التعليم الإلكتروني أصبح واحدًا من ركائز التطور والحضارة في منظمات التعليم الحديثة. حيث إن الأساليب القديمة في التعليم أصبحت نوع من أنواع التخلف في ظل التطور التكنولوجي الذي يمر به العالم الآن. ولابد من طرق تعليم إلكترونية توفر دقة بسرعة أكثر للمتعلم وتوفر الوقت، وتجعل المتعلمين في حالة من التأهب، والاستمتاع بما يتعلمون. يوفر التعليم الإلكتروني أفاقًا أكثر للمتعلمين في جميع المناطق في العالم، حتى لا يكون التعليم قاصرًا على الوجود في مبنى أو في مدرسة أو في جامعة معينة. بل أصبح التعليم يمكن أن يتم في المنزل بل وفي غرفتك الخاصة عن طريق الإنترنت وجهاز كمبيوتر.
استكشف هذه المقالة
ما هو التعليم الإلكتروني ؟
لو أردنا تعريف التعليم الإلكتروني يُمكن أن نقول عنه، أنه أحد الطُرق التعليمية التي تُقدم العديد من البرامج التعليمية والتدريبات للتلاميذ والمستخدمين في أماكن وأوقات مختلفة، باستخدام تقنيات تكنولوجية وعلمية عن طريق التواصل بالإنترنت، أو القنوات التلفزيونية وأجهزة التليفون المحمول أو أي أجهزة تستطيع الترابط مع أجهزة أخرى بعيدة عنها في المكان. هناك أيضًا تعريف أخر وهو، أن التعليم الإلكتروني يعتبر أحد الأساليب للتعليم التي يتم من خلالها تقديم المحتوى للتلاميذ أو الدارسين عن طريق تقنيات حديثة ووسائط متعددة يستطيع من خلالها المدرس أو الشارِح أن يوضح الفكرة بسهولة ويسر لجميع من يراه، أيضا التعليم الإلكتروني يسهل العملية التعليمية بشكل كبير. مما يجعل نتائج الدراسة أفضل وأسرع وأكثر تأثيرًا
التعليم الإلكتروني الغير مباشر
التعليم الإلكتروني الغير مباشر هو عباره عن عملية تعليمية تهدف إلى عرض معلومة عن طريق شيء ترفيهي. وهذا مفيد جدًا في العمليات التعليمية لرياض الأطفال، حيث يمكن من خلال التكنولوجيا تقديم محتوى تعليمي للطفل عن طريق قصة مصورة أو فيلم كرتون، أو فيلم أطفال، أو أحد مسلسلات الأطفال التي يتم صنعها خصيصًا كمواد تعليمية للأطفال. وتوجد الأدوات التكنولوجية مثل السبورة الضوئية التي يستطيع من خلالها الأستاذ شرح كل شيء من خلال الكتابة عليها إلكترونيًا، ومن ثم يظهر الكلام أو الكتابة بصورة ظاهرة ضوئية يراها جميع الموجودين في القاعة أيضًا. وكذلك أجهزة العرض الضوئي وهي آلة تشبه السينما ومعروفة باسم البروجكتور، ومن خلالها يستطيع الأستاذ أن يعرض الصور التوضيحية لما يتكلم عنه أو ما يشرحه حتى يرى التلميذ كل شيء عن طريق البصر مما يجعل تركيزهم واستيعابهم للمعلومة مبنى بطريقة صحيحة جدًا.
التعليم الإلكتروني المباشر
التعليم الإلكتروني المباشر هو عبارة عن استخدام التكنولوجيا بطريقة مباشرة في عملية التعليم والتدريس. ويكون هذا إما عن طريق تقدم الدارس بنفسه ليبحث عن مادة علمية ويبدأ في دراساتها عن طريق الإنترنت، أوعن طريق الوسائل التكنولوجية التي تمكنه من الوصول إلى المعلومات والمعرفة بطريقة مباشرة عن طريق البحث الإلكتروني. أيضًا هناك طريقة مباشرة للتعليم معروفة باسم الفيديو كونفرانس وهي عبارة عن نقل عملية تعليمية بشكل مباشر من مكان إلى أخر، بمعنى أدق من الممكن في الوقت الراهن أن يقدم أحد الأساتذة محاضرة في أكثر من بلد عن طريق البث المباشر للمحاضرة، وتواجد القنوات الخاصة في الأماكن تعليمية.
