تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » التعامل مع المراهق : كيف تتعامل مع ابنك المراهق بكفاءة؟

التعامل مع المراهق : كيف تتعامل مع ابنك المراهق بكفاءة؟

المراهقة هي أصعب المراحل التي يمر بها ابنك خاصة في عصرنا ويحتاج الابن فيها قرب أبويه أكثر من أي مرحلة فكيف يمكنك التعامل مع المراهق وتوطد علاقتك به؟

التعامل مع المراهق

التعامل مع المراهق يحتاج مهارات تربوية يجب أن تسعى لاكتسابها لكي تمر هذه المرحلة بسلام فطريقتك في التعامل مع المراهق قد تكون مفتاحاً لتكسب صداقته وباباً لعبور تلك المرحلة الحرجة من حياة ابنك بسلام وقد تكون مفتاحاً لخسارة ابنك وقطع جسور التواصل والتفاهم بينكما إلى الأبد. عليك أن تتقبل أثناء التعامل مع المراهق أنه لم يعد طفلاً وأنه تغير فتقبله كما هو وتعامل معه بذكاء وحذر ولا تستخدم معه.

طريقة التعامل مع المراهق مفتاح للمكسب أو الخسارة

الحقيقة المطلقة ليست حكراً عليك

من منا يملك الحقيقة المطلقة واليقين التام والمعرفة الكاملة بكل شيء، لا أحد. إن التعامل مع المراهق يحتاج ذكاء ولكي تتكون علاقة صداقة قوية بينك وبين ابنك المراهق تخلى عن سلطتك الأبوية وكن صديقاً له، لا تردد على مسامعه دائماً أن خبرتك في الحياة أكبر منه وأنك تعلم مصلحته أكثر منه لكي تفرض اختياراتك عليه، فعليك أن تثق به وتحاول نصيحته ودعه يختار طالما أن اختياراته لن تؤثر على صحته أو مستقبله اتركه يختار طريقه ودراسته وهواياته فكونه مختلف معك فهذا لا يعني أنه مخطئ فليتسع صدرك لتقبل ابنك كما هو وحاول احتوائه ونصحه ولكن اترك القرار له فهو من سيتحمل مسئولية نتيجة هذه الاختيارات في النهاية. تقبل اختلاف ابنك فيمكنه أن ينجح بطريقته لذا عليك أن تدعه يحقق أحلامه هو وليس أحلامك أنت فالحقيقة المطلقة ليست حكراً عليك.

الاستماع الجيد وتفهم احتياجات المراهق

كن مستمعاً جيداً فهذه أفضل وسيلة لتكسب ابنك المراهق، لا تبدأ بإصدار الأحكام والأوامر بدون أن تسمع وجهة نظره، فالاستماع الجيد يخلق بينكما جسوراً للتواصل تتوصل من خلالها لطريقة تفكيره وتتعرف على أولوياته وأحلامه وطموحاته وأفكاره حيث أن التعامل مع المراهق يحتاج الصبر ويحتاج أيضاً أن تكون متفهماً ومدركاً لتفكير ابنك حتى تتوصل لإقناعه برأيك وتوجيهه للطريق الصحيح. حيث أن تفهمك لحاجات ابنك المراهق النفسية والفكرية يقصر المسافات بينكما ويخلق مجال للتفاهم والود والثقة بينكما، لذا عليك دائماً أن تكون متفهماً لاحتياجاته ومستمعاً جيداً لابنك حتى لا تخسره.

أسلوب المناقشة

عندما تتناقش مع ابنك تجنب فرض آرائك والصوت العالي واللهجة الآمرة، فالمناقشة بينك وبين ابنك يجب أن تكون مبنية على التفاهم والهدوء حتى تستطيع أن تحتويه وتصل بمناقشتكما إلى نتيجة جيدة، وحتى يتقبل منك النصيحة في نهاية مناقشتكما. فأسلوب المناقشة بينك وبين ابنك هو ما يحدد شكل العلاقة بينكما هل هي علاقة صداقة أم أن علاقتكما لا تتعدى كونك تفرض عليه سلطتك الأبوية وليس على الابن سوى السمع والطاعة؟ أنت من يحدد ذلك من خلال اختيار أسلوب المناقشة بينكما. وتذكر دائماً أنك لا تتناقش مع ابنك لتثبت أنه مخطئ إنما تتناقش معه ليصل كلاكما لحل مشترك للمشكلة محل النقاش.

تجنب توجيه الانتقادات

توجيه الانتقادات لابنك طوال الوقت ومقارنته بأقرانه هي أسوأ ما يمكن أن تفعله مع المراهق فأنت بذلك لا تدمر شخصيته وثقته في نفسه فقط بل أنت أيضاً تدمر ثقته فيك، لأن ابنك لن يجد فيك ملاذاً آمناً يلجأ إليه عند الحاجة للحديث والنصيحة لأنه يعلم مسبقاً أنك ستصدر عليه أحكامك.

وتنهال عليه بوابل من الانتقادات والمقارنات بغيره وهذا آخر ما يحتاج إليه لذا عندما يحتاج ابنك للحديث والنصيحة لن يأتي إليك بل سيتجه لشخص يثق بأنه لن يحكم عليه أو ينتقده إنما سيعطيه النصيحة ويدعمه. فالثقة هي أهم ما يحتاجه الأبوين في التعامل مع المراهق فيجب أن تكون الثقة متبادلة بينكما لتخلق مساحة مريحة لابنك يستطيع من خلالها التواصل معك.

منح المراهق مساحة من الحرية والخصوصية

مساحة الحرية التي تمنحها لابنك تسهل التعامل مع المراهق في هذه المرحلة الحرجة وتفتح سبلاً للتفاهم بينكما فهذه المساحة التي تعطيها له ستجعله يثق بك ويستشيرك في كل أموره من تلقاء نفسه لأنك سيدرك أنك تتعامل معه كشخص بالغ ففي هذه المرحلة يعتبر ابنك أنه كبر ومن حقه أن يتمتع بمساحته الخاصة. ولكي تكسب ابنك في هذه المرحلة عليك أن تمنحه مساحة كافية من الحرية والخصوصية فلا تتجسس عليه أو تختار له أصدقائه أو تمنعه من هواياته أو تفرض عليه القيام بأمور معينة ضد رغبته، كما يجب أن تمنحه مساحة لارتكاب الأخطاء حتى يتعلم منها. ومع ذلك لا تترك له كل الحرية دون رقابة عليك أن تراقبه من بعيد دون أن يشعر بأنك تحجر على حريته لكي تطمئن بأنه يحسن التصرف وحتى تتمكن من التدخل في الوقت المناسب لتوجيهه ونصيحته إذا لزم الأمر.

العقاب

إن التعامل مع المراهق يحتاج قدر كبير من الحزم خاصة في هذه المرحلة ولكن يجب أن تبتعد عن استخدام القسوة معه حتى لا تهدم صداقتك معه عليك أن تكون حازماً دون أن تقسو وتبتعد تماماً عن الصراخ والضرب، عاقبه عندما يخطئ وعلمه الصواب ولكن بدون ضرب أو قسوة كما يجب أن يكون مدركاً تماماً للسبب الذي يعاقب من أجله وتفهمه أبعاد خطأه ولماذا تعتبر فعله خطأ حتى لا يقدم على تكراره مرة أخرى.

تحمل المسئولية

ابنك في مرحلة المراهقة يكون قد خرج من مرحلة الطفولة فلا تعامله كطفل يجب أن تكبر معه المسئوليات التي تحملها له حتى تزيده ثقة بنفسه وثقته في قدراته على حل المشكلات واجعله يشعر أنك تثق برأيه من خلال استشارته في بعض الأمور والقرارات التي تخص المنزل، هو يشعر أنه لم يعد طفلاً فيجب عليك أيضاً أن تعامله على هذا الأساس ولكن تذكر جيداً أنه يمكنه أن يخطئ فاترك له هامش من الخطأ دون أن تؤنبه بل ادعمه حتى يتعلم من أخطائه.

تأثير المجتمع

أننا لا نعيش وحدنا بالمجتمع ويجب أن تكون مدركاً لهذه الحقيقة لأنك لست وحدك من يؤثر بابنك ولست الوحيد الذي يتأثر بتصرفاته فهناك المجتمع والمحيط الذي يتواجد به ابنك من أصدقاء وزملاء بالمدرسة ومعارف وكذلك الشارع الذي يخرج إليه كل يوم لذا عليك عند التعامل مع المراهق أن تكون جاهزاً لأي تغير سلبي كان أو إيجابي يطرأ على ابنك تأثراً بشخص آخر قد يكون زميل أو صديق لذا يجب عليك في حالة ما إذا كان التغير سلبياً أن توجه ابنك بهدوء وتعلمه كيف يكون مستقلاً وتمنحه الثقة بنفسه من خلال مدحه فليس عليه أن يتأثر بأحد لينال إعجاب الآخرين فهو رائع كما هو.

إن التعامل مع المراهق يحتاج الكثير من الحرص والذكاء خاصة في هذه المرحلة التي تتسم بالتغيرات النفسية والجسدية والفكرية التي تحدث للمراهق حيث يحتاج في هذه المرحلة الكثير من الاهتمام والاحتواء، لذا يجب على الأبوين توخي الحذر أثناء التعامل مع المراهق في هذه المرحلة بالتحديد.

مي حسن

حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة وماجستير في القانون من جامعة السوربون بباريس، محامية وباحثة قانونية.

أضف تعليق

8 − 5 =