تشتهر اليابان كقوة اقتصادية أولى في العالم، فضلاً عن تربعها على عرش النمور الآسيوية، وبقدرتها على إعادة بناء اقتصادها وبنيتها التحتية بعد تدميرها في الحرب العالمية الثانية، وخروجها خاسرة عام 1945. ويعتبر التعليم من أهم الوسائل التي انتهجتها اليابان للخروج من الأزمة، ولذلك فإن المعلم الياباني يحظى باحترام وتقدير لا يناله كبار المسئولين الحكوميين، يبدأ الدراسة في اليابان منذ مرحلة رياض الأطفال، وصولاً للتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي فالجامعي، ومع ذلك يمكننا القول بأن الدراسة في اليابان لا تكتفي بما يحصله الطالب في المؤسسات التعليمية، بل يتعداها أيضا لخبراته العملية التي يتحصل عليها في الشركات، وكل ذلك في مرحلة ما قبل التخرج.
طريقك إلى الدراسة في اليابان
نظرة على الدراسة في اليابان
تضم اليابان ما يزيد عن 726 جامعة، مدة في معظمها أربع سنوات ينتظم فيها الطالب للحصول على البكالوريوس، وعدا ذلك تصل مدة الدراسة لست سنوات كما في الكليات العملية مثل الطب. تضم اليابان أنواع ثلاثة من الجامعات وهي؛ الجامعات الوطنية والتي يبلغ عددها 96 جامعة، الجامعات المحلية والتي تكون تحت إشراف الحكومة وتبلغ 39 جامعة، وأخيراً الجامعات الخاصة وعددها 372 جامعة.
أما عن متوسط تكلفة الدراسة في الجامعة فقد يصل في بعض الجامعات إلى 1.4 مليون ين ياباني سنوياً، لتصبح اليابان من أكثر البلدان تكلفة في المصروفات الجامعية في العالم، ومع ذلك يحرص اليابانيون على الحاق أبنائهم بالجامعات.
الدراسة في اليابان دون تكلفة زائدة
تشتهر اليابان بكونها أغلى بلدان العالم من حيث مستوى المعيشة، خاصة لو كان اختيارك للجامعة في طوكيو العاصمة. لذلك يُنصح باختيار جامعة في مدينة يابانية أخرى. كذلك، يجب على الطالب ملاحظة تكلفة الخدمات العامة مثل الكهرباء والماء وغيرها، وبالطبع فإن الطالب المغترب كثيراً ما يستخدم المكالمات الدولية للتواصل مع عائلته في بلده الأم، لذلك عليه أن يستخدم مكالمات الإنترنت، والاستفادة بعروض الاتصالات المقدمة للمغتربين من هيئة الاتصالات اليابانية.
إن كنت من غير هواة الطهي بالمنزل، فعليك أن تختار المطعم المناسب لميزانيتك. إن كنت من أصحاب الميزانية المحدودة يمكنك الذهاب إلى المطاعم المحلية، والتي تقدم الخضروات والمأكولات البحرية، وأطباق مصنوعة من الأرز وفول الصويا، الذي يكثر استعماله في اليابان. وهناك مطاعم متوسطة التكلفة، والتي تتراوح أسعار الوجبات فيها من 500- 1000 ين ياباني، أي حوالي 4-8 دولار.
أما عن وسائل الانتقال، يمكنك استخدام القطارات والتي تتيح للطلاب والموظفين الحصول على بطاقات اشتراك تسمح لهم بالتنقل بلا حدود بين أماكن الإقامة والدراسة، ولا تفكر عزيزي الطالب في امتلاك سيارة في اليابان حيث أن الأمر مكلف جداً بدءاً من سعر الوقود وصولاً للضرائب ورسوم مواقف السيارات.
المصروفات الجامعية في اليابان
تتراوح المصروفات الجامعية في اليابان من 540 ألف ين في الجامعات الحكومية (حوالي 5500 دولار أمريكي)، وما يزيد عن 1500 ألف ين في الجامعات الخاصة. ولا يتضمن ذلك مصروفات الإقامة في المدينة الجامعية.
في بعض الأحيان، قد يحصل الطالب على تقسيط أو إعفاء من مصروفات الفصل الدراسي الأول، خاصة في حالة تحقيقه لإنجاز أو تميز علمي ما.
الحصول على منحة جامعية
يمكن للطالب الراغب في الدراسة في اليابان، الحصول على منحة دراسية هناك، ويتم ذلك عن طريقين؛ الأول من خلال السفارة اليابانية في دولتك فكيف يمكنك ذلك؟
بزيارة الموقع الإلكتروني للسفارة اليابانية في بلدك، ستعثر فيها على قسم الدراسة في اليابان، والذي يتضح من خلاله كل ما يخص الدراسة باليابان ويمكنك الاختيار من بين المنح الخمسة التي يطرحها الموقع. وهناك نوع آخر من المنح الجامعية والتي تقدم من خلال الجامعة نفسها، وهي مغطاة بالكامل من قبل الحكومة اليابانية. قم بزيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالجامعة المختارة، حدد المجال أو القسم الذي ترغب في الالتحاق به، حدد الأستاذ أو المشرف الأكاديمي كذلك، ثم تقدم بطلب مراسلة مباشرة مع ذلك الأستاذ.
بعدها تقدم باستمارة مبدئية للحصول على المنحة، والتي تتضمن البيانات الشخصية، والقسم الدراسي والأستاذ المشرف. في غضون أسابيع قليلة يتم الرد على طلبك إما بالقبول أو بالرفض. تتضمن المنحة مصروفات الجامعة، ومبلغ مالي شهري لمصروفات الإقامة.
ولتحسين فرصتك في الحصول على منحة جامعية في اليابان، عليك بمراسلة أكثر من جامعة وأكثر من مشرف أكاديمي، حيث تنجح 20% من الطلبات في الحصول على فرص القبول.
ما هي أفضل الجامعات في اليابان؟
بقى لنا الآن استعراض أفضل الجامعات في اليابان، والتي تتميز بمستواها التعليمي المرتفع وحصولها على مراكز متقدمة في التقييمات السنوية للجامعات على مستوى العالم.
جامعة طوكيو
تشتهر جامعة طوكيو بتقديم منهج علمي متميز واهتمامها الخاص بالبحث العلمي والعلماء. بعد تأسيسها في القرن التاسع عشر، بدأت جامعة طوكيو تدريجياً في اكتساب شهرتها العلمية الرائدة. ولنا أن نلحظ أن معظم الفائزين بجائزة نوبل هم خريجي جامعة طوكيو. وبالرغم من أن طلاب هذه الجامعة من أكثر الطلاب حظاً لقبولهم بها إلا أنه يقع على عاتقهم عبئاً ثقيلاً للتخرج منها! لنا أن نعرف أن تلك الجامعة من أكثر الجامعات تشدداً في برنامجها العلمي واختباراتها، في اليابان.
تهتم الجامعة كذلك بالحياة الطلابية، وتؤهل طلالها للتعامل المجتمعي والإبداع والدخول المباشر في سوق العمل، سواء داخل اليابان أو خارجها. توفر الجامعة منح دراسية ودعم مالي وشخصي للطلاب المغتربين وتساعدهم كذلك على تعلم اللغة والثقافة اليابانية ودمجهم في المجتمع الياباني.
جامعة أوساكا
تعتبر جامعة أوساكا من أشهر الجامعات في العالم من حيث التعليم التكنولوجي، ونجدها من أكثر المؤسسات التعليمية اليابانية التي أسهمت في تطور التكنولوجية اليابانية. تهتم جامعة أوساكا بتنمية قدرة طلابها على التعامل مع المشكلات بطريقة علمية، كما تنمي فيهم الذكاء والتخيل، وتهتم أيضاً بحثهم على التواصل وتكوين علاقات اجتماعية متميزة وتزرع فيهم روح العمل الجماعي من زملائهم.
جامعة توهوكو
عند تأسسها عام 1907 كانت الهدف من إنشائها الارتقاء بالدراسة في اليابان، وسرعان ما تطورت وحازت على مراكز متقدمة على قائمة الجامعات اليابانية، ويرجع ذلك لالتزامها بالمعايير التعليمية الحكومية، ومن أشهر خريجيها كويتشي تاناكا الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء في 2002. من أقوى كلياتها الهندسة والحقوق والطب والكليات التربوية.
جامعة ناجويا
جامعة ناجويا أو جامعة علماء نوبل! رغم تأسسها في القرن التاسع عشر كمستشفى وكلية للطب، إلا أنها سرعان ما تطورت وتحولت إلى جامعة شاملة تضم مختلف الكليات العملية والنظرية. وبنظرة سريعة على قائمة حائزي جائزة نوبل من اليابانيين، نجد أن ثلثهم تقريباً من خريجي جامعة ناجويا. قد يرجع ذلك لأسلوب الجامعة المختلف والمتطور في مناهجها التعليمية، حيث تحلق الجامعة بالطلاب بعيداً عن جمود المناهج التعليمية التقليدية، كما تمنحهم درجات وميزات عند إثباتهم موهبة أو إحرازهم إنجازاً علمياً يساهم في خدمة المجتمع. لحسن الحظ فإن جامعة ناجويا من أكثر الجامعات اليابانية في قبول المنح الدراسية والاهتمام بالطلبة الأجانب.
جامعة كيوتو
يمكن لنا أن نصف هذه الجامعة بالجامعة اليابانية التقليدية من حيث محافظتها على الهوية اليابانية، وتعتبر من أعرق الجامعات في اليابان. تأسست عام 1886 ككلية لدراسة الكيمياء والفيزياء، وسرعان من استحدثت الكثير من التخصصات مثل الطب والهندسة والآداب والحقوق، حتى وصلت إلى واحدة من أفضل الجامعات الآسيوية واحتلت المركز الثاني على مستوى جامعات اليابان في مجال البحث العلمي.
جامعة كيو
تمثل جامعة كيو اليابان الحديثة وانفتاحها على الثقافة الغربية، وكانت أول جامعة تطبق المنظومة التعليمية الحديثة في اليابان عند تأسسها عام 1858 في أواخر عهد اليابان القديمة. وكان لتلك الجامعة الفضل في إخراج اليابان بحق من العزلة الثقافية القديمة ووضع اسمها في مصاف الدول المتقدمة المنفتحة، وبعد قرن تقريباً احتلت تلك الجامعة مركزاً مرموقاً سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
خاتمة
وأخيرا، يمكننا القول، أن الدراسة في اليابان هي الخيار الأمثل للطالب الباحث عن الجامعات التي تقدم المنهج العلمي الأكثر غزارة وتطورا فضلا عن حصوله على تدريب عملي أثناء دراسته الجامعية مما يؤهله للدخول إلى سوق العمل بخبرة مسبقة، ولا ننسى كذلك أن الدراسة في اليابان هي تذكرة مجانية للتعرف على أكثر بلدان العالم ثقافة وتحضرا. ابدأ الآن، اختر جامعتك، سجل فيها، وانطلق فوراً إلى اليابان.
أضف تعليق