السهر في رمضان من العادات التي يقوم بها كافة الصائمين وذلك بسبب أن ينعموا بأكبر قدر ممكن من النوم خلال النهار فيتم تقليص ساعات الصوم والمعاناة التي يجدها الصائم في الجوع والعطش وغيرها من الاحتياجات خلال الساعات العادية، لذلك عزيزي الصائم، لا تحسب أن السهر هو الخيار الأفضل، في الغالب لا يحب الإنسان بالطبع المعاناة والنوم هو الراحة الكبرى حيث تسترخي حواس الجسم وتجد راحتها ومتعتها ولكن مثلما للسهر متعة فإن له أضرار مختلفة، وسنتحدث عن أضرارها وكيفية الإقلاع عنها حتى تعبر من شهر رمضان دون أن تعاني بعده من رواسب الاضطراب في ساعات النوم المصاحبة للسهر الذي كنت تسهره خلال الشهر الفضيل.
استكشف هذه المقالة
أضرار السهر في رمضان
من الحديث عن السهر في رمضان يتضح لنا أن السهر بشكل عام يضعف المناعة حيث يؤثر على الجهاز المناعي، كما أنه مسؤول عن حالة الاكتئاب بسبب نقص في إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن التوازن النفسي والعاطفي لدى الإنسان فيمنع الاضطرابات النفسية والذهنية لدى الإنسان وبالتالي تتأثر حالته المزاجية والنفسية بسبب هذه الحالة، ولذلك نجد الكثير من الناس في حالة مزاجية سيئة في نهار رمضان أو خلال العمل، لأي سبب؟ بالطبع نعرف أن هؤلاء الأشخاص يسهرون حتى الصباح الباكر ولا يحصلون على كفايتهم من النوم المنتظم بل يعيشون في نوم متقطع وعلى فترات متباينة، فضلا عن أن السَهر في رمضان يجعلنا نعاني بعد رمضان لأننا نضطر للاستيقاظ في الصباح الباكر ومحاولة إعادة الساعة البيولوجية لوضعها السابق بأن ننام طوال الليل مثل المعتاد، بالتالي للسهر في رمضان أضرار خطيرة لا يمكن تجاهلها.
حكم السهر في رمضان
اجتمع فقهاء الأمة على أن السهر في رمضان طوال الليل والنوم نهارا لا يبطل الصيام ولا ينتقص من أداء الفريضة ولكن الثواب على الله، فليس من صام طيلة النهار أو جلس في المسجد يتعبد ويذكر الله ويقرأ القرآن كمن نام في الصباح واستيقظ على الإفطار، فكأنه لم يعاني من الصيام شيء ومشروعية الصيام لها حكمة وأهم عناصر هذه الحكمة هي تهذيب النفس وتأديبها وتعويدها على الحرمان من الشهوات والقدرة على العمل الروحاني بدلا من العب من الشهوات والملذات طوال العام، بالتالي يمر رمضان على النائم دون أن ينال من ثوابه شيء غير ثواب أداء الفريضة، تماما كمن لا يأخذ في رمضان سوى درجات الحضور، وفي النهاية نحن لا نعرف الثواب ولا قيمته لأن الله عز وجل أخبرنا بأن كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فهو -عز وجل- يجزي به، تقبل الله منا ومنكم.
كيفية الإقلاع عن السهر في رمضَان ؟
يجب أن نقلع عن السهر في رمضان وننام بشكل طبيعي، بالطبع هناك سحور وصلاة الفجر ولكن لا ننسى أن هناك عملا ينتظرنا في الصباح لا ينبغي أن نضيعه، وبالتالي علينا أن ننام بعد صلاة التراويح ونستيقظ قبل السحور ونصلي الفجر ثم ننام حتى موعد العمل، أو لو أنك تريد أن تزيد ساعات النوم بالنهار فمن الممكن على سبيل المثال أن تجد الوقت المناسب للنوم بأن تنام ساعتين قبل السحور، وثلاث ساعات بعد الفجر وتنام 3 ساعات بعد العمل، وبهذه الطريقة تكون قد وزعت نومك على عدد ساعات اليوم بشكل جيد ولا تعرض نفسك للخمول أو الاكتئاب أو الأضرار العصبية التي يمكن أن تصيبك بسبب قلة النوم، ومن ثم تستطيع أيضًا تقليص عدد ساعات الصيام وأنت مستيقظ، وتؤدي واجباتك، وتذهب إلى عملك، وتستمتع بشهر رمضان بكافة عناصره سواء نوم أو يقظة أو عبادات أو طعام أو شراب.
السهر في رمضان من العادات السيئة التي لا يجب علينا أن نستسلم لها، وهي متعة بالطبع ولكن أضرارها أكبر من متعتها خصوصًا أنك ستعاني لعدة أسابيع بعد رمضان منها، ولذلك قم بتوزيع ساعات النوم بشكل مضبوط بحيث تجعل القسط الأقل خلال ساعات النهار وتنام ليلا القسط الأكبر، وتقبل الله منا ومنكم.