يعد السماد الحيواني هو الخيار الأمثل لمن يريدون تمهيد حديقتهم المنزلية للزراعة أو استصلاح الأراضي الرطبة والغير رطبة للزراعة، بجانب وضعه في التربة لكي يفيد النبات بفوائده العديد التي سنتناولها في مقالنا هذا، فالسماد الحيواني هام جدًا وضروري لكل من يريد تسريع عملية نمو النبات والقضاء على البكتريا والآفات الضارة بالنبات، ولكن يجب الحذر في اختيار السماد فهناك نوعين الأول حيواني والثاني كيميائي، ولكل منهما فوائده المختلفة ولكن الكيميائي له العديد من الأضرار بجانب كونه مرتفع التكلفة وبالتالي لا ينصح به أبدًا، حيث أنه يحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تتسبب في ضرر النبات وإتلافه في بعض الأحيان، وإذا تخطى النبات مرحلة الزراعة وأصبح متواجد في الأسواق فمن الممكن أن يصيب متناوله ببعض الأمراض الخطيرة، لذا يجب على المزارع أن يراعي ضميره ولا يستخدم سوى السماد العضوي المتحلل بشكل تام حتى يضمن سلامة النبات ثم سلامة الإنسان الذي سيتناوله، ونحن هنا سوف نتناول كل ما يخص السماد الحيواني بشكل مفصل، فلا تذهبوا بعيدًا.
استكشف هذه المقالة
ما هو السماد الحيواني؟
السماد الحيواني أو العضوي هو الذي يتكون من فضلات الحيوانات بعد تحلل البكتريا الناتجة عن تلك الفضلات، وهناك نوع أخر من السماد يسمى بالسماد الكيميائي ويمكن استخدامه أيضًا بدلًا من السماد الحيواني ولكنه غير محبب، وذلك لكونه مليء بالمواد الكيميائية التي قد تضر النباتات أو تتسبب في إصابة الإنسان المتناول لتلك النباتات بأي مرض، ولذا فمن الأفضل استخدام السماد الحيواني في عملية اكتمال نمو النباتات، ويتكون السماد الحيواني من العديد من العناصر أهمها الماء والنيتروجين والكربون والأكسجين، وهذه المواد لها دور كبير في سرعة نمو النبات بشكل كامل مع القضاء على الحشرات والآفات الضارة بالنبات، ويستخدم السماد الحيواني في الزراعة والحدائق المنزلية وتمهيد وتنسيق المواقع.
فائدة السماد الحيواني للنبات
توجد العديد من الفوائد التي يوفرها السماد الحيواني للنبات وأولى هذه الفوائد هي القضاء على رطوبة التربة، فالسماد الحيواني يساعد في القضاء على مشكلة الرطوبة التي تصيب التربة وذلك بفضل المركبات العديدة المتواجدة داخل السماد، فهي تعمل على التخلص من المقدار الزائد من المياه حتى تصبح التربة الطينية متوازنة قدر المستطاع، بعد ذلك لدينا من فوائد السماد الحيواني هو القضاء على المواد السامة التي تتواجد في التربة، فهذه المواد السامة تعيق عمل النبات وامتصاص المواد الغذائية التي تدخل إليه، ومن أشهر المواد السامة التي قد تتواجد في التربة هو الكادميوم والرصاص، ولكن السماد الحيواني يقضي عليهم ويسهل عملية امتصاص النبات للمواد الغذائية القادمة إليه.
وأيضًا من فوائد السماد الحيواني هو توفير الكائنات الدقيقة التي تحارب البكتريا والجراثيم والآفات الضارة بالتربة حتى تقضي عليها تمامًا، فهذه الأشياء الضارة تؤثر سلبًا على جودة النبات وتقلل من سرعة نموه في التربة، وبالتالي الخيار الأمثل لها هو السماد الحيواني الذي يقضي عليها في أسرع وقت، وأيضًا لا ننسى أن السماد الحيواني يساعد في تسريع عملية نمو النباتات وزيادة خصوبتها، وذلك بفضل المواد والعناصر التي تتواجد بداخله مثل الفسفور والبوتاسيوم والمنجنيز، وغيرها من الفوائد العديدة التي يوفرها السماد العضوي أو الحيواني للنبات ولذا ننصح باستخدامه في حديقتك المنزلية.
طريقة تخمير السماد الحيواني
نأتي هنا لطريقة تخمير السماد الحيواني حتى يكون صالح لوضعه في التربة ونأخذ منه الهدف المرغوب وهو تنمية الحديقة المنزلية، فستقوم أولًا بتوفير مكان واسع ومناسب لكمية روث الحيوانات التي ستقوم بجمعها من أي مكان، بعد ذلك ستقوم بوضع هذا الروث في المكان على هيئة أكوام ليست بالمرتفعة، بعد ذلك ستترك الروث كما هو ثم تقوم برشه بالماء مرة كل أسبوع حتى نحافظ عليه، بعد ذلك سنزيد من المحافظة عليه بتقليبه جيدًا مرة كل شهر حتى نوفر له التهوية المناسبة، ونستمر في فعل تلك العمليتين بانتظام لمدة تتراوح بين التسعة أشهر أو العام على الأكثر، والهدف من إجراء هذه الأمور هو تحلل الروث الحيواني بشكل دائم مع تحلل الأعشاب الصغيرة والنباتات التي قد تتواجد في الروث.
