الحب الثاني من ضمن المواضيع الحياتية المؤثرة جداً في حياة المجتمع ككل وربما تزعم أني أبالغ في مساس المجتمع بهذا الموضوع الذي من الممكن أن يعتبره البعض ثانوي ولكن الحقيقة أن الحب الأول قادر أن يخرب بيوت قامت على الحب الثاني لفشل التجربة الأولى، ومن هنا تجد المشاكل تتطور إلى حالة كبيرة من الاضطراب المجتمعي والأسري لمجرد أن هناك شخص لا يقدر على نسيان الحب الأول وفي نفس الوقت يحتاج إلى الحب الثاني وتشابكات نفسية قد تعصف بالبيوت والأزواج والأولاد وتتداعي المواقف حتى تصل إلى المحاكم والطلاق والخُلع، نعم عزيزي القارئ لا تستهين بالمشاعر المكبوتة والمكنونة داخل بعض الناس ولذلك في هذا المقال سنحاول جاهداً أن نضعك على الطريق الصحيح حتى تستطيع أن تتجاوز محطة الحب الأول تماماً لتكون قادراً على بناء حب ثاني مستقل غير مبني على أي شوائب نفسية قد تصنع فيما بعد مشكلة كبيرة، ومن هنا يجب أن تعلم عزيزي القارئ أني عندما قلت أنها مشكلة تخص المجتمع فهذا حقيقي لأن في الغالب الذي يحمل وزر مشاكل الحب الأول والثاني هم الأطفال وسنشرح لك بالتفصيل كمية الكوارث التي من الممكن أن تحدث بسبب هاتين الكلمتين البسيطتين.
أهم نصائح إنجاح الحب الثاني
المشاكل
يوجد كثير جداً من المشاكل تتمحور حول هذا الموضوع أهمها هي الزواج في ظل وجود ذكريات أو علاقة قديمة تربط احد الزوجين بشخص أخر قد تم الانفصال بينها في القديم ومن ضمن مسببات المشاكل أن الشخص الذي كان مرتبط لم يصارح زوجه في الأساس بوجود هذه العلاقة مما يجعل الأمر سراً في جوف الشخص نفسه، وهذا سيء جداً إذ يجعل العلاقة بين الزوجين مكسورة بطرف ثالث احدهما لا يعلم بوجوده ومن ثم الأمر قد يتطور فيظل الشخص الذي له تجربة سابقة متعلق بها غير راضي ومتقلب المزاج مع شريك حياته لمجرد أنه يشعر بشيء غير طبيعي في علاقتهم وهو بالفعل غير طبيعي، إذ يجب على العلاقة الزوجية أن تكون خاصة باثنين ولكن عدم نسيان الحب الأول قد يجعل من الحب الثاني جحيم وليس زواج. قد يتطور الأمر أحياناً أن يقابل الشخص المتزوج الحب الأول من خلف ظهر شريك الحياة بدافع أنهم أصدقاء ويعرفون عن بعض أشياء كثيرة ومن ثم في الأخير تبدأ المشاعر من جديد تشتعل داخلهم ليصبح الأمر شبه خيانة عاطفية أو تورط بين شخصين وهذا من ضمن أشبع الأخطاء العاطفية التي قد يرتكبها المرء ومن هنا عزيزي القارئ أدعوك أن تقرأ هذا الكلام جيداً إن كنت تعاني من مثل هذا الموضوع.
قطع الربط تماماً
يجب عليك إن كنت تريد أن تحظى بحب ثاني في حياتك أن تقطع كل الربط بينك وبين العلاقة الأولى التي قد انفصلت عنها والأمر هنا جدي جداً ولا يقبل أنصاف الحلول، ولا تقول نحن سنظل أصدقاء فقط ولكن سنتجاوز فكرة الارتباط أو الزواج لأن هذا في الحقيقة هو وهم كبير توهمان به أنفسكما إذا كنتما تفعلان ذلك، وإن كنت تفعل ذلك فلا يجب أن تعطي نفسك فرصة للحب الثاني من الأساس لأنك حينها ستكون عالق حتى عنقك في الحب الأول ولكن الإطار تغير في صورة كلمة تدعوها صداقة وستجد نفسك تلقائياً تريد أن تتجاوز مرحلة الصداقة وتقول لنفسك أنكما لا تقدران على الابتعاد عن بعضكما وأن مرحلة الصداقة التي مررتما بها قد أبانت الكثير لتتعلموا من أخطائكم وستعودون مرة أخرى كما كنتم ثم ستنفصلون وهكذا. ولا تعتبرني قاسي فهذه هي الحقيقة لذلك أحذرك جداً من فكرة الإبقاء على الحب الأول في حياتك إن كنت تريد أن تبدأ صفحة جديدة للحب الثاني بل اغلق جميع المنافذ والربط ولا تقصر الموضوع على الكلام بل تجنب هذا الشخص تماماً ومارس حياتك من دونه وبعدما تتأكد تماماً أنه لم يعد له تأثير في حياتك لا ترجع إليه، لأن المشاعر قابلة للتغير ببساطة ومن الممكن بعدما اعتقدت أنك طبيعي من ناحيته فتجد نفسك تنجذب إليه أكثر من الأول لتجد نفسك في دائرة مغلقة في التعلق بشخص لن يكون لك مهما كان، لذلك قطع الربط تماماً يعد هو أساس كل الحلول الأتية حيث تصنع لنفسك مساحة تتحكم فيها في شعورك وتهرب منه من الحب الأول.
