تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » الأعمال » التقييم الصحيح : كيف تقيم موظفيك في العمل بشكل صحيح ؟

التقييم الصحيح : كيف تقيم موظفيك في العمل بشكل صحيح ؟

تقييم الأفراد في العمل بشكل مستمر هو أحد الأمور المطلوبة من كل رب عمل، في السطور المقبلة سوف نراجع معًا بعض الأمور اللازمة لإجراء التقييم الصحيح للأفراد.

التقييم الصحيح

التقييم الصحيح للأفراد أثناء العمل هو الشيء الذي يحتاجه كل واحد منا لكي يتمكن من تطوير الأداء في أي عمل، وعلى الرغم من أن البعض يظن مسألة التقييم سهلة، لكن في واقع الأمر، هي ليست عملية سهلة أبدًا، فحين تقوم بإعطاء التقييم للأفراد يمكنك أن تؤذيهم شخصيًا بما تقول، وبدلًا من الاستفادة من التقييم يحدث أن الشخص يتضرر ولا يتمكن من تطوير نفسه، وبالتالي فإنك يجب أن تكون حريص تمامًا في أثناء عملية التقييم، وأن تتعلم كيف يمكنك أن تعطي الأفراد التقييم الذي من شأنه أن يساعدهم حقًا، وفي هذا المقال نتحدث عن الخطوات التي يجب أن يتبعها أي شخص من أجل إعطاء التقييم الصحيح للأفراد في العمل.

طريقك نحو إجادة التقييم الصحيح لأفراد العمل

كيف يمكن إعطاء التقييم الصحيح للأفراد؟

عندما ترغب في إعطاء التقييم للأفراد في أثناء العمل، فإن أفضل الطرق هي طريقة “التغذية الرجعية” والتي يعرفها الجميع باسم الـ”Feedback”، والتي يظنها البعض خطأ بأنها عملية النقد، لكن هناك اختلاف كبير بين الاثنين. التغذية الرجعية هي عملية إعطاء الأفراد تعليق على الناتج الذي قدمه كل واحد منهم، سواء في نشاط أو عملية معينة، أو في أثناء العمل بشكل اعتيادي، بغرض أساسي هو التحسين، وإليك هذه النصائح الخمسة التي تساعدك على إتمام عملية التغذية الرجعية بالشكل السليم.

كن مباشرًا

نجاح التقييم الصحيح يعتمد على كونك مباشرًا في أثناء حديثك، ولا تتحدث أثناء التغذية الرجعية بالتفرع في أمور لا تهم الشخص المستمع، بل الصحيح أن تركز على النقطة التي تريد الحديث فيها.

التعبير عن الاهتمام

أنت تعطي التقييم لأنك تتمنى أن يقوم الشخص بالتحسين من السلوك أو التصرف الذي صدر منه، وبالتالي يجب أن يشعر الشخص بأنك حقًا مهتم بما يفعله، وأنك لاحظت تصرفاته في المواقف المختلفة.

إظهار التقدير

كذلك فإن التقييم الصحيح يعتمد على تقبل الشخص للكلام الذي سوف تقوله، وبالتالي يجب أن تظهر التقدير للشخص، حتى إن كان التصرف الذي تريد تعديله سيئًا، لكن يجب أن تؤكد احترامك للمحاولات التي يقوم بها الشخص من أجل التحسين، وتشكر مجهوده في العمل. من أشهر الطرق التي يمكن الاعتماد عليها في هذا الأمر هي طريقة الـ”Feedback Sandwich” حيث يمكنك التركيز على إعطاء نقطة إيجابية، ثم الانتقال للحديث عن نقطة سلبية، وبعدها العودة للحديث عن نقطة إيجابية. من هنا تظهر له التقدير لما يفعله، وفي نفس الوقت تتحدث عن التصرف الذي يجب أن يحسن منه مستقبلًا.

الابتعاد عن الأمور الشخصية

التقييم الصحيح يستهدف تحسين سلوكيات الأفراد، وبالتالي فإنك دائمًا ما تهتم بالتعليق على تصرفاتهم، ولذلك فإن الحديث عن أي أمر شخصي سيكون خاطيء تمامًا، وقد يجعل الشخص يشعر بالضيق مما تتحدث عنه.

التركيز على التحسين

كما تحدثنا فإن التقييم غرضه الأساسي هو تحسين أداء الأفراد، وبالتالي يجب أن يقدم الحل في النهاية، فلا تكتفي بأن تعطي تعليقك على أداء الأفراد، إنما يجب أن تهتم بأن تخبرهم كيف يمكن تحسين هذا الأداء، سواءً كان ذلك من خلال قراءة شيء معين، أو الحصول على دورة تدريبية، أو أيًا كانت الوسيلة.

10 أخطاء مشهورة في أثناء عملية التغذية الرجعية

أثناء عملية التقييم الصحيح قد تحدث بعض الأخطاء، والتي من شأنها أن تؤثر على صحة هذا التقييم، وإليك 10 أخطاء مشهورة يقع فيها العديد من الأفراد في أثناء عملية التغذية الرجعية، وتجعل ناتج عملية التقييم على غير المرغوب فيه، حتى يمكنك تجنب أن تحدث معك مستقبلًا.

التركيز على الأفراد لا الأفعال

عندما يعطي أي فرد تقييمه على الأفراد لا أفعالهم، فإن هذا يضعهم في موقف دفاع عن النفس، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلة معهم، في حين أن المطلوب من الأساس هو تحسين الأفعال.

الغموض

في الغالب عندما تعطي التقييم الصحيح للشخص فأنت تتحدث عن جزئية بعينها، ولكن قد يحدث أن تبدأ في الحديث عن هذه النقطة بغموض، أو شكل غير واضح للمتلقي، وبالتالي فإنه يعجز عن فهم ما تريد قوله، أو يجهل كيفية التحسين من التصرف الذي قام به.

استخدام مصادر أخرى غير معلوماتك

عندما تبدأ في الحديث عن التقييم مع أي شخص، فإنك يجب أن تتجنب تمامًا أن تخبره بأنك حصلت على معلوماتك من فرد آخر، بأن تخبره مثلًا “لقد أخبرني … عن هذا الأمر، وأرى أنك يجب أن تفعل التالي ….” فهذا تصرف غير صحيح، بل يجب أن يكون التقييم الصحيح معتمدًا على رؤيتك أنت.

رسائل سلبية وسط الإيجابيات

تحدثنا في خطوات التغذية الرجعية عن طريقة الساندوتش، والتي وإن كانت طريقة جيدة، لكنها تحتاج إلى تمكن من مستخدمها، حتى لا يحدث الخطأ التالي، بأن تبعث برسائل سلبية عند حديثك عن الإيجابيات. بل يجب أن يكون كل شيء بمفرده، حتى لا يشعر المتلقي بأن الإيجابيات هي شيء مزيف استخدمته أنت للتغطية على السلبيات، ولا يستفيد أي شيء من التقييم.

كلام عام

ترتكز عملية التقييم الصحيح على الرغبة في تعديل سلوك معين صدر من الشخص، وبالتالي فإنك يجب أن تتجنب تمامًا أن يكون حديثك مبالغًا فيه عن هذا التصرف، وكذلك تجنب استخدام الكلام الذي يجعله كلامًا عامًا، بحيث يشعر الشخص بأنك تقصد أن هذا التصرف يصدر منه طوال الوقت. ولذلك من أشهر الأخطاء هو استخدام كلمتين هما “دائمًا، أبدًا” في التقييم، إنما يجب أن يكون الحديث عن تصرف محدد، في وقت معين.

التفكير في دوافع الأفراد من السلوك

عندما تبدأ في إعطاء التقييم، قد يحدث أن تتحدث مع الشخص عن نيته الداخلية، أو الدافع من تنفيذ سلوك معين، وهذا أمر خاطيء. التقييم الصحيح يعتمد على تعليقك على السلوك فقط، أما الحديث عن دوافع الأفراد قد يسبب لديهم مشكلة أو إحراج، ويجعل عملية التقييم بلا فائدة.

الكلام الطويل

عندما يقوم البعض بعملية التقييم، فإنه يعتمد على الكلام الكثير، وهذا أمر خاطيء، بل يجب أن تكون محددًا قدر الإمكان، وأن يكون كلامك على قدر النقطة التي تتحدث عنها.

اشتمال التغذية الرجعية على تهديد ضمني

عملية التقييم الغرض الأساسي منها هو تحسين السلوك، وبالتالي فإن وجود تهديد ضمني يعتبر أمر خاطيء، فإن كان أمرًا ضروريًا أن تعطي هذا التهديد، يجب أن تجعله في وقت آخر غير وقت التقييم.

استخدام السخرية

التقييم الصحيح يجب أن تظهر فيه الاهتمام والتقدير للشخص، وبالتالي فإن استخدام السخرية أو النكات في التقييم أمر غير مقبول، وقد يسبب إحراج للمتلقي، وقد يجعل عملية التغذية الرجعية بلا فائدة.

استخدام الأسئلة

من الخطأ أن يقدم الشخص التقييم إلى الأفراد على هيئة أسئلة، ظنًا منه بأنه هكذا يتجنب إحراجهم، بل الصحيح أن تخبرهم بما لديك بشكل مباشر على هيئة مجموعة جمل، واضحة وتحمل الغرض الذي تريد توصيله.
يخشى الناس دائمًا من عملية التقييم، ويظنون أنها شيء يسيء لهم، أو يجعلهم يشعرون بالإحراج، ولذلك يجب أن تهتم دائمًا بأن تضع أسس لعملية التقييم الصحيح وتهتم بالطريقة التي تعطي بها التقييم، حتى تحقق الهدف الأساسي، وتتجنب أن تجعل أي شخص يشعر بالضيق أو الإحراج، وعليك أن تعرف بأن اهتمامك بعملية التقييم، يمكنه أن يساعد في نجاح عملك وتطوره بشكل كبير.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

سبعة عشر + سبعة =