تسعة
الرئيسية » رياضة ولياقة » الرياضات القتالية : كيف تعلم نفسك الرياضات القتالية ؟

الرياضات القتالية : كيف تعلم نفسك الرياضات القتالية ؟

الرياضات القتالية هي رياضات تستخدم من أجل الدفاع عن النفس ضد الأعداء بالاعتماد على قدرات الجسم، وفي هذه السطور نستعرض طريقة تعلم الرياضات القتالية .

الرياضات القتالية

لربما لم يعد للدفاع عن النفس في عصرنا الحديث نفس الاحتياج الذي كانه من قبل، لكن لا تختفي أهميته تمامًا فالإنسان قد يقع في موقفٍ يحتاج فيه الدفاع عن نفسه ولن يفيده ضعفه أو عجزه حينها، لكن الواقع هو أن تقدم العصر والفكر والتكنولوجيا كلها أدى إلى لا جوهرية أو مصيرية شيءٍ كهذا، في الماضي أيام رجل الكهف مثلًا أو في العصور السابقة بدت القوة الجسدية والبدنية والفنون القتالية والدفاعية من جوهر احتياجات الإنسان، ليدافع عن نفسه وأهله وأولاده ومنطقته وأرضه، حتى أن الحروب قديمًا اعتمدت بالأغلبية على قوة الإنسان ومهاراته في الرياضات القتالية باستخدام أسلحةٍ هي مجرد أداةٍ في يده إن خارت قواه عجز عن حملها، وإن افتقر للقوة والمهارة صارت حملًا وخطرًا عليه، لكننا اليوم لم نعد بحاجةٍ لذلك، الإنسان العادي لم يعد بحاجةٍ لقواه البدنية وعضلاته ليبسط نفوذه أو يحصل على مآربه ولم تعد قوة بنيانه وسيلته الوحيدة للدفاع عن نفسه أو حمياتها فالتكنولوجيا تقدم لنا الكثير من طرق الحماية والعصر بتقدمه أعطانا أمانًا في بيوتنا وشوارعنا فقدته العصور القديمة التي كانت أهمية الرياضات القتالية فيها كبيرة.

الرياضات القتالية : نظرة شاملة

أهمية حاجة الإنسان للقوة

ونزولًا على أهمية وجوهرية تلك الحاجة الإنسانية للقوة والدفاع بدأ الإنسان يستخدم العقل مع العضلات فبدلًا من الحركات العشوائية أو الخرقاء أخذ يفكر في نمطية الحركات والتفرقة بين أنواعها ونقاط ضعف وقوة العدو ونقاط ضعفه وقوته هو ويتدرب عليها ويتقنها، ثم بدأ باستخدام الأدوات البسيطة من حوله التي تزيد من قوته وقدرته كالعصا أو السيف و الأدوات القتالية البسيطة التي تطورت مع مرور الزمن، ومع الوقت بدأت تلك الأفكار تتناقل وتُعلم وتُحسن حتى بدأت تظهر الفنون القتالية المختلفة.

الرياضات القتالية بحسب العصر

لكل عصرٍ ولكل حضارةٍ فنونها ومدارسها القتالية الخاصة التي أوجد صانعوها ومؤسسوها أسرار تلك الفنون وقوتها وأنماطها وأنواعها وبدؤوا بتدريسها لطلابهم وروادهم وتعددت وتنوعت درجاتها ومراتبها ولم تعد تقتصر على الدفاع عن النفس فحسب وإنما عنت مراتبها الكثير للناس من حيث الشرف والقوة والتميز، وارتبطت الفنون القتالية بالكثير من المعتقدات أو الديانات أو الأفكار الفلسفية في كثيرٍ من الحضارات وشكلت بحد ذاتها مهنةً أو مجالًا يسلكه البعض طول حياتهم ويحظون بالشرف والتبجيل لسلوكهم إياه.

تنوع الرياضات القتالية

تنوعت الرياضات القتالية بين المعتمدة على القوة البدنية فحسب بكل حركات الجسد والقدرات التي يكتسبها ويتمرن لسنواتٍ عليها، وبين المعتمدة على القوة مع الأداة كالسيف والعصا وغيرهما ومن المؤكد أن بداية تعرف الإنسان على أسراها ومسالكها كانت تنبع من اهتمامه وتأمله وقوة ملاحظته، فهو راقب الحيوانات من حوله كيف تصطاد وكيف تهاجم وكيف تنقض وكيف تدافع عن نفسها وتحمي صغارها وجذبته وهالته طرقها القتالية الغريزية فبدأ يتعلم منها ويحاكيها ويطور منها لما يناسبه ويناسب خصومه حتى أن بعض الحركات في بعض الفنون تعتمد على الطرق القتالية لبعض الحيوانات وقد تسمى باسمها أيضًا. ومع التقدم وعندما نصل إلى عصرنا الحديث نجد أن تلك الرياضات القتالية تتحول لترفٍ كما أسلفنا الذكر ولمجالٍ للتباري الرياضي والدورات القتالية الرياضية المختلفة والمسابقات العالمية أكثر من كونها مسألة حياةٍ أو دفاعٍ أو موت.

