مشروب الحلبة المحوجة من المشروبات الشتوية اللذيذة التي يستمتع الجميع بدورها في تدفئة الجسم، وبشكل عام يعتبر نبات الحلبة من النباتات العشبية المشهورة بدول حوض البحر والمتوسط والهند وإيران، كما أن الحلبة من البذور التي يجوز تخزينها لعامين كاملين، لذلك يمكن اعتبارها من المكونات الأساسية بالمطبخ المنزلي، تبعًا لاستخداماتها المتعددة وفوائدها الكبيرة والتي سنتناولها تفصيلًا خلال مقال اليوم.
استكشف هذه المقالة
فوائد مشروب الحلبة
وإن كان المقال بعنوانهِ مهتمًا بمشروب الحلبة المحوجة إلا أن هذا لا يمثل عائقًا أمامنا في ذكر الفوائد العظيمة لمشروب الحلبة سواءً كانت مطحونةً محوجة أو بذورًا مغلية؛ فالحلبة مشهورة منذ العصور الفرعونية باستخداماتها الطبية والتجميلية، نظرًا لمحتوى النبات الغني جدًا بتركيزات مرتفعة من مضادات الأكسدة، فيتامين ج، النياسين، البوتاسيوم، الديوسجينين (الشبيه التركيب بهرمون الإستروجين)، البروتينات، الألياف، مادة السوتولون، من هُنا استخدم ذلك النبات منذ قديم الزمان في: علاج الأمراض التنفسية، علاج السل، علاج بعض المشكلات الجلدية، وكذلك في ترطيب البشرة وزيادة نضارتها، وأيضًا علاج الإكزيما والدمامل والتهابات الجلد والوقاية من التجاعيد، زيادة مناعة الجسم للحيلولة دون الإصابة بالالتهابات المزمنة وأبرزها التهابات المفاصل، تنقية الجسم من السموم والجذور الحرة، زيادة معدلات إدرار الحليب عند المرضعات، زيادة معدلات هرمون الإستروجين في جسم المرأة خاصة عند الأعمار الكبيرة. تخفيف آلام الطمث وما يصاحبها من تقلصات وتشنجات، الوقاية من الإمساك وعسر الهضم والمشكلات الهضمية الأخرى، خفض معدلات الكوليسترول الضار بالجسم، ورفع معدلات الكوليسترول الجيد.
خفض معدلات الدهون الثلاثية بالدم، تعزيز الصحة للذكور والإناث على حدٍ سواء، تنظيم وتحفيز إفراز الجسم للأنسولين، الوقاية من الصلع، وتعزيز نمو وقوة الشعر، علاج النحافة المُفرطة.
طريقة تحضير مشروب الحلبة المحوجة
البعض يُطلق على هذا المشروب اسم المُغات، وهو مشروب شتوي بامتياز؛ لدوره الفعال في تدفئة الجسم، كما أنه لذيذ الطعم وعادةً ما يكون ملئ بالمكسرات التي يعشقها الأطفال.
المكونات
- ربع كيلوجرام من الحلبة المطحونة.
- 1 كوب صغير الحجم من السمسم.
- 3 ملاعق طعام كبيرة من النشا، والبعض يفضل استخدام الدقيق الأبيض.
- ملعقتي طعام كبيرتين من الزبدة أو من السمن البلدي.
- 1 لتر من الحليب، ويمكن الاستغناء عنه بحسب الرغبة.
- مقدار من السكر للتحلية بحسب الرغبة، والبعض يفضل تحلية مشروب الحلبة المحوجة بالعسل الأبيض أو العسل الأسود.
- للتزيين والتحلية تُستخدم أنواع من المكسرات وجوز الهند المبشور والزبيب بالإضافة إلى السمسم بالكميات المفضلة.
طريقة التحضير
نضع وعاء مناسب الحجم والعمق على نار هادئة، وفيه نقوم بإذابة الزبدة أو السمن البلدي، ثم نُضيف إليها الحلبة المطحونة والسمسم والنشا مع التقليب المستمر، وهكذا دواليك حتى تمتزج المكونات مع بعضها جيدًا وتكتسب لونًا ذهبيًا براقًا. وسواءً تم إعداد الحلبة المحوجة باللبن أو الماء نقوم بإضافة أيًا منهما مع استمرارية التحريك والتقليب لحين الحصول على خليط متجانس ومتماسك وسميك القوام. يُضاف سكر التحلية أو العسل الأبيض أو الأسود بحسب الرغبة، ثم نرفع الإناء من على النار ويُسكب المحتوى في أكواب التقديم، ثم تُزين الأكواب بالمكسرات وجوز الهند والزبيب.
وتجدر الإشارة إلى أن البعض يُضيف كميات بسيطة (بمعدل ملعقة شاي صغيرة) من الينسون والشمر والكراوية لزيادة الفوائد الغذائية وتحسين أداء المشروب في علاج مشكلات الجهاز الهضمي.
