الحشرات السامة هي نوع من الحشرات التي قد تسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه بالنسبة للإنسان أو غيره من الكائنات الحية الأخرى. فتنتشر الحشرات بأنواعها المختلفة في البيئة حولنا فمنها المسالم ومنها المسالم حتى نضايقه فيلدغنا ومنها الحشرات التي لا تتورع عن لدغ أي شخصٍ تجده أمامها كالبعوض مثلًا، وتختلف الحشرات اللادغة بين حشراتٍ سامة أو غير سامة، اللدغة غير السامة تتسبب في إحساسٍ لاذعٍ بالحكة واحمرارٍ وألمٍ في الجلد وعلى أسوأ الحالات التهابٍ بسيط، يهدأ قليلًا ثم يذهب، أما الحشرات السامة فهي تبث السم في الجسد عبر لدغتها ويكون سمها أقوى من أن يتحمله الجسد فينهار ميتًا في بعض الحالات، تستخدم الحشرات وبعض الزواحف السم كخط دفاعٍ وحمايةٍ ضد أعدائها ومن يهددون حياتها ونسلها وحياة أولادها من الحيوانات أو الحشرات التي تكبرها حجمًا وتفوقها قوةً، كذلك فإنها تستخدم السم للإيقاع بفرائسها لتوفر لنفسها ولأولادها الغذاء الكافي، وكون بعض الحشرات اللادغة غير سامةٍ لا يعني أبدًا أنك تصبح في مأمنٍ منها، فلدغة حشرةٍ غير سامةٍ شيء وتكالب جماعةٍ كاملةٍ من تلك الحشرة عليك شيءٌ آخر فبعضها قد يؤدي للوفاة بسبب جرعةٍ زائدةٍ من إفرازاتها أثناء لدغها لك.
الحشرات السامة : معلومات وافية عنها
أنواع الحشرات السامة
تنتشر الحشرات السامة في جميع أنحاء العالم تختلف ما بين أنواعٍ كاملةٍ سامة أو أنواعٍ أخرى منها السام ومنها غير السام، من أشهر الحشرات السامة هي العناكب وتتكون فصيلة العناكب من عدة أنواعٍ سامة تترتب حسب سميتها أخطرها على الإطلاق هو العنكبوت البرازيلي حيث تكفي كميةٌ صغيرةٌ منه تعد بالمللي جرامات لقتل فأرٍ كبير ولدغته تكون من القوة حتى أنها تقتل الإنسان في غضون دقائق، يليه عنكبوت الأرملة السوداء الشهير والملقبة بذلك الاسم لأنها تقتل الذكر بعد التزاوج وبالطبع فهي حاملة السم ولدغاتها قاتلة، العنكبوت الأسترالي أكثرها شهرةً لدينا وشكله هو أول شكلٍ يأتي إلى مخيلتنا عند الحديث عن العناكب أو الحشرات السامة، هو ذلك العنكبوت الممتلئ المغطى بطبقةٍ كثيفةٍ من الشعر البني أو الأسود وتبدو أرجله قصيرة، لدغته قاتلة وأكثر تأثيرًا على الأطفال.
النمل السام
النمل من الحشرات المألوفة لدينا وغالبًا لا يشكل وجود النمل خطرًا سوى إفساد الأطعمة والانتشار غير المحبب في بعض البيوت، ونادرًا ما تتسبب النملة في اللدغات أي أنها لا تهاجمك قاصدةً الإيذاء وإنما ربما تضيع في طيات ثيابك فتجزع وتلدغك، لكن على صعيدٍ آخر فبعض الأنواع من النمل تختلف أشد الاختلاف عن النمل الصغير المعتاد الذي نراه وإنما تختلف أنواعها وأحجامها وتتباين ألوانها ويدخل بعضها قائمة الحشرات السامة، النمل الناري من أشهر أنواع النمل السام ويتكون من عددٍ كبير من الأنواع وكلها سامة على السواء، يتغذى ذلك النمل على النباتات والبذور وما يتوافر له أن يقتله من الحشرات الأخرى والزواحف حيث بإمكانه قتل إحدى الزواحف في دقيقة مهما كان حجمها، يقوم بحقن مادةٍ قلويةٍ سامةٍ داخل الجسم الذي يهاجمه ويتسبب سمه في الموت في كثيرٍ من الأحيان، النمل الأسود من النمل السام المنتشر في شبه الجزيرة العربية تتسبب اللدغات منه في أعراض الحساسية في كل الجسم وتأثيره قد يصبح مميتًا حين التعرض لأكثر من لدغة، النملة المقبلة أو البقة المقبلة من قائمة الحشرات السامة حيث تتغذى على دماء الكائنات الحية الأخرى وخلال امتصاصها للدم تبث السم في الكائن الحي لشله أو قتله أحيانًا، مصاص دماءٍ آخر! النمل المجند نوعٌ أخر من النمل الشرس خطره لا يكمن في سمه قدر أنه يكمن في عضاته القاطعة، كما أنه يشتهر بالتنقل الدائم والمزاج الشرس ومهاجمته لكن ما يتحرك من حوله والقضاء عليه بلا تفكير.
