بكل بساطة يعتبر التهاب القولون هو حدوث إصابة في الغشاء المخاطي المحيط بالقولون، وتكون هيئة هذا الالتهاب هي تقرحات في الغشاء واحمرار شديد بها حتى أن أجهزة الفحص والكشف عن المرض تظهره عبارة عن التهابات زائدة ذات لون أحمر وردي، وهو للأسف من الأمراض أو المشكلات كثيرة الأعراض فلو أصاب المرض شخص فسوف تظهر عليه العديد من الأعراض المختلفة والمؤلمة، وتختلف تلك الأعراض من صورة لأخرى من صور التهابات القولون الكثيرة، فهناك عدة صور له مثل التهاب القولون التقرحي، والتهاب القولون الكاذب، والتهاب القولون البكتيري، والتهاب القولون العصبي، وغيرها من الصور الأخرى التي تأتي للإنسان حسب الأسباب التي أدت لذلك، فالأسباب هي المتحكمة في صورة الالتهاب الموجود لدى كل فرد، حيث أنه لكل صورة أسباب خاصة بها، وأيضًا لكل صورة طرق علاج خاصة بها، ونحن هنا سوف نتعرف على أشهر هذه الصور بشكل مفصل، فإن كنت مهتم بمعرفتها جملة وتفصيلًا فيتوجب عليك أن تتابع مقالنا هذا إلى نهايته، لذا فلا تذهب بعيدًا.
استكشف هذه المقالة
التهاب القولون التقرحي
يعتبر التهاب القولون التقرحي هو أكثر أنواع الالتهابات سوءاً نظرًا لكونه طويل الأمد وعملية الشفاء منه بشكل نهائي تكون شبه مستحيلة، حيث أن كل الأدوية المخصصة في علاج هذا الالتهاب تكون عبارة عن مسكنات مهدئة للمرض ومقللة من أعراضه وعلاماته، عامة مرض التهاب القولون التقرحي يأتي في البطانة الأكثر عمقًا بالأمعاء الغليظة، ويكون عبارة عن قرح ملتهبة طويلة الأمد تنتشر في الجهاز الهضمي، وحينما قام الأطباء بدراسة هذا المرض حتى يتعرفوا على الأسباب التي تؤدي إلى ظهوره، توصلوا إلى أنه لا يوجد أي سبب واضح يؤدي إلى ذلك حتى ما تم اكتشافه مسبقًا من أبحاث فهي ليست صحيحة أبدًا، فقد قيل قديمًا أنه من أسباب حدوث الالتهاب القولوني التقرحي هو الضغط النفسي والعصبي، والنظام الغذائي السيئ والمشتمل على بعض الأطعمة المعينة، ولكنها ليست أسباب صحيحة بالمرة ولم تثبت صحتها على أي مريض بهذا المرض.
وهناك أيضًا بعض الأطباء الذي يرون أنه من أسباب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي هو العامل الوراثي، فلو كان هناك أحد أفراد العائلة مصابين بتلك المشكلة فإنه من الممكن أن تنتقل إلى فرد أخر، ولكن أيضًا لم نرى شخص مصاب بهذا الالتهاب ولديه في عائلته أحد الأفراد المصابين به أيضًا، ومن الأطباء من قالوا أن الالتهاب قد يظهر نتيجة وجود خلل في وظائف الجهاز المناعي للإنسان، حيث أنه إذا كانت هناك مهاجمة بكتيرية أو فيروسية على جسم الإنسان وقام الجهاز المناعي لديك بصدها بكل قوة، فإن هذا الدفاع الغير طبيعي سوف يؤثر على خلايا الجهاز الهضمي فيحدث لها التهاب، وهو يعد أقرب الأسباب صحة وتصديقًا.
أعراض التهاب القولون التقرحي
هناك بعض الأعراض التي تظهر على مصابي التهاب القولون التقرحي ولكنها ليست بالأعراض الواحدة التي تظهر على جميع مصابي هذا المرض، فهي مختلفة ومرتبطة بالمكان الذي حدث في الالتهاب وشدة وحدة الالتهاب، ومن ضمن هذه الأعراض الشعور بالإرهاق الشديد والكسل، وإصابة الشخص بالإسهال وفي بعض الأحيان يكون إسهال مصحوب بدم وصديد، أيضًا حدوث فقدان في الوزن بشكل تدريجي حتى أنه قد يصل الأمر إلى حد النحافة، كثرة الشعور بالحاجة إلى التبرز مع عدم القدرة عليه بالرغم من المحاولة، وجود ألم في البطن وألم أيضًا في المستقيم، الإصابة بالحمى ولكنها ليست دائمة، حدوث نزيف في المستقيم، وهناك عرض أخر متعلق بالأطفال فقط وهو حدوث تأخر في النمو.
