تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تجيد التعايش مع السكري وتقلل مخاطره على صحتك؟

كيف تجيد التعايش مع السكري وتقلل مخاطره على صحتك؟

يعتبر الكثيرون داء السكري كابوسًا يهدد أمنهم وحتى وجودهم فبمجرد الإصابة به يصبح الشخص مقتنعًا أنه استقبل حكمه بالإعدام فما هي طريقة التعايش مع السكري ؟

التعايش مع السكري

التعايش مع السكري يشكل عائقًا لدى الكثيرين ،فداء السكري هو واحدٌ من أشهر الأمراض المزمنة وأكثرها انتشارًا بين الناس فمن الصعب إن لم يكن من المستحيل ألا تكون قابلت شخصًا مصابًا به خاصةً أنه يعتبر من أمراض التقدم في السن ويصيب أغلب كبار السن إلا أنه لايقتصر عليهم وحدهم فهناك العديد من أنواع داء السكري بعضها يصيب الأطفال في مرحلةٍ مبكرةٍ من حياتهم حتى أنه يصيب الحيوانات كالقطط أيضًا إلا أنها في النهاية كلها تجتمع على وجود خللٍ في نظام توازن السكريات داخل الجسم وهو ما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في أحيانٍ كثيرة.

هناك شيءٌ نغفل عنه كثيرًا في حياتنا وهو الاطمئنان الدوري على صحتنا العامة كل فترة 6 أشهر مثلًا زادت أو قلت لكن في تلك الحدود لكن المشكلة هو أننا لا نهتم بالقيام بذلك ما يعني أن أحدنا قد يكون جسمه في مشكلةٍ معينة لكن بسبب عدم توافر الأعراض الكافية لا يشعر بمشكلته تلك إلا بعد فوات الأوان، كذلك الأمر مع داء السكري فأحيانًا لا ينتبه الناس لأعراضه البسيطة حتى تبدأ المشكلة بالزيادة والتفاقم وربما لا ينتبهون إلى عندما يحدث شيءٌ يهدد حياتهم لذلك علينا الحرص على قياس نسب السكر والدهون والأملاح وضغط الدم والوظائف الحيوية في جسمنا باستمرارٍ كل فترة لنطمئن على أنفسنا ونتجنب أي مشكلة، لكن ماذا إن اكتشفنا إصابتنا بالسكري؟

هل مرض السكر مميت

أي مرضٍ في العالم إذا لم يتم الاهتمام به بالشكل الكافي وعلاجه بالطريقة الصحيحة قد يكون مميتًا إلا أن داء السكري حصل لنفسه على هالةٍ غامضةٍ ومرعبة تجعل الكثيرين يعتقدون أن إصابتهم به تعني موتهم المحتم وأنهم مهما حاولوا علاج المرض و التعايش مع السكري فسينتهي به المطاف بقتلهم في النهاية.

من الجدير بالذكر أن هناك أطفالًا يولدون بداء السكري ومع العلاج وأساليب التعايش مع السكري الفعالة والمختلفة يعيشون حياتهم حتى يكبروا ويصبحوا أجدادًا ثم يموتون من تقدم السن وليس بسبب المرض الذي لازمهم لعقود لذلك لا معنى للقول بأن السكري مميت ونحن نتبع العلاج الصحيح.

لكن هناك حالاتٌ قد يكون فيها السكر مميتًا فعلًا ولا تحدث غالبًا إلا بسبب الإهمال في العلاج أو تناوله بشكلٍ خاطئ مثل الدخول في غيبوبة بسبب انخفاض نسبة السكر في الدم بعد تناول جرعة مكثفة من العلاج وهذا الشخص إذا لم يحصل على أي كميةٍ من السكر خلال دقائق يموت بالفعل لذلك يجب الاهتمام بكل التوجيهات الخاصة بالعلاج والمواظبة عليه.

كيفية التعايش مع مرض السكري

يكمن السر الأكبر في النجاة من مضاعفات ومشاكل ذلك المرض هو إيجاد الطريقة المناسبة لتتمكن من التعايش مع السكري دون أي مشاكل ودون أن تشعر بأن حياتك مهددة طوال الوقت وبأن هذا المرض قد يقتلك في أي لحظة والخطوة الأولى هي تقبله وعدم الخوف منه وعدم الإصابة بالإحباط والكآبة بعد اكتشاف الإصابة لأن بعض الناس تسوء حالتهم الجسدية بسبب سوء حالتهم النفسية وسماحهم للاكتئاب بالتحكم فيهم.

هناك بعض المشاكل التي يؤدي لها مرض السكري لذلك علينا أن نعرفها حتى نجد الطرق المناسبة لتجنبها مثل أن الجسم يعجز عن تحقيق التوازن المطلوب لنسبة السكر في الدم ما يعني أننا بحاجةٍ لتحقيق ذلك التوازن بأنفسنا باستخدام الدواء والسكريات لذلك يجب الحرص على عدم المبالغة في أحدهما على حساب الآخر.

