الحمل العنقودي نوع من أنواع الأورام الغير سرطانية أي ورم حميدي يحدث عندما تتم عملية الإخصاب أي بعد اجتماع البويضة مع الحيوان المنوي، ولكن في الحمل العنقودي لا تتم عملية التطور في الحمل بشكل طبيعي أي بمعنى أن عدد الكروموسومات في الحمل العنقودي تكون خاطئة عادة إما أكثر أو أقل من الحمل الطبيعي، حيث يوجد خلل في الخلايا المسئولة عن تشكل المشيمة، بينما في الحمل الطبيعي تكون عدد الكروموسومات 43 مقسمة بين بويضة الأم والحيوان المنوي للأب.
استكشف هذه المقالة
أنواع الحمل العنقودي
يقسم علماء الطب الحمل العنقودي إلى نوعين، الأول هو الحمل العنقودي الكامل والثاني هو الحمل العنقودي الجزئي وفيما يلي شرح مفصل عن كلا النوعين والفرق بينهما:
الحمل العنقودي الكامل
في الحمل العنقودي الكامل تتكرر كروموسومات الأب من الحيوان المنوي مرتين بينما كروموسومات البويضة المخصبة من الأم غير موجودة، وبالتالي لا يحدث نمو للجنين أو للكيس المنيوسي، كما أن المشيمة لا تنمو بشكلها الطبيعي بل تتشكل على هيئة كتلة مكونة من الأكياس التي تتشابه في الشكل بعنقود العنب ولعل هذا سبب تسمية الحمل العنقودي بهذا الاسم، وتظهر هذه الأكياس عبر التشخيص بجهاز السونار.
الحمل العنقودي الجزئي
في الحمل العنقودي الجزئي تحتوي البويضة المخصبة على 23 كروموسوماً من قبل الأم ويحدث تكرار أيضا لعدد كروموسومات الحيوان المنوي للأب، وهذا إن دل فيدل على أن عدد الكروموسومات في الحمل العنقودي الجزئي يبلغ مجموع عدده الـ 69 كروموسوماً بدلا من العدد الطبيعي للكروموسومات (46). وعادة ما تنتج هذه العملية عندما يوجد حيوانان منويان يقوما بإخصاب بويضة واحدة.
الفرق بين الحمل العنقودي الجزئي والكامل هو أن في الجزئي يحدث فعلا تطورا في نمو المشيمة بمعنى أن الجنين يبدأ في النمو، وعلى الرغم من ذلك فإن الحمل في هذه الحالة أيضا لا يتم بصورة طبيعية ولا يستمر الجنين على قيد الحياة.
من هن الأكثر عرضة للحمل العنقودي؟
من النادر ما يحدث الحمل العنقودي لدى النساء، إلا أن الإصابة به قد تكون أكثر شيوعا لدى النساء اللواتي تخطين عمر الأربعين، كما أن النساء اللواتي تعرضن لحالات إجهاض مسبقة هن أكثر عرضة للإصابة بالحمل العنقودي، وقد يحدث الحمل العنقودي إذا كان هناك نقص بفيتامين أ وبالتحديد البيتا كاروتين، وإذا كانت المرأة أصيبت قبل ذلك بالحمل العنقودي من المحتمل أن تصاب به لأكثر من مرة.
أعراض الحمل العنقودي
تتشابه أعراض الحمل العنقودي بأعراض الحمل الطبيعي في مراحله المبكرة، مثل حدوث النزيف في مراحل الحمل الأولى، ويمكن التفرقة بين نزيف الحمل العنقودي ونزيف الحمل العادي بلون الدم حيث يتميز نزيف الحمل العنقودي إذا كان لون الدم أحمر فاتح أو بني غامق، وقد يكون النزف مستمرا أ متقطعا وليس بالضرورة أن يكون غزيرا. وعادة ما يبدأ النزيف في حالة الحمل العنقودي بعد مرور ستة أسابيع على الحمل وقد يحدث في حالات أخرى في مرحلة متأخرة قد تصل إلى ما بعد الأسبوع السادس عشر من الحمل.
تصاب المرأة المصابة بالحمل العنقودي بالغثيان والتقيؤ الشديد، ومن الممكن أن ينتفخ البطن بسبب النمو السريع للمشيمة مما يؤدي إلى تمدد الرحم. وهناك أعراض أخرى قد تتعرض لها المرأة بالمصابة بالحمل العنقودي مثل ارتفاع ضغط الدم، وجود ألم في منطقة الحوض، نقص الحديد وفقر الدم، نشاط في إفراز الغدة الدرقية، وحدوث تضخم في جدار الرحم، كما أن الحمل يظهر على شكل عنقود العنب وهذا يظهر جليا بعد التشخيص بالموجات فوق الصوتية.
