يعتبر البيض واللحوم بأنواعها وكذا الحليب من أكثر الأطعمة شيوعًا تأثرًا ببكتيريا السالمونيلا ومن أكثر الأطعمة المعرضة للإصابة بها ونقلها للإنسان، ولا تنتشر السالمونيلا وتنتقل للإنسان فقط عبر هذه الأطعمة ولكن خلال أية مصادر رطبة أخرى في الحدائق والمناطق المبتلة بالماء وغيرها، ويبقى الطب في النهاية حائرًا أمام تلك البكتيريا لِمَا قد تسببه من أضرار صحية وإن كانت بسيطة إلى حد ما ولكنها غريبة ونادرة الحدوث، كما أنه من الصعب التعرف عليها إلا من خلال التحاليل البيولوجية المختلفة ورغم ذلك قد نجد لها مئات الأنواع والأصناف والأنماط التي تتشكل فيها، ولكن في النهاية تأثير السالمونيلا يبقى واحدًا حين الإصابة به مسببًا آلامًا في البطن توصيفه مغصًا معويًا وكذلك الشعور بالغثيان والقيء، بينما تختفي تلك الأعراض خلال سويعات قليلة أو يوم كامل على الأكثر، ولكنها قد تكون أكثر حدة وتأثيرًا على كبار السن وغيرهم من المرضى الضعفاء والسيدات الحوامل خاصة إذا انتقلت إلى مجرى الدم.
استكشف هذه المقالة
السالمونيلا في البيض
يعتبر البيض من أكثر الأغذية تعرضًا للإصابة ببكتيريا السالمونيلا مثلها في ذلك مثل اللحوم والدواجن، ولكن كيفية تعرض البيضة لذلك هو ما بحثه الطب كثيرًا ليتوصلوا في النهاية إلى الفرضية القائلة بأن فرص دخول البكتيريا داخل البيضة قد يأتي كنتيجة مباشرة إلى وجود البكتيريا هذه في مبايض الدجاج بشكل كبير وبالتالي تنتقل بشكل مباشر إلى البويضات أثناء تكوينها، وهذه يعني أن البويضات التي قد تبدو طبيعية تحت المجهر تحوي بداخلها كميات كبيرة ولا بأس بها من بكتيريا السالمونيلا الكامنة، كما أن هنالك فرضية أخرى تشير إلى احتمالية تلوث البيض بالبكتيريا بعد وضع الدجاج له، ويكون السبب في ذلك أن الدجاج يحمل السالمونيلا في أمعاءه والتي بطريقة أو أخرى يمكن أن تصل إلى قشور البيض أثناء عملية التعشيش.
وللتخلص من عدوى السالمونيلا والتأكد من سلامة البيض عند طهيه، فإنه يجب الحرص على طهي البيض أكبر فترة ممكنة حتى تقضي الحرارة على البكتيريا تمامًا، وفي سبيل ذلك توصي المنظمات الصحية العالمية بضرورة قلي البيض لمدة لا تقل عن دقيقتين كحد أدنى أو ثلاث دقائق على كل جانب وذلك في حال القلي مع طاسة مكشوفة، أما في حال كانت الطاسة مغطاة فيجب تركه أربعة دقائق وفي كلتي الحالتين يجب التأكد من كون البيض المقلي في حالة صلبة تمامًا، أما في حال البيض المسلوق فيجب تركه في الماء المغلي لمدة لا تقل عن سبعة دقائق.
السالمونيلا في الدواجن
تعرف بكتيريا السالمونيلا في الدواجن باسم «الإسهال الأبيض» وذلك لما تسببه من إسهال أبيض لدى الدواجن التي تحمل هذا الميكروب والذي يتميز بقدرته العالية على مقاومة مختلف الظروف البيئية الطبيعية؛ حيث يعتبر من البكتيريا صعبة المقاومة والرصد نظرًا لقدرته على البقاء حيًا بنفس صفاته المُعْدِية خلال فترات طويلة جدًا، ومن المعروف أن هذا المرض يظهر أكثر وأسرع على الطيور الصغيرة في العمر ولذلك يرتفع فيها نسبة النفوق ، أما مثيلاتها التي شُفِيَتْ تمامًا من المرض بعد فترة من الإصابة فإنها تبقى حاملةً للميكروب لتصيب به من بعدها كل نسلها وذلك عن طريق البيض، وتعتبر فترة حضانة المرض في الدواجن من يومين إلى خمسة أيام، وتنتقل خلالهما العدوى عبر خمسة مختلفة، وهي:
- عبر الأمهات الحاملة للمرض، وفي هذه الحالة ينتقل المرض من الدجاجة الأم إلى نسلها من الكتاكيت المستحدثة عبر بيض التفريخ.