هذه تعتبر أهم الأعراض التي تظهر على مصابي بمرض التهاب القولون التقرحي، ولكن إن ترك الأمر من دون معالجة سريعة فقد تحدث مضاعفات خطيرة مثل تضخم القولون السمي، وحدوث نزيف شديد، وظهور مرض كبدي نادر، أيضًا ظهور التهابات في المفاصل والجلد، ويصبح المريض في احتمالية للإصابة بتجلط دموي في الشرايين والدموي، أيضًا يكون معرض للإصابة بسرطان القولون، والجفاف الحاد، وغيرها من المضاعفات الأخرى التي تظهر نتيجة إهمال علاج مشكلة التهاب القولون التقرحي، لذلك فيتوجب على من يشعرون بالأعراض الأولية لذلك المرض، أن يتوجهوا سريعًا إلى الطبيب المختص لعلاج المرض وإلا ستتفاقم المشكلة وتصبح أكثر خطورة.
التهاب القولون العصبي
من ضمن أنواع التهاب القولون المتعددة يوجد التهاب القولون العصبي وهو يعد الأكثر شيوعًا من بين بقية الأنواع الأخرى، فهو عبارة عن مرض يصيب أنسجة الجهاز الهضمي كان ينظر إليه قديمًا على أنه أحد أنواع التوتر العصبي، ولكن مع تقدم الطب وتعمقه توصلوا إلى كونه مرض مستقل بذاته بعيد كل البعد عن التوتر العصبي، ويكون لهذا النوع من التهاب القولون أعراض نفسية وجسدية متعددة تظهر بشكل عام ومباشر وغير مباشر، فالأعراض العامة هي عبارة عن سماع أصوات خارجة من البطن، والشعور الشبه دائم بالتوتر والقلق، أيضًا الإصابة بالإمساك أو الإسهال في وقت الصباح، أو الإصابة بأحد منهما بعد تناول الطعام وخاصة بعض الأطعمة المعينة، أيضًا من ضمن الأعراض خروج الغازات والإحساس بالانتفاخ، والإحساس بألم في البطن يستمر لوقت طويل، وكثرة الذهاب إلى الحمام مع عدم القدرة على إتمام عملية الإخراج بشكل كامل.
بعد ذلك لدينا الأعراض الغير مباشرة وهي التي توحي بأنها بعيدة كل البعد عن المشكلة الرئيسية وهي التهاب القولون العصبي، ولكنها في الحقيقة مرتبطة ارتبطا وثيقًا بهذا الالتهاب ومن بين هذه الأعراض الغير مباشرة ظهور بعض الآلام في مناطق مختلفة من جسد الإنسان، مثل الظهر والأطراف والكتفين، أيضًا الإحساس بضيق في التنفس ناتج عن ألم في القلب أو مشاكل في الصدر، ووجود مشاكل في الجهاز الهضمي بعد الاستيقاظ وقبل مرور ساعتين على الأقل من الاستيقاظ مثل صعوبة البلع وسوء الهضم والغثيان، أما عن الأعراض المباشرة فهي ظهور بعض الاضطرابات النفسية والمعوية، مع مشاكل في جهاز الإخراج وصعوبة في أداء وظائفه الطبيعية.
التهاب القولون الكاذب
نأتي هنا للحديث عن التهاب القولون الكاذب أو التهاب القولون المرتبط بالمضادات الحيوية، وهو التهاب يحدث نتيجة زيادة نسبة بكتريا المطثية بدرجة كبيرة عن الحد الطبيعي لجسم الإنسان، فكل شخص يحتفظ بتلك البكتريا بنسبة معينة وعندما تزيد تلك النسبة يحدث ما يسمى بالتهاب القولون الكاذب، ولذلك فيعتبر السبب الرئيسي لظهور هذا المرض هو تناول بعض الأدوية وخاصة المضادات الحيوية، حيث تعمل تلك المضادات على ظهور اختلال في التوازن البكتيري الموجود بالقولون، فتزداد البكتريا كثيرًا وعندما يترك الأمر من دون علاج فإن هذا سيؤدي إلى تلف القولون لدى بعض الناس، أما عن أعراض هذا النوع الكاذب من التهابات القولون فهي تتمثل في الغثيان المتكرر، والإسهال الذي قد يكون مصاحب بدم أو مخاط أو قيح أو ماء، أيضًا حدوث جفاف في جسم الإنسان، والإصابة بالحمى، وظهور ألم في البطن يشبه التشنجات الشديدة.
هذه تعتبر هي أكثر أعراض التهاب القولون الكاذب ظهورًا، فإن كنت تعاني من المرض وظهرت عليك هذه الأعراض فيتوجب عليك الذهاب إلى الطبيب المختص في أسرع وقت، وذلك لكي يتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة قبل تفاقمها، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض عوامل الخطر الذي ستزيد من تفاقم المشكلة وحجمها وخطورتها، مثل كثرة تناول المضادات الحيوية مع العلم بوجود تلك المشكلة، وجود ضعف في جهاز المناعة لدى الإنسان، البقاء لفترة كبيرة في المستشفيات، خضوع المريض لجراحة في أمعاءه، المعاناة من مرض السرطان مع أخذ العلاج الخاص به، وغيرها من العوامل التي تزيد من خطورة المرض والتي يتوجب علينا محاولة تجنبها قدر الإمكان لكي نقضي على المشكلة سريعًا.
التهاب القُولون البكتيري
كما نعلم جميعًا توجد نسبة معينة من البكتريا في القولون إن زادت تلك النسبة حدث ما يسمى بالتهاب القولون البكتيري، وترجع أسباب ظهور هذا النوع من التهاب القولون إلى كثرة شرب الحليب الغير مبستر، وهذا ما يعني احتواءه على الكثير من البكتريا الضارة بالجسم، أيضًا تناول اللحوم من دون دخولها لعملية طهي جيدة تقضي على كامل البكتريا الموجودة به، فلحوم الحيوانات تكون محتوية على بعض البكتريا وإذا تم أكل تلك اللحوم من دون طهي جيد فهذا سيؤدي إلى انتقال البكتريا لجسم الإنسان، أيضًا من الأسباب أكل الفواكه والخضروات من دون غسيل، وشرب المياه الغير معدنية وخاصة إن كانت من مسطحات مائية مكشوفة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض التهاب القولون البكتيري من غيرهم، وهم الأطفال والكبار أما الشباب فيكونون أقل عرضة للإصابة بالمرض، أيضًا قد يظهر المرض لدى بعض الأشخاص بصورة أكبر نتيجة ضعف جهاز المناعة لديهم، أيضًا قلة تواجد الأنزيمات في المعدة وهذا قد يأتي نتيجة إجراء عملية جراحية أو ما شابهه، هذه تعد الأسباب والأسباب المساعدة في ظهور مشكلة أو مرض التهاب القولون لدى بعض الأشخاص.
أعراض التهاب القُولون البكتيري
أما عن أعراض التهاب القولون البكتيري فهي كثيرة جدًا من ضمنها تغير لون جلد الإنسان حتى أنه قد يصل إلى الشحوب، ثانيًا حدوث الإسهال بشكل شبه دائم لدى الشخص المصاب بالتهاب القولون البكتيري، ثالثًا كثرة الشعور بالتقيؤ والاستفراغ، رابعًا الغثيان المتكرر، خامسًا كثرة خروج الغازات والأصوات من البطن، سادسًا حدوث تشنجات في البطن وهي للأسف مؤلمة بعض الشيء، سابعًا الشعور بالشبع وعدم الحاجة إلى تناول الطعام، ثامنًا حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم، تاسعًا قد يصل الأمر في بعض الأحيان عند تطوره بشكل كبير إلى حدوث فشل كلوي وهنا يكون الأمر في وضع متقدم لا يجب الاستهانة به بتاتًا.
فإن ظهرت عليك بعض من تلك الأعراض فيتوجب عليك أن تقم بمعالجة المشكلة في أسرع وقت، وستبدأ علاجك بالراحة التامة والبعد عن كل ما هو شاق، ثم الابتعاد عن جميع المشروبات المحتوية على كافيين، وشرب الماء والسوائل بكثرة نظرًا للإسهال الدائم الذي يفقد الجسم الكثير من سوائله، أيضًا تناول الأطعمة الخفيفة والبعد عن كل ما هو دسم أو محتوي على ألياف، وأخيرًا المتابعة مع الطبيب المختص حتى نأخذ العلاج المناسب لمشكلتنا، ومن الجدير بالذكر أن أغلب الأدوية المخصصة لعلاج التهاب القولون البكتيري كلها بمثابة مهدئات فقط.
طرق علاج التهاب القُولون
يمكننا معالجة مشكلة التهاب القولون بواسطة بعض الطرق المختلفة التي يتم تحديد أنسبها بناء على حالة المريض ومدى تطورها في وقت العلاج، فإن كانت الحالة بسيطة والالتهاب في بدايته فيمكننا البدء في العلاج عن طريق تغيير أسلوب الحياة، حيث أنه يلزمنا القيام ببعض التمارين الرياضية، والبعد ع المأكولات الدسمة والمليئة بالألياف، أيضًا شرب الكثير من السوائل وخاصة المياه، بعد ذلك يمكننا الذهاب إلى طريقة علاج أخرى إن لم تؤثر الأولى في أي شيء، والطريقة الثانية متمثلة في تناول بعض من المكملات الغذائية، حيث أن الجسم في فترة الإصابة بالمرض يكون غير قادر على امتصاص كل ما يدخل إليه من طعام وخاصة البروتينات والفيتامينات والمعادن، ولذا يلزمنا أخذ بعض من تلك المكملات الغذائية حتى يتمكن الجسم من العمل بشكل جيد.
بعدها تأتي الأعشاب وهي طريقة أمنة جدًا وفعالة في علاج التهاب القولون وعلاج الكثير من الأمراض الأخرى، تأتي بعد ذلك الأدوية وهي توصف على حسب حالة المريض والأعراض التي تظهر عليه، وأخيرًا تكون طريقة العلاج بالعمليات الجراحية وهذا يكون غالبًا في الحالات المتأخرة، فلن تجدي معها أيًا من الطرق التي في الأعلى ولذلك لن يكون أمام الطبيب سوى القيام بعملية جراحية للقضاء على الالتهاب كاملًا.
أدوية التهاب القولون
توجد العديد من الأدوية التي يمكننا استعمالها مع مرضى التهاب القولون فهي تختلف حسب شدة الحالة ومدى الأعراض الظاهرة على الجسم، فمن الممكن أن يكتب الطبيب دواء مضاد للالتهاب حتى يحد من تطوره ويقلص توسعه وتواجده حتى ينعدم، ومن الممكن أن يكتب دواء مضاد للبكتيريا وهذا يكون في حالة التهاب القولون البكتيري، حيث تكون البكتيريا هي المسئولة عن ظهور المرض ولذا لابد من القضاء عليها في أسرع وقت، وقد يقوم الطبيب بكتابة دواء مثبط للجهاز المناعي وهذا إذا كان الأمر يستدعي ذلك، ولا ننسى أيضًا أن هناك أدوية خاصة بالأعراض التي تظهر على جسم الإنسان عند إصابته بالتهابات القولون، مثل عرض الإسهال والإمساك فهنا يكتب الطبيب دواء لمنع هذه الأعراض من الظهور، هذا بجانب الأدوية المسكنة للألم إذا كان متواجد لدى المريض ألم شديد، وفي بعض الحالات قد يتطلب الوضع الحقن بالكورتيزون، فالأدوية مختلفة حسب حالة المريض ونوع التهاب القولون الذي يعاني منه.
علاج التهاب القولون بالأعشاب
إذا كنت تبحث عن طريقة أمنة وفعالة لعلاج مشكلة التهاب القولون فأمامك الأعشاب التي أثبتت جدارتها في علاج مثل هذه المشكلات، فيمكننا استعمال الزنجبيل عن طريق تناوله مرتين يوميًا، فهو مفيد جدًا في الحد من تشنجات القولون والمعدة بجانب تسكينه للآلام، أيضًا يمكننا استخدام الحلبة مرتين أو ثلاثة في اليوم، فهي تعمل على تطهير المعدة وتخليص القولون من المخاط الزائد عليه، أيضًا هناك الينسون الذي يخفف من أعراض القولون وخاصة النوع العصبي منه، ويوجد أيضًا الشمر الذي يعمل على تسكين الآلام وخاصة آلام جدار القولون، هذا بجانب كونه يقضي على الإسهال ويحافظ على جهاز الإخراج بشكل جيد.
ولدينا أيضًا العديد من الأعشاب الأخرى التي يتم استعمالها في علاج مشكلة التهاب القولون، مثل أعشاب البابونج والكراوية ولسان البراسيم والحبة السوداء وبذور الكتان، فكلها أعشاب تستعمل في هذا الغرض وتؤتي نتائج جيدة جدًا ولكن ما تم ذكره تفصيلًا من أعشاب هي الأشهر والأكثر استعمالًا وفائدة، فإن كنت تريد علاج مشكلة التهاب القولون التي لديك بطرق أمنة فأمامك هذه الأعشاب.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق