تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف ساهمت بعض التنبؤات العلمية في اكتشافات هامة؟

كيف ساهمت بعض التنبؤات العلمية في اكتشافات هامة؟

التنبؤات العلمية أفكار لا يمكن إنكارها، بل يجب العمل على إثباتها وتحقيقها، وفي الحقيقة ما نعيشه في العصر الحالي كان في خيال العديد من البشر في الماضي، فكيف تسببت بعض التنبؤات العلمية الدقيقة في اكتشافات علمية لاحقًا؟

التنبؤات العلمية

ساهمت التنبؤات العلمية على مر السنين في اكتشافات مهمة شهدها الإنسان، فمن كان يظن منذ مائة عامة أنه يمكنك التواصل مع أي شخص في العالم بكل سهولة كما يحدث هذه الأيام، والتنبؤ يُعد فرضية ليس لها علاقة بالحقيقة حتى يتم عمل عدد من التجارب في الاتجاه الصحيح يمكن من خلالها إثبات صحة هذا التنبؤ وتحويله إلى حقيقة يمكن الإسناد إليها والعيش بها، في القرنين الماضيين ساهم عدد كبير من كتاب الخيال العلمي والعلماء بعدد كبير من التنبؤات أصبحت حقيقة مع الوقت، مثل الإنترنت والألعاب الافتراضية وغيرها الكثير من الأشياء التي نعيشها اليوم، ولكن لم يحدث كل هذا في يوم وليلة، وفي هذا الموضوع نتحدث عن الفرق بين الفرضية والنظرية، ونعرف ما هو دور التجارب المهم في البحث العلمي؟، وكذلك بعض التنبؤات الذي ظهرت في أدب الخيال العلمي وأصبحت الآن حقيقة.

الفرضية والنظرية

الفرضية: هي الآراء المبدئية التي يتم تقديمها عن تفسير ظواهر معينة، وجميع الاحتمالات التي تنبي عليها هذه الفريضة لا تعتمد على حقائق بشكل كامل، وفي بعض الأحيان لا يكون لها علاقة بالحقيقة تمامًا، جميع التنبؤات العلمية تعتبر فرضيات، ولا يمكن التأكد منها إلا بتحقيقها في الواقع بطريقة عملية بناءً على إثباتات علمية، فالفرضيةِ تبقي هي نقطة البداية وموضع الاختبار.

الفرض هو النقطة الأولى في كل برهان، وتبدأ معرفة الإنسان به، والبحث العلمي يعتمد على الفرضية لأنها بداية البحث وذلك حتي يتم التأكد من صحتها، وإذا صحت الفرضية تصبح نظرية يتم العمل بها والرجوع إليها.

النظرية: تبدأ التنبؤات العلمية كفرضية ومع إثباتها تتحول لنظريةِ، والنظرية مفهوم أشمل وأوسع لكل مجالات الحياة، والنظرية موجودة في كل المجالات الاجتماعية والطبية والعلمية والكونية، ومع تميز كل مجال عن الآخر بمفاهيمه ونظرته الخاصة، حاول العلماء الاتفاق على تعريف موحد للنظرية، يصفها بشكل عام ومناسب لكل المجالات، وتعريف النظرية كما هو موجود في معجم المعاني هو كما يلي: قضية تم إثبات صحتها بدليل وبرهان.

والنظرية عند البعض هي مجموعة الآراء والتفسيرات الخاصة بظواهر ووقائع معينة يمكن الاعتماد عليها في تفسير هذه الأمور بطريقة منطقية، والنظرية كغيرها من المفاهيم تتعرض للانتقادات حتى يتم إثبات صحتها، فبعض التنبؤات العلمية كانت نظريات تخص ظواهر غير طبيعية في وقتها، حتي تم إثبات صحتها بالتجارب والأبحاث.

والفرق بين النظرية العلمية والنظرية بشكل عام هو فرق كبير، النظرية العلمية يجب أن تكون مثبتة ومعتمدة على حقائق ظاهرة وواضحة، أما النظرية باستعمالها العام قد تكون مجرد رأي وليس هناك أي مشكلة أن كان هذا الرأي يستند على حقائق أم لا.

تعريف التنبؤ في علم النفس

من أهداف علم النفس هو الإجابة على أسئلة مهمة في حياة الإنسان مثل أسئلة متى؟ ولماذا؟، ويعتبر علماء النفس المعيار الوحيد للإجابة على هذه الأسئلة هو التنبؤ، لذلك تكون نتائج الفهم مثمرة جدًا إذا كان الوصف هو التنبؤ الدقيق الذي يكون على صلة قوية بالظاهرة، أو من ناحية أخرى عندما يكون الوصف هو الطريق للتنبؤ بظاهرة أخرى لها علاقة بالظاهرة الأصلية.

وباستخدامِ الدراسات والملاحظات التجريبية يستطيع علماء النفس التنبؤ بطريقة أدق، وأحيانًا لا يكون التنبؤ دقيقًا بشكل كامل، ولكن إذا كان في الاتجاه الصحيح يساعد هذا العالم أو الدارس في اتخاذ القرار والتخطيط.

هل إجراء التجارب عمل محبب ولماذا؟

التجارب العلمية هي أسس الأبحاث والدراسات العلمية والاختراعات والاكتشافات الجديدة وغيرها، وهي الطريقة الوحيدة التي يعتمد عليها العلم لتحقيق التنبؤات العلمية المختلفة، إجراء التجارب أمر مهم للغاية لإثبات نظريات قد تم وضعها وإثبات صحتها، وبداية العمل بهذه النظريات لاكتشاف طرق جديدة في العلم نستطيع من خلالها ابتكار اختراعات جديدة تفيد حياة البشر بشكل عام.

ولا يوجد سواء التجارب العلمية لتفسير جميع الظواهر الطبيعية والكونية التي تحدث حولنا، لذلك هي الطريقة الأمثل في العلم لإثبات صحة وحقيقة فرضيات كثيرة.

وهناك عدد من الضوابط التي يجب أخذها في الاعتبار عند إجراء التجارب العلمية لتحقيق التنبؤات العلمية المختلفة، ومع اختلاف طرق التجربة واختلاف التجارب تختلف هذه الضوابط والقوانين، ولكن من المهم معرفة أن إعادة التجربة هو أهم القوانين المعروفة عند إجراء التجارب، وهذا ينطبق على جميع العلوم، والتأكد من صحة نتائج تجربة تم تنفيذها لمرةِ واحدة غير مقبول في العلم، ويأخذ العلماء وقتًا طويلاً في تكرار التجارب وتغيير المعطيات الموجودة حتي يتمكنوا من الحصول على نتائج أقرب إلى الدقة والصحة.

أهمية إعادة وتكرار التجارب العلمية

السبب الأهم وراء تكرار التجارب العلمية هو التأكد من صحة النتائج بشكل لا يسمح بالتشكيك فيها، فمن غير الطبيعي التأكد أن نفس النتائج سوف تحدث كل مرة، وكذلك في بعض التجارب تتغير الظروف والمعطيات وهذا ما سوف يؤدي إلى نتائج مغايرة تمامًا، لذلك يفضل العلماء دائمًا تكرار التجارب والتأكد من صحة جميع الاحتمالات.

تبدأ التنبؤات العلمية كما ذكرنا كفرضية ثم العمل عليها بالتجارب وتدوين الملاحظات، وبعض هذه التنبؤات تصبح حقيقة بعد إجراء عدد من التجارب، فلا يمكن الحصول على نتائج وملاحظات ثابتة من مرة واحدة، لذلك وجب إعادة إجراء التجارب مرات عدة، وفي هذه المرات يتم أخذ جميع الملاحظات والظروف المختلفة التي يمكن أن تمر بها التجربة في الاعتبار، وهذا يحدث معظم الوقت على أيدي العلماء أثناء التجارب المخبرية، إذ يقوموا بتغيير أحد العوامل الموجودة في التجربة لملاحظة التغييرات التي سوف تحدث وتدوين هذه الملاحظات لمعرفة تأثير هذا العامل.

معطيات التجارب العلمية كثيرة ولكل عامل موجود في التجربة تأثير على مجرى العملية ككل، وأي تغيير بسيط يكون له تأثير كبير على النتائج النهائية، لذلك فإن تكرار التجربة مهم لتجربة جميع العوامل والمعطيات المتاحة، والتعرف كذلك على ظهور عوامل جديدة من عدمه، فطبيعة التكرار هذه تساعد في فهم التجربة بشكل أفضل، وتحولها إلى معادلات يمكن الاستناد عليها في إثبات مدى صحتها.

كما ذكرنا أن التغييرات البسيطة لها تأثير واضح وكبير، وكذلك صعوبة التعرف والتحكم في كل المعطيات، لذلك تكون النتيجة الأدق بالنسبة للعلماء هي متوسط النتائج الذي ظهرت مع تكرار التجربة، وهذا ما يحدث عادة في التجارب الفيزيائية.

التنبؤات العلمية في قصص الخيال العلمي، وكيف تحققت؟

في القرن التاسع والقرن الماضي تنبأ كتاب القصص والخيال العالم بالعديد من الإنجازات التي أصبحت حقيقة في عالمنا الآن، منذ أكثر من مائة عام كان الهبوط على القمر يعتبر دربًا من الخيال لا يمكن أن يحدث إلا في القصص، فهل كان لهذه الحكايات تأثير على العلماء وما توصلنا إليه من تكنولوجيا في هذا العصر؟، في هذه السطور نذكر بعض من هذه التنبؤات العلمية التي ظهرت في قصص الخيال والتي أصبحت واقعًا نعيشه الآن.

الإنترنت

في أحد روايات الكاتب الأمريكي المشهور مارك توين التي أصدرها مطلع القرن العشرين وصف فيها شبكة الإنترنت كما هي الآن، في الرواية يصف توين جهازًا يسمى تيليكتروسكوب، يصل هذا الجهاز الكون كله، وكانت وظيفة هذا الجهاز هي عرض ما يقوم به شخص ما في أي مكان لبقية العالم، ويمكن للجميع أن يتحدثوا معه ويناقشوه أي أن كانت المسافة بينهم، وهذا بالفعل هو ما يفعله الإنترنت في عصرنا، المدهش في تنبؤ مارك توين أنه كتب هذه الرواية عام 1898.

الغوص باستخدام معدات

في رواية جول فيرن المشهورة 20 ألف فرسخ تحت الماء، يصف جول عملية الغوص باستخدام معدات خاصة، هذه المعدات عبارة عن بدلة غوص، هذه البدلة تتصل بأنبوب هوائي يصل هذا الأنبوب بسفينة تطفو على سطح المياه، وبهذه الطريقة يمكن للغواص من التنفس تحت الماء، وهذا تقريبًا هو نفس فكرة ما يحدث اليوم.

استخدام كروت الائتمان

في أحد روايات إدوارد بيلامي والتي صدرت عام 1888، يصف بيلامي كروت الائتمان كما هي في يومنا الحالي، إذ تصف الرواية حياة شخص نام عام 1888 ليستيقظ في عام 2000، ويجد نفسه وسط مجتمع اشتراكي، تقوم فيه الحكومة الأمريكية بمنح المواطنين كروت ائتمان يتمكنوا من خلالها من شراء أي شيء يحتاجونه، وتعمل الحكومة على وضع نصيب كل فرد من الدخل القومي في هذه الكروت الخاصة.

القنبلة الذرية

يصف كاتب الخيال العلمي هـ. ج. ويلز في أحد كتاباته أحد التنبؤات العلمية في وقته وهي القنبلة الذرية، وقد وصف ويلز القنابل الذرية بكثرة حتى قبل معرفة العالم بها في الحرب العالمية الثانية بحوالي 30 عام، كما تنبأ ويلز بالمشاكل الصحية التي سوف تسببها هذه القنابل المدمرة، وهذا ما تجاهلته الدول المصنعة لها تمامًا فيما بعد.

السفر للفضاء والهبوط على القمر

في قصة جول فيرن، من الأرض إلى القمر، ينطلق ثلاثة أشخاص من فلوريدا في كبسولة من الألومنيوم إلى الفضاء متجهة إلى القمر، وبعد انتهاء هذه الرحلة عاد هؤلاء الثلاثة إلى الأرض وهبطوا في المحيط الهادي، وهذا ما سجلها التاريخ في الواقع بعد هذه القصة بمائة عام.

الجرائد الإلكترونية الرقمية

في أحد أهم وأفضل روايات الخيال العلمي على الإطلاق 2001: أوديسا الفضاء لكاتب الخيال العلمي آرثر سي كلارك، والتي صدرت عام 1968، يصف فيها آرثر الجرائد الرقمية كما هي موجودة على الإنترنت الآن، وهو ما وصفها آرثر في فقرة واحدة بأدق التفاصيل.

الألعاب الافتراضية

في نهاية خمسينيات القرن الماضي تم اختراع أول لعبة فيديو عرفها العالم، قبل ذلك بعامين تحدث آرثر سي كلارك في روايته المدينة والنجوم عن هذه الألعاب، في الرواية يقوم آرثر سي كلارك بوصف مدينة يسيطر عليها الكمبيوتر، ويعيش سكان هذه المدينة إلى ألف عام، بعد ذلك يتم التخلص منهم عن طريق امتصاص أرواحهم، وتصنع هذه الأرواح ذكريات المدينة، ثم يحدث لهم إعادة إحياء وهذا عن طريق زرع هذه الذكريات في أجساد أخرى، وكان مصدر الترفيه الموجود في هذه المدينة هو ألعاب الواقع الافتراضي، ويكون اللاعب له دور مهم جدًا في اللعبة التي لا تختلف بأي شكل عن الواقع الحقيقي الموجود فيه.

محادثات الفيديو

كانت محادثات الفيديو من أشهر أمثلة الخيال العلمي على التطور في تقنيات التواصل بين البشر التي تم معرفتها فقط من خلال القصص، ومع أن سكايب وبرامج عدة في عالمنا الآن أصبحت شيئًا عاديًا، إلا أن هوجو جيرنسباك هو أول من تحدث عن هذه التقنيات في أحد رواياته وقد أطلق هوجو على هذا الاختراع اسم التيلفوت، وكان هذا حتى قبل اختراع أول هاتف يدعم هذه التقنية في عام 1964.

حسام سعيد

طالب بكلية الهندسة، أحب القراءة بمختلف أنواعها، وكذلك الكتابة الأدبية والعلمية.

أضف تعليق

9 + سبعة =