- عبر الماء والأكل الملوث بالبكتيريا، وفي الغالب يكون التلوث بها ناتج عن غائط الكتاكيت المصابة، وبالتبعية ينتقل الميكروب إلى الكتاكيت السليمة الأخرى التي تشاركها الطعام والشراب.
- عبر استعمال عشش وأقفاص أو أية مكامن وصناديق لوضع الكتاكيت، وتكون هذه الصناديق والأقفاص ملوثة من قبل ببكتيريا السالمونيلا وبالتالي تنتقل مباشرة إلى كل الكتاكيت وبعدها إلى الدواجن الكبرى بمجرد نقل الكتاكيت معها في نفس المكان.
- عبر العمال المكلفين بإتمام عملية التجنيس، وهي عملية معلومة جيدًا للمتخصصين في تربية الدواجن، وخلالها قد ينتقل الميكروب عبر أيدي العمال القائمين بالعملية وهم أنفسهم قد يتعرضون للإصابة بهذه البكتيريا.
- عبر الهواء، ويكون ذلك في المزارع الشاسعة التي بها كميات كبيرة من الكتاكيت والدواجن، وهنا يتعرض غائط الكتاكيت المصابة للانتقال بعيدًا بفعل الهواء ليصيب غيرها من كتاكيت ودواجن، كما أن مخلفات البيضة بعد عملية التفقيس يكون مصدر كبير للإصابة للكتاكيت والدواجن الأخرى المحيطة إذا ما انتقل إليها بفعل الهواء.
وجدير بالذكر أن أعراض المرض قد تظهر على الكتاكيت الصغيرة في العمر ويكون ذلك مبكرًا بعد عملية التفقيس بأسبوع واحد وذلك في حال كان المرض قد انتقل إليها عبر أمهات حاملة للمرض، بينما في حال كانت العدوى قد حدثت بعد عملية التفقيس فإن الإصابة بالمرض في الغالب يتأخر ظهورها حتى الأسبوع الثاني .
السالمونيلا في اللحوم
تعتبر اللحوم من أكثر الأغذية تعرضًا للإصابة بعدوى السالمونيلا وقد توصل الباحثون إلى أن بكتيريا السالمونيلا تنتقل إلى العجول وتستوطن أمعاءها، بينما يكون انتقالها للإنسان ناتجًا عن جهل الجزار بهذه البكتيريا حيث يبدأ بذبح العجل ومن ثم يبدأ في تقطيع لحومه بنفس السكين الذي يقطع به الأمعاء والمصارين الداخلية له والتي تكون في بعض الأحيان مركزًا لهذه البكتيريا، وبالتالي تتلوث السكين وتنتقل العدوى البكتيرية تلك إلى اللحوم ذاتها التي يتناولها الإنسان فيما بعد، وكانت جمعية أمريكية متخصصة قد أجرت دراسة مهمة أثبتت أن حوالي 42٪ من مجموع الماشية والعجول مصابة ببكتيريا السالمونيلا، وفي هذا الصدد يؤكد العلماء الأمريكان أن إصابة اللحوم بالسالمونيلا هو أحد أبرز ثلاثة أمراض شائعة تحملها اللحوم، وأن أكثر من 80٪ من الأمراض الناتجة عن تناول لحوم البقر يرجع في الأساس إلى الإصابة ببكتيريا السالمونيلا.
