تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » التعليم عن بعد : كيف يمكن أن يكون مصدراً للدخل ؟

التعليم عن بعد : كيف يمكن أن يكون مصدراً للدخل ؟

أحد الطرق المبتكرة للحصول على الدخل في الوقت الحالي هو التعليم عن بعد ، في هذه السطور ندلك على الطريق الصحيح للحصول على دخل منتظم من ممارسة التعليم عن بعد .

التعليم عن بعد

التعليم عن بعد هو أحد الطرق الحديثة للتعلم، ويقوم في مفهومه الأساسي على اختلاف المكان الجغرافي للمتعلم عن المؤسسة أو الجامعة التي تقدم الخدمة، فهنالك الكثير من راغبي التعلم لكن ظروفهم لا تسمح لهم بالسفر والتنقل، وقد نشأ التعليم عن بعد من أجل هؤلاء. الأكثر انتشارا أن التعليم عن بعد هو التعليم عبر الأنترنت ولكن في الواقع هذا خطأ شائع حيث أن التعليم عبر الأنترنت ما هو إلا وسيلة من وسائل التعليم عن بعد، ونظرا للشهرة والانتشار الذي حققها التعليم عبر الأنترنت أصبح الكثير يراه مرادفا للتعليم عن بعد وهذا غير صحيح، ولكن من الممكن أن نقول أكثر وسائله انتشارا.

كل ما يخص التعليم عن بعد

مراحل التطور

بدأ التعليم عن بعد من خلال بعض الجامعات الأوربية التي كانت تسهل على الطلاب الذين لا يجدون فرص تعليمية مواصلة تعليمهم من المنزل، كانت الجامعات الأوربية والأمريكية في أواخر السبعينات تقوم بإرسال المواد التعليمية من خلال البريد، وكانت تشمل هذه المواد الكتب والمقالات المختلفة وأشرطة الفيديو والصوتيات المسجلة، وكان على الطالب أن يستذكرها جيدا ومن ثم يقوم بعمل الواجبات المطلوبة منه وإرسالها بالبريد أيضا للجامعة وهكذا حتى تصل إلى الاختبار النهائي وهنا كانت تشترط حضور الطالب بنفسه للمصداقية، وتتطور الأمر في الثمانينات وأصبح من خلال القنوات التلفزيونية ثم الطفرة التطورية في أوائل التسعينيات وظهور الأنترنت فظهرت المواقع التعليمية التي تقدمها الجامعات وهنا نجد موقع خاص بكل جامعة ومواقع تضم أكثر من جامعة وتتطور خطوة خطوة حتى وصلنا إلى أن تكون المحاضرات بشكل مباشر ويتم التفاعل معها عن بعد من خلال بعض البرامج التعليمية وليس هذا فحسب وإنما إجراء الاختبارات التقييمية بالمنزل بمنتهي الشفافية من خلال بعض البرامج التي تضع الطالب في أجواء لجنة امتحانيه حقيقية، وبات من اليسير التعلم عن بعد والحصول على الشهادات أيضا.

أهداف التعليم عن بعد

يهدف التعليم عن بعد في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدي أفراد المجتمع، توفير فرص تعليمية متساوية للجميع، من خلال بعض المواقع التي تقدم الخدمة بشكل مجاني تماما الآن تهدف إلى ترسيخ فكرة أن التعليم حق من حقوق الإنسان الذي يحق للجميع الحصول عليه بعض النظر عن القدرة المالية، كما يقوم أيضا التعليم عن بعد بسد النقص في أعضاء هيئة التدريس ويعمل على تلاشي ضعف الإمكانيات، يقوم أيضا بتوفير مصادر تعليمية متنوعة وبطرق ممتعة يستطيع المتعلم الاختيار من خيارات متعددة مما يجعله ينظر إلى الموضوع بعين المتعة والتعليم معا، يقدم أيضا التعليم عن بعد فرص تعليمية ممتازة لمن يريد الترقي في العمل أو الحصول على فرص تعليمية أفضل، يعمل أيضا على إتاحة فرص التعليم المستمر حيث يتسم بالمرونة والاختيارات المتعددة التي تتناسب مع كل ظروف الدارسين.

