تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » كيف تنجز أي عمل مهما كان ومهما كانت الحالة النفسية لك؟

كيف تنجز أي عمل مهما كان ومهما كانت الحالة النفسية لك؟

المحاولة هي أهم ما في حياة الإنسان، وهي السبب الأول في النجاح، وأهم ما يجب أن يحاول فيه الإنسان هو أن يكون منتجا ونافعا دائما، مهما كانت الحالة النفسية التي يمر بها، و سنشرح في هذا المقال كيف يعتاد الإنسان على هذه الآليات.

الحالة النفسية

“إذا أردت تغيير العالم فعليك ترتيب سريرك عند الاستيقاظ” هذا ما يخبرنا به علماء النفس دائما، إن الحالة النفسية تتأثر بأي عمل نقوم به، عليك التعلم أن كل ما تقوم به هو شيء وذلك مهما كان صغيرا، فعقولنا تتأثر بالكثير من الأشياء في حياتنا والتي تعد أشياء غير ملحوظة لنا، حيث يظل عقلك متأثرا بالرجل الفقير الذي رأيته في الشارع، أو القطة المكسورة، حتى بعدما تكون قد نسيت أنت الأمر بأكمله، ومن هذا المنطلق يمكننا أن نعرف درجة الحساسية التي يعمل بها عقلنا عالية. وتعد هذه آلية النجاح الأولى، فمعرفتك الآلية التي يعمل بها عقلك سيساعدك على برمجته والتحكم به بسهولة، ومن برمجة عقلك والتحكم في الأمور التي تقوم بها واعيا وغير واع، سيساعدك كثيرا في حياتك، حيث يعد الإنجاز المستمر للأعمال من الأمور المهمة التي يقوم بها الإنسان ليس لنفسه فقط وإنما للعالم بأجمعه.

قاعدة الخمس ثواني

الحالة النفسية قاعدة الخمس ثواني

تعد قاعدة الخمس ثوان واحدة من أهم الطرق التي اقترحت مؤخرا للقيام بالأعمال والمهام التي يماطل الشخص أو تصيبه حالة نفسية سيئة عند القيام بها وتعود هذه الفكرة إلى الكاتبة (ميل روبينز) والتي كانت تحظى بحياة ناجحة وهادئة إلى حد كبير، وذات يوم بدأت الرتابة تتسلل إلى روتينها اليومي، وبدأت إنتاجيتها في الانحدار، ثم بدأ نجاحها يختفي، ومع مرور الوقت انقطعت الكاتبة عن العمل، وبعد مرور عدة سنوات تخبرنا الكاتبة بأنها اكتشفت الحل أخيرا لهذه الحالة النفسية وهو قاعدة الخمس ثوان، وتنص القاعدة على أنه يجب تحديد ما نود القيام به ثم نقوم بالعد خمسة أرقام ونسرع بسرعة إلى العمل الذي علينا القيام به، وفائدة هذه الطريقة أنها تبرمج العقل على روتين ثابت حيث يعتاد على أنه بعد سماع هذه الأرقام سيفعل المهام التي عليه القيام بها، وبالفعل نجحت الكاتبة نجاحا كبيرا بعد استعمال هذه القاعدة وكتبتها في كتاب يعد واحد من الكتب الأكثر مبيعا في العالم. ولا يشترط عليك تنفيذ القاعدة كما هي، فمن الممكن أن تغير الأرقام إلى عدد آخر أو كلمة معينة.

قم بالمهام الكبيرة أولا

تعد فكرة القيام بالأمور الشاقة والكبيرة، قبل الأمور السهلة والبسيطة، من أشهر الفكر التي سينصحك بها طبيبك الخاص إذا كنت تلاحظ قلة الإنتاجية والتكاسل الملحوظة، و الحالة النفسية المتغيرة دائما، وتعود هذه الفكرة إلى الكتاب الشهير (فلتأكل ذاك الضفدع) حيث شبه الكاتب (برايان تريسي) الأعمال والمهام التي يجب أن يقوم بها الإنسان بمائدة طعام كبيرة، يجب على الإنسان أن ينهيها كلها، وهذه المائدة متنوعة إلى حد كبير فيها طعام حلو المذاق وطعام صحي وطعام ضار لكنه محبب للنفس، لكن يوجد في هذه المائدة أيضا ضفدع، وهنا يقول الكاتب أنه في كل الأحوال يجب أكل الضفدع، لذلك ينصحنا الكاتب أن نبدأ بأكله، لأنه حتى عند البدء في الأمور المحببة للنفس مجرد تذكر وجود هذا الضفدع سيصيبنا بالخوف والتوتر، أما عند الانتهاء منه أولا سنستطيع أن نستمتع بالأمور التي نحبها، وبالطبع لن نصاب بالملل أو الكسل، وفي هذا الموضوع نجد نصيحة أخرى تخبرنا بأنه يجب علينا القيام بما نحبه، وبالرغم من الوقت والجهد الذي نبذله لنصل إلى هذا العمل الذي نحبه، إلا أنه سينقذنا من أكل هذا الضفدع نهائيا.