السالمونيلا في الحليب
كثيرًا ما يشكو أصحاب المزارع من انتشار عدوى السالمونيلا من الألبان التي يستخرجونها من ضرع البقر، ولا شك تلوث اللبن وإصابته بهذا النوع من البكتيريا هو أمر طبيعي للغاية ومنتشر بنسب كبيرة جدا، ولا يعني كونه طبيعيًا أنه أمر محمود ومقبول، ولكن في سبيل ذلك ينصح بتوفير علاج السالمونيلا اللازم للعجول من العيادات البيطرية ومتابعة استشفاءها بشكل دوري عبر تحليل ألبانها، كما يجب الحرص على تنظيف ضرع البقرة جيدًا قبل استخراج الحليب منها، ومن ثم غلي اللبن جيدًا مرتين على الأقل بدرجات حرارة مرتفعة للتخلص من شتى الميكروبات وليست السالمونيلا فقط، كما يجب استشارة الطبيب البيطري حول إطعام العجول أنواع معينة من الأعشاب التي تحوي مادة الفلافونويد وهي صالحة للحد من نشاط هذه البكتيريا.
هل السالمونيلا معدية؟
تعتبر السالمونيلا من أنواع البكتيريا المعدية التي يسهل انتقالها من جسم لآخر، وغالبًا ما تصل عدواها إلى الإنسان عبر تناول الأطعمة الملوثة والحاملة لهذه البكتيريا، لا سيَّما عبر تناول البيض الذي لم يتم طهيه في درجات حرارة مناسبة كافية للقضاء على البكتيريا، وكذلك الأطعمة الأخرى التي تحتوي على النيء مثل المايونيز وغيره، وبالإضافة للبيض فإنها البكتيريا المعدية تلك تتواجد أيضًا في اللحوم النيئة وكذلك في المنتجات المصنعة من اللحوم والتي لم يتم تعريضها لدرجات حرارة كافية أثناء تصنيعها، وقد كشفت الأبحاث عن وجود هذه البكتيريا أيضًا في بعض المأكولات البحرية والأسماك، إلا أنها قلَّما تنتقل عدواها عبر الخضروات أو الفواكه أو غيرها من المنتجات النباتية كالشاي والتوابل على سبيل المثال.
أما عن سبل انتقال العدوى فقد أكد الخبراء أن بكتيريا السالمونيلا قد تنتقل من طعام إلى إنسان، أو من حيوان إلى إنسان، أو من إنسان إلى إنسان آخر عن طريق الفم أو البراز؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن تنتقل عن طريق مقبض باب المرحاض عندما يمسك به أحد الأشخاص المصابين بالبكتيريا بعد خروجه من المرحاض دون أن يغسل يديه، ثم يأتي شخص سليم تمامًا ليمسك بالمقبض فتنتقل إليه العدوى دون أن يدري أنه ملوث، وبعدها يتناول الطعام فتدخل البكتيريا إلى جوفه ومن ثم جهازه الهضمي.
وبالإضافة لما سبق فإن عدوى السالمونيلا قد تنتقل للإنسان بسبب إهماله للنظافة الشخصية، وإهماله غسل الخضروات والفواكه وتنظيفها بالشكل الصحي والسليم قبل تناولها، وأيضًا يكثر انتشارها في البيئات التي يتدنى فيها المستوى المعيشي والبيئي وبالتالي تتزايد مشكلة الفقر ونقص المرافق والخدمات الصحية، في حين أن تناول الأطعمة الجاهزة بالمطاعم سجل نسبًا عالية في نقل البكتيريا خاصةً في المطاعم التي لا تعبأ بالنظافة ومعايير الجودة، وتلك التي لا تلتزم بالشروط الصحية القانونية؛ ويكون الأكثر تأثيرًا بذلك الأطفال أقل من سن الخمس سنوات وكبار السن ومن يعانون من ضعف المناعة.
علاج جرثومة السالمونيلا بالأعشاب
هناك طرق طبية عديدة لعلاج بكتيريا السالمونيلا والقضاء عليها باستعمال علاجات الإسهال والقيء وغيرها باستعمال مضادات حيوية وعقاقير كيميائية متوافرة في الصيدليات، ولكن في سبيل القضاء عليها باستعمال الأعشاب فإنه تتوافر لدينا ثلاثة أعشاب أساسية يمكن استعمالها وهي:
أعشاب أشواغاندا
وهي نوع من الأعشاب يطلق عليها أيضًا اسم الجنسنج الهندي أو البتانيا، وتعتبر من الشجيرات المعمرة التي تزهر فتنتج نوعًا من الزهور البيضاء وكذلك ثمار توت أحمر، وتناول هذه الأعشاب يساعد كثيرًا في القضاء على الميكروبات وتحسين الجهاز المناعي في جسم الإنسان، حيث تحتوي على مادة الفلافونويدات التي تعتبر مكافحًا جيدا لبكتيريا السالمونيلا.
القرنفل
والقرنفل رغم أنه من النباتات العطرية إلا أنه يفيد كثيرًا في المجال الصحي، ويحتوي القرنفل على العديد من مركبات الفلافونويد ومركبات أخرى عديدة حمضية كالفينول، والأوجينول وهذه المواد تعطل من فعالية هذه البكتيريا وتقضي عليها بشكل كبير وتنظف الأمعاء منها، كما أنها تزيد كثيرًا من مناعة الجسم.
غولدنسال
هو أحد أشهر الأعشاب المعمرة والتي تنمو كثيرًا في مناطق أمريكا الشمالية، وهذه النبتة تحوي مكونات عديدة يفيد تناولها في علاج الإسهال الدموي مثل مادة الفلافونويد، والبربارين، كما أن تناوله يعالج ضعف الدورة الدموية الذي ينتج بسبب الإصابة بجرثومة المرض.
وبالإضافة للعلاج بالأعشاب فإن هنالك طرق طبيعية أخرى للاستشفاء من هذه البكتيريا ومنها أن يتناول المريض الوجبات والأطعمة الخفيفة من الخضراوات والفواكه بشكل عام بعد غسلها ويفضل الإكثار من تناول الموز، كما ينصح باستعمال وسادة أو قربة بها ماء دافئ ومن ثم وضعها على منطقة البطن لتخفف من آلام المغص، وتساعد المريض على الخلود إلى النوم، والشعور بالراحة والاسترخاء، وبالطبع لضمان التخلص تماما من البكتيريا يجب طهي الأطعمة الحيوانية جيدًا حتى لا تكون تحوي هي الأخرى نفس نوع البكتيريا فتنشط مجددًا داخل الجهاز الهضمي، كما يجب على المصاب بها أن يهتم بنظافته الشخصية ويغسل يديه جيدًا عند ملامسة الحيوانات والطيور أو فضلات أي منها، ويجب البعد نهائيًا عن لمس الطيور الصغيرة كالكتاكيت وغيرها خاصة الأطفال ذوي المناعات الضعيفة.
السالمونيلا التيفية
هناك نوعين من السالمونيلا وهي التيفية واللاتيفية، أما التيفية فإنها عبارة عن جرثومة تنمو داخل الجهاز الهضمي البشري فقط، ويوجد بعض الأشخاص من الحاملين لتلك الجرثومة يعيشون حياةً طبيعية دون ظهور أية أعراض مرضية عليهم، وهؤلاء هم الذين يُطلق عليهم حاملي المرض، ويفرز الإنسان هذه الجرثومة من خلال البراز، وبالتالي تنتقل من شخص لآخر عبر تطاير البراز أو تلوث يد المريض وعدم غسلها بشكل جيد وتنتقل بالتبعية إلى الفم عبر تناول الطعام أو المياه الملوثة، بينما لا توجد أية مسببات أخرى في الطبيعة من شأنها أن تنقل الحمى التيفية، ولذلك فإن علاج نسبة أكبر من حاملي جرثومة السالمونيلا التيفية يقلل كثيرًا من احتمالات الإصابة بها، وهو ما حدث بالفعل خلال الخمسين عامًا الأخيرة خاصةً بعد اهتمام الدول بتحسين مستويات النظافة والجودة في تصنيع وتقديم الأطعمة وزيادة الوعي لدى المواطنين للحفاظ على سلامة الماء والغذاء، ولذلك فإن السالمونيلا التيفية اختفت تقريبًا بشكل نهائي من دول الغرب بينما لا زال ينتشر في الوطن العربي وبعض الدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا بالطبع وبعض دول أمريكا الجنوبية، ولان الحمى التيفية تتأتى من خلال العدوى، فإنها في الغالب إذا وُجِدَت لدى الغرب تكون قد انتقلت إليها عبر بعض المسافرين من المناطق الموبوءة.