تحقيق الربح المادي

بالطبع أنتشر موضوع الربح من خلال بعض الأعمال التي تؤديها في المنزل، من خلال شبكة الأنترنت، و التعليم عن بعد يعد أحد وسائلها، فمن خلال تقديم سيرتك الذاتية ومؤهلاتك لبعض المواقع المتخصصة في برامج التعليم عن بعد مع عينة عملية من برنامج ما شاركت به قبلا فيمكنك من خلاله أن كنت مدرسا مثلا يمكنك تقديم خدمة تدريبية ما وأيضا تقديم المحاضرات المختلفة أو حتى إعداد مواد تعليمية، الكثير منا ربما لديه الكثير ليقدمه ولكن للأسف لا يعرف كيف يبدأ ومع من وما المعوقات الأساسية التي تقف أمامه خاصة عدم وجود خبرة في مثل هذا المجال، فيقف ولا يعرف ماذا يفعل خاصة وأن جميع الوظائف المتاحة تطلب منك أعمالا سابقة قمت بها فمن أين؟ الإجابة هنا بسيطة يوجد الكثير من المواقع التي تقدم التعليم عن بعد كخدمات مجانية وتطلب أيضا محاضرين يتطوعوا لديها ولا يشترطون سوى العمل الجاد والمهارة يمكنك أن تبدأ بشكل متطوع حتى تكتسب خبرة تفاعلية ويتكون لديك رصيد ومن ثما تقدم في المواقع التي تخصص رسوم في المقابل، وهكذا يمكنك تخصيص الوقت الذي تشاء وتقدم فيه المهارات التي تمتلكها، لذلك ساهم التعليم عن بعد في الجانب الاقتصادي من جانبين مختلفين، أولهم: من خلال تقديم خدامات التعليم عن بعد قلل النفقات التي يتم صرفها في أماكن الانعقاد والتجهيزات التي يحتاج إليها وعلى جانب أخر وفر فرص لزيادة الدخل من خلال العمل الإضافي الذي يوفره للكثير والذي يساهم بشكل كبير في تقليل الفجوة بين المجتمعات وتحقيق فرص العدالة في التعليم للجميع.

معوقات التعليم عن بعد

من المشكلات المثيرة للجدل هو رفض الاعتراف بشهادات التعليم عن بعد من قبل وزارات التعليم العالي في بعض الدول العربية خصوصا، والتناقض المثير هنا أنها الأكثر احتياجا لمثل هذه الأنظمة لتلافي الضعف في مناهجها التعليمية ومواجهه قلة الإمكانيات المتاحة للتعليم عموما، على صعيد آخر نأتي لنظرة المجتمع إلى هذا الأسلوب من التعلم، فقد اعتاد المجتمع أن يرى طالب العلم وهو يخرج من منزله يوميا ذاهبا إلى المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها حاملا كتبه وأمتعته كالمسافر يحارب في معوقات الحياة اليومية كالنقل والموصلات العامة وظروف المعيشة القاسية وأن لم يري هذا لا يعتد بالشخص الذي يجلس في بيته ويخصص بعض الوقت للدراسة، فنظرة المجتمع تتوقف على المجهود المبذول في الظاهر أمامه فكيف يعترف بنظام لا يري فيه مشقة واضحة؟! ونأتي إلى معوق آخر مشترك بين المعوقين السابقين وهو عدم ثقة المتعلم في الحصول على مناصب ما من خلال ما يتم دراسته والحصول على شهادات علمية وبالطبع نظرة المجتمع تتداخل مع نظرة المتعلم وتنتج لنا في النهاية معرقلات هم فقط من وضعوها.

نماذج من الواقع

على المستوى الأكاديمي الجامعي العربي نجد: جامعة الملك فيصل، جامعة السودان المفتوحة، جامعة الملك عبد العزيز، الجامعة العربية المفتوحة، جامعة القدس المفتوحة، توفر الدراسة عن بعد وتقدم الشهادات بذلك كما تقدم أيضا فرص عمل للمحاضرين والأساتذة من مختلف البلدان العالم حيث يمكنك التعاقد مع إيهما لبرنامج دراسي ما وتدريسه وإعداد المادة العلمية له والعائد المادي جيد. على المستوى العالمي نجد الجامعات الأوربية والأمريكية وقد توسعوا بشكل مثير للإعجاب في موضوع التعليم عن بعد وتفننوا في عمل المواقع التعليمية بطرق ترضي كل الأذواق وتم تأسيس الكثير من المواقع التي تقدم المواد العلمية والتدريبات والبرامج الدراسية بشكل مجاني تماما.

خاتمة

مشروع التعليم عن بعد هو مشروع عظيم يستحق الدعم من أجل التطوير فعلي الدول التي تضع المعرقلات في طريقة أن تعيد النظر وبالنسبة للأشخاص فليس لديهم مشاكل في هذا الأمر فيستطيعون تعلم ما يريدون في المكان الذي يحلوا لهم سيكون العائق الوحيد هو العمل بهذه الشهادات داخل دولهم ولكن العمل من خلال الأنترنت قد حل هذه المشكلة أيضا فنجد الآن العالم التجاري الافتراضي الذي يقدم الكثير من الوظائف في كل التخصصات برواتب تفوق الرواتب الواقعية في الشركات الواقعية، نظام التعليم عن بعد مربح للطرفين الدارس والمدرس، كما أن التطلع والانخراط بثقافات أخرى مختلفة سوف يصل بالدارس إلى أعلى استفادة ممكنه، وأخيرا العالم يتطور ومجتمعاتنا العربية ما زالت تتبع روتين وضعوه الأجداد.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

8 − خمسة =