هناك أعراضٌ لداء السكري نحتاج إلى التأقلم عليها والتعايش معها مثل العطش والجوع المستمرين وكثرة حاجة الجسم للتخلص من سوائله الزائدة، كما أن هناك مضاعفاتٍ تحدث تحتاج منا إلى عنايةٍ ومتابعة مثل الكشف النظري كل فترة والاهتمام بصحة وسلامة النظر ومتابعة الطبيب عند حدوث أي مشكلة في الرؤية.

من أهم مضاعفات داء السكري هو التهاب الأعصاب الطرفية مثل الموجودة في اليدين والقدمين ومع زيادة الالتهاب يبدأ الشخص بفقدان الإحساس التدريجي في تلك الأطراف وهو ما يعني أنه لن ينتبه إلى حدوث أي إصابةٍ فيها ما لم يرها بعينه.

العديد من الإصابات في القدم إذا لم تعالج بسرعة تبدأ بالتحول إلى التهاباتٍ قوية وتموت الخلايا ومع الوقت قد يتحول الأمر إلى غرغرينا دون أن يشعر الشخص لذلك من أهم خطوات التعايش مع السكر هو الاهتمام بسلامة الجسم والمواظبة على متابعة أي جرحٍ ولو صغيرٍ يحدث فيه والاهتمام به حتى يتعافى لأن السكري يؤخر من تعافي خلايا الجسم وهو ما يجعل أصغر جرحٍ يأخذ وقتًا طويلًا حتى يتعافى يكون خلال ذلك معرضًا للتلوث والميكروبات.

أجهزة التعايش مع السكري

هناك معداتٌ وأجهزة لا يجب أن يخلو منها بيت شخصٍ مصابٍ بداء السكري وهي التي تساعده على التأقلم والتعايش وتحميه من أي مشكلةٍ خطيرة قد تحدث دون أن ينتبه، لذلك تجد العلم والطب يتكاتفان باستمرار لتطوير الوسائل وتوفير أحدث الأجهزة وأكثرها نفعًا وفعاليةً وقدرةً على إنقاذ حياة الناس بل وتحسينها ومساعدتهم على التعايش مع السكري كأي شخصٍ طبيعيٍ آخر.

جهاز قياس سكر الدم يجب أن يكون متوافرًا دائمًا في البيت مع شرائطه وإبره المعقمة الخاصة ويكون في مكانٍ واضحٍ يسهل الوصول إليه ومن المفضل أن يكون جميع أفراد البيت قادرين على استخدامه والجدير بالذكر أن استخدامه أمرٌ سهلٌ جدًا ويمكن أن ينقذ حياة أحدهم كما يجب المواظبة على قياس سكر الدم لمريض السكري باستمرار للتأكد من أن معدله مضبوط.

وتطويرًا لجهاز القياس بدأت توجد أجهزة قياسٍ ملازمة للشخص تعمل على قياس نسبة السكر في الدم بشكلٍ دوريٍ أو كل فترةٍ محددةٍ من الوقت مثل كل ساعة مثلًا وهي وسيلةٌ فعالةٌ لمراقبة أي تغيراتٍ غير مرغوبةٍ فيها في السكر سواءً بالزيادة أو النقصان وبالتالي المسارعة لتعديلها وتجنب أي مشاكل.

من المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من داء السكري بسبب عجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين يكون علاجهم في بعض المراحل هو حقن الأنسولين بشكلٍ مستمر وهو أمرٌ مرهقٌ ومؤلمٌ وغير محبذٌ لدى بعضهم لذلك ظهر جهاز مضخة الأنسولين الذي يعمل كبنكرياس صناعي يضخ الكمية المناسبة من الأنسولين في الوقت المناسب وهي بالطبع من أفضل الوسائل وأكثرها أمنًا لكنها أيضًا من أعلاها تكلفة

التعايش الغذائي مع السكري

تعديل العادات الغذائية هي الخطوة الصحية الأولى في التعايش مع السكري والتأقلم معه والسعي نحو حياةٍ طبيعيةٍ وأفضل، يعتقد البعض أن بمجرد إصابتهم بالسكري فهذا يعني أنهم سيحرمون من أغلب متع حياتهم وعلى رأسها كل ما لذ وطاب من الطعام لكن الحقيقة أن لا شيء قادرٌ على حرمانهم مما يريدون إنما هم بحاجةٍ لتحسين نظامهم الغذائي وليسوا وحدهم بل جميعنا بحاجةٍ لتحسين النظام الغذائي وتناول السكريات والدهون والأطعمة اللذيذة غير المفيدة بمقادير بسيطة تكفي لسعادتنا لكنها لا تضر أجسادنا.

