الدراسة الإعدادية من المراحل الهامة في حياة كل منا، فهي بمثابة تهيئة للفرد لما سيأتي مستقبلًا في حياته، وهي كما يمكننا أن نلاحظ من اسم المرحلة، إعداد وتجهيز للشخص لما يمكن أن يحدث في حياته فيما بعد، وبالتالي يجب أن تحظى الدراسة الإعدادية بالاهتمام الكافي منا، ويجب الاستعداد لها جيدًا حتى يمكن التعامل معها بالشكل الصحيح، ومن ثم الخروج منها بأفضل استفادة ممكنة، ولذلك إن كان هناك من يستعد للبدء في الدراسة الإعدادية، في هذا المقال نتحدث معًا عن الأشياء التي يمكن فعلها للاستعداد الجيد للدراسة.
تعرف على مرحلة الدراسة الإعدادية
ما هي المرحلة الإعدادية؟
يختلف شكل الدراسة الإعدادية من دولة لأخرى، لكن تتفق معظم هذه الدول على كون الدراسة الإعدادية تأتي بعد الدراسة الابتدائية، ويأتي بعدها الدراسة الثانوية، كما أنها تكون لمدة 3 أو 4 سنوات حسب كل دولة، ويكون عمر الطلاب في هذه المرحلة من 11 عامًا وحتى 15 عامًا حسب نظام الدراسة بالطبع، وتختلف المناهج التي يتم دراستها كذلك من منطقة لأخرى، لكن قد نجد اتفاقًا على بعض المواد التي يتم الاعتماد عليها بشكل أساسي، ونذكر جزء من هذه المواد في السطور التالية.
اللغة الرسمية
سواءً في الدراسة الإعدادية أو غيرها من المراحل، فإنه يتم تدريس اللغة الرسمية في كل دولة، حيث يتم دراسة جزء من أدب هذه اللغة، وكذلك القواعد الخاصة بها، وكيف يمكن فهمها، واللغة العربية بالطبع باعتبارها اللغة الأساسية في الدول العربية، فإنها جزء لا يتجزأ من الدراسة، خصوصًا مع التراث الأدبي الكبير الذي يمكن دراسته في المراحل المختلفة.
الدراسة الدينية
تأخذ الدراسة الدينية مكانًا أساسيًا في الدراسة الإعدادية وفي كل المراحل، وبالطبع تتحدد حسب ديانة الشخص، فمثلًا إن كان في الفصل الواحد طلاب من الديانة الإسلامية والديانة المسيحية، فإن كل واحد يدرس ما يخص أمور دينه فقط.
اللغة الثانية
بجانب دراسة اللغة الأساسية فإنه يتم تدريس لغة ثانية، في الغالب تكون هي اللغة الإنجليزية كونها اللغة المعتمدة التي يتم استخدامها حول العالم، وفي بعض الدول أثناء الدراسة الإعدادية يتم إضافة لغة ثالثة كذلك للدراسة.
الرياضيات
يتم تدريس علم الرياضيات في هذه المرحلة، ويكون في الغالب بشكل مبسط دون الدخول أكثر إلى فروع هذا العلم، فقد تقتصر الدراسة فقط على الجبر والهندسة كما هو الحال في جمهورية مصر العربية، وفي المراحل التالية يتم التفرع أكثر في المادة وتدريس المزيد من الفروع.
العلوم
يتم تدريس العلوم كذلك في هذه المرحلة بشكل مبسط، فتكون هناك دراسات مبتدئة في الدراسة الإعدادية عن علوم الكيمياء والفيزياء والأحياء، أما في المرحلة الثانوية يتم تدريس هذه المواد بشكل موسع، حيث أن كل فرع من هذه الفروع يتم تدريسه بمفرده بعيدًا عن بقية الفروع الأخرى.
الدراسات الاجتماعية
آخر المواد التي تشترك فيها العديد من الدول في الدراسة الإعدادية هي الدراسات الاجتماعية، والتي تنقسم إلى جزأين: الجغرافيا وهي التي تختص بدراسة طبائع الأرض وظروفها ومناخها وكل ما يخصها حول العالم، والتاريخ حيث يتم دراسته طبقًا للمناهج الموجودة، في الغالب تركز كل دولة على تدريس تاريخها وأبرز الأحداث التي مرت بها، بجانب أنها يمكن أن تتطرق إلى الحديث عن الأحداث التاريخية التي ترتبط بها.
بالطبع تختلف المناهج الدراسية من دولة لأخرى، لكن كما وضحنا فإن أغلب الدول تتفق في وجود هذه المواد لديها، وكذلك قد تكون هناك مواد أخرى حسب رغبة القائمين على وضع المناهج التعليمية.
كيف تستعد للدراسة الإعدادية؟
بناءً على ما تحدثنا عنه في الفقرة الماضية عن الدراسة الإعدادية وما يدرسه الشخص فيها، يمكننا الآن أن نتحدث عن كيفية الاستعداد الجيد للدراسة، وكيف يمكن الخروج بأكبر استفادة من هذه الدراسة.
معرفة جميع المواد.
يجب على الشخص قبل بداية الدراسة الإعدادية أن يسعى لمعرفة جميع المواد التي سيقوم بدراستها، وفي هذه المرحلة لا يجب عليه اختيار مادة معينة، أو تفضيل واحدة على الأخرى، بل يجب أن يجتهد بحيادية لمعرفة المواد.
هذا الأمر هام لأن في هذه المرحلة يبدأ الشخص في تحديد ميوله كما سنتحدث في النقطة التالية، ولذلك حتى يتمكن من تحديد هذه الميول بشكل صحيح، يجب أن يكون قادر على معرفة كل المواد دون انحياز أو تفضيل.
يجب أن يهتم بمعرفة مقدمة بسيطة عن كل مادة، سواءً من خلال سؤال الأهل، أو حتى من خلال سؤال مختصين، أو البحث على مواقع الإنترنت، مع الأخذ في الاعتبار أن المحتوى في الدراسة الإعدادية يختلف عن غيره من المراحل.
أيضًا عندما يملك الكتب الدراسية يمكنه أن يبدأ في قراءة هذه المواد، أو على الأقل تصفح الفهرس الخاص بكل مادة، فهذا الأمر يمكنه أن يعطي فكرة عن المادة وعن الأشياء التي سوف يدرسها.
تحديد الميول بشكل مبدئي.
عندما ينتهي الشخص من معرفة جميع المواد التي سيقوم بدراستها في مرحلة الدراسة الإعدادية ومعرفة مقدمة سريعة عنها، يمكنه أن يبدأ في مرحلة تحديد الميول بشكل مبدئي. في هذه المرحلة لا يحتاج الشخص إلى تحديد ميوله بشكل نهائي، ولذلك لا مشكلة إن قام بتعديل هذه الميول أكثر من مرة، فكما يظهر من اسم هذه المرحلة، إعدادية لشيء سيأتي لاحقًا، وهذا الإعداد لا يعني نهاية المرحلة على الإطلاق، إنما مجرد البداية.
لذلك توجد بعض النصائح فيما يخص تحديد الميول في الدراسة الإعدادية وكيف يمكن التعامل معها بشكل صحيح. يمكنك أن يتّبع الشخص مبدأ تغيير الميول خلال هذه المرحلة، فيقوم بالتعامل مع جميع المواد، وكل فترة يعتمد على اختيار مادة معينة أو توجه معين ليكون ميله الأساسي، وبعدها يبدأ في اختبار هذا الميل جيدًا، ويحدد إن كان هذا حقًا ما تريده أو لا، بالطبع يقوم بتحديد هذا الأمر في النهاية بعد تجربة جميع المواد.
أو يمكن أن يلجأ إلى فكرة أخرى، وهي أن يجعل ميوله موجهة ناحية جميع المواد في آن واحد، أي لا يقوم بتفضيل أي مادة على الأخرى، ويلتزم طوال الدراسة الإعدادية بهذا الأمر، وعندما ينتهي من هذه المرحلة وينتقل إلى الدراسة الثانوية، يمكنه أن يختار ميوله بشكل نهائي في هذه المرحلة.
مساعدة الأهل
من الأمور الهامة جدًا والتي لا غنى عنها في هذه المرحلة هي دور الأهل، فكما نعرف حسب عمر الطلاب في هذه المرحلة فإن هذا يعني أنهم في فترة المراهقة، وهذه الفترة تحدث فيها العديد من التطورات التي تخص الأطفال.
هذه الفترة تكون مليئة بالتحديات، حيث يسعى المراهق دائمًا إلى إثبات ذاته وسط من حوله، حتى لو كان سيلجأ إلى وسائل خاطئة لتحقيق هذا الأمر. ولذلك يجب أن تكون الدراسة الإعدادية مراقبة من الأهل طوال الوقت، يسعى أولياء الأمور إلى التعامل مع الأطفال بالشكل الصحيح، فتكون هناك العديد من التوجيهات. يعتمد التوجيه الصحيح في هذه المرحلة على التفاهم الدائم بين الأهل وبين الطلاب، فإن لم يكن ولي الأمر قادرًا على فهم ابنه واستيعاب أفكاره، بالتالي لن يتمكن من التعامل معه بالشكل المطلوب.