تشخيص الحمل العنقودي
عادة ما يتم تشخيص الحمل العنقودي من خلال الأمواج فوق الصوتية (السونار) حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة عبر المهبل للكشف عن حدوث الحمل، وفي حالة الحمل العنقودي يتبين لدى الطبيب عدم وجود جنين والسوائل التي تكون متواجدة عادة في الحمل الطبيعي، كما ستظهر له المشيمة ممتلئة بالتجاويف والتكيس ومن المحتمل أن يجد أكياس أيضا على المبايض.
سيطلب الطبيب المختص من المرأة أخذ عينة من أنسجة الجنين المجهض لعمل تحاليل، وهذه الطريقة بالتشخيص تعتبر ضرورية للحصول على معلومات كافية لدى الطبيب وبالتالي أخذ العلاج المناسب.
متى يظهر الحمل العنقودي بالسونار؟
من الممكن مشاهدة الحمل العنقودي الكامل عبر السونار في المراحل الأولى من الحمل، حيث تكون مستويات هرمون الحمل أعلى من الحمل العادي بشكل كبير، ويمكن معرفة نوع الحمل العنقودي عبر فحص الدم، لصعوبة تحديد وجود الحمل العنقودي الجزئي عبر السونار.
الحمل العنقودي ومضاعفاته
قد تحدث بعض المضاعفات بعد إجراء العملية حيث من الممكن أن يرتفع مستوى هرمون الحمل إذا تبين بعد فترة وجود بقايا من الحمل العنقودي تم تركها في الرحم وبالتالي عاودت للنمو والتكاثر مرة أخرى. ومن الممكن أيضا أن يتكرر الحمل العنقودي بعد الإصابة به ولكن بنسبة ضئيلة، ويُنصح هنا بإجراء الفحوصات الدورية بعد الإصابة الأولى من الحمل العنقودي بعد السماح للمرأة بالحمل مرة أخرى ولتكن مرة كل ثلاثة أشهر حتى لا يتطور المرض أكثر وتصاب بمضاعفات.
الحمل العنقودي هل هو خطير؟
تتساءل الكثير من النساء حول مدى خطورة الحمل العنقودي والعديد منهن يتخوفن من الإصابة بهذا النوع من الحمل، ولكن في حقيقة الأمر أن الحمل العنقودي من الأمراض الشائعة الغير خطيرة حيث يمكن علاجه بتفهم المريضة لطبيعة المرض والتريث بالحمل مرة أخرى بعد الإصابة بالمرض بفترة تتعدى التسعة أشهر كأقل تقدير حتى لا تتعرض إلى خطر الإصابة به مرة أخرى أو من الممكن أن يكون هناك بقايا منه في الرحم من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض خطير ولكن بنسبة ضئيلة.
العلاقة بين الحمل العنقودي والسرطان
كما ذكرنا ففي بعض الحالات تتعرض المرأة إلى انتكاسة إذا تبين وجود بقايا من الحمل العنقودي ولم يتم إزالتها، وبالتالي بدأ نموها وتكاثرها في جدار الرحم، في هذه الحالة عملية الكحت والتوسيع هنا لا تفيد، مما يؤدي إلى إصابتها بما يسمى بالحمل العنقودي الغازي، وهذا يحدث عادة للمرأة بالمصابة بالحمل العنقودي الكامل، حيث يستمر النزيف على الرغم من إجراء عملية الكحت.
وإذا ما تم علاج الأنسجة العنقودية من الممكن أن تنتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم من خلال الدم كالكبد والرئتين والدماغ، وفي حالات نادرة جدا من الممكن أن تتحول تلك الخلايا إلى مرض السرطان المشيمي وانتشاره، ويعد هذا النوع من أنواع السرطانات النادرة ويمكن علاجه بأدوية السرطان المعتادة. والجدير بالذكر أن نسبة الإصابة بمرض الورم المشيمي تحدث إصابة واحدة لكل 30 ألف حالة من جميع حالات الحمل سواء كانت طبيعية أم عنقودية.
علاج الحمل العنقودي
في العادة، يتم إجراء عملية جراحية عبارة عن توسيع وكحت للرحم، ويتم تخدير المريضة تخديراً عاماً أي كامل، حيث يقوم الطبيب المختص بتوسعة عنق الرحم باستخدام أداة شفط رقيقة السمك تعمل على إزالة الأنسجة، ثم يستخدم الطبيب بعد التوسعة أداة خاصة للكحت يزيل بواسطتها الأنسجة العنقودية المكونة على جدار الرحم، ومن الممكن أن تتكرر العملية لمرة ثانية في حالة عدم القدرة على إزالة الأنسجة بشكل كامل في المرة الأولى.
وهناك علاج آخر يمكن استخدامه وهو إعطاء المريضة دواء يعمل على إزالة الأنسجة العنقودية بشكل تلقائي، وهو يُباع على شكل أقراص بلع عن طريق الفم، أو جل أو تحميلة توضع في المهبل.
بعد العملية سيتم مراجعة الطبيب وعمل تحليل بول أو دم أسبوعيا بعد إجراء العملية، ليتم التأكد من أن مستوى هرمون الحمل بدأ بالانخفاض والتراجع وهذا يدل على أن المريضة بدأت بالتعافي، وعندما يتبين انعدام هرمون الحمل بشكل تام تصبح المريضة متعافية تماما وخالية من أية بقايا للأنسجة العنقودية.
الحمل العنقودي والعلاج الكيماوي
قد تلجأ المريضة إلى العلاج من خلال الأدوية الكيماوية في حالتين، الأولى هي وجود بقايا أخرى من الخلايا العنقودية والإصابة بالحمل العنقودي الغازي، حيث يُعطى للمريضة علاج كيميائي يعمل على قتل الخلايا العنقودية الباقية في جدار الرحم، وهذا العلاج يعتبر سريع وفوري ويمكن القضاء على جميع الخلايا بنسبة تصل إلى 100%.
والحالة الثانية هي عند الإصابة بالورم المشيمي، الذي يمكن التخلص منه أيضا بالعلاج الكيميائي للسرطان، وعادة تتم المعالجة بالأدوية الكيميائية بنجاح.
الحمل العنقودي وعلاجه بالأعشاب
للأسف حتى الآن لم تظهر أية علاجات بالطب البديل والأعشاب للحمل العنقودي ولم تثبت الدراسات إذا كان هناك أي دواء بالأعشاب لها، فالعلاجات الوحيدة هي بالأدوية الكيميائية وعملية الكحت، وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال للرحم بعد أخذ موافقة الطبيب.
هل يحدث الحمل بعد الحمل العنقودي؟
بالطبع بإمكان المرأة معاودة الحمل مرة أخرى ولكن بشرط أن يتم الحمل بعد مرور سنة على الأقل بعد عملية الكحت حتى إذا كانت نسبة تحول الخلايا العنقودية ضعيفة، فمصلحة الأم من وجهة نظر الأطباء أهم في هذه الحالة، وخلال السنة ما بعد علاج الحمل العنقودي يُعطى فرصة للمرأة باستعادة ما فقدته من الفيتامينات والمعادن خلال فترة المرض، كما يجب أن تُعطى فرصة للرحم ليتم تجديد البطانة وإعطائه الراحة. كل ما هو مطلوب الانتظار والفحص الدوري من خلال السونار، وإذا حدث حمل جديد بإذن الله يجب المتابعة من قبل الطبيب المختص وإجراء الفحوصات اللازمة وعمل السونار للاطمئنان على سير الحمل واستبعاد أية إصابة ممكنة من الحمل العنقودي، وإذا حدثت إصابة أخرى لا قدر الله فستتم المعالجة بنفس الطريقة التي عولج بها الحمل العنقودي في المرة الأولى.
خاتمة
في نهاية مقالنا، يمكننا القول بأن الحمل العنقودي هو مرض شائع يحصل كثيرا لدى العديد من النساء، وعلاجه ليس بالأمر الصعب فهو فقط يحتاج إلى طبيب مختص يخضع إلى علاجات معينة وفقا لبروتوكولات عالمية. والجدير بالذكر أن هناك دراسات تُجرى لاختراع أدوية جديدة بمضاعفات أقل وسمية أقل. سيدتي لا داعي للقلق والخوف فالحمل العنقودي ليس بنهاية المطاف، وقد تصابين بحالة من الاكتئاب بعد الحمل العنقودي لا تدعي للحالة أن تتطور أكثر، فالحياة مستمرة. الحمل الطبيعي وارد جدا كما هو وارد أيضا تكرار الحمل العنقودي، بأي حال فالعلاج متوفر ونسبة نجاحه عالية، المهم الكشف المبكر عن الإصابة ويمكن ذلك عند إجراء تحاليل دورية لهرمون الحمل، والفحص السريري وإجراء الفحص بالسونار، فالمتابعة المستمرة منذ بداية الحمل هي سر نجاح العلاج.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق