يتعرض الإنسان الطبيعي وفي العادة إلى الكثير من المواقف المحرجة، هذا الأمر يحدث إما نتيجة ظروف خارجة عن الإرادة البشرية تماما ولا علاقة لنا بها وهي من فعل الطبيعة أو حدث عارض، أو قد تكون نتيجة لفعل ورد فعل عليه، هذه المواقف تعني الإحراج والخجل، وقد تخضع إلى التبرير المطول من قبل الشخص الذي تعرض لها، ولعل من اكثر المواقف المحرجة التي قد يتعرض لها الإنسان هو الرفض، أي أن يتم رفض طلب له، وأشهرها أن تقوم فتاة ما برفض التعرف على شاب، أو العكس، وأيضا الرفض في العمل، الرفض من قبل العائلة، وبالتالي لابد من إيجاد طريقة فعالة من أجل التعامل مع الرفض .
لكن من المعروف أن الرفض يؤلم، سواء كان في علاقة أو طلب وظيفة أو أكاديمي أو إلى حد كبير في أي مكان في الحياة. المعضلة الحقيقية هي أن الشعور بالرفض يمكن أن يسلبك حاضرك ويمكن أن يؤدي إلى الخوف من المستقبل، سواء في الحياة المهنية أو الشخصية. لكن في الحقيقة أن الرفض واقع ويحدث لكل إنسان وأنت ستسمع كلمة (لا) في الكثير من الأحيان، وعلى الرغم من كونها مؤذية كما ذكرنا سابقا إلى انه يمكنك أن تتعامل معها بطرق سهلة وبسيطة تساعدك على التخلص من هذه المشاعر والبداية من جديد.
استكشف هذه المقالة
لا تأخذ ذلك الرفض بشكل شخصي
لا يعني “لا” دائمًا وجود ملاحظات. يعني ببساطة أن الحياة محايدة ويجب ألا تدع ذلك يصبح علامة أو بصمة في حياتك، ، بل على العكس عليك أن تهنئ نفسك وتثني عليها بأنك اتخذت على الأقل خطوة جريئة “للتجربة”، فالكثير من الناس يعيشون حالة من السكون والجمود بشكل سلبي جدا لتجنب الرفض أو الإحباط وهو أمر محبط بحد ذاته، وفي النهاية يمرون بحالة من الندم على عدم المحاولة على الإطلاق. لذا حافظ على قوتك وفي سبيلك إلى التعامل مع الرفض لا تدع الرفض يصبح علامة أو بصمة لحياتك. من القصص المشهورة عن النجاح ويقولها مؤسس موقع علي بابا الصيني” جاك ما”، (اشهر موقع صيني للبيع عبر الإنترنت)، أنه تم رفضه الكثير من المرات في إحدى الجامعات ومع ذلك لم ييأس.
الضبط والانتقال
الأمر متروك لك كيف تكون ردة فعل على الرفض، فإما أن تكون متشائمًا أو واقعيًا. غالباً ما يكون الرفض طريقة حياة تطلب منك ضبطها، فلربما هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتحسين نفسك. على سبيل المثال هل تم اختيار منافس مبيعات آخر لك في عملك؟ هل هناك أي شيء يمكنك القيام به لتغيير مهاراتك في العمل؟ هل رفضت من قبل؟ هذا يعني عادة أن هناك شخص أفضل منك في هذا العمل وهو ما يتطلب منك دراسة الموقف والانتقال إلى مرحلة تحسين المهارات التي لديك ودراسة أسباب الرفض، أي فعليا إن الرفض يقودك إلى معرفة نقاط الضعف لديك لتتخطاها لاحقا إلى النجاح الذي ترغب به.
توقع أن تتحسن الأمور
يقولون أن الرفض هو في كثير من الأحيان دعوة للعيش في توقع شيء أفضل، إنه يعني ببساطة أن خيبة الأمل اليوم تفسح المجال لغد افضل. لذا من أجل التعامل مع الرفض احتفظ بإطار تفكير إيجابي بغض النظر عن مدى ضعف شعورك الحالي، فالشعور الأولي بعد مرحلة الرفض يكون غير واقعي بل يستند إلى شعور أضخم من الواقع والمنطق، لكن بعد مرور المرحلة الأولى يكون انتقال إلى مرحلة أخرى يسود فيها المنطق ويمكنك من خلالها تدارك الموقف بشكل سليم.
إنها طريقة لحمايتك
سواء كنت تؤمن بالله أو لا، فإن الرفض غالبًا طريق الله لحمايتك، (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا)، فدوما ما بعد الوضع الصعب يأتي الفرج، ولهذا حافظ على إيمانك وناشد الله سبحانه وتعالى أنك تفهم حكمته من الرفض وتطلب مساعدته وعونه، مع الثقة المطلقة أن المساعدة والنجاح قادم.
من أجل التعامل مع الرفض اعتبره درسا وخبرة لك
بدلاً من السماح للرفض باستهلاك حاضرك ومستقبلك ضمن حالة من الشعور البائس والإحباط، بالمقابل خذ الدروس منه وتقدّم للأمام. لا تسأل لماذا؟ بدلا من ذلك، اسأل ما يلي:
- ماذا تعلمت من هذا؟
- هل كان هناك أي جانب إيجابي للوضع (هل كنت ناجحا)
- هل يمكنني فعل أي شيء لتعزيز شجاعتي والمضي قدما؟
- ما هي التغييرات الإيجابية في موقفي الذي يمكنني القيام به في هذه الحالة للمضي قدماً؟
- هل هذه حكمة الله وهل أستطيع الاستفادة من ذلك مع الإيمان بالقضاء والقدر.
لا تتحدث عن وضعك على الإنترنت كي يمكنك التعامل مع الرفض
في كثير من الأحيان، عندما يُحبط المرء، يعبر عن مشاعره ويشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا النوع من التصرفات يمكن القول عنه تعبير عن التخلص من الألم أو (التنفيس) فهذا الشخص بحاجة أن يخرج ما في داخله من ألم قبل أن يكبر بداخله ويتسبب بالمشاكل الصحية والنفسية له وخاصةً عندما يكون غاضبًا، هذا لتصرف يعتبر خطأ كبير ويعبر عن جانب من شخصيتك لا يجب أن يشاهده الآخرون، خاصة مع قابلية انتقال البوست عبر الإنترنت حاليا وبسرعة بحيث لا يمكن السيطرة عليه. اترك المشاعر لك شخصيا واحتفظ بها.
اكتشف أشياء جديدة عنك
لا تدع الرفض يصبح جزءًا من شخصيتك. بل على العكس اعتبر نتيجة هذا الرفض هو الفرصة بالنسبة لك لاكتشاف أشياء جديدة عن نفسك وشخصيتك. قم بالغوص في داخل شخصيتك، واستخدم هذا الوقت الحالي للاستثمار في نفسك، واجعل نفسك شخص أفضل يحب الجميع ويحبه الجميع.
حتى يمكنك التعامل مع الرفض عليك أن تعرف أن الزمن يمر
كأي نوع من المشاعر والمواقف، فإن الأحداث ونتائجها في العادة تمر وتنتهي، وعلى الرغم من طغيان المشاعر السلبية عليك نتيجة الرفض، إلا انه عليك اعتباره نكسة بسيطة ودرس وعبرة كما قلنا سابقا وان تدرك انه لا بد لها أن تمر وستنساها ولهذا ليس عليك أن تعيش ما يشبه المأساة نتيجتها.
دع الرفض يبنيك لا يحطمك
اعتبر الرفض هو اللبنة الأولى والأساس الذي ستبني عليه بناءك الجديد، قديما قالوا (الضربة التي لا تقتل، نزيدك قوة) وهذا القول حقيقي وقابل للتطبيق وبالتالي اجعل هذا الرفض والمشاعر الناتجة عنه بمثابة القوة التي ستجعلك تنهض من جديد للوصول إلى أهدافك، وكما قلنا سابقا كل ما عليك هو الاستفادة وأخذ العبرة من الحدث، والإيمان بالنجاح.
أضف تعليق