الحلبة المحوجة اللبنانية
جدير القول إن الطريقة اللبنانية لتحضير الحلبة المحوجة تختلف تمامًا عن الطريقة المذكورة آنفًا، حيث إن المذكور سابقًا هو إعداد الحلبة المحوجة كمشروب، بينما اللبنانيون قد اعتادوا على تحضير الحلبة المحوجة بالبسكويت لتخرج على هيئة قطع تؤكل بالشوكة أو بالمعلقة كالبسبوسة والجاتوه وخلافه، وتُحضر كالتالي:
المكونات
- 1 كوب ونصف من الحلبة المطحونة.
- 1 كوب ونصف من السكر الناعم.
- كوب كبير من العسل الأسود.
- 4 أكواب من الدقيق الأبيض الناعم المنخول.
- 1 كوب ونصف من زيت الطهي.
- 4 ملاعق طعام كبيرة من البيكينج باودر.
- 1 ملعقة طعام من السمسم.
- نصف كوب من الحليب.
- مربعات البسكويت بأحجام حسب الرغبة.
طريقة التحضير
في إناء مناسب الحجم والعمق يتم خلط المكونات الجافة – ما عدا البسكويت – بشكل جيد مع بعضها البعض، وهي الحلبة والسكر والدقيق والبيكينج باودر والسمسم، بعد إتمام المزج يُضاف العسل الأسود، ثم الزيت، ثم اللبن، مع إتمام التقليب والتحريك والعجن. بعد الحصول على عجينة لينة متماسكة يتم دهان صينية الفرن بقليل من الزيت، ثم يُفرد العجين فيها بارتفاع مناسب، ثم يُقطع العجين بالأشكال المحببة، وتُضاف قطع البسكويت على كل قطعة. يتم وضع الصينية في فرن متوسط الحرارة لحين تحمير وتحميص الجوانب والوجه بحيث تصبح مقرمشة، تُخرج الصينية من الفرن، وتُترك حتى تبرد، ثم تُرص القطع في أطباق التقديم.
الحلبة المحوجة لزيادة الوزن
يعد مشروب الحلبة المحوجة من أكثر المشروبات الطبيعية التي تساهم في زيادة الوزن وعلاج النحافة المفرطة، وذلك لما يشتمل عليه المشروب من مكونات عديدة هي في أغلبها مكونات صحية وغنية بالعديد من العناصر الغذائية التي تساعد الجسم في تحسين عمليات الهضم والأيض، وبالتالي الاستفادة من كل القيمة الغذائية للمشروب ومحتوياته.
الحلبة المحوجة للحامل
على الرغم من الفوائد الصحية العديدة للحلبة مما زاد من النصح بتناولها لكافة الأعمار والفئات، إلا أن الأمر مختلف جذريًا مع الحوامل، وذلك تبعًا لما أكدته الأبحاث من خطورتها الكارثية على صحتي الأم والجنين وعلى استمرارية الحمل، من هنا يشدد الأطباء على ضرورة تأكد الحامل من خلو كل أطعمتها ومشروباتها من الحلبة بشكل عام؛ تجنبًا لأضرارها خاصةً مع إن جاء تناولها في أوقات وبكميات كبيرة.
فمما تم تأكيده بحثيًا أن تناول الحامل لنبات الحلبة الأخضر أو لمنقوع بذورها أو لمشروب الحلبة المحوجة يتسبب في: حدوث تشنجات وانقباضات رحمية متزايدة الحدة بوتيرة متسارعة، وهو ما يشكل خطرًا داهمًا على استقرار الجنين بالرحم، ومن ثَم تعزيز فرص الإجهاض وسقوط الجنين أو على الأقل الولادة المبكرة، تساهم الحلبة في تنامي المشكلات الهضمية عند الحامل من أمثال الغثيان والانتفاخات والغازات والإسهال. تلعب الحلبة المحوجة دورًا أساسيًا في إصابة الحوامل بالحساسية التنفسية، وبالتالي المعاناة من أعراض احتقان الأنف والبلعوم وصعوبات التنفس وصولًا إلى الإصابة بتورمات الجيوب الأنفية، تناول الحلبة في شهور الحمل الأخيرة يزيد من فرص ارتفاع معدلات سيولة الدم، ومن ثَم إمكانية حدوث النزيف الشديد في أي وقت.
لا يجوز للحامل تناول الحلبة المحوجة أو الحلبة بشكل عام خلال أشهر الحمل، والحالة الوحيدة التي يُنصح فيها بتناول الحلبة هي في الولادات الطبيعية حال تأخر الطلق لضعف الانقباض الرحمي، لذا تتناول الحامل مشروب الحلبة المحوجة لزيادة الانقباضات وبالتالي تسريع الولادة وتسهيلها، وبالتالي تفادي اللجوء إلى الولادة القيصرية لأن الطبيعية أولى وأسلم.
بعد أن عرضنا لكم طريقة عمل مشروب الحلبة المحوجة وأهم فوائدها للصحة بشكل عام، لا يتبقى سوى إعدادها والاستمتاع بألذ مشروب.
أضف تعليق