هذه تعد هي المرحلة الأساسية لتخمير السماد الحيواني وهناك مرحلة أخرى ذات أهمية كبيرة وفائدة عظيمة لذلك السماد الحيواني، وتبدأ هذه المرحلة بجمع بعض من أوراق النباتات الغنية بمادة الآزوت وهي في الغالب تتواجد في البقوليات الجافة، ثم وضع هذه الأوراق مع كمية قليلة من الكبريت الزراعي الذي يسهم في تسريع عملية تفاعل المكونات فيما بينها مع زيادة سرعة التخمير، ويتم وضع كيس واحد من الكبريت الزراعي لكل طن من السماد الحيواني، ويمكننا أيضًا أن نضع بعض من بودرة جير الكالسيوم والتي تعمل على قتل بويضات الحشرات والفطريات التي تتواجد في السماد قبل التخمير، فتوضع ثلاثة أكياس من الجير على الطن الواحد حجم الكيس هو عشرة كيلوجرامات، وبعد وضع هذه الأشياء نثرًا يتم رش السماد بالماء وتقليبه جيدًا مع كل مرة حتى يصبح صالحًا للاستخدام.
مصادر السماد الحيواني
توجد العديد من المصادر الطبيعية التي يمكننا أخذ السماد الحيواني منها وبالرغم من تنوعها إلا أنه هناك مصدرين رئيسين لتلك الأنواع، والمصدر الرئيسي الأول هو السماد البلدي والذي يأتي من روث جميع أنواع الحيوانات، ويعد هذا المصدر هو الأكثر انتشارًا ويتم استخدامه منذ القدم بسبب قدرته الفائقة على تغذية التربة والنبات بشكل جيد، ويتم جمع هذا السماد من روث البهائم والماشية وبعض الحيوانات الأخرى، التي تعطي فوائد عديدة للتربة وتحسن من جودة محاصيلها مع القضاء على البكتريا والفطريات الضارة المتواجدة في التربة، أما المصدر الثاني فهو سماد الدواجن ويتضح من مسماه المكان الذي يأتي منه، فهو يأتي من مزارع الدواجن وينقسم إلى ثلاثة أقسام الأول يسمى سماد دجاج التسمين والثاني سماد دجاج البياض والثالث سماد الدواجن العام.
فالنوع الأول والثاني يستخدمان بنفس استخدام السماد البلدي ويتميزان بالعديد من المميزات الهامة للتربة ونمو النباتات والقضاء على البكتريا والآفات، أما النوع الثالث وهو سماد الدواجن العام فهو مخصص للقضاء على الرائحة الكريهة التي تنتج عن جميع أنواع الأسمدة الأخرى، حيث أنه يتم وضع سماد الدواجن العام فوق السماد القديم للقضاء على الرائحة التي تفوح من الأرض، وقد أثبت هذه السماد كفاءته في تلك العملية وفي نفس الوقت رخيص جدًا مما جعله كثير الانتشار في الحدائق والأراضي الزراعية.
مجالات وأوقات استخدام السماد
يمكن للمزارع أن يستخدم السماد الحيواني في عدة مجالات مثل زراعة الحقول، وزراعة الحدائق، وزراعة البساتين، وأوقات وضع السماد في عمليات الزراعة تكون أولًا للشتلات الصغيرة التي لا تتجاوز العام في مرحلة الري خلال فصلي الربيع والخريف، وذلك لأن النبات في تلك الفترة يحتاج للسماد خلال الأوقات المعتدلة وفصل الربيع أو الخريف هما الأنسب له، بعد ذلك لدينا وضع السماد للمحاصيل الزراعية سواء الفاكهة أو الخضار، فيتم وضع السماد هنا خلال فترة الحراثة بعكس الشتلات الصغيرة التي يوضع لها السماد في فترة الري، ويمكننا أيضًا أن نضع السماد عند استصلاح الأراضي الرطبة والغير رطبة للزراعة، بجانب استخدامه كمبيد للحشرات والآفات والبكتريا والجراثيم التي تظهر على التربة.
السماد الحيواني الغير محلل
من الأمور الهامة التي يجب وضعها في الحسبان قبل القيام بعملية تخمير السماد الحيواني هي أضرار الإخفاق في تلك العملية، حيث أنه إذا لم يتم تحليل السماد الحيواني بشكل تام فسوف يؤدي إلى أضرار عديدة تلحق بالتربة والنبات، ومن هذه الأضرار احتواءه على نسبة لا بأس بها من المواد الميكروبية الضارة بالتربة ثم النبات، ويعمل السماد الحيواني الغير محلل على تضييق الخناق على التربة وعدم مدها بكمية الأكسجين المناسبة لها، وبالتالي تختنق جذور النباتات من الأسفل ولا تنمو بالصورة الطبيعية لها وهذا بالطبع غير مرغوب فيه، وأيضًا يرتبط بقلة الأكسجين في التربة عدم حدوث توازن بين ثاني أكسيد الكربون وهذا أمر ضار بالتربة بكل تأكيد.
وقد يظهر على التربة التي تم وضع لها سماد حيواني غير محلل الكثير من الحشائش على جانبي النبات، وأيضًا تنمو البكتريا والفطريات الضارة بالتربة حتى تكون بلاءً على المزارع، لذا يتوجب على المزارع أن يراعي عملية تحلل السماد الحيواني بشكل كامل حتى يتفادى مثل هذه المشكلات الخطيرة، وينمو النبات لديه بشكل جيد.
أضف تعليق