الخطط المنطقية تنفع مهما كانت الحالة النفسية

تعتبر الخطط الكبيرة من أكثر الأمور التي تعمل على انحدار الحالة النفسية وذلك لصعوبة تنفيذها، فعند وضع هذه الخطط يشعر الإنسان أنه بمجرد إنهائها سيكون قد أتم جزءا كبيرا من المهام التي لديه، وبالتالي يكون لديه شعور جيد حتى مع بداية التسويف لهذه المهام، ومع كثرة التسويف يصاب الإنسان بإحباط، وحالة من الحزن والشعور بعدم القدرة على إنهاء مهامه، بالتالي يؤجلها إلى يوم آخر، ويظل هذا الأمر قائما إلى أن يقترب الشخص من موعد تسليم المهام فيقوم بعملها بسرعة وبجودة قليلة، ولتفادي هذه المشكلة منذ البداية يجب تعلم التخطيط المنطقي الجيد، حيث من المفترض تقسيم المهام التي يجب القيام بها إلى مهام صغيرة تناسب الوقت المتاح والحالة النفسية، كما يجب وضع الأمور المفاجئة في الحسبان مثل: مرض مفاجئ، حدوث خلل في الكمبيوتر الذي تعمل عليه، وهكذا، ومع مرور الوقت يجب وضع ملاحظات لعيوب ومزايا الخطة السابقة التي وضعتها، وسيساعدك هذا الأمر في تطور الخطط الجديدة التي ستقوم بها، وبالإضافة إلى البحث المستمر عن كيفية تنظيم وإدارة الوقت ستصبح قادرا على إتمام أعمالك بسهولة، ثم سيتحول الأمر إلى روتين، وبالتالي لن تؤثر الحالة النفسية على أعمالك.

عشر دقائق فقط

الحالة النفسية عشر دقائق فقط

شهدت هذه الفكرة نجاحا كبيرا خصوصا بعد تجربتها من الملايين في كل مكان في العالم، وصرح الكثير من الأطباء أنها من الخدع الذكية التي يمكن أن نبرمج بها العقل، وتدفعه للقيام بأي شيء نريد مهما كانت حالتنا النفسية سيئة، ومهما كان الوقت غير مناسب، فإذا كانت لديك مهمة ما أو عمل عليك تسليمه ولكنك تتكاسل عن القيام به، أو تجده عملا ثقيلا يصعب الاقتراب منه، كل ما عليك هو إحضار هاتفك المحمول وضبط المؤقت على عشر دقائق، وكل ما يتطلب منك في هذا الوقت هو إحضار ورقة وقلم أو حاسوبك الشخصي، ووضع خطوط وعناوين لما عليك القيام به، ومن الممكن أن تبدأ في جزء صغير جدا من العمل، وإذا وجدت نفسك بعد مرور هذا الوقت تريد أن تكمل ما بدأته فستقوم بضبط عشر دقائق أخرى فقط للتفكير وترتيب أوراقك ولا تخبر نفسك أبدا أنها بهدف العمل، وإن لم تحب العمل بعد مرور الوقت فكل ما عليك فعله هو ترك العمل بأكمله والذهاب لفعل شيء آخر مثل: قراءة مجلة أو الذهاب للشرفة واستنشاق الهواء، أو التمشي قليلا في البيت، ثم تعود وتحاول مرة أخرى ومع مرور الوقت ستلاحظ النجاح الفعال لهذه الطريقة.

لم يقف العلماء والأطباء صامتين عند المشاكل النفسية التي تعيق الإنسان، بل نجد أنهم قد قطعوا أشواطا كبيرة في المشاكل الكبيرة التي تخص الإنسان، خصوصا هذه المشاكل المتعلقة بعقولنا وأعمالنا وحياتنا اليومية، وذلك لمعرفتهم بأهمية الإنسان، لا يكتفي العلماء والباحثون بجعل الإنسان شخصا ناجحا فقط، بل يسعون دائما لتطوير آلية العمل التي يسير بها لجعله يخرج أقصى ما لديه من قوة، فالعمل في الحالة النفسية السيئة لا يساعد فقط على إنهاء المهام والأعمال التي يجب القيام بها فقط، بل يساعد الأمر أيضا على التخلص من الحالة النفسية في حد ذاتها، حيث يعتبر العمل والإنجاز من أهم الحلول التي تساعدنا على التخلص من الظروف السيئة، بأهمية الموضوع يكثر البحث والعمل، لذلك نجد أن موضوع المقال من أكثر المواضيع التي شغلت كتب وأبحاث التنمية الذاتية مؤخرا وتم ذلك تحت مسميات عديدة، هدفها جميعا، تحسين الحياة.

محمد جاد الله

احب المطالعة واكتشاف كل جديد. لكتابة بالنسبة لي هي قوة ودافع للاستمرار.

أضف تعليق

20 − اثنا عشر =