الدبابير السامة
يعجز البعض عن التفرقة بين الدبابير والنحل وهو أمرٌ شائعٌ خاصةً إذا لم تكن متخصصًا أو ذا ثقافة واسعةٍ بالحشرات ثم رأيت أحدها أمامك فتعجز عن التفرقة بينه وبين النحلة، إن كانت أهمية النحلة تكمن في تلقيح الزهور وصنع العسل فالدبابير لها أهميةٌ أخرى من حيث التخلص من الآفات الزراعية، لكن بعض أنواع الدبابير تخرج من قائمة الدبابير المسالمة لتدخل قائمتنا عن الحشرات السامة، من أشهرها وأكبرها هو الدبور الآسيوي العملاق وهو أكبر دبورٍ على سطح الأرض ومن اسمه فهو متواجدٌ في البلاد الآسيوية، سواءً كان يعيش في جماعاتٍ أو وحيدًا فالدبابير ليست من الحشرات الهجومية وإنما تهاجم حين تعرضها للخطر أو الاستفزاز، وتصبح لدغاتها سامةً وقاتلةً في كثيرٍ من الأحيان حتى أن هناك إحصاءاتٍ عالمية مسجلة لإحصاء الوفيات الناتجة من لدغاتها.
النحل الإفريقي
حشرةٌ إفريقية الموطن تنضم لقائمة الحشرات السامة لدينا، من المعروف أن لدغات النحل مؤلمة وتسبب الاحمرار والتورم كغيرها من اللدغات لكن لدغات النحل الإفريقي تحقق أعلى نسبة وفياتٍ في إفريقيا من لدغات الحشرات السامة، والأكثر تسببًا في ذلك كون ذلك النحل سهل الإثارة والاستفزاز من أقل سبب فيهاجم ويقتل!
العقارب السامة
ملوك السم في البرية تبقوا للنهاية من بين الحشرات السامة، العقارب! أكبر ملوك الليل رعبًا وسميةً للإنسان وللحيوانات الأخرى حتى أن سم بعضها قد يقتل حصانًا قويًا ويتغلب على سم بعض الأفاعي، يباع سم العقرب بـ 200 مرة ضعف ثمن سم الأفعى من قيمته العالية! وأغلب العقارب سامة حيث تمتاز ببنيةٍ ضعيفةٍ وفقدانها حواس البصر والشم والسمع لذلك يعتبر سم ذيلها وسيلتها الدفاعية الأقوى والأخطر، وكلما زاد ضعف بنية العقرب كلما زاد قوة سمه وخطره وفعاليته، يستخدم العقرب سمه لتخدير الفريسة والتأثير على جهازها العصبي حتى يتوقف قلبها وتنفسها ويلتهمها وهي طريقةٌ من أبشع طرق الموت، كذلك فإنه يتغذى على بني جنسه وعناكب من فصيلته والعديد من الزواحف الأخرى، بعض سموم العقارب لا تزيد عن كونها تسبب الحمى والحساسية وبالطبع تختلف درجة الأثر حسب اختلاف سن المصاب ومقدار السم الذي حقن به، والبعض الآخر مميتٌ وفتاك يقضي على فريسته أيًا كان حجمها في دقائق معدودة.
علاج اللدغات السامة
الأمصال ومضادات السموم في المستشفيات هي العلاج الأول والسريع لتلك اللدغات، فعندما يتعرض الشخص للدغة من حشرةٍ يعلم بأنها سامة وشهيرة بسميتها في تلك المنطقة أو يبدأ بالشعور بأعراضٍ كالدوار والصعوبة في التنفس يجب نقله إلى المستشفى بأسرع وقتٍ ليتلقى المضادات المناسبة ومن الأفضل أن تؤخذ الحشرة اللادغة معه لتسهيل عملية اختيار المضاد على الأطباء وعلاج الشخص بأسرع وقت، وبعض اللدغات تتسبب في نقل الأمراض فبعد العلاج بمضادات السموم يتم علاج الشخص من العدوى التي انتقلت إليه.
الوقاية
الوقاية من الحشرات السامة خاصةً في الأماكن التي تشيع فيها سواءً كنت من سكان تلك المناطق أو الوافدين إليها في الزيارة أو السياحة تتمثل في الأمصال واللقاحات التي توفر للجسد المناعة ضد أغلبها وتحميه من أضرارها وتأثيراتها، وفي كل بلدٍ تنتشر فيها الحشرات السامة يجد أهلها وسائل لحماية بيوتهم وأنفسهم من تلك الحشرات وطردها بعيدًا عنهم حتى لا تتعرض لهم في منامهم أو تلدغهم على غفلةٍ منهم، النظافة الشخصية ونظافة البيت وإبعاد بواقي الطعام عن متناول تلك الحشرات حتى تبقى بعيدة، كذلك الابتعاد عن تجمعات الحشرات وعدم مضايقتها أو استفزازها حتى لا تهاجمك وتلدغك.
عالم الحشرات عالمٌ واسعٌ وكبير وحتى بأذاها وسمها فهي لا تستخدم ذلك السم متعةً في إيذاء الغير وإنما كوسيلةٍ وهبها لها الله لتحافظ على جنسها ونسلها وتحمي بيوتها وتوفر الغذاء لجماعتها، إن سالمناهم سلمناهم لكننا نتعدى عليهم وعلى مناطقهم وبيوتهم ونهددهم، لذلك لا نستطيع أن نلومهم عندما يهبون للدفاع عن أنفسهم.
أضف تعليق