التعليم الذاتي
أصبح التعليم الذاتي إحدى فضائل ونتائج التعليم الإلكتروني الجيدة جدًا. ذلك يعني أن أي إنسان في أي مكان أصبح يستطيع أن يتعلم أي شيء بسهولة وسرعة عن طريق الإنترنت والأجهزة التكنولوجية. أهم المواقع التي يستطيع الإنسان الاستفادة منها بطريقة علمية هو موقع يوتيوب، الذي يمكن طالب العلم من رؤية العمليات التعليمية لأي شيء على الإطلاق من خلال الصورة المرئية. لذلك يُعد يوتيوب أحد أهم وأكبر وأكثر المواقع ازدحام في مجال الإنترنت، وذلك لأنه يقدم كل شيء وعن أي شيء. في مجال الرياضة يمكنك أن تتعلم أسس أي رياضه عن طريق يوتيوب. وفي مجال التعليم يمكنك البحث عن أي مادة أو أي تجربة علمية وستجدها بصورة وصوت، يمكنك من رؤية التجربة بصورة علمية ومباشرة. وفي مجال المهنية يقدم يوتيوب لك العديد من البرامج التعليمية التي تخص المهن المختلفة. يمكنك أن تتعلم النجارة أو الحدادة أو حتى تتعلم كيف تكون فني كهرباء، أو أي فنيات تحتاج إليها في وقت سريع يستطيع أن يساعدك بها يوتيوب.
ومن هنا يعتبر التعليم الإلكتروني أحد الأليات المهمة للتعليم الذاتي، حيث وأن التعليم الذاتي قديمًا كان منوط فقط بالمكتبات والكتب. أما الآن فأصبح كل شيء سهل عن طريق الإنترنت ولا يجب عليك أن تذهب إلى المكتبة. لأن لديك أكبر مكتبة في تاريخ البشرية وهي مكتبة عالم الإنترنت. هذه المكتبة تمكنك من معرفة وتعلم أي شيء بصورة متقنة.
فائدة البحث عن التعليم الإلكتروني
عندما يبدأ المرء البحث عن طرق تعليم جديدة، فهو بالطبع سيرجع إلى التعليم الإلكتروني كأول وسيلة في الوقت الحالي. في السابق كانت هناك وسائل أخرى، ولكنها أكثر تضييعًا للوقت وأكثر تكلفة، أما البحث داخل الإنترنت يجعل الشخص في عالم أخر من المعرفة، وكلما بحث أكثر كلما وصل إلى نتائج أكثر عن طريق محركات البحث المختلفة. مثل جوجل وبينج وياهو التي تحتوي على بلايين النتائج والمعلومات القادرة على إفادة أي إنسان بصورة فورية.
البحث الإلكتروني أفضل من حيث المعلومات الكثيرة جدًا التي تمكنك من أن تكون مُلم وفاهم ومدرك لأي شيء تريد أن تبحث عنه. قدرة البحث تكمن هنا في السرعة وهذا ما يمكنك منه الإنترنت والتعليم الإلكتروني في البرامج التعليمية والتكنولوجيا. لا تستخدم طرق بحث قديمة، بل فقط كل ما عليك أن تكتبه هو المعلومة أو الكلمة التي تريد البحث عنها في مكان البحث ومن ثم سيبدأ البرنامج في البحث عما تريد، وسيأتي لك بالنتائج في لحظات ولن تحتاج إلى أن تذهب إلى المكتبة أو أن تشتري كتاب ضخم جدًا بسعر غالي أو أن تسأل شخص. ولكن كل ما عليك أن تفهمه جيدًا أن ليس كل ما يُكتب في عالم الإنترنت هو صحيح. لذلك يجب عليك أن تتأكد من المصدر وأن تتأكد أن مصدر هذه المعلومة موثق. هناك الكثير من المواقع ومن بنوك المعرفة التي تمكن الناس من الحصول على معلومات موثقة سواء من دراسات أو من جامعات أو من كتب وكل هذا ستجده بطريقة سهلة وسريعة.
فوائد التعليم الإلكتروني
هناك فوائد عظيمة جدًا للتعليم الإلكتروني، أولها زيادة عملية التواصل بين الطالب والمدرس أو بين الطالب والطالب الأخر، مما يجعل هناك تقارب أكثر في عملية تلقين المعلومات والمعرفة. أيضًا وجود الطالب خلف شاشة أحد الأجهزة الإلكترونية تمكنه من عدم الخوف ويجعل هناك نوع من أنواع الجراءة التي يحتاجها الطالب في العملية التعليمية والاستفسار، بعكس عمليه التعليم العادية التي يشعر فيها الطالب بنوع من الإحراج وسط التلاميذ الآخرين.
فائدة أخرى حين يسود الشعور بالمساواة بين الطلاب أيضًا حيث لا يوجد تمييز من المدرس بين الطلاب، بل يتعامل الطالب مع الأجهزة الإلكترونية الحيادية. مما يؤدي إلى سهولة عملية التدريس بالنسبة للمدرس، لأنه فقط يحتاج إلى جهاز صغير حتى يستطيع من خلاله توضيح العملية التعليمية التي يقدمها للطالب. التعليم الإلكتروني يراعى جدًا الفروق العقلية بين الطلاب وذلك عن طريق عملية فلترة الأسئلة والأجوبة، والتي يكون فيها جزء مخصص لكل معدل ذكاء مما يجعل المدرس يعرف نقاط القوة ونقاط الضعف للطالب، وبالتالي ستتم عملية بناء الطالب بطريقة صحيحة بسبب معرفة نقاط الضعف. فكرة الوقت مهمة جدًا في التعليم الإلكتروني فهناك بعض البرامج التعليمية الإلكترونية التي يعتمد فيها المتعلم على البرنامج نفسه والاستغناء تمامًا عن المعلم، ولذلك تصبح عملية التعليم غير مرتبط بوقت.
تعلم اللغات الأجنبية
أحد أقوى طرق تعلم اللغات حاليًا هو التعليم الإلكتروني، فالشخص حاليًا لا يحتاج إلى مدرس خصوصي حتى يأخذ المعرفة باللغة. بل وفر الإنترنت لجميع البشر كل الطرق السهلة لتعلم اللغات. وأي لغة تخطر على بال أحدهم يستطيع الإنترنت أن يجعل الشخص يتعلمها في وقت قياسي عن طريق التعليم الذاتي. فاللغة الإنجليزية كمثال يمكن أن تتعلمها من خلال برامج بسيطة جدًا على الهاتف المحمول. توفر لك مجموعة كلمات بمعانيها وأمثلة على الجمل التي تدخل فيها. لو فتحت هذا البرنامج بصورة يومية فأنت في خلال الشهر ستكون على دراية كبيرة جدًا بأكثر ألفاظ اللغة شيوعًا، مما يجعلك متمكن في فهمها جيدًا. أيضًا هناك برامج مخصصة للأطفال وتكون عبارة عن صور كارتونية لها صوت وتجعل الطفل يتعلم اسم الصورة، ومع ملاحظة الأب والأم يبدأ الطفل في تعلم أكثر من لغة عن طريق البرامج الإلكترونية الممتعة للطفل، لأنها تكون على هيئة ألعاب.
تطور الدماغ البشري
هناك دائمًا مفارقة غريبة زادت ملاحظتها في الأيام الحالية. وهي أن من الممكن أن يكون هناك طفل ذو أربع سنوات يتعامل ويفهم الأجهزة الإلكترونية المعقدة أكثر من الأجيال القديمة والأجداد. وهذا يرجع إلى أن الدماغ البشرية تطورت كثيرًا عن الماضي. حتى أصبحت إمكانية التحصيل والتعلم التلقائي للأطفال أسرع من الكبار. ولذلك نجد الكثير من الأطفال في الوقت الحالي يستعملون الهواتف الذكية بمهارة كبيرة عن الكبار ويعرفون الإمكانيات لهذه الأجهزة أكثر من أي شخص أخر. أيضًا علوم البرمجة بنسبة 90% من العاملين بها هم شباب من جيل الثمانينات والتسعينات والألفيات. والسر وراء هذا أن الأجيال السابقة لهذه الأجيال لم يكن لديهم عالم الإنترنت في حياتهم مما جعلهم غير مدركين لقيمة البرمجة في الوقت الحالي.
وفر العديد من الأعمال
التعليم الإلكتروني فتح الكثير من مجالات العمل في الوقت الحالي. حيث أصبح العديد من المدرسين يبيعون خدماتهم في صورة مجموعة دروس مدمجة على قرص صلب. وتُرفع على شبكة الإنترنت أو تُباع على المواقع التسويقية مثل أمازون أو غيرها من المواقع. مما جعل عملية التعلم والدراسة مربحة أكثر من ذي قبل. أيضًا هناك العديد من الأعمال الحالية التي لا تحتاج إلى شهادة جامعية بل تحتاج إلى حرفة إلكترونية مثل التصوير الفوتوغرافي. يمكن أن تتعلمه إلكترونيًا عن طريق خبرات أعظم المصورين. أو تصميم الجرافيكس الذي يعتمد على الإبداع والتصميم وليس الشهادة والدراسة. ولذلك أصبح الكثير من الناس يستثمرون الأربعة سنوات التي يقضونها في الجامعة في تعلم شيء يحبونه ويحترفونه ويجنون منه نقود أكثر من الوظيفة الروتينية.
ختام
التعليم الإلكتروني ضمن أفضل الاختراعات البشرية التي حدثت في الخمسين عام الأخيرة. وهذا جعل العقل البشري في تطور أسرع من المعتاد.