حين نقول الحل السحري للعلاقات فإننا لا نقصد بالطبع أن هناك حلا سحريا مثل الساحر ستقوم بتفعيله بمنتهى السهولة فترتد لك العلاقات بسيطة وسهلة كنهر جاري، الأمر يستلزمه المزيد من الجهد والتمرن، هناك بالطبع كتبا للتنمية البشرية تعدك بالسعادة في حياتك والاسترخاء وأن تجعل كل الناس يحبونك وأن تصنع المعجزات وكل هذا، ولكن بدون وعي حقيقي للإنسان ودون مراعاة الطبيعة الشخصية لكل إنسان ستصبح كل هذه الأمور بلا قيمة، لذلك لا تتخيل عزيزي أنني يمكنني أن أكتب لك الحل السحري للعلاقات في مقال صغير فتقوم بتنفيذه وتستقيم لك الأمور، كأنه كبسولة دواء ستذهب الصداع، لكنها إرشادات لو اتبعتها ستعرف حقيقة حلاوة العلاقات وجمالها حين تقبلها كوجبة مكتملة.
استكشف هذه المقالة
تقبل عيوب شريك علاقتك
من الأشياء التي تعتبر من عناصر الحل السحري للعلاقات هو أن تتقبل عيوب شريك علاقتك، لا مجال للتغيير هنا وأنك طالما أحببت شخصا فلتقبله كما هو، حسنا إن كان هناك عيبا يزعجك للدرجة التي لا تستطيع معها الاستمرار في العلاقة فيجب عليك أن تعتاد على التعامل مع هذا العيب بحيث لا تظلم نفسك ولا تسعى لإشعاره بالسوء تجاه نفسه، على سبيل المثال مثلا، لنتخيل أن هناك شخصان مرتبطان في علاقة، أحدهما عصبي جدا والآخر هادئ، بالطبع كل شخصا منهما يحاول أن يجعل الآخر مثله ولكن الأفضل بالطبع هو الهدوء على الدوام ولذلك يحاول الشخص الهادئ التعبير عن الانزعاج من عصبية الطرف الآخر فماذا يفعل في هذه الحالة؟ هناك طريقة رائعة قام بها أحد أصدقائي، كان يعتاد أن تهاتفه حبيبته ومعظم مكالماتها كانت عبارة عن صراخ دائم في وجهه وعصبية غير مبررة أحيانا، كان يقوم بإبعاد الهاتف عن أذنه حتى تنتهي من حديثها ثم يقول لها: “لم أكن أستمع لأني لا أحب الاستماع للصراخ، من فضلك أعيدي ما قلتيه بهدوء” بالطبع في البداية كان ذلك يثير ثورتها أكثر ولكن مع الوقت ومع إدراكها أن العصبية بالفعل لن تجدي معه قررت أن تأخذ الأمور بهدوء على الأقل معه لأنه أثبت أنه فعال لأنه يستمع لها ويعمل على حل مشاكلها بالفعل.
الحل السحري للعلاقات الحنان
الحنان دائما هو ما ننشده في كافة العلاقات، الحنان هو جوهر أي علاقة، ولو كان بيدي أن أختار صفة واحدة لمفهوم الحل السحري للعلاقات لاخترت الحنان، لذلك ما راهن أحد على الحنان إلا ونجى، ومهما كانت القسوة مبررة وفي سياقها فإنها تظل حل فاشل لأي شيء في العلاقات، الحنان دائما هو الطريقة التي يمكن أن تصل بها لقلب أي شخص مهما كان فظا أو غليظ القلب، والحنان درجات بالطبع فلا يمكنك أن تغدقه كله في وقت عتاب ولا يمكن أن تشح وتبخل به في موقف مؤثر ومليء بالمشاعر، في كل الحالات يظل الحنان هو الرهان الذي نراهن عليه، لأننا لا نحب من أجل المزيد من المشاكل والصراعات وتلقي القسوة من الأشخاص الذين وثقنا بهم، بل من أجل مزيدا من المحبة والحنان الذي نلجأ إليه من وحشية العالم ووحشته.
التفكير العملي والعقلاني
للأسف الشديد فإن نقيض الحل السحري للعلاقات وهو الحل السحري لتدمير العلاقات هو أخذ كل شيء بالعاطفة لدرجة الجنون والسذاجة وارتكاب الحماقات أحيانا باسم الحب، وتنحية العقل والمنطق جانبا وكأننا لا زلنا أطفال، لا نقول ألا نهتم بالعاطفة بل أن نهتم بالعقل والمنطق والذكاء العاطفي للمزيد من السعادة حول العلاقات، فمثلا لا ينبغي أن تكون شريكة العلاقة في أزمة فتقوم بالتخفيف عنها والاكتفاء بالدعم والمساندة المعنوية فحسب أو تكون مثلا لديها امتحان بعد أيام ولا تستطيع المذاكرة فتقول لها ولا يهمك يمكنك أن ترسبي كما تشائين هيا بنا لنأكل البيتزا، كل هذا ليس طبيعيا على الإطلاق وليس فيه من المحبة والدعم من شيء، الدعم الحقيقي هو أن تساعدها في إنهاء أزمتها أو تحاول أن تبسط لها دراستها وتساعدها في التحصيل وتشجعها على البدء وإدراك الامتحان، هذا هو الذكاء العاطفي الحقيقي والذي يمزج بين الذكاء العملي والعاطفة، بحيث نتخلص من جفاف الذكاء وسيولة العاطفة.