الفنون الشرق آسيوية

تختلف أنواع الفنون القتالية وتاريخ منشأ كلٍ منها ولعل أشهرها وأول ما يأتي على بالنا هي الفنون الشرق آسيوية والتي تكاد تكون أصل المدارس القتالية في العالم كله ومن عندها كانت البداية للرياضات القتالية اليدوية التي اعتمدت على قوة الجسد وحركاته وطاقاته الداخلية، من أشهر الفنون القتالية التي سمعنا بها بل وبعضنا تعلمها فعلًا وأتقنها، الكاراتيه رياضةٌ يابانية الأصل كانت قسوة الظروف هي مولده، بدأ الكاراتيه في ولاية أوكيناوا اليابانية في فترة توحيد اليابان وعند إسقاط الحكم الإقطاعي لتلك الولاية مُنعت فيها الأسلحة، لذلك بحث السكان عن سلاحٍ آخر يستخدمونه وكان ذلك السلاح هو الجسد، بدأ الكاراتيه وأصوله يولد رويدًا هناك حتى انتشر في اليابان كلها وتم الاعتراف به رسميًا وانتشر للدول المجاورة، تتحدد درجات ورتب لاعب الكاراتيه حسب ألوان الحزام الذي يرتديه في زيه تدرجًا من مبتدئٍ وحتى الاحتراف بالحزام الأسود.

الكونغ فو

الكونغ فو من قائمة أشهر الرياضات القتالية المعروفة نشأ في الصين وهو يكاد يكون شبيه وأخ الكاراتيه إلا أن الكاراتيه رياضةٌ جسديةٌ فحسب بينما الكونغ فو فهو ينقسم لرياضةٍ جسديةٍ فقط وأخرى تعتمد على الأسلحة والأدوات كالسيف والحبل والسلاسل والزانة، من بين الفنون القتالية الأخرى يمتاز الكونغ فو بجمال الشكل والحركات وتأخذ بعض أساليبه أسماء الحيوانات كأسلوب الأفعى والنسر وغيرها الأسلوب الشمالي والأسلوب الجنوبي، وكالكاراتيه يوضح اختلاف لون الحزام رتب المقاتل بدايةً من الأصفر وحتى الأسود.

التايكاندو

التايكوندو فنٌ قتاليٌّ كوري الأصل، نشأ منذ زمنٍ في كوريا استخدمه أهاليها للدفاع عن أنفسهم ضد الأعداء من البشر والحيوانات وكدأب غيره من الفنون جزءٌ كبيرٌ من أساليبه وحركاته جاء من تأمل الحيوانات وأساليبها الدفاعية والقتالية، يعتمد التايكوندو على الركل بشكل كبيرٍ لكنه لا يهمل بقية الجسد أو اللكمات بالتأكيد، تعتمد أيضًا على المرونة والخفة والسرعة والتركيز وسرعة البديهة.

المصارعة

المصارعة من أقدم وأشهر الأساليب القتالية وأكثرها تلقائيةً وترجلًا، كانت بداية القتال المصارعة وبداية الهجوم والدفاع عن النفس بالتأكيد المصارعة، لكنها كانت همجيةً وبدائيةً وغير منظمة، ثم بدأ اتباعها كأسلوبٌ قتاليٍّ يُتمرن عليه ويتدرب المقاتلون في ساحته ومدارسه في مصر القديمة وبلاد الرومان، حتى أنه قيل أن الصفوف الأمامية للجيوش الرومانية كان المصارعون يحتلونها ويشغلونها لقوتهم وقدرتهم على الهجوم والاقتحام، وبالطبع فإنها من الفنون التي تعتمد على قوة الجسد وبنيته أكثر وبدون أسلحة.

المبارزة

من أهم الأسلحة وأقواها قديمًا والذي زادت أهميته وقوته لدرجة جعل مرتبةٍ عليا وخاصة لمتقنيه في الجيوش القديمة كرتبة الفارس هو السيف، المبارزة من أقدم الفنون القتالية وأكثرها رقيًا ورشاقةً وقوةً وجمالًا، الخطأ الواحد فيها قد يعني موتًا حتميًا، لكنها مع ذلك ظهرت وتجلت وتبروزت في كل العصور والحضارات وتلاقت الجيوش على صليل السيوف ولمعانها ودارت المباريات والمنافسات في الفروسية والمبارزة ونال الكثير من حاملي السيف الشرف بحملهم له، ورغم تقدم الأسلحة وتطورها فإن السيف لم يندثر ولم يختفي من الأسلحة وإنما ظل حتى يومنا السلاح الرمزي للعرب لاشتهارهم بالفروسية، وهناك مدارسٌ كثيرةٌ حول العالم تُعلم الفروسية بالسيف والرماية وغيرها.

أنواع أخرى من الرياضات القتالية

لا يقتصر الأمر على تلك الفنون فقط فالعالم القديم امتلأ حروبًا وقتالًا ونزاعًا ولم يكن للشعوب بدٌ من الدفاع عن أنفسها وتحت عوز التكنولوجيا والسلاح المتقدم لجأوا للفنون القتالية لسد ذلك العجز وامتلأ تاريخ الحروب والقتال لكل شعوب العلم بملايين الأساليب والفنون بعضها اندثر وبعضها مازالت مدارسه قائمةً حتى اليوم.

كوننا أبناء العصر الحاضر لا يعني أبدًا أننا نستغني عن قوة الجسد والأساليب القتالية وإنما من حق أنفسنا علينا أن نجيد بعضها أو نتعلم مبادئ منها تكون مفيدةً لنا ساعة احتياجها، لكلٍ منا طريقه وهواه ولكلٍ رغبته وفكره ولكلٍ حريته في اتباع ما شاء من الأساليب، حين نبدأ البحث عما قد نود أن نجيده من الأساليب القتالية فإننا نبحث عن الأقرب لأنفسنا والأسهل علينا تعلمه وإتقانه، غالبًا ما قد يسهل على الرجال تعلم الرياضات القتالية الجسدية فحسب بينما الرياضات القتالية التي تعتمد على الأسلحة أسهل على النساء لكنها ليست بقاعدةٍ أبدًا، فتلك الرياضات القتالية لم تنشأ لجنسٍ محددٍ وإنما نشأت للجميع، فجد الأقرب لنفسك وتعرف عليه وعلى مبادئه واشرع فيه.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

واحد × 4 =