريقة يكون بمقدارنا اقتحام هذا العالم المميز.
التوجه إلى الأفلام القديمة
كقاعدة هامة يجب التعرف عليها، الأفضل دائمًا هو الأقدم، بمعنى أنك عزيزي المشاهد كلما عدت إلى الأفلام القديمة كلما زادت الجودة فيما تشاهده، وأكبر دليل على ذلك أن صناع الأفلام حاليًا يتخذون من الأفلام القديمة مرجعًا لهم، بمعنى أنهم يشاهدونها أولًا ثم بعد ذلك ينطلقون في رحلة الإبداع الخاصة، ثم إن البدايات تعني أنها ليست هناك أعمال مستهلكة ومُقلدة، وهذا هو ما نريده بالتأكيد، لذلك تكون نصحتنا القيمة من أجل الاستمتاع بعالم السينما المصرية أن يكون هناك توجه عام إلى ما هو قديم، ولابد أن عشاق السينما يعرفون جيدًا أهم الأفلام القديمة الممكن متابعتها.
التعرف على النجوم المصريين
أخيرًا ضمن طرق اقتحام عالم السينما المصرية أن يتم التعرف والبحث أولًا عن النجوم المصريين، وهذا يعني ببساطة أننا سوف نمتلك قاعدة من البيانات تسمح لنا لاحقًا بتصنيف الأفلام التي أخرجها هؤلاء النجوم وترتيبها حسب الأفضل، والمقصود بالنجوم أو الممثلين المصريين ليس أولئك الذين يتواجدون الآن على الساحة فقط، وإنما بشكل عام أبرز النجوم الذين مروا بتاريخ السينما المصرية ، وهم كثر طبعًا ولهم باع في التميز، ولابد أننا سنجد طريقنا من خلالهم لاقتحام عالم السينما المصرية ، ذلك الأمر الذي نبحث عن طرق للقيام به من بداية هذا المقال.
أهم عشرة أفلام في السينما المصرية
بكل تأكيد اختزال الأفلام المصرية المميزة في عشرة أفلام فقط أمر غير مُنصف بالمرة، إذ أنه على مدار تاريخها صدرت أعداد كبيرة جدًا من الأفلام الهامة والفارقة، بيد أننا نظل ملزمون بعدد معين وهو العشرة، وأهم الأفلام العشرة حسن ومرقص.
حسن ومرقص 2008
ربما سيكون هذا الأمر غريبًا بعض الشيء بالنسبة لمن شاهد الفيلم إلا أن فيلم حسن ومرقص الصادر في عام 2008، والذي يُصنف كفيلم كوميدي أساسًا، يُعتبر بلا أدنى شك أحد الأعمدة الرئيسية في السينما المصرية وضمن الأفلام العشرة الأفضل بها، إذ أن هذا الفيلم الذي قام ببطولته عادل إمام وعمر الشريف وكتبه يوسف معاطي قد جسد بصورة مثالية للغاية صراع الأديان والخلاف السياسي وأشياء كثيرة هامة للغاية في المجتمع المصري تمكن حسن ومرقص من وضعها على الخريطة ومعالجتها في قالب سينمائي كوميدي بحت، وهو أمر يستحق بالتأكيد إدخال الفيلم ضمن قائمة الأفضل سينمائيًا.
الكيف 1985
لا نزال مع أهم أفلام السينما المصرية منذ بدايتها وحتى وقتنا الحالي، والحديث الآن يتحول إلى واحدة من الأفلام الأسطورية الهامة للغاية في تاريخ سينما العرب وليس فقط مصر، وهو فيلم الكيف الصادر في عام 1985 والذي قام ببطولته نجوم هذا الزمن محمود عبد العزيز ونورا ويحي الفخراني، وغالبًا ما سيكون أي مشاهد مصري يقرأ هذه السطور قد مر على هذا الفيلم من قبل ويعرف قصته جيدًا، لكننا سنخبركم بها من باب التأكيد، فهو يتحدث عن تأثير المخدرات وما يُمكن أن تؤدي إليه في حياة المجتمع المصري وكيف أنها تُسيطر على عقول الشباب تجارةً وتعاطيًا، فقط شاهدوه ولن تندموا.
أسماء 2011
طبعًا الأفلام الحديثة من المنطقي جدًا أن تدخل هي أيضًا قائمة أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية ، وضمن هذه الأفلام فيلم أسماء الصادر في عام 2011 والذي قامت ببطولته المطلقة النجمة هند صبري بينما تولى المخرج الشاب عمرو سلامة مسئولية تأليف وإخراج الفيلم، وهو الذي يدور عن أسماء، تلك الفتاة التي تكتشف إصابتها بمرض المناعة المكتسبة أو الإيدز فتُقرر محاربة ذلك المرض وبث الأمل في نفوس بقية المرضى، وهذا ما يضعها في سيل من الأحداث المتلاحقة.
الإرهابي 1994
مرة أخرى يعود عادل إمام ليدخل قائمة أهم أفلام السينما المصرية ، وهو فيلم الإرهابي الصادر في عام 1994 والذي جاء ضمن موجة الأفلام التي خرجت في ذلك التوقيت لمحاربة الإرهاب، وقد شارك عادل إمام في بطولة الفيلم النجمة مديحة يسري وكذلك النجمة شيرين، وقد كان الفيلم عصيبًا في تصويره للدرجة التي جعلته يُنتج تحت حراسة مشددة، والقصة ببساطة تدور حول إرهابي يضطر للتواجد لعدة أيام في منزل أسرة مناهضة للإرهاب مما يجعله يواجه الكثير من التحديات والصراعات، فهل سينجح هو بالتأثير بهم أم ستتمكن الأسرة من التأثير في توجهات هذا الإرهابي؟ الإجابة موجودة بالأحداث.