لا تظلم الطرف الأخر في الحب الثاني
كثير من الأشخاص كما ذكرت يكونون مروا بعلاقة عميقة في الحب الأول وهذه العلاقة لم تكتمل لأي سبب من الأسباب، ويعتقد أحد الطرفين إنه تجاوز هذه المرحلة وأنه يجب أن يجد حب ثاني يبدأ معه الحياة الجديدة بشكل عملي، ويجد بالفعل شخص، ولكن في أثناء بناء العلاقة وحتى بعد الزواج لا يذكر أمامه سيرة الحب الأول وهذا ما أسميه الكذبة السوداء أو السوس في الحياة الزوجية. حيث يقتات الخراب بينهم على كذبة ليست بالبسيطة ولا تهون من الأمر وتقول في ماذا سنستفيد كلانا عندما يعرف الأخر ماضي الثاني ولكن الحقيقة أن العلاقة المبنية على المغفرة والصراحة هي العلاقة الأنجح في الحياة. حيث عندما تخبر الأخر بحبك الأول هذا سيكون بمثابة الاعتراف والاعتراف بمثابة الالتزام لأنك بالتزامك هذا ستجعل الأمور واضحة أمام شريك حياتك لتكون مكشوف أمامه، فإن حدث شيء مع هذا الشريك القديم حينها سيلاحظ وسيسأل وربما هذا يكون نوع من أنواع الردع الحميد الذي يأتي في وقته لعدم هدم علاقة ناجحة كانت من الممكن أن تفشل لمجرد أن أحدهم لم يقل للأخر على شيء مهم مثل هذا. وإن كنت ستظلم حبك الثاني ولن تقول له على حبك الأول وستظل على علاقة خفية تحت بند الصداقة أو الزمالة فأنت هنا خائن ويجب أن تعلم ذلك وتكون صريح مع نفسك ويجب أن تدع الطرف الأخر ولا تتمادى في هذه الخيانة.
عدم المقارنة
كثير من الناس يفعلون هذا الخطأ الشنيع في حق الحب الثاني وهم يبدئون في المقارنة بينه وبين الحب الأول ويقولون أن مثل هذا لن يناسبني ففلان الأول كان يعاملني أفضل منه أو أن فلان كان رومانسي وهذا عملي أو أن فلان كان له شخصية وهذا ضعيف أو فلانة كانت جميلة جداً أما هذه فجمالها ليس جذاب…أو… وقس على ذلك أمثلة كثيرة للمقارنات وهنا في الحقيقة تكون قد بدأت في هدم علاقة من قبل أن تتكون من الأساس. فالمقارنات في كل شيء هي عبارة عن سم قاتل للعلاقات والنفسية لذلك لا تفعل ذلك في حق شريكك ولا تبدأ تقبيحه وتجميل القديم لمجرد أنك لا زلت لم تنسى الحب القديم، فما ذنب الحب الثاني إذاً وما ذنب أنك جعلته يتعلق بك من الأساس وبعد ذلك تقول أن الحب الأول هو الأبقى، والحقيقة أنه لا يوجد شيء اسمه حب أبقى وحب غير أبقى فأي علاقة قابلة للانكسار مدى الحياة وأي علاقة قابلة للعيش بسعادة أيضاً مدى الحياة، ولكن الذي يحدد هذه النقطة هما الاثنين معاً وليس أحدهم فقط فلا يصح أن يكون الحب من طرف واحد والطرف الأخر يعيش على أطلال الحب القديم ويحاول أن يجعل الحبيب الثاني هو نسخة من الحبيب القديم ولكن في صورة محسنة فهذا خطأ جداً. فالقاعدة الأولى يجب ألا تنساها أبداً، انسي حبك الأول تماماً وبعد ذلك فكر في بناء علاقة جديدة حتى لا يقع الطرف الثاني الجديد في فخ المقارنات.