ويحدث أن تنتقل بكتيريا السالمونيلا التيفية عبر الجهاز اللمفي وتصل إلى الأمعاء ثم تدخل إلى مجرى الدم وخلال رحلتها تصل إلى أجهزة الجسم الداخلية كالكبد والطحال والكليتين، وبعدها تبدأ في التجمع وتتشكل على هيئة بؤر جرثومية تنشر العدوى في الجسم، بينما تتركز مادة التوكسين التي تنتجها الجراثيم بالتأثير على الجهاز العصبي والأوعية الدموية المختلفة، مما يتسبب في زيادة نفاذتيها وبالتالي تتعرض للخلل فيصاب الجسم بارتفاع درجات الحرارة، ويظهر الإسهال والإعياء والغثيان، وخلال الإسهال ذلك يفرط الجسم في كميات كبيرة جدا من السوائل وما قد يترتب عليه من نقص في التبول وقصور في عمل الكلية وأضرار صحية أخرى.
وتتسم بكتيريا السالمونيلا التيفية بأن فترة حضانتها تتراوح بين ثلاثة إلى واحد وعشرين يوما، وتظهر الإصابة على هيئة ارتفاع كبير في درجة حرارة المريض وذلك في معظم الحالات، وتستمر الحرارة في الارتفاع دون علاج لعدة أسابيع، بينما من الأعراض الإضافية للإصابة بالمرض هو ظهور طفح جلدي عبارة عن نقط صغيرة وردية اللون على ظهر المريض وصدره وذلك بعد حوالي من ثلاثة إلى خمسة أيام من الحمى، ومن ثم تختفي تلقائيا بعد مرور عدة أيام في حوالي ثلث عدد الحالات، ويبقى الكم الآخر يعاني من المغص لفترة لا تطول ثم تزول تلقائيًا أو مع العلاج كذلك، وقد يصاحبها رعشة وفقدان للشهية، وسعال، وضعف، وآلام حادة في الحلق، بالإضافة لدوخة وقيء وغثيان وآلام في العضلات.
علاج السالمونيلا
في معظم الأحيان لا تحتاج عدوى السالمونيلا إلى علاج ولكن المريض يشفى منها دون أي تدخل من طبي، بينما في حالات قليلة يكون المريض في حاجة إلى الرعاية الطبية العاجلة إذا ما انتقل الميكروب إلى الأوعية الدموية، أو إذا أصيب الجسم بالجفاف كنتيجة مباشرة للإسهال والقيء المستمرين، وفي هذه الحالة يتوجب على المريض تناول كميات كافية من المياه والسوائل أو حتى مص رقائق الثلج.
يوصي الأطباء في حال كان المريض طفلًا فإنه يجب إعطاؤه ما يسمى بمحاليل الإماهة الفموية مثل محلول Pedialyte، أما في حالات المرض الشديدة إذا تعرض المريض لإسهال مزمن فإن الأمر قد يتطلب الحجز في مشفى والخضوع لرعاية وعناية طبية تقوم على المعالجة بالمضادات الحيوية المختلفة، ومن ضمن تلك المضادات الحيوية التي تستخدم في هذه الحالات ما يلي:
مضاد حيوي شراب Ciprofloxacin، ومضاد حيوي شارب Sulfamethoxaole، ومضاد حيوي شراب Chloramphenicol، ومضاد حيوي شراب Cefotaxime، ومضاد حيوي شراب Ampicillic، ومضاد حيوي شراب Amoxicillin، ومضاد حيوي شراب Ceftriaxone، وخلال فترة العلاج تلك يجب على المريض الحذر تمامًا من مخالفة إرشادات الطبيب من حيث فترات تناول الدواء والمدة المحددة لتناول المضادات الحيوية تحديدًا لأن ذلك أمر في غاية الأهمية.