مهمة في تل أبيب 1992
بالتأكيد الأفلام الوطنية الهامة تستحق أن تحجز مكانًا كبيرًا في قائمة أفضل أفلام السينما المصرية ، وربما هذا الأمر يُمكن ملاحظته أكثر من خلال الفيلم الفارق مهمة في تل أبيب، وهو الذي صدر في عام 1992 وقامت ببطولته بشكل منفرد نجمة الجماهير نادية الجندي، إذ أنه يدور حول جاسوسة مصرية تُرسل إلى تل أبيب من أجل مهمة كبرى للمخابرات المصرية، وهناك يتم القبض عليها وتتعرض لكل سبل التعذيب الممكنة، فهل ستنجح في الصمود حتى النهاية؟ هذا هو السؤال الذي يُجيب الفيلم عليه بصورة غاية الروعة وبتجسيد تمثيلي أقل ما يُقال عنه أنه مُبهر.
المومياء 1969
من أهم الأفلام المصرية التي دخلت قائمة أفضل الأفلام العالمية وتمكن من الحصول على عدد كبير جدًا من الجوائز ذلك الفيلم المصري المعروف باسم المومياء والذي صدر في عام 1969 وكان من إخراج شادي عبد السلام وبطولة أحمد مرعي ونادية لطفي، والفيلم كما هو واضح من الاسم يتحدث عن الآثار وسرقتها وأهم ما تتعرض له الأماكن الأثرية في مصر، وعلى الرغم من أن الفيلم لم يقم ببطولته نجوم ومشاهير في عالم السينما المصرية بهذا التوقيت إلا أنه قد حقق النجاح المطلوب وأكثر، ولذلك هو بجدارة موجود ضمن أهم أفلام العرب.
أيام السادات 2001
لا يُمكننا ذكر قائمة بأهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية دون أن نمر على الفيلم الأسطوري الملحمي أيام السادات الصادر في عام 2001 وتولى إخراجه النجم محمد خان بينما كانت البطولة من نصيب النجم أحمد ذكي، وبالطبع نحن لسنا في حاجة أبدًا إلى كثير من التوضيح حول ماهية الفيلم إذ أنه كما هو واضح من الاسم على الأقل يتحدث عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات ويُجسد أهم المحطات في حياته، وبما أننا قد تحدثنا عن التجسيد فلا يجب علينا أبدًا نسيان الدور الكبير الذي قام به أحمد ذكي وقدرته الفائقة على تجسيد شخصية الرئيس المصري الأسبق وكأننا فعلًا نقف أمام السادات شخصيًا.
اشتباك 2016
مرة أخرى نعود للأفلام الجديدة التي تمكنت من تحقيق نجاح كبير جدًا وضعها على الخريطة مع الأفلام القديمة ضمن الأفضل في السينما المصرية ، والحديث الآن عن فيلم اشتباك الصادر في عام 2016 والذي قام به آل دياب، وهو محمد دياب وخالد دياب وشيرين دياب، وذلك من حيث التأليف والإخراج، أما التمثيل فشارك فيه عدد كبير جدًا من النجوم منهم نيلي كريم وأحمد داش وأحمد ملك وماجد الكدواني وعلى الطيب، وفيما يتعلق بالقصة فهي قصة شبه حقيقية، حيث أن الأحداث تدور حول عربة الترحيلات التي تضم مجموعة من الأشخاص من خلفيات مختلفة وأفكار متنافرة، إلا أنهم يجدون أنفسهم في نفس الموقف ويضطرون للتعامل معه للنجاة، فهل سينجحون في ذلك؟
سواق الأوتوبيس 1982
لا يُمكن أن يخرج من قائمة أهم وأفضل أفلام السينما المصرية فيلم مثل سواق الأوتوبيس الصادر في عام 1982 والذي شارك في بطولته نور الشريف وميرفت أمين بينما كان الإخراج من نصيب المخرج المصري الشهير عاطف الطيب، والفيلم يتحدث عن سائق أوتوبيس يتعرض للعديد من الضغوطات الاجتماعية والنفسية ليجد نفسه في نهاية المطاف مطالب بإنقاذ أسرته، كما أنه يدور في فلك الحياة المصرية بعد الحرب وكيف تغيرت الخريطة المصرية الشعبية بعد الانتصار على المستوى الاجتماعي ونتيجة ذلك الانتصار على بعض المقاتلين الذين انتصروا في الحرب بينما خذلتهم الحياة الواقعية.
الزوجة الثانية 1967
في سنة النكسة المصرية صدر فيلم مصري يُعتبر من أهم الأفلام التي مرت بتاريخ السينما، وهو فيلم الزوجة الثانية الذي شارك في بطولته النجمة سعاد حسني والنجم شكري سرحان بينما كان الإخراج من نصيب صلاح أبو سيف، والفيلم ببساطة شديدة يتحدث عن عمدة قرية صغيرة لا تُنجب زوجته فيُريد استغلال هذا الوضع بالزواج من خادمته التي أعجبته بحجة أنه يُريد الإنجاب بأي طريقة، إلا أن تلك الخادمة تكون متزوجة فيُجبرها العمدة على الطلاق لتمضي الأحداث بعد ذلك في إطار انتقامي بحت وأداء تمثيلي مُبهر من كل النجوم الذين شاركوا في هذا العمل المظلوم ربما بسنة صدوره، سنة النكسة.
ختامًا، بالتأكيد السينما المصرية تعج بعدد أكبر من الأفلام التي ربما قد يتخيل البعض أنها أفضل من التي تم ذكرها، لكن في النهاية المسألة مسألة أذواق بنسبة مئة بالمئة والاختلاف مطروح وبشدة.
أضف تعليق