لا تدخل علاقة لأجل سد الفراغ أبداً
يوجد أشخاص كثيرون يفعلون هذا الشيء بطريقة سيئة جداً إذ يتعاملون مع العلاقات وقلوب الآخرين كأنها مزحة في حين أن العلاقات عند بعض الناس تكون هي الحياة بأكملها، فيأتي شخص ويخرج من علاقة أولى ليبحث عن الحب الثاني الذي سيسد به الفراغ الذي سببه تركه لشريكه الأول، وكأن الحب الثاني هذا ليس إلا سد خانة وليس مجرد شخص يقع في حب ويسلم الشخص الأخر مفاتيح عاطفته ووقته وأسراره، فالقلوب ليست لعبة في اليد والمشاعر ليست سد خانة يجب عليك أن تدرك تماماً أنك إن كنت تأخذ الموضوع على إنه مجرد علاقة تقضي بها وقتك كما يحلو لك فافهم أنك لن تحوز أبداً على علاقة ناضجة في حياتك ببساطة لأنك أنت ليس بناضج حتى تتلاعب بالآخرين في سبيل أنانيتك، لذلك تأكد تماماً بعدما تتخلص من علاقتك الأولى أن الأمر جدي في الحب الثاني وليس مجرد سد فراغ عاطفي قد تركه داخلك شخص.
تعلم من أخطاءك الأولى
في الحب الأول غالباً الجميع يقترف الأخطاء لذلك عليك جيداً، إن أردت أن تنجح في الحب الثاني، أن تتعلم من هذه الأخطاء وبشكل مباشر، هذا يعني مثلاً: في الحب الأول كان الخلاف الدائم هو عدم الاحترام أن أحدكم يشعر من الأخر بعدم الاحترام، لذلك في الحب الثاني تجنب تماماً التقليل من الطرف الأخر حتى ولو على سبيل الهزار فالأمر يصبح جد أحياناً ويصبح الأمر عبارة عن مشكلة، وهكذا في جميع الخطوات والسلبيات التي من الممكن أنك تشعر أنها قد تكون أثرت على علاقتك الأولى، تجنبها واسع لتكون أفضل من أجل الحب الثاني لأنه يستحق هذا منك.
الحب الثاني فرصة جديدة
يجب أن تعلم أنه هناك دائماً فرصة للحياة وأن الحب الأول هذا ليس مجرد كل شيء وأن هناك حياة بعد. فلا يجب أن تجلس وحيداً تبكي على القديم بل بالعكس انهض وقم وتعامل مع حياتك أنها منبع فرص واسعي لتخطي الحب الأول حتى تجد الحب الثاني، ومن هنا لا تهاب الموقف وتقول إنه سيصبح مثل الحب الأول مجرد مشروع علاقة فاشلة، بالعكس فالحب الثاني فرصة جديدة تستطيع أن تثبت فيها لنفسك أنك شخص جيد وقابل للمحبة بنضوج وتستطيع إسعاد الآخرين.
أخيراً عزيزي القارئ يجب عليك أن تتفهم جيداً أن الحب الثاني هو طريقة جيدة لبناء بيت مبني على خبرة قديمة من الممكن أن تكون سيئة جداً، لذلك ستجد نفسك تتجنب المشاكل التي قد تجعلك في مثل هذا الموقف مرة أخرى. وهكذا فالحب الثاني يعطيك أولوية لأن تكون قادر على إدارة حياتك من خلال الخبرة التي عشتها قديماً مع شخص قد عرفت أنه لا يليق بك، كما أنك أيضاً ستجد نفسك قادر على الاختيار بصورة أكثر حكمة لأنك عرفت أن الاختيار ليس مجرد مشاعر وعواطف فقط، بل بالعكس العلاقات يجب أن تُبنى بحكمة كبيرة لأن حياتنا مبنية على العلاقات بصورة أساسية. لذلك افتح قلبك ولا تغلق قلبك بعد الحب الأول وتقول إنك لن تحب غير واحد فقط، فهذا ليس جيد فمن الممكن أن تجد شخص أفضل بكثير من السابق يعوضك عن سنين حياتك.