الاستمتاع حتى بالأزمات
مما يعتبر الحل السحري حقا للعلاقات هو أن تقبل العلاقة كما هي بكل حلوها ومرها، لا تقوم بانتقاء التفاصيل الجميلة وتتطرف في تأطيرها والسعادة بها بينما تتذمر حين يطرأ عليك لحظات أخرى سيئة ومواقف سلبية، عليك أن تقبل بالوجبة الكاملة للعلاقات وتعرف أنها مثلها مثل أي شيء في الدنيا كما يوجد به سعادة وفرحة وبهجة يوجد به أيضًا ضيق وأزمات ومشكلات، والحل السحري حقا لهذا الأمر أن تستمتع حتى بالأزمات، أن تقف جنبا إلى جنب مع من تحب لتقول له أنا سعيد لأننا نمر بهذه الأزمة معا، لأننا نتكاتف، لأننا نتضامن سويا وأنه لا يهمك سواء كنت في أزمة أو في غير ذلك فإنك ستكون سعيدا على الرغم من ذلك لأنكما إلى جوار بعضكما فحسب.
لا تترك نفسك للغضب
للأسف الشديد من أسوأ ما يمكن أن يحدث في العلاقات هو العصبية والزعيق والصراخ، يجب أن تفهم أن شريك علاقتك يكون راسما عنك صورة ملائكية وللأسف القسوة تجاهه ستلاشي هذه الصورة الملائكية، يجب أن يظل محتفظا بصورتك مبتسما وتنظر إليه بعينين حانيتين، لذلك مهما كان الموقف عصيبا ومهما كان تأثيره عليك لا ترفع صوتك ولا تصرخ في وجهه ولا تترك نفسك للغضب كي يقودك نحو الهاوية، لو كان هناك حلا سحريا فعلا فإن الحل السحري للعلاقات أن تتحدث على الدوام بنبرة صوت هادئة، أن تسيطر على غضبك، وأنه مهما كان الموقف مستفزا عليك أن تقابله باحتضان وحنان واحتواء، أما اتباع الغضب حتى النهاية سيؤدي إلى الصدام وبالتالي إلى انهيار العلاقة، كما أنه سيجعل شريكك يعتاد دائما على قسوتك الناتجة عن غضبك بالتالي سيتخذ هو بدوره أيضًا أسلحته الدفاعية وسيتحول الأمر إلى ساحة حرب كل منكما يريد إنزال الهزيمة بالآخر، وأعتقد أن هذا بعيدا كل البعد عن جوهر العلاقات المبني على المحبة والعطاء والتكامل.
لا تترك مجالا للابتزاز العاطفي
الحل السحري للعلاقات لو جازت لناس التسمية ألا تتركها بالشكل التقليدي للعلاقات وأن تجردها من الإطار السائل لها وأن تضع إطارات حاسمة وأهمها على الإطلاق هو ألا تخضع للابتزاز العاطفي، بمعنى أنك لا يمكن أن يكون موقفا لا يصح على الإطلاق وهو خطأ تماما وتستجيب للخطأ وتنظر إليه أنه صواب تحت ضغط الابتزاز العاطفي وكذلك أيضًا لا تستخدم أنت الابتزاز العاطفي لإقناع الطرف الآخر أو لإخضاعه لرأيك أو لجعله يعتنق ما تعتنق أو يفهم ما تفهم، لا يمكنك على الإطلاق أن تجعل الأمور تسير في هذا الطريق وفي نفس الوقت لا يمكنك أنت تترك نفسك لمن يدفعك لهذا الطريق.
لكل موقف التصرف المناسب له
إذا كان ثمة حلا سحريا للعلاقات فعلا فربما في بعض المواقف ونقول في بعض المواقف وليس في جميعها، في بعض المواقف يكون الحال السحري للعلاقات أن تجعل لكل موقف التصرف المناسب له، بحيث ما يحتاج إلى الحزم والحسم تكن فيه حازما وحاسما وحين تحتاج إلى العاطفة تستخدم العاطفة، فمثلا هناك موجة انتقادات عالية للرومانسية بوصفها شيئا مشينا، فتجد أنك لا تود الإعلان عن مشاعرك أو التعامل برومانسية في موقف يحتاج إلى الرومانسية حقا خوفا من أن تتهم بأنك “رومانسي” أو شيء من هذا القبيل، لكن على أي حال يعني يجب أن تتعامل مع كل موقف بما يستدعيه هذا الموقف من أسلوب.
الحل السحري للعلاقات التسامح
أخيرا وليس آخرا فإن الحل السحري للعلاقات حقا هو التسامح، التسامح الدائم غير المشروط مع كل الأخطاء، وهناك فرق بين التسامح وبين التسيب وترك الأمور دون تعيين، فالتسامح يأتي بعد إدراك الخطأ، يأتي بعد أن نعرف جيدا أن هذا ما يحدث خطأ ورغم ذلك ولأن الإنسان خطاء بطبعه ولا سبيل لإرغامه على التوقف عن فعل الأخطاء والسير بمثالية شديدة في الحياة، نقول أنه من الممكن أن يتم التغافل عن بعض الأخطاء والتسامح معها بشرط التقدير لهذا التسامح والاعتراف ولو بين الإنسان ونفسه بهذا الخطأ، لذلك لا يوجد علاقة بها تحفز أو انتظار للخطأ وتنجح أبدا أو تصمد لفترة طويلة، التسامح هو ما يجعل العلاقات تستمر وتصمد فعلا.
الحل السحري للعلاقات ليست وصفة أو حبوب أو تطبيق تنزله من متجر التطبيقات وتفعله، إنه صبر ومثابرة واجتهاد ووعي تكتسبه ونظرة عقلانية وعاطفية للأمور، إنه برنامج متكامل تمارسه حتى تستطيع الإلمام بالرؤية على شمولها ومن ثم تتعامل على هذا الأساس.
أضف تعليق