كذلك يجب أن يكون هناك تركيز على مساعدة الطالب على استيعاب كل دروسه بالشكل الصحيح، ويمكن أن يبدأ الأهل في الدراسة الإعدادية في بناء ميول الطالب، أو حتى مساعدته في البحث عن هذه الميول وتوفير الوسائل له حتى يتمكن من تحديد ما يريده لنفسه.
الاستماع إلى تعليمات المعلم
من الأمور الهامة كذلك هي الاستماع إلى ما يقوله المعلم، وذلك بسبب نفس النقطة التي ذكرناها في مساعدة الأهل، فالمعلم يكون على دراية كاملة بما يمر به الطلاب في هذه المرحلة، ويكون جزء من إعداده للعمل معتمد على تجهيزه للتعامل مع طلاب الدراسة الإعدادية بالشكل الصحيح، وبالتالي فإنه من الضروري الاستماع دائمًا إلى تعليمات المعلم، وتقبل النصائح التي يعرضها للطلاب. كذلك بالنسبة للمعلم يجب أن يكون مدركًا أن هناك فارق بين كل الطلاب، وبالتالي فإن المعاملة يجب أن تكون مختلفة، ويجب أن يكون مرنًا في التعامل حتى يؤثر في كل طالب بالشكل المطلوب.
التعامل مع الدراسة الإعدادية
تعتبر مرحلة الدراسة الإعدادية من المراحل الجوهرية في حياة الجميع، وذلك لأنه كما تحدثنا في الفقرة السابقة يبدأ فيها الانتقال لمرحلة المراهقة، ويمر الشخص بالعديد من التغيّرات التي تحتاج إلى إدراكها بالشكل الصحيح للتعامل معها. ولذلك على الطالب في الدراسة الإعدادية أن يكون مدركًا لعلامات المرحلة التي يمر بها، فهذه الفترة تظهر فيها العصبية وحدة التعامل، وبالتالي يجب أن يتجنب حدوث هذا مع من هم أكبر منه في العمر على أقل تقدير.
كذلك من أكثر المشاكل التي تطفو على السطح في هذه الفترة، والتي من الممكن أن تؤثر على الدراسة، وكذلك تؤثر على العلاقة بالأهل، هي مشكلة اتخاذ القرارات. حيث يبدأ الصدام مع الأهل، ويشعر الطالب بأنه قادر على اتخاذ كل القرارات بمفرده ولا يحتاج إلى مشورة أحد، فيبدأ في اتخاذ قرارات الدراسة الإعدادية بنفسه كتحديد الميول مثلًا دون أي حديث مع من حوله، ومن ثم يشعر بأن المشكلة في أهله، وعدم مقدرتهم على فهمه بالشكل الصحيح، رغم أن المشكلة الأساسية قد تكون بسبب تمرده هو لا بسبب عدم فهمهم، وأنه هو المخطيء باتخاذه القرارات بمفرده دون معاونة أحد.
ولذلك يجب أن يتجنب الشخص أن يقع في هذا الفخ، وأن يحاول دائمًا طلب النصائح من أهله، ومن الأشخاص الذين يكبرونه في العمر ويثق في آرائهم، وأن يعمل بهذه الآراء. كذلك قد يوجد في داخل الشخص العديد من الصراعات، سواءً صراعات نفسية بسبب المشاكل التي تحدثنا عنها بالأعلى، قد يرتبط بعضها بأمور تخص الدراسة الإعدادية كالأسئلة التي لا يجد الشخص لها إجابات مرضية، أو صراعات جنسية بسبب التغيرات التي تطرأ على الشخص، وتبدأ معها الرغبة والميل نحو الجنس الآخر في الوضوح.
كل هذه الأمور تؤثر تمامًا في الطالب، ولا عيب أن يعترف الشخص بأنه يعاني من مشكلة، أو يلاحظ التغيرات التي تحدث لديه، وبالتالي يمكنه أن يتعامل معها، أما العيب فهو أن يرفض الاعتراف بوجود المشكلة، ويصر على كل ما يفعله وأنه الصواب ولا شيء غيره، في حين أنه يحتاج إلى الكثير من النصائح من الأهل ومن المعلم للنجاح في دراسته فعلًا. الدراسة الإعدادية قد تعتبر الانطلاقة الحقيقية لكل واحد نحو حياته القادمة، فإن كانت الثانوية العامة هي المسؤولة عن تحديد المصير، فالإعدادية هي الوسيلة التي يمكن أن تقود الشخص نحو جعله قادرًا على تحديد مصيره بنفسه، لذلك لا يجب إهمال هذه المرحلة أبدًا، ويجب أن يعطيها كل شخص ما تستحقه من المجهود، ليخرج منها بالنتائج التي يريدها حقًا.
أضف تعليق