الخطوة الأولى هو تجنب السكريات حتى لو لم تكن تعاني من داء السكري فليس من الصحي أن تتناول أطعمةً أو مشروباتٍ قوامها السكر البسيط الذي سيتراكم في جسدك على هيئة دهونٍ إذا لم تسارع بحرقه بمجهودٍ ضخم وفي هذا العصر لا نبذل مجهوداتٍ ضخمة تكفي لحرق السكريات التي نتناولها لذلك من المفضل البحث عن الأطعمة قليلة السكريات أو الخالية منها ومن بدائلها

الوزن الزائد هو عدو مرض السكري ويؤدي به إلى مضاعفاتٍ عديدة ويجعل التحكم في المرض أقل تأثيرًا وفعالية لذلك من المهم اتباع نظامٍ غذائيٍ متكامل يوفر للجسم كل حاجاته الغذائية التي يحتاجها لكن بنفس الوقت يساعد على فقدان الوزن والتخلص من الدهون

الجسم مرهقٌ بالفعل من السكري ويجد صعوبةً في التأقلم معه لذلك لا يجدر بنا أن نحمله فوق طاقته ونزيد من معاناته بعدم توفير حاجاته الغذائية الأساسية ولا يعني ذلك الطعام وحسب وإنما يجب البحث عن ما ينقص الجسم من الفيتامينات والمعادن وإمداده بها لتحسين تعافيه ومقاومته

تناول الخضروات والفاكهة باستمرار والابتعاد عن المعلبات والعصائر المصنعة لأنها تحتوي على مضار أكثر من نفعها في حين أن الثمار الكاملة توفر المنافع أكثر

المشروبات الغازية الدايت أو الخالية من السكريات هي أكبر كذبة في عالم الغذاء حسب رأي الخبراء حيث أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يواظبون على تناول تلك المشروبات الخالية من السكريات مع الطعام ينتهي الأمر بأجسادهم في حيرةٍ بسبب الطعم السكري دون أي إمدادٍ يذكر بالسعرات الحرارية ما يجعلهم يستمدون ما يستطيعون استمداده من سعرات الطعام المرافق لذلك إن شعرت بالحنين لمشروبٍ غازيٍ فلا بأس بواحدٍ كل فترة لكن لا تعتد على المشروبات خالية السكر

علاج مرض السكري

لنكن متفقين على أن هذا المرض هو مرضٌ مزمنٌ ما إن يظهر مرةً حتى يستمر لنهاية العمر وهذا وحده سببٌ من أسباب الاكتئاب التي يعاني منها المصابون به لأنه ليس لديهم أي حلٍ سوى التعايش مع السكري فالطب حتى يومنا هذا لم يجد علاجًا تأخذه فيعود جسدك بمعجزةٍ ما لتحقيق التوازن في نسب السكر في جسمك مرةً أخرى.

الأدوية المتاحة كلها هي أدوية قصيرة المدى تحافظ على توازن السكر بشكلٍ يوميٍ في الجسم لذلك هناك حاجةٌ لتناولها باستمرار واختيار الدواء يعتمد على معرفة نوع السكري المصاب به الشخص من البداية ودرجة حدته ونوع العلاج الفعال معه وتركيزه فبعض الأدوية تكون قليلة الفعالية بالنسبة لحاجة الجسم فتزيد نسبة السكر في الدم عن الطبيعي أو شديدة الفعالية بالنسبة لحاجة الجسم فتقلل نسبة السكر عن الطبيعي وهو أمرٌ خطيرٌ جدًا.

لكن بعيدًا عن الأدوية هناك علاجٌ فعالٌ في بعض أنواع السكر التي يكون سببها هو فشل البنكرياس في إفراز الأنسولين وهي عملية زراعة بنكرياس سليم قادر على إفرازه لكن العملية قد تكلل بالفشل في بعض الأحيان كما أنها غير فعالة في بعض أنواع داء السكري.

مرض السكري ليس مقتصرًا على الإنسان وحسب

قد يثير ذلك عجبك لكن داء السكري ليس مقتصرًا على البشر فحسب فحتى الحيوانات يصابون به لذلك إن كنت تملك حيوانًا أليفًا كالقطط مثلًا عليك توخي الحذر في تقديم الطعام لهم خاصةً الذي يحتوي على السكريات فالطبيعة الفطرية لتلك الحيوانات أنها تعيش في طبيعةٍ لا تتواجد فيها اطعمةٌ مصنعةٌ أو مليئةٌ بالسكريات لذلك فهي لا تستطيع التعامل مع السكريات المصنعة وبالتالي تصاب بداء السكري ومع تطوره قد تصل مضاعفاته إلى العمى والوفاة فكما كنت رفيقًا بالبشر كن رفيقًا بحيوانك الأليف كذلك.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

ثمانية عشر − 2 =