مضاعفات عدوى السالمونيلا
لقد استدل الطب على أن تلك العدوى تنتشر أكثر لدى الأطفال ضعيفي المناعة وكبار السن والسيدات الحوامل ومن يعانون من ضعف عام، ولكنها قد تصيب أي شخص وليسوا هؤلاء فقط، كما أن الإصابة بها قد تتطور وتتضاعف وتؤدي لأضرار أخرى صحية حتى أن العدوى نفسها قد تستمر وتصل للحالة المزمنة؛ خاصةً وأن بعض أنواع السالمونيلا باتت مقاومة للعلاج باستخدام المضادات الحيوية، بينما المطمئن في الأمر أنها ليست مهددة للحياة في أغلب الحالات، ولكن إذا تطور المرض فإن مضاعفاته قد تكون خطيرة خاصة لدى الرضع والأطفال صغار السن والأشخاص المسنين جدًا وغيرهم من المرضى الذين خضعوا مؤخرًا لعمليات زرع أعضاء أو النساء الحوامل والأشخاص ضعيفي المناعة.
تجرثم الدم bacteremia
وهذه الحالة تحدث في نسبة قليلة جدًا من المصابين بهذا الميكروب قد تصل على الأكثر لحوالي 5% من الحالات، بينما في نسبة قليلة جدا من هذه الحالات قد تتسبب الجرثومة في حدوث عدوى بؤرية تتمركز في نسيج ما وتؤدي لظهور خُرَّاجًا أو التهابًا في العضلات والمفاصل، أو حتى التهابًا بشغاف القلب، وعند تجرثم الدم فإن السالمونيلا تدخل إلى مجرى الدم وبالتالي تنتشر العدوى في مختلف أجزاء الجسم وتؤثر تحديدًا على الأنسجة التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي فيما يسمى بالتهاب السحايا، كما يصل الدم المجرثم إلى الغشاء المبطن لأجواف القلب وما تسمى بالدسامات القلبية، وبالطبع يبقى تأثيرها الكبير على النخاع العظمي، وكذلك الغشاء المبطن للأوعية الدموية.
التجفاف dehydration
والتجفاف من اسمه يدل على الجفاف الذي يصيب الجسم بسبب فقدان كميات كبيرة من المياه بسبب الإسهال الشديد والقيء المتكرر وعدم قدرة المريض على تناول وتعويض هذا الكم من السوائل، وبالتالي يعاني المريض كثيرًا من الإحساس بالعطش، والإحساس بجفاف الفم واللسان، وكذلك شح البول الذي يصبح لونه أكثر صفارًا، وتتعرض العينين للغؤور، وينقص إنتاج الدمع بها، ويتعرض الجلد للجفاف.
التهاب المفاصل الارتكاسي Reactive arthritis
هذا الالتهاب هو ناتج أساسي عن هؤلاء الأشخاص الذين عانوا من قبل لعدوى بكتيريا السالمونيلا، حيث يكونون هم الأكثر عرضة للإصابة بحالة الالتهاب التي تسمى التهاب المفاصل الارتكاسي والتي يطلق عليها كذلك اسم متلازمة رايتر Reiter’s syndrome وتتسم تلك المتلازمة بعدة أعراض مختلفة كتهيج العينين، وشعور المريض بألم عند التبول، والكثير من الآلام المفصلية التي يصاحبها في الغالب التهابات وتورمات في الركبة والكاحل والقدمين والكعبين، كما قد تصيب أيضًا الرسغ والأصابع والمفاصل الأخرى والفقرات حتى أسفل الظهر، بالإضافة لالتهابات تصيب الأوتار.
التهابات بمختلف أعضاء الجسم
إن من مضاعفات عدوى السالمونيلا أن يصاب الجسم بالتهابات متنوعة في مناطق وأجزاء وأعضاء مختلفة في الجسم، وهذه الالتهابات تشمل التهاب البروستاتا، والتهاب الإحليل، والتهاب عنق الرحم، وأيضًا التهاب ملتحمة العين وهي الغشاء الذي يبطن الجفون.
تعتبر السالمونيلا من أبسط أنواع العدوى التي تنتج عن تلوث الغذاء والماء، إلا أن مضاعفاتها في بعض الأحيان قد تصل لمراحل خطيرة، ولذا على الأمهات التأكد من طهي الأطعمة جيدًا لا سيَّما اللحوم، وغسل الخضراوات والفواكه جيدًا وكذلك الألبان المختلفة حتى المعبأة مسبقًا، كما يجب نهي الأطفال عن التعامل مع الطيور المريضة والحرص عند التعامل مع حاملي هذا المرض.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق